أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سرحان الركابي - أيلانا بصري حب أسطوري للعراق رغم الغياب الطويل














المزيد.....

أيلانا بصري حب أسطوري للعراق رغم الغياب الطويل


سرحان الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7983 - 2024 / 5 / 20 - 12:24
المحور: المجتمع المدني
    


كنت أستمع ألى برنامجها الاذاعي المشهور طبيب وراء المايكرفون , ومن وقتها وأنا اأشعر ان هذا الصوت الدافيء , صوت رافديني أصيل , رغم انها تعمل في اذاعة أجنبية وليس عراقية , ومادفعني الى ذلك الاحساس , هو لقبها ( بصري ) والثاني لهجتها أو لكنتها القريبة من العراقية , ولم يخطر ببالي في يوم من الأيام , أنني ساتعرف عليها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي , وأتحدث اليها مباشرة , وهي تعترف لي بأنها عراقية الهوى والمنبع والجذور , وأسمع منها قصائد الحب والغزل للعراق الذي مازال حبه يسري في دمائها , رغم انها فارقته منذ نعومة أظفارها , مازالت مياه دجلة والفرات تجري في عروقها
وتغذي حنينها الى بلدها , الذي أنجبها وأنجب آباءها وأجدادها منذ آلاف السنين , كل يوم أرى قصائدها , وكلماتها المغمسة بالحب والحنين الى مسقط رأسها , مدينة العمارة وشواطئها الممتدة على نهر دجلة ,
ايلانا بصري , العراقية اليهودية الرافدينية , لها مع العراق قصة من أروع قصص الحب الخالد ,
. ايلانا بصري المجنونة بحب العراق , من مواليد مدينة العمارة , وهاجرت في بداية الخمسينات من القرن الماضي
. وأيلانا يعني شجرة باللغة الآرامية , هو الاسم الذي اتخدته لنفسها , بدل اسمها الحقيقي كليريت خضوري طويق , من عائلة طويق المعروفة في العراق , ولقب بصري اكتسبته من لقب زوجها عزرا بصري
. درست في مدرسة السنية الابتدائية في العمارة , التي تقع بجوار البنك الشرقي , ثم أكملت دراسة المتوسطة في متوسطة النهضة للبنات , في شارع المعارف , أما الدراسة الاعدادية , والتي يسميها البعض ثانوية , فقد أكملتها عن طريق الدراسة الخارجية , اذ لم تكن هناك اعدادية في العمارة , وحازت على أعلى معدل في اللغة العربية في المنطقة الجنوبية 87 , والذي حصلت على أثره على هدية من الوصي عبد الاله قاموس انكليزي عربي , ومن المؤسف انها لم تحمله معها في هجرتها ,
هاجرت مضطرة مع عائلتها في بداية الخمسينات من القرن الماضي , كما أسلفنا , وعملت كمذيعة ومقدمة برامج , ومن أشهر برامجها طبيب وراء الميكرفون , وهو برنامج طبي وانساني , يعالج الحالات المستعصية جدا , والتي لا يتوفر لها علاج أو امكانيات في البلدان العربية , وطالما ساعدت بعلاج حالات مرضية كثيرة من كافة البلدان العربية ,
. تقول طالما اشتقت الى سماع أحد من العراق أثناء بث البرنامج , ولو حدث فعلا لطرت فرحا وأوقفت البث شوقا الى العراق .
وفي كل يوم أكتب قصيدة بحب دجلة والعمارة والعراق , وسيظل هذا الحب راقدا في روحي ومخيلتي . ولا يمكن أن أنسى ذكرياتي في العراق
, فقد كانت لي زميلات مسلمات ومسيحيات , منهن بتول معروف وسنية حسين وجانيت بني , وشمسة بدر ريحان , وكريمة عبد المطلب , وسعاد نعيم شوحيط , ومن المؤسف ان علاقتي بهن قد انقطعت ولم أعد أستطيع التواصل معهن , ولا أعرف مصيرهن , هل هن أحياء أم أموات .
. اما الجيران الذين لا أستطيع نسيانهم , فقد كان منزل خلف الشفي وهو مازال قائما حتى الآن أمام منزلي , وكذلك منزل حجي فهمي وبناته سلطانة وشكيبة ونجيبة ومرغريت جرجس
. أتواصل حاليا مع أبناء العمارة الكرام , وقد تحدثنا عن التكية المجاورة لمنزلي بجدار واحد , ولازلت أتذكر ذلك الانسان المعروف باسم عبد الوهاب , كان يجلس في مدخل التكية , وسمي صاحب الأيدي الذهبية ,لأن الناس كانوا يأخذون أليه الأطفال المرضى , لينشر لهم ويقرأ على رؤوسهم آيات قرآنية من القرآن الكريم , فيعودون بفضل الله تعالى معافين , وهذا ما حدث لي حين أصبت بالحصبة , فقد أخذوني اليه وقرأ على رأسي وشفيت والحمد لله , ومما لا يغيب عن الذاكرة ان عبد الوهاب هذا الرجل الطيب , كان يستعين بعكازتين , وقد فوجئت حينما تعرفت على حفيده الآن , والذي أخبرني أن جده كان قد أصيبت قدمه في الحرب العالمية الاولى , ولهذا كان يستعمل العكاز
ومن ذكريات أيلانا المؤلمة , تقول حينما غادرت العمارة مسقط رأسي , وأنا في طريقي الى الضفة الأخرى من نهر دجلة , رأيت أغصان الأشجار تتشابك وتتمايل مع سعف النخيل , كأنما تودعني , وتلقي علي النظرة الأخيرة , بينما لم أكن أتصور ان تلك ستكون المرة الأخيرة التي أرى فيها دجلة , الذي ولدت على ضفافه وتربيت على هدير موجاته , لهذا أشعر أن ماء دجلة مازال يجري في دمي وعروقي , وتراب العراق هو الطين الذي نبت منه جسدي
. والعمارة مسقط رأسي , حيث مازالت تعشعش في مخيلتي وترقد في أعماقي , فليتني أزورها ولو لمرة واحدة , فأشم رائحة ترابها ,



