ثورة الجياع

حسين جاسم الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 6765 - 2020 / 12 / 19 - 14:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هل محض صدفة ان يسحب الكاظمي اغلب الناشطين ومقدمي البرامج السياسية الشرسين والمحللين السياسيين والامنيين، وقادة الرأي والمؤثرين، بل حتى المدونين وكتاب معروفين، الى مكتبه والى ادارة بعض مفاصل الدولة والمؤسسات ؟
لو كان كل هؤلاء باماكنهم السابقة لقامت الدنيا ولم تقعد على كل حادثة من برامج ومقالات الخ، ولكن الرجل الذي اشار على السيد الكاظمي بسحب البساط بهذه الطريقة هو رجل ذكي، واحتمالية انطباق الصفة عليه شخصيا ان كان صاحب الفكرة، لانه اوقف عجلة كانت تدور ٩٠ الف دورة في الثانية ابان حكم السابق الدكتور عادل عبد المهدي.
ومع كل هذا لا اجد اشكالا بكل ما تقدم ان كان الهدف نبيل، لكن في المحصلة لم ار من فريقه اي انجاز على جميع المستويات والاصعدة، فكل يغني على ليلاه، والاسباب كثيرة كان بمقدمتها اتخاذ نفس الاسلوب والمعايير التي اتخذتها الاحزاب سابقا بعشوائية حشو المناصب باناس غير مؤهلين بل بينهم من المزورين الذين طردوا من اماكنهم فاعد تدويرهم السيد الكاظمي حفظه الله.
منذ العام ٢٠٠٣ الى اليوم اسمع كلمة الرجل المناسب في المكان الصح لكن القابضين على مفاتيح السلطة والحكم، سيخسرون كل شيء ان طبقت تلك الحكمة، وحاول ذلك جاهدا لكنه فشل والاسباب مجهولة فالمشاع ان هنالك دول عميقة تدير الدفة وليس واحدة، فضلا عن ان السيد الكاظمي فشل فشلا ذريعا، في الامن وكشف قتلة الناشطين والشباب المطالب بحقوقه، وفي المحافظة على استقرار الوضع الاقتصادي، والاعتماد على تفس الطريقة التي قادت رئيس الوزراء الاسبق الدكتور العبادي الى ابعاده عن السلطة بسبب الحاشيات والمعلومات المغلوطة والايهامات التي كانوا يوقعونه بها، رغم ان الرجل كان افضل من غيره بكثير لولا بعض الهفوات.
فالمهام التي اوكلت للسيد الكاظمي لا تتعدى نقاط معدودة ومعروفة، لكن الرياح جرت وسلك الطريق الذي يراه، فعليه تدارك الامور والمحافظة على ميزانية قوت المواطن وعدم التحرش بمعاشه لان ذلك سيثير غضب البسطاء الذين ستختل عندهم الموازين، وتقوم هنا بحق هذه المرة ثورة الجياع.

#حسين_جاسم_الشمري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل