أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - ثقافة الترند














المزيد.....

ثقافة الترند


مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)


الحوار المتمدن-العدد: 7987 - 2024 / 5 / 24 - 16:13
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


يرى بعض المثقفين أن هناك مؤامرة من جهات غير معروفة تجعل العصر عصر التفاهة الثقافية وسقوط النخب الواعية ، وليس هذا فى مصر او الدول العربية وحدها بل على مستوى العالم وبصفة خاصة الدول الغربية . ولا بد أن نعترف بأنه منذ عام ١٩٩٣ وهناك تغيرات عالمية فى الثقافة جعلت الثقافات المحلية تذوب فى ثقافة كانت غربية أولا ثم تحولت الى عالمية بما يسمى " عولمة الثقافة " .
ومع ظهور مواقع التواصل الاجتماعى تغيرت ثقافة العالم بالفعل لتظهر ألفاظ جديدة علينا مثل كلمة " ترند " التى تعنى اتجاه او ميل أو مشاركة للغالبية ناحية موضوع أو موضة ، وكلمة ترند فى مواقع التواصل الاجتماعى تعنى انتشار وتفاعل مع موقف تم نشره ، وقد اعتمد مجمع اللغة العربية بالقاهرة كلمة ترند لتصير مثل كلمة أرشيف ، والترند هو ظاهرة جديدة ترتفع بموضوع أو شخص معين ليقفز على السطح لفترة ، وهى فترة قصيرة جدا قياسا بطول فترة الاستمرار لموضوع أو كاتب أو فنان معين فى عصور سابقة ، حيث يمكن أن يكون الترند لساعة واحدة أو أقل، وصاحب الترند قد يكون رجل الشارع العادى والطفل وحتى الرسوم المتحركة والكوميكس والحيوانات الأليفة بمساواة بين الاشخاص والأشياء ، وبالتال. يصبح صاحب الترند فى حالة شهرة لفترة وجيزة ثم يتركها لصاحب ترند جدبد وهكذا تدور الترندات على الكل فى صورة مواقف مختلفة "وافيهات" وفى أغانى مهرجانات وفى مسلسلات وفى مباريات وفى موضات وفى كل ما يمكن أن يقابله الانسان العادى فى حياته اليومية.
الأهم فى ثقافة الترند أنها تتم وتنتشر - وتكسب أموال ايضا- بواسطة الجمهور الحقيقى حتى لو كانت نشأتها بواسطة جهات أو شركات ، لان بعض الشركات والمواقع مثل يوتيوب وتيكتوك تعمل مكافآت لاصحاب نشر الترندات التى تستحوذ على مشاهدة عالية . وبصورة أوضح يختلف جمهور الترند الأعم غالبا عن جمهور القراء ومشاهدى الفن والرياضة لانهم جماهير خاصة ، ومن ثم فإن انتشار ثقافة الترند - ثقافة التوك توك كما يقول الاستاذ الدكتور الفيلسوف حسن حماد- يعنى سقوط النخبة الأكثر وعيا ، وبالتالى لا يجد المفكرون وكبار المثقفين من يناصرهم على مواقع التواصل الاجتماعى مما جعل الكثير منهم يصف العصر بأنه عصر التفاهة أو يأوى إلى ركن رشيد وحده ويفقده المجتمع قبل أن يفقد هو نفسه المجتمع.
وأنا شخصيا لى رأى قد يكون مفيدا -وقد لا يكون- بصفتى دارس لتطورات العولمة منذ فترة طويلة ، ويتلخص فى عدم معاداة أى تطورات تكنولوجية يهتم بها الشباب ومنها "ثقافة الترند" حتى لا نتحول الى الركن الرشيد والانغلاق ، وأيضا لكى نخرج من دوامة الترند أو على الأقل تحجيمه وفى نفس الوقت نحافظ على النخبة الواعية ، ويمكن أن يتم ذلك باتباع طريقين متوازيين :
الأول : أن ينخرط المفكرون والمتقفون فى "ثقافة الترند" لتصبح أقوالهم نفسها ترند ويشاركوا المجتمع ككل فى مشاكله الإجتماعية والثقافية والفنية والرياضية والسياسية والاقتصادية بصورة "ترند" أكثر وعيا وهذا قد يبدو صعبا على غير متقنى الوسائل التكنولوجية وعلى الموالين للسلطة ، ولكنه ممكن فى ظل عالمية وحرية مواقع التواصل الإجتماعي .
الثانى : أن يتحد المفكرون باستخدام نفس سلاح الترند وهو مواقع التواصل الاجتماعى لعمل برامج وفيديوهات بصورة مبسطة تخاطب العامة أولا بطريقة بسيطة مثلما تفعل بعض دول العالم فى فيديوهات موقع تيد TED وجوت تالنت وغيرهم من البرامج التى بدات تنتشر الآن فى معظم دول العالم والدول العربية (مسابقة أمير الشعراء و الدحيح وعلمتيوب وآراب جوت تالنت وغيرهم ) ، حيث يتدخل المفكرون فى الاعداد والمراجعة والتقييم لبرامج تهم العامة ثم شيئا فشيئا تقل ثقافة الترند ليحدث توازن فى الأدب والفن والفكر والسياسة وحتى الرياضة. مع ملاحظة الا تدخل تلك البرامج فى غياهب السياسة وموالاة الحكومة حتى لا تتحول الى برامج توك شو يتم توجيهها حسب توجهات الشركات والجهات الراعية والسيادية وتفقد عموميتها.
نحن أمام عصر جديد يشبه رياح عاتية فى بحر متلاطم الأمواج فإما أن نحسن التوجية وإما نترك الشباب يواجهون مصيرهم مع تلك الرياح والأمواج.



