أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ادم عربي - الأخلاق تتغير وفق نمط العيش!














المزيد.....

الأخلاق تتغير وفق نمط العيش!


ادم عربي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 7979 - 2024 / 5 / 16 - 20:12
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الأخلاق هي مجموعة من المعتقدات والمبادئ والعقائد والسلوك والقيم التي تتقبلها الجماعة البشرية وتستصيغها، والتي تضبط تصرفات البشر من سلوك وغيره، وتأخذ طابع الأخلاق الحميدة معبرة عن مرحلة ما وزمن ما في تاريخ أنسنة الإنسان، وتعبر عن مرحلة من مراحل الوعي البشري، لذلك هي شكل من أشكال الوعي البشري ، وتعتبر مرجعية ثقافية لشعوب في زمن معين، ويمكن أن تستقي منها الدولة التشريعات والقوانين.

كل القيم و العقائد الأخلاقية لدى البشر كانت كامنة في حاجات البشر قبل ظهورها ولا تظهر إلَّا عندما تشتد الحاجة لها، وما من شك أنَّ حاجات البشر مُتقلبة ومتغيرة باستمرار. وبتغيرها هذا تدخل هذه العقائد نفسها في صراع مع تلك الحاجات وثمرة هذا الصراع، تعديل وتغيير، أو اختفاء واندثار. وسبرا في تاريخ البشر نرى أنَّه عندما نشأتْ لبعض الناس مصلحة وحاجة في السرقة والتي كانتْ عملاً غيرَ أخلاقياً فيما مضى، استحدثوا من المبادئ والقيم الأخلاقية ما يجعلها عملاً أخلاقياً. وأعطوها أسماء غير السرقة، أسموها غزوات، وألبسوها ثوب جديد، بعضها تزيَّن بزينة الثقافة القبلية والبدوية، وبعضها تزيَّن بالدين.

إنَّ كل ما هو في صالح الجماعة البشرية والمحدَّدة تاريخياً يُتَرْجَم بمبادئ وقيم أخلاقية، وكل ما هو في غير صالحها ويضرُ بها يُصوَّر على أنََّّه لا أخلاقي أو منافٍ للأخلاق.

في الماضي البعيد كان قتل الأسير عملاً أخلاقياً والسبب مادي بامتياز، فلأسير يحتاج إلى الطعام، ولمَّا أصبح الأسير نافعاً و مجدياً اقتصادياً أصبح قتله عملاً لا أخلاقي.

إذا رأيتَ جماعة من الناس قلَّ استمساكها ببعض من المبادئ والقيم الأخلاقية التي استمسكت بها زمناً طويلاً، فلا تنشد قائلاً: إنَّما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا، لأن هذه الجماعة تنطبق عليها المقاربة التالية: انَّ القيم والأخلاق والمعتقدات ..الخ تسود ما دامتْ متصالحة مع حاجات البشر.

“لا تسرق”. هذا من أقدم المبادئ الأخلاقية، ومما هو جدير بالذكر أنَّ صاحب كل شيء قابل للسرقة أو المالك هو الحارس المعني الأوَّل لأمواله سواء كانتْ ثابتة أومنقولة. والدولة باجهزتها الشُرْطِيَّة وقوانينها ومحاكمها ومعتقلاتها هي الحارس الثاني. وبموجب هكذا منظومة فالسارق يجب أنْ يأخذ حقه من العقاب بعقوبة رادعة، ويجب منْ ثمَّ أنْ يعيد ما سُرق إلى صاحبه، أو أنْ يقوم بتعويضه عمَّا خسر من أموال. ولهذا السبب تم استحداث شركات التأمين لتعويضه أيضاً.

ومع ذلك ورغم كل هذه المنظومة الرادعة للسرقة، لا يستطيع المالك، ولا الدولة، القضاء على ظاهرة السرقة قضاءاً مبرماً، فاشتدتْ الحاجة إلى الشرطة السماوية.

البشروعلى مدى رحلة أنسنتهم آمنوا بوجود خالق للكون، ثمَّ زرعوا و غرسوا في إيمانهم الفلسفي هذا كثيراً من المبادئ والقيم الأخلاقية، فالله هو الخبير، العليم بكل شيء والسميع والبصير، ومنْ ثمَّ يرى السارق والسرقة، ويعلم ما في الصدور والنيات، ويحاسب البشر في الدنيا والآخرة حساباً قاسياً، فلإنسان الذي لا تراه الشرطة الأرضية لا بدَّ أنْ تراه الشرطة السماوية.

