مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا
(Magdy Abdel Hamid Elsayed)
الحوار المتمدن-العدد: 7844 - 2024 / 1 / 2 - 16:33
المحور:
الادب والفن
فى الشارعِ والميْدانْ
بينَ بيوتٍ ، بينَ عماراتٍ كانت منذ زمانْ
تعْرِفُنى حينً أسيرُ وحيدا بعد الظهرْ
لم يعْرفْنى النيلُ الغامضُ ذو اللونِ الأخضرْ
وكذلكَ لم تعرفْنى الشمسُ الحيرَى فى ديسمبرْ
لم تُمطرْ بعدٌ ولكنْ
بعضَ غمامٍ فى الآفاقِ يتابعُ خطوَ السيرْ
ليعارضَ ضوء الشمسِ المتخاذل
فى يومٍ ثلاثاءٍ أعزل
قربَ نهايةِ عامٍ أوشكَ أن يعبرَ ويمرّْ
بعدَ سقوطِ الأيام كأوراقِ الأشجارْ
وخلوِّ مدينتنا من لحظاتِ هدوء
فالعالمُ قد غنَّى للقوة والتغييرْ
ويُغَنِّى الشرقُ لماضٍ لم يتبَدَّلْ
لنودِّع عاما لم يَصْدُقْ فى الأقوالْ
وكذلكَ لم يَعْدل فى الأفعالْ
حينَ انهزمَ البسطاءُ مع العقلاءْ
فى الشارعِ والميدانْ
* * *
فى سلسلةٍ تمتدّْ
تنتظرُ قُدُومَ الغدْ
نغماتُ بيانو فى حفلةْ
تُحْيي ذكرى إسقاط العامْ
ما بين الأبيضِ والأسودْ
والقدرُ العازفُ يلعبُ بيديهِ الماهرتينْ
يعزفُ سيمْفونِيَةَ الذكرى والآمالْ
من نُوتَةِ أقدارٍ مكتوبة
أمنيةٌ تتلوها أمنيةٌ فأمانىّْ
والأوَّلُ يَتْبعه الثانى
أوقاتٌ لم تتوقَّفْ منذُ المولِدْ
ليست صُدْفةْ
بل أقدارٌ كانت موصوفةْ
أن يتقابلَ وجهانِ ائتلفا
أو يتلاقى الأعداءُ بلا موعدْ
عُذرا أيتها الأيام المُشْتبكةُ فى عامٍ قادمْ
ستسيرينَ بأحبابٍ وكذلكَ بالفُرَقَاءْ
وسنفقدُ من سلسلة العمر الحلقاتْ
كلٌّ منَّا جزءٌ من تاريخِ الزمن الأبدىّْ
ولذلكَ ننتظرُ الميلاد
فى يومٍ قادمْ
يتشكَّلُ فى باقةٍ عامٍ
مرسومٍ فى لوحةِ عمرٍ آتْ
* * *
يومٌ ، شهرٌ من عامْ
عمرٌ يتقدَّمُ بالأحلامْ
مُقْتنصا من عمرى الطفلَ الغائبْ
لكنْ لم أنسَ وجودى
بينَ العينينِ اللامعتينْ
حين يصيرُ الوقتُ بلا حسبانْ
وتكونينَ الكونَ الأوّلَ والآخرْ
ويصيرُ العمرُ مجرَّدَ لفظٍ فى الشفتينْ
وتعودينَ كما أنتِ
اليومَ وكلَّ سنينٍ قد تأتى
وكذلكَ أغْنِيَتى والأنغامْ
تسكنُ فى لوحةِ عامٍ آتْ
تتردَّدُ فى الشارعِ والميدانْ
* * *
#مجدى_عبد_الحميد_السيد (هاشتاغ)
Magdy_Abdel_Hamid_Elsayed#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