أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - مفهوم الدين الواقعى بين الولايات المتحدة والصين














المزيد.....

مفهوم الدين الواقعى بين الولايات المتحدة والصين


مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)


الحوار المتمدن-العدد: 7159 - 2022 / 2 / 11 - 13:07
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


بعد الحرب الاهلية الأمريكية منذ أكثر من قرن ونصف حدثت طفرة فكرية أمريكية اتبعت فيها الولايات المتحدة المنهج الفلسفى العلمى والمنهج البراجماتى النفعى ، وما لبثت أن تفوقت فيهما بعد أن أنزلت الفلسفة من برجها العاجى الألمانى الفرنسى الإنجليزي لتجعل كل أساتذة الفلسفة المفكرين الأمريكان هم فلاسفة بالفعل يقودون الولايات المتحدة ، ولم تغلق الباب مثلما فعلت فرنسا أمام من يمكن أن نطلق عليهم فلاسفة ،بل وأخرجت الولايات المتحدة للوجود الفكرى فلاسفة وقادة ومبدعين كانوا فى الأصل أطباء أو علماء أو متخصصين تكنوقراط، ومن ثم تطورت الولايات المتحدة بطريقة متسارعة نهاية القرن التاسع عشر فى كل المجالات بطريقة تشبه التسارع التاريخى العربى القديم فى قيادة العالم بتجميع كل المفكرين والعلماء والطامحين تحت سماء واحدة بعيدا عن الحدود الأوروبية المعرقلة للتقدم الفكرى. إن المنهج العلمى والمنهج المنطقى والمنهج البراجماتى النفعى يقيسون ما يحدث فى الحياة بمقياس الواقع الملموس مبتعدين كثيرا عن التصورات العقلية النظرية اعتمادا على أن كل شئ فى الحياة يتغير حتى الحقائق ، فما نراه اليوم حقيقة أو جمالا قد لا يراه الجيل القادم كذلك وبالتالى تختلف المقاييس، والأجدى والأجدر لديهم أن يعبر التفكير عن الواقع ويخدم البشر بطريقة مفيدة ليزيد محتوى المعرفة الإنسانية المرتبط بالواقع وليس المرتبط بالتاريخ الماضى الذى أجهد المفكرين ورجال الدين فى أوروبا وحتى فى الهند وبلدان العالم الإسلامى وتشتت قدرات الإنسان العظيمة التى يمكن تسخيرها لتطوير الواقع والمستقبل بطريقة قابلة للتطبيق والقياس. لقد تحولت الفلسفة الأمريكية إلى "تعاليم" أو "تعليمات" توضع للتحكم فى الحاضر والتطلع للمستقبل وكلها قابلة للتطبيق العملى وبالتالى تم تهميش المعتقدات بطريقة فريدة جعلت المنفعة والقانون والتعليمات أعلى من العقيدة حتى لو كانت تلك المنفعة مأخوذة من العقائد والأديان ولكنها تفيد المجتمع والناس بالفعل فيصل العالم إلى " الدين الواقعى".
الغريب بالفعل أن الصين هى مبتدعة التعاليم فى تاريخ العالم القديم والحديث ، حيث لا يوجد فى الصين وما حولها دين واضح ولكن توجد تعاليم هى أقرب للأديان ، وتلك التعاليم تم اشتقاقها من أدوم تعاليم لدى البشر مع تطويرها بصورة دائمة لتتفاعل مع الواقع وتصبح هى "الدين الواقعى" ، فالأخلاق واقعية والمعاملات واقعية وحتى الأمور الشخصية واقعية ، وهذا ما جعل الصين – ومن قبلها اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة- تجد فى عصر العولمة الأمريكى طريقا مشابها لما تعتقده تاريخيا بأن التعاليم ومن ثم التعليمات هى التى يجب أن تقود العالم وهى التى تحكم الأفكار والإبداع العالمى ، فلا إبداع ولا فكر يصبح ذا أهمية إلا إذا كان يمكن قياسه وتقييمه بطريقة عملية أو بالأحرى نفعية، حتى ما نظنه من أخلاقيات فى التعليم وشئون الأسرة والمجتمع هى تعليمات تحافظ على استمرار تطور المجتمع بطريقة آمنة للكل . وبالطبع لن تؤمن الصين بأى مقياس دينى بالمقاييس الشرقية التى تؤمن بها الشعوب من الهند إلى المغرب وهى الأديان التى تؤجل الحساب والعقاب إلى الآخرة العادلة ، ولذلك انتشرت الماركسية كالنار فى الهشيم فى الصين لإنها تتشابه مع معتقدات الصين القديمة والحديثة فى اتباع التعاليم ومن ثم أعطت للصين دفعة خاصة فى عصر العولمة النفعى البراجماتى.
إن التشابه بين الولايات المتحدة والصين ظهر اخيرا فى عصر العولمة ، لإن العولمة ذات طابع ليس رأسماليا بحتا بل نفعيا تماما بتشييئ كل الأفكار والإبداعات وتقييمها ماديا ونفعيا فى الواقع المعاش وفى حسابات المستقبل الذى سيعاش أيضا بطريقة علمية قابلة للقياس والحسبان وحتى بحساب التكلفة والمكسب والخسارة.
إن الولايات المتحدة والصين برغم تناقضهما فى الطريقة فقط إلا أنهما يسوقان العالم نحو خلطة فكرية جديدة نحو النفعية والواقعية والمنطقية والعلمية والتكنولوجية سواءً بغلاف رأسمالى أو ماركسى ولكنها كلها بتعاليم وتعليمات آملين أن يذهب كل العالم إلى "الدين الواقعى".



#مجدى_عبد_الحميد_السيد (هاشتاغ)       Magdy_Abdel_Hamid_Elsayed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نحن نعيش بالفعل داخل طفرة حضارية إنسانية ؟
- هل يستفيد رجال الأعمال من التغيرات الثقافية ؟
- الجذور فى عولمة العلاقات الاجتماعية والشذوذ
- هل يمكن لتطور المعرفة عبر العولمة أن تغيرمفهوم التاريخ
- حين يصبح الصغار كأفراد أو دول كبارا فى عصر العولمة
- الأنبياء الجدد من القرن التاسع عشر إلى عصر العولمة
- لماذا يدفع موقع تيك توك TikTok للفيديوهات التى تلاقى رواجا؟
- - جيكل وهايد - فى عصر العولمة
- التكنولوجيا تساهم فى حل مشاكل كبار السن
- هل سيخترق الواقع الافتراضى الممارسات الدينية والموت والحياة؟
- المرحلة الانتقالية العالمية أو مرحلة العبور العالمى
- عولمة الثقافة والفن من أغانى المهرجانات إلى المثلية الجنسية
- العلاقة بين الكيمياء والسياسة ومرض السكرى
- بين العلم والبيزنيس
- هل الملابس ثقافة ؟
- هل نحن مغيبون ؟
- هل يعتمد التفاعل مع التكنولوجيا والعولمة على السن ؟
- هل ستطلب طالبان محاكمة الولايات المتحدة مستعينة بالصين وروسي ...
- حروب الفضاء القادمة ليست عسكرية فقط ولكنها صراعات علم وطاقة ...
- جانب آخر مهمل لأحداث 11 سبتمبر 2001


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - مفهوم الدين الواقعى بين الولايات المتحدة والصين