أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - الشرق شرق والغرب غرب وبينهما أمم متشابهات














المزيد.....

الشرق شرق والغرب غرب وبينهما أمم متشابهات


مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)


الحوار المتمدن-العدد: 7485 - 2023 / 1 / 8 - 11:02
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


حين سافر رفاعة الطهطاوى إلى فرنسا تغيرت نظرته للعالم حيث وجد حرية وإنسانية لم يعهدها فى الشرق ومع التطور الإنسانى وجد أيضا تطورا علميا وصناعيا وزراعيا وعسكريا ، والغريب من الناحية العلمية بالفعل هو تأثر العلم خلال القرن التاسع عشر والقرن العشرين بطبيعة الفلسفة والقيم المنتشرة فى البلدان الأوروبية الرائدة مثل انجلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا ، فبرغم تداخل تلك المفاهيم بينهم خلال القرنين الماضيين إلا ان انجلترا كانت علومها تتأثر بالتجريبية العملية التطبيقية النفعية التى تقبل بالمعارضين والمخالفين فى سبيل المنفعة بينما كانت فرنسا تميل ناحية الحرية والإنسانية والتأثر السياسى الذى جعل من السهل إعدام "أبو الكيمياء" لافوازييه لمواقفه السياسية أثناء الثورة الفرنسية ، أما ألمانيا فكانت تميل إلى العقل المغلف بالغلظة والتكبر الذى يجعل العقل فوق الكل والقوة هى قوة الإنسان فلا مكان للضعيف ولا غير المنتج فكانت ألمانيا هى أم التطورات العلمية الحديثة فى الفيزياء والكيمياء والهندسة ، وتأثرت إيطاليا بالنزعة الفنية المغلفة بالتدين الخاص بها فكانت تميل للكلام النظرى والفن حتى فى العلم الذى يجعل هناك فن العلم وعلم الفن. وعند النظر إلى فرنسا التى زارتها أول البعثات المصرية الحديثة وأثر فلاسفتها مطلع القرن التاسع عشر فى فكر محمد على حاكم مصر فقد ضمت كل معارف وخبرات العالم منذ منتصف القرن الثامن عشر فى محاولة جبارة لإخراج الإنسان من منطقة التخلف إلى منطقة الحرية استفادت منها الثورة الامريكية والعديد من دول العالم. ومع الحرية العقلية الفكرية تغير وجه العالم وخرج من عباءة الدين الكهنوتى (المسيحى فى أوروبا) إلى طريق أرحب من الفكر العقلى العلمى الفلسفى الذى اتضح فى ألمانيا وأنجلترا وفرنسا والولايات المتحدة ، وبالتالى عندما زار توفيق الحكيم فرنسا منذ حوالى مائة عام وجد فيها فكرا يخالف ما يتبناه الشرق فى فكره ، فطريق العقل والمنطق والعلم والفلسفة الفرنسى لا يتفق مع الفكر الإيمانى الروحانى الذى تتبناه شعوب الشرق من الهند إلى المغرب التى تجعل الحياة نفسها مجرد جزء زمنى صغير من تاريخ الإنسان الممتد بين مالانهاية قبل خلقه ومالانهاية بعد موته ومن هنا تؤمن معظم شعوب الشرق بالمقدسات إيمانا يكاد يكون يقينيا بلا أى أدلة علمية أو عقلية منطقية عبر تاريخ عميق يمتد لآلاف السنين فى الهند ومصر وإيران والعراق والشام .
لقد توصل توفيق الحكيم إلى أن المقارنة ظالمة بين الشرق الروحانى والغرب العقلانى وتمنى وجود طريق وسط بينهما لا تخضع فيه شعوب الشرق للروحانية الكاملة ولا العقلانية الكاملة ، ولذلك كتب قصة مثل "أهل الكهف" حيث تصور أنه يمكن أن نقوم نحن أيضا باختراع تفسيرات أدبية لقصص مقدسة مثل قصة أهل الكهف فى القرآن الكريم ، والغريب أن العقل المصرى الصاعد منذ تسعين عاما قبل ذلك ولم يعترض.
وإذا تصورنا أن هناك شرق وهناك غرب فقط فقد يؤدى ذلك إلى تصور ضيق للحياة لإن هناك أمم متشابهات جعلت الأخلاق والمجتمع طريقا ثالثا فى منطقة الشرق الأدنى تهتم فيه شعوب الصين واليابان والكثير من دول شرق آسيا بالمعاملات الحياتية بين البشر على طريقة كونفشيوس ولاوتسى وبوذيستافا (أحد أتباع بوذا فى الصين) وهو طريق يجعل محور الحياة هو الإنسان نفسه والمجتمع لا قبل ولا بعد ، وحتى إن كان هناك قبل أو بعد فهو مرصود أيضا عبر التناسخ وينتهى إلى اللامعلوم.
إن العولمة الحديثة جعلت من تأثر الثقافات (وبالتالى المعتقدات والأديان) ببعضها تاثرا كبيرا ، بل إنها أخذت معها الكثير من الأديان إلى طريق تغيير المسار عبر التفسيرات والمقارنات ومحاولة "عقلنة" الأديان والمعتقدات وهو ما تقابله الشعوب بتأثر مجتمعى شديد نلمسه الآن فى محاولة النيل من رجال الدين المسيحى والإسلامى ومحاولة زلزلة عروشهم المقدسة والانقسام ما بين مؤيد ومعارض فى أى قضية دينية أو ثقافية.
إنها مرحلة انتقالية للعقل البشرى قد تستمر حتى نهاية القرن الحادى والعشرين وربما يتغير الفكر البشرى بعدها تماما بما لا يمكن تصوره الآن.



