أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرحان الركابي - شهرياء المخلوع














المزيد.....

شهرياء المخلوع


سرحان الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7602 - 2023 / 5 / 5 - 14:04
المحور: الادب والفن
    


.
في كل مرة وعندما أقص لك الحكايات , كي أمنح نفسي بعض الوقت لئلا تحز رقبتي سياط صمتك , كي أكون شهريار الذي فقد سلطته فصار يقص الحكايات العجيبة لشهرزاد لينال عطفها , ويجنب تفسه فداحة اغتصاب عذريته على مذبح الفتنة والاغواء , في كل مرة كنت تعانديني وتفتعلين اللامبلاة .
أدرك تماما أني صرت ظلا لسلطان فقد صولجان سلطته , وأني مجرد ملك مخلوع من عرش مشاعره الملونة , ففي كل يوم أناديك باسمك كي تتهشم الحدود الفاصلة بيننا , وأعلن عن رغبتي المنفلته بالتقرب اليك أكثر , لعل ذلك الجليد المتراكم بيننا يذوب , لكني أشعر بالخسارة الفادحة وأنا ارى قلاعي تنهار أمام بريق عينيك , وانت تلتحفين بصمت سميك وأردية من غرور تحجبك وتبعدك عني , عندما لا أسمع منك سوى كلمة ( نعم ) , وهي تنساب بتكاسل من بين شفتيك الذاهلتين , ساعتها أعرف أن لا مزيد سوى هذه العبارة المخنوقة والميتة والتي تحاول أن تغلق ثغرة الهذيان بيننا , وتزيد من الهوة والفراغ الذي يفصلنا الى الأبد .
أنا العاشق المتمسك بأذيال اليوتوبيا الذي يغازل ظلاله الصامتة , ويلاحق سراب شهرزاد أحلامه البعيدة والساكنة قرب مدارات هذيانه , حينما ألتزم الصمت أشعر بذاتي وهي تنفصل مني , وتنصاع الى جلاد يلسعني بسياط التعنيف والتقريع , وبكل ألوان الشتائم والبذاءات متهمة أياي بالتقصير وعدم الجدية , في تلك الأثناء أسمع صوتك ممتزجا مع اصوات هزائمي ,
فجأة تنفتح شهيتك للكلام , تنكرين كل القصص والحكايات التي كنت اسردها اليك , كي اكون شهريار المهزوم والمخلوع من عرشه , بينما تتربعين انت فوق صولجان الصمت مرتدية عباءة شهرزاد العنيدة والمتمسكة بغرورها , ما يزيدني قربا منك هو بلادتي مقابل صمتك المزروع بالكلمات المبهمة والسرية , وما ينفرك مني لوثة الهذيان المجاني الذي ينبلج مثل سيل منحدر من اماكن شاهقة
كلما أقتربت منك أكثر كلما تلاشت ألوان ظلالك الهشة والنائية , حتى أني في نهاية المطاف لم أمسك شيئا من أطرافك المتلاشية وأنما قبضت أناملي على بقايا من سرابك وظلالك الهاربة



#سرحان_الركابي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة غير محسومة
- الفرق بين المغيوب والمجهول
- صورة الله بين التجريد والتجسيد
- هو وهي
- اصل الحكاية
- في داخلي قصيدة
- مستويات المعارضة
- السلاح خيارهم الوحيد
- شركاء في المكاسب فقط
- لنا ديننا ولكم دينكم
- نعم المشكلة في الاديان
- الثورة المصرية تصحيح للاوضاع الشاذة في العالم العربي
- الغوث الغوث يا نيتشة
- لك وحدك
- ابحث عنك في ذاتي
- تضاريس الامل
- هذيان منتصف الليل
- احترام المهنة
- وجهان لامراْة واحدة
- مراّة الزمن المعكوس


المزيد.....




- جنوب السودان وطقوس الاستسقاء.. عندما يكون الجفاف موازيا للإع ...
- توفيق عبد المجيد سيرة مناضل لم يساوم!
- السينما في مواجهة الخوارزميات.. المخرجون يتمردون على قوانين ...
- موسكو تستعد لاستضافة أول حفل لتوزيع جوائز -الفراشة الماسية- ...
- مهرجان الجونة السينمائي 2025.. إبداع عربي ورسالة إنسانية من ...
- تنزانيا.. تضارب الروايات حول مصير السفير بوليبولي بعد اختطاف ...
- باقة متنوعة من الأفلام الطويلة والقصص الملهمة في مهرجان الدو ...
- حريق دمر ديرا تاريخيا في إيطاليا وإجلاء 22 راهبة
- الإعلان عن 11 فيلما عربيا قصيرا تتنافس في مهرجان البحر الأحم ...
- هنا يمكن للمهاجرين العاملين في الرعاية الصحية تعلم اللغة الس ...


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرحان الركابي - شهرياء المخلوع