أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ادم عربي - الماركسية والالحاد!














المزيد.....

الماركسية والالحاد!


ادم عربي
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 7971 - 2024 / 5 / 8 - 11:38
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


اذا كان ماركس ولجهة ما راى من الماركسيين في حياته من عدم فهم وتحريف وجهل مما دفعه للقول "إنني لست ما ركسيا" كذلك أنا ولجهة ما رايت من العلمانيين في بلادي ومجتمعنا المشرقي ما يدفعني للقول "لست علمانيا".

ومن الجدير بالذكر وعلى ما اعتقد فقد انتهينا منذ زمن بعيد من الجدل العقيم بشان موقف الدين الاسلامي من مسالة الديموقراطية، فأحل بعض المفكرين الاسلاميين جزءا منها وهو صندوق الاقتراع، مبيقيا في الوقت نفسه على تحريم المحرم منها، قيمها ومبادئها المخالفة لشرع الله وهي جوهر الديموقراطية، وبقيت العلمانية كفرا واثما كبيرا لانها تدعو الى دولة أرضية لا دخل ولا محل لمملكة السماء فيها.

على أن خصوم الاسلام السياسي على كثرتهم وتكاثرهم ببنيتهم الفكرية التحتية والذين ينسبون انفسهم الى اصناف مختلفة، منهم ينسب نفسه بانه علماني والاخر لا ديني وغيره ملحد.

ما أعرفه عن نفسي هو أنني لست جزءا من كل هؤلاء لست علمانيا ولست ملحدا، ولست لا دينيا على أنني في الوقت نفسه لو أُعطيت المفاضلة بين الملحد ورجل الدين لما فضلت احدهما على الاخر، فهم من جنس فكري واحد.

الغالبية العظمى من البشر يؤمنون بخالق وليس هذا مقصورا على العامة من الناس بل يتخطى ذلك لاصحاب العلم والقلم، بعض المؤمنين من العامة والخاصة من البشر يظهرون من القول والفعل ما يناقِض إيمانهم بوجود الخالق والتزامهم الديني، لكن وعيهم، في عمقه وغوره، لا يقوى على جعل إيمانهم الإلحادي يغلب الإيمان بوجودالخالق فقلة من الملاحدة هم الذين يملكون من صلابة الوعي الإلحادي ما يضاهي صلابة الإيمان بوجود الخالق.

وقد رايت الكثير من الملاحده او ممن يعتنقون الاحزاب الشيوعية او اليساريين والعلمانيين في انفصام وتناقض بين ما يظهرون وما يبطنون، انهم في الازمات والتي يولد فيها وينمو الايمان الديني يظهرون وعي باطني يجعلهم غير مختلفين عن الذين يؤمنون بوجود خالق.

هل الله موجود؟

ليس من سؤال شغل بال البشر وإستنفذ جهدهم الذهني كمثل هذا السؤال محاوليين التوصل الى اجابة عليه، اذا قلت انت المؤمن ان الله موجود فالملحد سيتحداك ان تاتي بالادلة والبراهين وبنفس الوقت ستتحداه انت بنفس الادلة والبراهين ان قال لا وجود للخالق.

المؤمن بوجود خالق لا يمكن ان ياتي لك بالادلة والبراهين على وجوده كمثل الدليل على وجود البحر او القمر، فالخالق ليس شيء وليس مثله شيء بمنطق المؤمنين انما يستدلون على وجوده استدلالا كما الاثر يدل على المسير.

هل باستطاعتنا القول ان البشر قد اكتشفوا الخالق؟

ان أي إنسان يمكن ان يفكر ويتسائل بما يقوده الى وجود خالق، او ما يشبه الخالق، فبعض الاسئلة والتساؤلات يعجز صاحبها عن اجابتها فيضطر الى الاعتقاد بوجود خالق للكون، لكن! الايمان بوجود خالق لم يأت بهذه الطرق حسب الديانات والروايات الدينية، فهناك بشر هم الانبياء والرسل جاؤؤا الى مجتمعاتهم بما يشبه نقل الخبر ان الخالق موجود، لقد اخبروا قومهم ان الله موجود وانه اتصل بهم بطريقة ما واخبرهم باخبار قومهم بوجوب عبادة الله، وحسب الرواية الدينية يجب ان يؤيد هؤلاء الانبياء بمعجزات وهذه المعجزات بمثابة الدليل المفحم عند ذلك يصبح التصديق ليس من نوع الاثر يدل على المسير.

كان على النبي ان ياتي بما يعجز عنه البشر، حتى يصدقه الناس، ثم رضع اللاحقون الاعتقاد بصحة الرواية الدينية، أي صدقوا، بفضل الرضاعة الفكرية الدينية، كل ما جاء في الرواية الدينية، فأصبح دليلهم على وجود الله هو أن نبيهم قد أتى بمعجزة، فآمن السابقون بنبوته، وبوجود الله، الذي أرسل إليهم ذلك النبي.

