أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - الحزب الشيوعى الصينى ليس نموذجا عالميا فى ظل العولمة














المزيد.....

الحزب الشيوعى الصينى ليس نموذجا عالميا فى ظل العولمة


مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)


الحوار المتمدن-العدد: 7166 - 2022 / 2 / 18 - 13:13
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


بداية لا يمكن الاعتقاد بأن النظام الصينى نظام ديموقراطى على الطريقة الغربية ، ولكن برغم مرور أكثر من مائة عام على تأسيس الحزب الشيوعى الصينى وبرغم الأخطاء التى مر بها مثله مثل معظم أحزاب العالم الثالث قبل حقبة السبعينيات إلا أن الحزب تغير بالفعل منذ عام 1978 حين قرر دينج شياو بينج انفتاح الصين على العالم ليس على الطريقة المصرية الاستهلاكية بل على الطريقة الصينية الانتاجية مع وضع الحزب الشيوعى على طريقة اختيارات أكثر شعبية لكى يكون أعضاء الحزب معبرين عن الشعب وتطلعاته المستقبلية حتى لو كانت الطريقة ليست مشابهة للديموقراطية الغربية وحتى لو قابل أخطاء قاتلة مثل حادثة ميدان تيانمن عام 1989 قابلتها بعض الدول مثل مصر عام 2013 وقابلتها الولايات المتحدة بصورة مصغرة فى 6 يناير عام 2020 وقابلتها فرنسا فى احتجاجات السترات الصفراءخلال العامين الماضيين.
إن الحزب الشيوعى الصينى قد يكون الحزب الشيوعى الوحيد الذى لا يبغى نشر أو تصدير الشيوعية للعالم بل هو يتنبى خلطة غريبة من الماركسية التى تم خلطها بالتعاليم الصينية العريقة كالكنفشيوسية والطاوية وفى نفس الوقت تبنى اقتصاد السوق الحر بطريقة تجعل الاقتصاد تحت السيطرة برغم حريته النسبية.
إن المعضلة التى تواجه العالم الغربى فى فهم الصين وفهم نظامها الحاكم وهو الحزب الشيوعى الصينى تكمن كما قال المفكر السنغافورى كيشور محبوبانى فى عدة نقاط لا يريد العالم الغربى الاقتناع بها وأهمها :
- يختلف الحزب الشيوعى الصينى عن الحزب الشيوعى السوفيتى السابق ومعظم الأحزاب الشيوعية فى عدم تبنيه أى نشر للشيوعية أو تصديرها للعالم لإنه تبنى شيوعية خاصة به فقط فلا هى شيوعية ماركسية أو لينينية أو ستالينية خالصة.
- أنه الحزب الذى يهتم بالنجاح فى الداخل أكثر من الخارج متبنيا العلم والبحث العلمى والإبداع مع السياسة والاقتصاد وبالتالى تم رفع اكثر من ثلثى الشعب الصينى من تحت خط الفقر خلال جيل واحد بعد أن كان أكثر من 90% من الشعب الصينى تحت خط الفقر العالمى قبل عام 1978.
- أن الحزب يتبنى مبادئ السوق الحر وتستطيع الصين عقد أى اتفاقيات مع أى دولة فى العالم بلا شروط تقريبا بينما لا تستطيع الولايات المتحدة نفسها تبنى مفهوم السوق الحر دون قيود أو جمارك أو عقوبات.
- أن الحزب الشيوعى الصينى يتبنى خططا بعيدة المدى –بعضها يصل إلى خمسين عاما- لا تتوقف كثيرا على الرؤساء خاصة منذ عام 1978 وهو عام انطلاق الصين إلى السوق العالمى فى عهد دينج شياو بينج .
- إن الحزب الشيوعى الصينى لا يتبنى أى مبادئ لأى تدخل عسكرى خارج حدود الصين حتى الآن برغم محاولة الولايات المتحدة فصل قطعة تاريخية منه وهى تايوان عنه بطريقة غير ديموقراطية لإن ثلثى شعب تايوان يؤيدون الصين الأم ويستثمرون فيها بالفعل .
إن الصين بحزبها الشيوعى تحاول جاهدة ألا تتبع الطريق الاستعمارى القديم بنهب ثروات الدول الفقيرة دون عائد واضح على تلك الدول ، أو الطريق الاستعمارى الحديث باحتكار التجارة والسيطرة على ثروات العالم ومضاعفة المكاسب لدى الطبقة الرأسمالية التى تتحكم فى العالم وهى عدة آلاف فقط ، بل تمضى الصين ناحية التعاون المثمر مع كل بلاد العالم وعلى قدم المساواة دون النظر إلى النظم السياسية أيا كان نوعها وهو ما جعلها مأمنا لمعظم دول العالم الثالث . إن الدول الغربية تتعاون مع معظم الحكومات الديكتاتورية فى العالم وتغض الطرف عن معظم الممارسات غير الديموقراطية وحقوق الإنسان وفى نفس الوقت تلوم الصين على نفس التعاون لإنه بطريق اقتصادى تكاملى .
إن الصين باعتبارها نظاما غير ديموقراطى هو أقرب للديكتاتورية إلا أنه لا يتدخل فى شئون العالم كما تفعل الدول الغربية وقد حظى بأغلبية مطلقة فى الداخل تصل إلى 95% كما أشار مركز تابع لجامعة هارفارد عام 2020 ليس من باب السياسة ولكن من باب تحسن الاقتصاد وتحسن مستوى المعيشة للشعب الصينى الذى يمثل خمس سكان العالم تقريبا.
المدهش بالفعل هو وصول أكثر من عشر الشعب الصينى إلى مستوى الأثرياء وتخطت الطبقة المتوسطة نصف سكان الصين مع السماح بالسفر لاكثر من خمسين مليون صينى سنويا لإن الصينى يؤمن بان السفر والترجال والتعلم يسبق القراءة على أهميتها وتنوى الصين خلال السنوات العشر القادمة توسيع قاعدة الثروة لتصل إلى مئات الملايين وليس عدة آلاف كما يحدث فى الولايات المتحدة التى يتحكم في ثرواتها عدة آلاف من المليونيرات والميليارديرات.
الغريب بالفعل هو البعد التاريخى للمعتقدات الصينية التى لم ترد الصين تصديرها للعالم بل تتبناها بصورة داخلية فقط منذ بدء التعاليم الكنفشيوسية لإن تلك التعاليم تتوجه بصورة واضحة إلى الأفراد والمجتمع ومن ثم تصل للحكام.
برغم أن العولمة الأمريكية منذ مطلع التسعينيات تتبى الطريق الرأسمالى الليبرالى الغربى إلا إن الصين هى الدولة الشيوعية الأولى التى تبنت مبادئ العولمة على طريقتها الخاصة مما جعل الولايات المتحدة تفقد الكثير من أرباحها المعتمدة على الابتكار والإبداع والاحتكار واستقطاب رؤوس الأموال بوصول أول منافس قوى بعد عام 2008 ينازعها فى قوة الابتكار والإبداع، حتى أنها تفوقت على الولايات المتحدة عام 2013 ثم تفوقت على كل من الولايات المتحدة وأوروبا مجتمعين عام 2020 فى براءات الاختراع والإبداع العالمى ولم تعد الآن هى المقلد بل أصبحت هى المبدع وقد ظهر ذلك جليا فى سبقها لتعميم الجيل الخامس من الاتصالات 5G عام 2018 قبل أن تعممه الولايات المتحدة فى الأجهزة والاتصالات .