#سرحان_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أناشيد
- مجنون
- تحول خطير
- اغتراب
- نبعك وحده يرويني
- الشعور بالأغتراب
- ظل
- لمحات من الدراما التركية
- قراءة في قصة صعود الى أسفل الدرج , للكاتبة والروائية المصرية ...
- اجترار الأماني
- مرني طيفك
- أحيانا
- لوحة
- قراءة في ومضة سيدي البعيد
- نافذة الغروب
- رغبات مرتبكة
- جدران الأحلام
- شهرياء المخلوع
- رحلة غير محسومة
- الفرق بين المغيوب والمجهول


المزيد.....




- منظمة التعاون الإسلامي تدين بشدة محاولات الاحتلال الإسرائيلي ...
- الأمم المتحدة تدعو لمواصلة دعم اللاجئين
- بولندا تعيد المنطقة العازلة على الحدود مع بيلاروس لوقف تدفق ...
- كيف تلقى عرب وإسرائيليون إعلان بايدن عن مقترح صفقة الأسرى؟
- 20 عاما على زواج المثليين بالولايات المتحدة.. ماذا حدث وماذا ...
- مراسل RT: ازدحام شديد في دير البلح المكتظة بالنازحين جراء تص ...
- اليونيسف: تعطل توزيع المكملات الغذائية بغزة يهدد حياة أكثر م ...
- -يونيسف-: تعطُّل توزيع المكمّلات الغذائيّة في غزة يهدّد حياة ...
- شهيدان و69 حالة اعتقال و30 عملية هدم وتجريف في القدس
- -نموت شنقا ولا نتجند-.. -الحريديم- يتظاهرون في تل أبيب ضد قا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سرحان الركابي - أيلانا بصري حب أسطوري للعراق رغم الغياب الطويل