الأخلاق ومفهومها من المبادئ والقيم الأخلاقية هي نسبية، وتاريخية، أي مرتبطة بزمن وتبعاً لذلك متغيِّرة، أصلها دائماً بشري، وتعبيراً عن الواقع المادي، ولم أرَ حتى كتابة هذه السطور قوماً أخلاقهم لا تُشبه طريقة عيشهم، وقد ترتدي رداء الدين.

الأخلاق والقيم والمباديء والمعتقدات تخرج من رحم نمط عيش البشر، و الجماعات البشرية المادي والاقتصادي، تُشْبهه ، ويجب أنْ تتوافق معه، وبما أنَّ التغيير يعتري كل شيء لا بدَّ أنْ تدخل في صراع ونزاع معه، بسبب التغير المستمر كما أسلفنا، ومنْ ثمَّ تُعَدَّل وتتغيَّر، بما يعيد التوافق بينها وبينه مرة أخرى، انَّ الأخلاق لا تُفْهَم، ولا تُفسِّرمجردة أي لا تُفهم بحد ذاتها، بل يجب ربطها بالواقع المادي والإقتصادي، إنَّها دائماً تشبه نمط عيش البشر أو الجماعات البشرية كما يشبه الدب بيئته القطبية، وأخيرا أقول وخلاصة لما سبق أنَّ الحاجات والضرورات والمصالح المادية هي مَصْدَر الأخلاق.



#ادم_عربي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما المنطق ومن أين جاء؟
- الفكرُ الماركسي في المنهجيةِ لا في الدغمائية!
- في جدل هيجل!
- الماركسية والالحاد!
- دَحْضَاً لحُجَج مُنكري ماركس!
- نظرية ُدارون من وجهة نظر الفلسفة!
- الاحتجاجات في الجامعات الامريكية!
- العقل المثخن بجراح التعصب !
- في يوم العمال العالمي ...تحديات وأزمات!
- في يوم المراة العالمي!
- في يوم العمَّال العالمي!
- بلنكن وحل الدولتين!
- الليل لي!
- اتذكر!
- لا أستحق هذا!
- هل من الممكن نفي الراسمالية!
- الى التي لا اعرفها!
- التخلق باخلاق العبيد!
- في الديموقراطية العربية وهل نستحقها!
- يا سيدتي..


المزيد.....




- نه به پارلمانِ افکارِ توده‌ها، بردگي زنان و سلب آزادي‌ها
- الوضع السياسي الراهن ومهام الماركسيين الثوريين
- نا ب? پ?رل?ماني ب?ه?ژارکردني ج?ماو?ر و ک?يل?کردني ژنان و س?ر ...
- فقدان الرفيق سيون أسيدون خسارة كبيرة للحركة الديمقراطية والت ...
- تركيا تدرس السماح بعودة مقاتلي حزب العمال الكردستاني من العر ...
- شعب المغرب يفقد أحد أكبر مناضليه: وفاة سيون أسيدون
- Verdict From the People: Why the Gaza Tribunal Is About Acco ...
- Nervous Breakdown Or Getting Better: To Win Is Essential
- Muridke To Gaza: How Pakistan’s Regime Sheds Blood To Prove ...
- Solidarity With the People Of Sudan, Tanzania and Cameroon


المزيد.....

- كراسات شيوعية(نظرية -النفايات المنظمة- نيقولاي إيڤانو& ... / عبدالرؤوف بطيخ
- قضية الصحراء الغربية بين تقرير المصير والحكم الذاتي / امال الحسين
- كراسات شيوعية(الفرد والنظرة الماركسية للتاريخ) بقلم آدم بوث2 ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (العالم إنقلب رأسًا على عقب – النظام في أزمة)ق ... / عبدالرؤوف بطيخ
- الرؤية الرأسمالية للذكاء الاصطناعي: الربح، السلطة، والسيطرة / رزكار عقراوي
- كتاب الإقتصاد السياسي الماويّ / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(النمو السلبي: مبدأ يزعم أنه يحرك المجتمع إلى ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (من مايوت إلى كاليدونيا الجديدة، الإمبريالية ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (المغرب العربي: الشعوب هى من تواجه الإمبريالية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علم الاعصاب الكمي: الماركسية (المبتذلة) والحرية! / طلال الربيعي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ادم عربي - الأخلاق تتغير وفق نمط العيش!