أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - نحو عالم جديد وعولمة جديدة بعد كورونا وأوكرانيا















المزيد.....

نحو عالم جديد وعولمة جديدة بعد كورونا وأوكرانيا


مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)


الحوار المتمدن-العدد: 7206 - 2022 / 3 / 30 - 10:32
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


يتحدث بعض مفكرى العالم الغربى عن قرب نهاية العولمة وهى هنا تعنى تقليص وتحجيم التجارة العالمية فى ظل وجود اتجاه نحو القومية والحمائية والاعتماد على التحالفات الجديدة كما حدث وسيحدث مع الدول الأوروبية ودول الأسيان ودول الخليج العربى وغيرهم ، ولكن على الجانب الآخر لا يرى بعض مفكرى الشرق ذلك كما يراه الغرب بل يرون تقليصا للعولمة على الطريقة الغربية فقط وليس نهايتها لإن الغرب لا يريد العولمة بصورتها الحالية التى تفيد دول شرق آسيا والهند والدول النامية مثل البرازيل وجنوب أفريقيا. إن التطرق إلى العولمات الأخرى مثل العولمة الثقافية والعولمة الاجتماعية وحتى العلمية والرياضية والإعلامية ربما يستمر بوتيرة أسرع قليلا من العولمة الاقتصادية لإن الدول الغربية تريد لعولمتها الأخرى أن تستمر حول العالم ليصل العالم إلى الليبرالية الغربية وتطبيق الثقافة الغربية بشتى الطرق خاصة فى السياسة وفى المجالات الثقافية والاجتماعية .
ونظرا لإن عولمة الإعلام تجعل الألة الإعلامية المناصرة للغرب هى الألة الأكبر والأكثر سيطرة على العالم ، فإن معظم قنوات ومواقع الأخبار تتحدث عما يحدث فى أوكرانيا متبنية النظرة الغربية التى لم يتم تطبيقها على العراق وافغانستان على سبيل المثال عند غزوهما من قبل التحالف الغربى بزعامة الولايات المتحدة. وهنا نحتاج إلى معرفة وجهات نظر عالمية اخرى ، فماذا يقول شرق العالم عما يحدث فى أوكرانيا ولا نسمعه فى وسائل الإعلام الغربية؟ . إن الكثير من مفكرى الشرق يرون أن العالم الآن به عدة بؤر ملتهبة كلها تحت طائلة الولايات المتحدة ، وأولى تلك النقاط هى تايوان والثانية هى أوكرانيا وهناك بعض نقاط أقل التهابا مثل كوريا الشمالية وإيران وفنزويلا وغيرهم بعد الانتهاء من بؤرة الشرق الأوسط ، ومعظم خيوط تلك البؤر فى يد الولايات المتحدة تحركها كيفما تشاء حسب مصالحها . إن الشرق يدرك تماما أن إعلان تايوان الاستقلال التام والانفصال التام عن الصين يعنى دخول الصين فى حرب مهما كلفها الأمر وهو ما حدث مع أوكرانيا بالفعل حين أعلنت عن نيتها الانضمام لحلف الناتو . إن بعض مفكرى الشرق وعلى رأسهم كيشور محبوبانى يرون أبعادا أخرى للصراعات القادمة وبالتالى يمكن تفهم وجهة النظر الشرقية من خلال النقاط التالية:
1- تعلم الولايات المتحدة أن الصين ستقوم بحرب فى حالة استقلال تايوان وكذلك كانت ستقوم روسيا فى حالة طلب انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبى وبالتالى فقد ساعدت أوكرانيا على طلب الانضمام وستساعد تايوان على الاستقلال بعد دراسة التجربة الأوكرانية وتقييم مصالحها فى تايوان بمساعدة اليابان.
2- إن الصين لم تكره أحدا فى العالم ولا حتى الولايات المتحدة ولم تتدخل فى شئون أى دولة ولم تطلب تصدير طريقة حكمها لأى دولة لإنها تعتقد أن طريقتها فى الحكم تمثلها فقط والشعب راض تماما عن الطريقة الصينية التى تعتمد على تحسين الحالة الاقتصادية قبل الحالة السياسية للصينيين ، وطريقة الصين فى الاستثمار الخارجى تعتمد على التكامل أكثر من نهب ثروات الشعوب بتشجيع الفساد والصراعات الداخلية للدول.
3- منظمة الصحة العالمية ودول شرق آسيا تدرك أن الصين ليست مبتدعة كورونا ولكن الإعلام الغربى يحاول تضليل العالم برغم أن الصين ساعدت الكثير من دول العالم الثالث على تجاوز الجائحة بتوفير تطعيمات مجانية ووفرت مستلزمات طبية بأرخص الأسعار لكل العالم بلا استثناء وهو ما لم تفعله الدول الغربية إلا كنوع من الرد على الصين برغم أن تلك الدول ربحت عشرات المليارات من بيع اللقاحات والامصال والأدوية المختلفة بدلا من فتح إنتاج الأدوية خارج الملكية الفكرية التى تبنتها بصورة متصاعدة مع بداية العولمة فمنعت وصول الأدوية إلى المرضى حول العالم بسبب حقوق الملكية التى جعلت تجارة الأدوية والمستلزمات الطبية من أكبر انواع التجارة فى العالم بعد الأسلحة والمخدرات.
4- الفائز الأول من أى حروب كبرى هم رجال أعمال الولايات المتحدة وعائدات الضرائب الناتجة عن دوران مصانع الأسلحة وبيع البترول والغاز بعد عامين من الكساد بسبب كورونا ، وتستطيع الولايات المتحدة إيقاف الحرب فى أى وقت بوقف دعم أوكرانيا وتتبع الولايات المتحدة بعض الدول الغربية مثل انجلترا التى تستفيد أيضا من بيع الأسلحة والطاقة .
5- اوكرانيا لم تكن دولة من دول الناتو ولا هى عضو فى الاتحاد الأوروبى وبالتالى فأزمة أوكرانيا لا تعنى الكثير بالنسبة للولايات المتحدة ولا انجلترا لبعد الصلات الدولية ولكنها قد تعنى بالفعل أوروبا ، وقد تعترف الدول الأوروبية بعد فترة أنها ربما اتبعت الطريق الخطأ فى الصراع الأوكرانى باستثارة روسيا بلا داع وربما كان ذلك بدعم من الولايات المتحدة وحليفتها انجلترا ، وذلك لا يعنى أن دول شرق العالم تساند روسيا فى الغزو وتدمير البنية التحتية لأوكرانيا والذى انعكس على التجارة العالمية.
6- لا يمكن أن تقبل الولايات المتحدة بفكرة أن تكون الثانية أبدا وتحت أى مسمى وبالتالى فهى عدو أى دولة تحلم بأن تكون الأولى اقتصاديا حتى لو أدى الأمر إلى معاناة الأمريكان أنفسهم اقتصاديا من عواقب عداء الصين ، برغم أن زيادة التعاون مع الصين سيكون فى صالح المواطن الأمريكى وفى صالح كل شعوب العالم وإزالة الفقر من العالم .
7- تريد الولايات المتحدة تطبيق طريقتها فى الديموقراطية على دول العالم بينما الطريقة الأمريكية فى الديموقراطية تعتبرها دولا مثل سنغافورة ونيوزيلاندا فسادا لتدخل المال فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية لصالح رجال الأعمال.
8- أزمة أوكرانيا لا تظهر التحيز الغربى للعرق الأوروبى فقط بل ستقلص التجارة العالمية والعولمة إلى ناحية الحمائية والقومية كما اراد الرئيس الأمريكى السابق ترامب بعد أن استفادت دول شرق آسيا والهند من العولمة وتحسنت اقتصادياتها على حساب الولايات المتحدة والدول الغربية.
9- تحاول الدول الغربية أيضا تطويع العولمة الثقافية والاجتماعية لتصطبغ بصبغة غربية متناسية ثقافات العالم وعادات الشعوب الأخرى وخاصة فى الشرق التى قد لا تقبل بصورة كاملة التصور الغربى الثقافى الاجتماعى وبالتالى فهى لم تقبل إلى الآن الكثير من مفاهيم الليبرالية الجديدة وتغول رجال الأعمال والحرية الجنسية وحتى الحرية الإعلامية التى يحركها رجال الأعمال .
10- لا يصح مقارنة وضع أوكرانيا بما سيحدث مستقبلا لتايوان لإن تايوان ليست دولة مستقلة تماما بل هى ليست عضوا فى الأمم المتحدة ، وبرغم من أهلها الأقرب للصين إلا أن معظم الشعب التايوانى لا يعادى الصين الآن ويريد للوضع الحالى أن يبقى بلا ضرر لكل من الصين او تايوان.
إن العالم سيشهد خلال الفترة القادمة عولمة جديدة تحت عالم ثنائى القطب او متعدد الأقطاب بعد فشل الولايات المتحدة فى أن تحافظ على كونها القطب الوحيد ولكن لا يمكن أن تنتهى العولمة التى ربطت الآن معظم شعوب العالم ثقافيا واجتماعيا وعلميا ورياضيا وفنيا وتعليميا قبل الربط الاقتصادى والسياسى .
قد يكون من الأنسب لنا فى الدول العربية متابعة مقالات وفيديوهات قادمة من شرق العالم لنحكم على ما يحدث فى العالم دون الاعتماد على وسائل الإعلام العالمية التى يتحكم فى توجهاتها رجال الأعمال حول العالم .