#مجدى_عبد_الحميد_السيد (هاشتاغ)       Magdy_Abdel_Hamid_Elsayed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الدين الواقعى بين الولايات المتحدة والصين
- هل نحن نعيش بالفعل داخل طفرة حضارية إنسانية ؟
- هل يستفيد رجال الأعمال من التغيرات الثقافية ؟
- الجذور فى عولمة العلاقات الاجتماعية والشذوذ
- هل يمكن لتطور المعرفة عبر العولمة أن تغيرمفهوم التاريخ
- حين يصبح الصغار كأفراد أو دول كبارا فى عصر العولمة
- الأنبياء الجدد من القرن التاسع عشر إلى عصر العولمة
- لماذا يدفع موقع تيك توك TikTok للفيديوهات التى تلاقى رواجا؟
- - جيكل وهايد - فى عصر العولمة
- التكنولوجيا تساهم فى حل مشاكل كبار السن
- هل سيخترق الواقع الافتراضى الممارسات الدينية والموت والحياة؟
- المرحلة الانتقالية العالمية أو مرحلة العبور العالمى
- عولمة الثقافة والفن من أغانى المهرجانات إلى المثلية الجنسية
- العلاقة بين الكيمياء والسياسة ومرض السكرى
- بين العلم والبيزنيس
- هل الملابس ثقافة ؟
- هل نحن مغيبون ؟
- هل يعتمد التفاعل مع التكنولوجيا والعولمة على السن ؟
- هل ستطلب طالبان محاكمة الولايات المتحدة مستعينة بالصين وروسي ...
- حروب الفضاء القادمة ليست عسكرية فقط ولكنها صراعات علم وطاقة ...


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - الحزب الشيوعى الصينى ليس نموذجا عالميا فى ظل العولمة