أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - الجذور فى عولمة العلاقات الاجتماعية والشذوذ














المزيد.....

الجذور فى عولمة العلاقات الاجتماعية والشذوذ


مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)


الحوار المتمدن-العدد: 7143 - 2022 / 1 / 23 - 15:49
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


قبل سبعين عاما لم يكن الشذوذ الجنسى مباحا بصورة علنية فى معظم دول العالم الغربى بل كان المجتمع يستهجنه حتى لو كان موجودا ، ولكنه أخذ مساحة من الحرية مع بداية السبعينيات فى الأفلام الجنسية (البورنو) وإن كانت تلك الأفلام هى نفسها أيضا غير مقبولة عالميا لتعرض بعلانية فى دول العالم. إن أذرع العولمة الثقافية فاقت تحرر السبعينيات إذا أنها أسست لثقافة جديدة تطالب فيها العالم بقبول ما يفرضه الإعلام الغربى من تحرر ، فالإعلام الغربى تبنى منذ بداية العولمة أفكار تضمين الشذوذ الجنسى فى الأفلام العادية وليست الجنسية فقط ثم امتد الأمر إلى المسلسلات ثم الأخبار مع أفكار العولمة الأخرى مثل العلاقات خارج الزواج أو الدعارة او العلاقات بمقابل ، ومع مطلع الألفية أصبحت تلك الأمور عادية فى المجتمعات الغربية ولا تسبب أى حرج مما جعل العالم يغير من الأسماء فأصبح الشذوذ مثلية و"جاى" و"ميم" ومجتمع LGBT للرجال والنساء ، ولم يكن الشذوذ الذكورى هو الوحيد بل انتشر بصورة غير مسبوقة تاريخيا فى العلانية شذوذ النساء مما جعل مجتمع الشواذ يكتسب أرضا جديدة عبر العولمة جعلته فى نهاية المطاف يطالب بتطبيق القوانين المدنية على مجتمع الشواذ فأصبح هناك زواج معتمد قانونيا فى العديد من دول العالم له نفس حقوق الزواج العادى بين الرجل والمرأة وأصبحت العلاقات خارج الزواج مقبولة علانية ومرحب بها فى العديد من المجتمعات الغربية وصلت حتى إلى التاج البريطانى نهاية التسعينيات.
المشكلة التى تقابلها الكثير من دول العالم العالم وليس العرب وحدهم هى أن الغرب يحاول جعل تلك المفاهيم عالمية (عولمة ثقافية واجتماعية) بينما الكثير من المجتمعات الأسيوية والإفريقية وهم أكثر من ثلثى عدد سكان العالم لم يقبلوا بتلك الأمور بصورة علنية . وبالتالى انقسم العالم تجاه تلك المشكلات الاجتماعية الثقافية الناتجة عن العولمة إلى ثلاثة أقسام وهم : القسم الأول هو العالم الغربى ومن يدورون فى فلكه باعتبار الشذوذ حرية شخصية وبالتالى لهم حقوق تحكمها قوانين مدنية أصبحت راسخة منذ أكثر من عشر سنوات ووصلت إلى المنظمات الدولية ، والقسم الثانى قبل تغيرات العولمة دون وجود قوانين تقنن أوضاع تلك الفئات مع عدم رفضها أو قبولها تاركة تلك الأمور للتغيرات المجتمعية ومعظم تلك الدول مهتمة أكثر بالسياحة والتعامل مع الغرب بصورة أكبر ، أما القسم الثالث وهو الغالبية الأسيوية والإفريقية فهى دول لم تقبل إلى الآن تلك الثقافة الغربية وتحاول قدر الإمكان الحد منها قبل محاربتها وهى ليست مجتمعات إسلامية ومسيحية فقط بل هناك مجتمعات هندوسية وبوذية ولا دينية لم توافق على علانية تلك الممارسات كما لم توافق من قبل على تقنين الدعارة أو العلاقات خارج الزواج إلا بصورة مستترة وبقوانين مدنية مقيدة.
إذن نحن قبل أن نكون أمام الحرية الشخصية فنحن أمام صراع عولمى ثقافى يجعل كل الفنون التى لا تقبل المثلية فنون غير عالمية ويندر حصول تلك الأعمال على جوائز عالمية كنوع من الضغط على باقى دول العالم لقبول المفاهيم الجديدة ، وبالتالى فالصراع ممتد إلى الآن مستخدما الإعلام والفن والأدب والأخبار والرياضة لعولمة العالم على الطريقة الغربية ، ولولا صعود الهند والصين إلى آفاق أرحب من العولمة لقبلت معظم دول العالم مفاهيم العولمة الغربية إلا أن الصين والهند ومعظم دول شرق آسيا ما تزال تعارض فكرة العولمة الاجتماعية التى تنطبق على المجتمعات الغربية ويصعب تطبيقها على المجتمعات الشرقية ، ولا يعنى ذلك تخلفا لإن العولمة أصبحت تعتمد كثيرا على فكر المجتمعات الأخرى وتحويله للعالمية أيضا مثلما فعلت الهند التى جعلت مدينة بوليود الفنية عالمية تنتج الأفلام التى يقبلها العالم الشرقى وربحت من ذلك الكثير وتبعتها الآن تركيا ، وقد تبنت نفس الطريقة الهندية الصين والكثير من دول شرق آسيا ولكن فى مجتمعاتها دون الوصول للعالمية كما فعلت الهند أو الوصل للإقليمية الشرق أوسطية كما فعلت تركيا.



#مجدى_عبد_الحميد_السيد (هاشتاغ)       Magdy_Abdel_Hamid_Elsayed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن لتطور المعرفة عبر العولمة أن تغيرمفهوم التاريخ
- حين يصبح الصغار كأفراد أو دول كبارا فى عصر العولمة
- الأنبياء الجدد من القرن التاسع عشر إلى عصر العولمة
- لماذا يدفع موقع تيك توك TikTok للفيديوهات التى تلاقى رواجا؟
- - جيكل وهايد - فى عصر العولمة
- التكنولوجيا تساهم فى حل مشاكل كبار السن
- هل سيخترق الواقع الافتراضى الممارسات الدينية والموت والحياة؟
- المرحلة الانتقالية العالمية أو مرحلة العبور العالمى
- عولمة الثقافة والفن من أغانى المهرجانات إلى المثلية الجنسية
- العلاقة بين الكيمياء والسياسة ومرض السكرى
- بين العلم والبيزنيس
- هل الملابس ثقافة ؟
- هل نحن مغيبون ؟
- هل يعتمد التفاعل مع التكنولوجيا والعولمة على السن ؟
- هل ستطلب طالبان محاكمة الولايات المتحدة مستعينة بالصين وروسي ...
- حروب الفضاء القادمة ليست عسكرية فقط ولكنها صراعات علم وطاقة ...
- جانب آخر مهمل لأحداث 11 سبتمبر 2001
- الصراعات الدولية من منظور عولمة المواد الخام والعناصر النادر ...
- هل ستغير العولمة مفهوم النخبة ؟
- الواقع بين الماضى والمستقبل فى عصر العولمة


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - الجذور فى عولمة العلاقات الاجتماعية والشذوذ