#مجدى_عبد_الحميد_السيد (هاشتاغ)       Magdy_Abdel_Hamid_Elsayed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رونالدو فى السعودية عبر اقتصاديات عالمية جديدة
- القرن الحالى هو قرن آسيا والعولمة الأسيوية
- العولمة العلمية بين العلم والدين
- اشتراكية العولمة هل هى النموذج القادم
- وجهات نظر عالمية أخرى فى التقدم والتطور
- هل يمكن للعلم أن يعيد كتابة التاريخ ؟
- بين العولمة الثقافية والدين
- هل تغيرت طبيعة الوظائف وهل ستتغير مع وبعد جائحة كورونا ؟
- مشاكل الأديان مع العولمة الثقافية والاجتماعية وتنامى المعرفة ...
- القضايا الاجتماعية والأحوال الشخصية فى عصر العولمة
- الإدمان الرقمى الديجيتال هل سيحل محل الإدمان الحقيقى؟
- القوة الناعمة فى عصر العولمة الثقافية – الصين نموذجا
- هل يمكن أن تنتهى الأديان المعروفة الآن ؟
- التغيرات المجتمعية فى الأحوال الشخصية قد لا تناسب عصر العولم ...
- التعليم الخارجى هل هو ضرورة للدول النامية مع عولمة التعليم ؟
- نحو عالم جديد وعولمة جديدة بعد كورونا وأوكرانيا
- العولمة الجديدة وأول إنذار غربى بتقسيم العالم والحرب الباردة
- عالم استغلال الفرص
- الحزب الشيوعى الصينى ليس نموذجا عالميا فى ظل العولمة
- مفهوم الدين الواقعى بين الولايات المتحدة والصين


المزيد.....




- تحويل الرحلات القادمة إلى مطار دبي مؤقتًا بعد تعليق العمليات ...
- مجلة فورين بوليسي تستعرض ثلاث طرق يمكن لإسرائيل من خلالها ال ...
- محققون أمميون يتهمون إسرائيل -بعرقلة- الوصول إلى ضحايا هجوم ...
- الرئيس الإيراني: أقل عمل ضد مصالح إيران سيقابل برد هائل وواس ...
- RT ترصد الدمار في جامعة الأقصى بغزة
- زيلنسكي: أوكرانيا لم تعد تملك صواريخ للدفاع عن محطة أساسية ل ...
- زخاروفا تعليقا على قانون التعبئة الأوكراني: زيلينسكي سيبيد ا ...
- -حزب الله- يشن عمليات بمسيرات انقضاضية وصواريخ مختلفة وأسلحة ...
- تحذير هام من ظاهرة تضرب مصر خلال ساعات وتهدد الصحة
- الدنمارك تعلن أنها ستغلق سفارتها في العراق


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - الشرق شرق والغرب غرب وبينهما أمم متشابهات