#مجدى_عبد_الحميد_السيد (هاشتاغ)       Magdy_Abdel_Hamid_Elsayed#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عام جديد (شعر)
- لا تحزن فالجبُّ عميق (شعر)
- اثْنَتَا عشْرةَ عينا (شعر)
- أمنيةٌ مفقودة
- الاستعمار الجديد عبر العولمة
- أصبحتُ وحيدا هذا العام
- عصر صعود الهواة
- أمنيةٌ فى باقة أحلام
- تخَيَّلوا إذن
- تمنيات الشفاء
- حضارة العولمة والذكاء الإصطناعى
- عولمة الفن العربى
- أوركستر يناير
- آخر أوراق الشجرة
- حينَ ابْتَسَمَتْ كارْلا
- لم أختر زمنى
- نهاية عصر العلم للعلم وبداية عصر المشروعات التطبيقية والشركا ...
- لقد تأخرنا يا لورد ولكن
- ما الذى يجرى فى العالم المتغيرلنلحق به
- نحو ثقافة عربية شرق أوسطية جديدة


المزيد.....




- الجامعة المغربية بين الإهمال والتفكيك الممنهج
- الصين تحذر الفلبين من -انتهاك سيادتها- على شعاب في بحر الصين ...
- ترامب يقرر الاعتراف بيوم كولومبوس فقط ويرفض الاعتراف بيوم ال ...
- الكويت.. حبس عراقيين ومصريين في شبكة تحويلات غير شرعية
- بنكيران أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية في المغرب لولاية جد ...
- غارة إسرائيلية تستهدف الضاحية الجنوبية
- موسكو وواشنطن.. تفاهمات نحو التسوية
- الخارجية الروسية: لافروف وروبيو تحدثا هاتفيا واتفقا على مواص ...
- عودة صناعة النسيج تواجه تحديات الطاقة والعقوبات في حلب
- هل يلبي تعيين حسين الشيخ نائبا للرئيس طموحات الفلسطينيين؟


المزيد.....

- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - ثقافة الترند