أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرحان الركابي - تحول خطير














المزيد.....

تحول خطير


سرحان الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7975 - 2024 / 5 / 12 - 23:55
المحور: الادب والفن
    


قبل أيام قليلة , حدث تطور غريب ومربك في الحي الذي نسكنه , فقد حولت أمانة البلدية مجري المياه الثقيلة , من الجهة الجنوبية الى الجهة الشمالية من الحي , بعد أن رأت ان ضرورات المصلحة العامة , والتخطيط الحضري للمدينة تستلزم ذلك , ما حرم الأهالي في المنطقة الجنوبية من فرصة استغلال تلك المياه الثمينة , لكن حينما تحولت هذه المياه الى المنطقة الشمالية انتعش الأهالي في هذاالجزء من الحي , وازدادت أسعار البيوت والأراضي , وعمت الأفراح والمسرات , وقد سارع بعض الأهالي واستغلوا المياه الوفيرة , في زراعة المساحات الغير مستغلة من قبل أمانة البلدية , بأنواع من المحاصيل الزراعية النادرة والثمينة , فتوفرت فرص عمل للشباب العاطلين عن العمل , فضلا عن توفير العملات الأجنبية التي كانت تنفق من أجل استيراد تلك المحاصيل الثمينة , وحينما رأى باقي الأهالي المحاصيل الوفيرة , والعائدات المالية الكبيرة التي حصل عليها أقرانهم , سارع الذين لم يجدوا مساحات شاغرة من الأراضي التي تركتها أمانة البلدية مكبا للنفايات , فزرعوا حدائق بيوتهم , واستغلوا سطوح منازلهم بأنواع من المحاصيل الزراعية , التي تكاثر عديدها وأنوعها , الأمر الذي أثار حفيظة مراقب البلدية , لأن الأهالي حينما باعوا محاصيلهم الزراعية في الموسم الماضي , وحصلوا على عائدات مالية كبيرة , لم يحسبوا حسابا لموظفي ومراقبي البلدية , ولم يعطوهم حصصهم مما حصلوا عليه . , فتوترت العلاقة بين الطرفين , الأمر الذي دفع مدير البلدية الى الأعراب عن قلقه من تطور الأحداث الى ما لا يحمد عقباه
, وقد احتجت بعض الدول المجاورة , معتبرة أن الأمر عبارة عن هدر للثروة المائية , نتيجة لما بات يستنزفه أهالي الحي من كميات كبيرة من الثروة المائية التي لا تقدر بثمن
. ونتيجة لتسويات معينة , حصل مدير البلدية على حصته من عائدات أهل الحي , الذين تحولوا الى مزارعين محترفين , وقد ترك بعضهم وظائفهم وأعمالهم الأخرى , لأنها لم تكن تدر عليهم أرباحا , كما تدره زراعة المحاصيل من عائدات وفيرة , فيما تراجعت الدول التي احتجت عن تصريحاتها السابقة , حينما أرتفع ميزان التبادل التجاري بين الطرفين الى مستويات قياسية ,
ولأن مختار الحي كان رجلا وقورا وحكيما , فقد تفهم الأمور بروية ودراية , ولم يقم بطلب تغيير مجري المياه , رغم الحاح بعض الأهالي الذين تضرروا من هذا التحول الخطير , ورغم انه لم يقم بنشاط مماثل لأهل الحي , الا أنه أعرب عن سعادته الغامرة في احدى المرات , قائلا أن الفائدة الوحيدة التي حصل عليها هو وبعض المتضررين من تحويل مجري المياه الثقيلة , انها وفرت لهم متنفسا سياحيا , فقد اتجه بعض الأهالي الى ممارسة السباحة , للتخلص من الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة , بينما أستخدم بعض الناس الزوارق والسفن لشحن المحاصيل الزراعية , واستيراد ما يسد حاجة الحي من سلع ومستلزمات ضرورية للحياة
. ونتيجة لذلك فقد انخفضت درجات الحرارة في القسم الشمالي من الحي عن مثيلاتها في باقي المناطق , وتكاثر عدد الطيور والحيوانات البرية , التي وفرت فرصة ثمينة لهواة الصيد ومربي الحيوانات البرية , أما الحشرات فقد تناقصت بسبب كثرة الزواحف التي كانت تلتهم تلك الحشرات , وتتغذى عليها , وكانت بعض العوائل الفقيرة , قد اتخذت من ذلك المجرى المائي شاطيء أمان , يتلجأون اليه , لما تحمله المياه من مواد بلاستيكية عالقة وعلب فارغة , فراحوا يجمعونها ويبيعونها في سوق العتيق , وعندما رأى مدير البلدية المنافع التي جلبها مشروعه الكبيروالمدروس , بتحويل مجرى المياه الثقيلة , أعرب عن سعادته الغامرة وقرر أن يجلس في مكتبه الى أجل غير مسمى



#سرحان_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتراب
- نبعك وحده يرويني
- الشعور بالأغتراب
- ظل
- لمحات من الدراما التركية
- قراءة في قصة صعود الى أسفل الدرج , للكاتبة والروائية المصرية ...
- اجترار الأماني
- مرني طيفك
- أحيانا
- لوحة
- قراءة في ومضة سيدي البعيد
- نافذة الغروب
- رغبات مرتبكة
- جدران الأحلام
- شهرياء المخلوع
- رحلة غير محسومة
- الفرق بين المغيوب والمجهول
- صورة الله بين التجريد والتجسيد
- هو وهي
- اصل الحكاية


المزيد.....




- روسيا.. تصوير مسلسل تلفزيوني يتناول المرحلة الأخيرة من حياة ...
- اعلان توظيف وزارة الثقافة والفنون والتخصصات المطلوبة 2024 با ...
- هل تبكي عندما تشاهد الأفلام؟.. قد تكون معرضا بشكل كبير للموت ...
- مهرجان نواكشوط السينمائي الدولي يطلق دورته الثانية
- “نزل Wanasah الجديد” تش تش ???? وقت الدش.. تردد قناة وناسة ن ...
- فنان غزة الذي لا يتكلم بصوته بل بريشته.. بلال أبو نحل يرسم ح ...
- هاريس فرحت بدعم مغنية لها أكثر من دعم أوباما وكلينتون.. ما ا ...
- -الغرفة المجاورة- لبيدرو ألمودوفار يظفر بجائزة الأسد الذهبي ...
- النيابة تواجه صعوبة في استدعاء الفنان المصري محمد رمضان للتح ...
- فيلم اليكترا: تجربة بصرية وحسية لأربع ممثلات وكاتبة في بيروت ...


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرحان الركابي - تحول خطير