#مجدى_عبد_الحميد_السيد (هاشتاغ)       Magdy_Abdel_Hamid_Elsayed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العولمة الجديدة وأول إنذار غربى بتقسيم العالم والحرب الباردة
- عالم استغلال الفرص
- الحزب الشيوعى الصينى ليس نموذجا عالميا فى ظل العولمة
- مفهوم الدين الواقعى بين الولايات المتحدة والصين
- هل نحن نعيش بالفعل داخل طفرة حضارية إنسانية ؟
- هل يستفيد رجال الأعمال من التغيرات الثقافية ؟
- الجذور فى عولمة العلاقات الاجتماعية والشذوذ
- هل يمكن لتطور المعرفة عبر العولمة أن تغيرمفهوم التاريخ
- حين يصبح الصغار كأفراد أو دول كبارا فى عصر العولمة
- الأنبياء الجدد من القرن التاسع عشر إلى عصر العولمة
- لماذا يدفع موقع تيك توك TikTok للفيديوهات التى تلاقى رواجا؟
- - جيكل وهايد - فى عصر العولمة
- التكنولوجيا تساهم فى حل مشاكل كبار السن
- هل سيخترق الواقع الافتراضى الممارسات الدينية والموت والحياة؟
- المرحلة الانتقالية العالمية أو مرحلة العبور العالمى
- عولمة الثقافة والفن من أغانى المهرجانات إلى المثلية الجنسية
- العلاقة بين الكيمياء والسياسة ومرض السكرى
- بين العلم والبيزنيس
- هل الملابس ثقافة ؟
- هل نحن مغيبون ؟


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - نحو عالم جديد وعولمة جديدة بعد كورونا وأوكرانيا