الكائنات الخرافية لا شك انها موجودة، لكن هذا الوجود ليس كوجود الشمس مثلا، انها موجودة كوجود الغول او للتقريب كوجود عروس البحر، هذا الكائن الميتافيزيقي الاخير (عروس البحر) له راس انسان وذيل سمكة، هذا الكائن الميتافيزيقي لا وجود له في الواقع الموضوعي، الا ان عنصريه من الواقع الموضوعي، من الخيال اوجد الانسان عروس البحر بيد انهم لم يخلقوها من العدم، لقد خلقوها من مكونات موجودة في الواقع الموضوعي، ومهما كان خيال الانسان قويا فلا يستطيع ان يخلق بغير هذه الطريقة لانه لا يوجد في راس الانسان الا صورا ذهنية اصولها الواقع الموضوعي.

الخالق موجود ولا احد يشك في وجوده لكنه! موجود في دماغ الانسان على شكل فكرة، ان سؤال التحدي الذي يتوجب علينا اجابته ونحسن الاجابة عليه هو ليس هل الخالق موجود؟ وانما كيف وصلت فكرة الله دماغ الانسان؟ وكيف تطورت؟ على ان اثنان ليسا مؤهلين للاجابة على هكذا سؤال، المؤمن والملحد الذي يعرفه مجتمعنا، المؤمن بوجود الخالق يقول انا مؤمن به واخشاه ومن ثم اطمع في ثوابه، اما الملحد فيقول انا لست مؤمن بوجود خالق لذلك لا اخشاه ولا اريد ثوابه، أما النوع الثالث من البشر فيقول انني مؤمن بوجود فكرة الخالق في دماغ الانسان، ومن ثم ما يعنيني كيف نشات وتتطورت في دماغ البشر، العنقاء طائر خرافي فما الفرق بين المؤمن والملحد في مثال العنقاء؟ المؤمن يقول أومن بالعنقاء واخشاها والملحد يقول لا أُؤمن بالعنقاء ولا اخشاها.

الدين يعني الايمان بوجود خالق، والالحاد يعني الايمان بعدم وجوده، لكن العلم في هذا المقام وامام هذا السجال هو البحث في الاسباب الواقعية والتاريخية التي اوجدت وخلقت فكرة الخالق في ذهن الناس.

إن الانسان الماركسي لا يمكن ان يؤمن باي ديانة من الاديان وبنفس الوقت لا يمكن ان يكون ملحدا، فالايمان والالحاد من جنس فكري واحد او وجهان لعملة واحدة، لا يتداولهما الماركسي ويناى بنفسه عن طرفي الصراع بل عن الصراع نفسه، لانه مادي وجدلي في رؤيته الفلسفية وفي طريقته في التفكير والنظر الى الامور.



#ادم_عربي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دَحْضَاً لحُجَج مُنكري ماركس!
- نظرية ُدارون من وجهة نظر الفلسفة!
- الاحتجاجات في الجامعات الامريكية!
- العقل المثخن بجراح التعصب !
- في يوم العمال العالمي ...تحديات وأزمات!
- في يوم المراة العالمي!
- في يوم العمَّال العالمي!
- بلنكن وحل الدولتين!
- الليل لي!
- اتذكر!
- لا أستحق هذا!
- هل من الممكن نفي الراسمالية!
- الى التي لا اعرفها!
- التخلق باخلاق العبيد!
- في الديموقراطية العربية وهل نستحقها!
- يا سيدتي..
- اشرعت نوافذي
- بعد ١٠٥ اعوام على ثورة اكتوبر الاشتراكية! الح ...
- إكليل الشوك!
- الجدل بيين هييجل وماركس باختصار شديد !


المزيد.....




- -كان في حالة غضب-.. أول تعليق من نجل عبد الناصر على حديثه ال ...
- تركيا: اعتقال المئات من المتظاهرين في إسطنبول خلال مسيرة بمن ...
- فيديو – مواجهات بين الشرطة الفرنسية ومتظاهرين بمناسبة عيد ال ...
- كلمة الرفيق رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس ال ...
- تظاهرة فاتح ماي 2025 بالدار البيضاء (الكونفدرالية الديمقراطي ...
- الشيوعي العراقي: نطالب بالتمسك بقرار المحكمة الاتحاديّة وضما ...
- مولدوفا.. مسيرة للمعارضة ضد حكومة ساندو
- معا من اجل انهاء كل اشكال الاستغلال والتهميش والتمييز
- تسريبات لعبد الناصر تعيد الجدل حول موقفه من إسرائيل
- الأحزاب والفصائل المسلحة في السويداء من اليسار الحالم إلى فو ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ادم عربي - الماركسية والالحاد!