أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حاتم الجوهرى - زيدان ومؤسسة تكوين: خطاب الاستلاب في مرحلة حرب غزة















المزيد.....


زيدان ومؤسسة تكوين: خطاب الاستلاب في مرحلة حرب غزة


حاتم الجوهرى
(Hatem Elgoharey)


الحوار المتمدن-العدد: 7972 - 2024 / 5 / 9 - 18:14
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


عبر التاريخ وفي أوقات التراجع الحضاري تتأرجح حياة الأمم بين تيارين؛ تيار يبرر الهزيمة التامة ويغلفها بكل جميل وبديع، وتيار يسعى للاستفافة واستعادة ما للأمة ويدعو لتحمل الصعاب والتضحيات، والأمة العربية الإسلامية ومصر ليسا كسرا لتلك القاعدة، في لحظة حرجة يتمدد فيها الآخر على حسابها ويسعى للسيطرة على مقدراتها المادية والثقافية.
حيث الصراع على أرض فلسطين المحتلة بوصف الاحتلال مشروعا للهيمنة على المقدرات العربية، وترسيخ مشروع دولة الاحتلال "إسرائيل" بوصفها الممثل لحضارة الغرب، خاصة في المرحلة الحالية من القرن الـ21، التي تحول فيها المشروع الغربي لفكرة "الصدام الحضاري" مع الحضارات العالمية الرئيسية الثلاث (الإسلامية/ الأرثوذكسية/ الكونفشيوسية) بعد تفكك الاتحاد السوفيتي والشيوعية، معتبرا الغرب أن دولة الاحتلال جزء لا يتجزأ من حضارة الغرب رغم من تدعيه ما حقوق تاريخية ودينية في فلسطين بوصفها جزء من الشرق.


مؤسسة تكوين
"الفصل الثاني" وليست "الفصل الأول"
وفي سياق التأرجح والتدافع بين تيار تبرير الهزيمة والاستلاب للآخر وبين تيار الاستفاقة واستعادة ما للبلاد، ظهر فصل جديد من خلال ما أثير مؤخرا حول يوسف زيدان ومؤسسة "تكوين"، وهو ليس "الفصل الأول" إنما في حقيقة الأمر هو "الفصل الثاني".
ففي "الفصل الأول" قاد يوسف زيدان تيار الاستلاب للصهيونية والآخر في مرحلة صفقة القرن المبكرة مع دونالد ترامب، محدثا صدمة كبرى لدى الناس بما خرج به علانية وفي وسائل الإعلام العامة، في فرصة لم تتح لغيره للرد عليه في المنابر الإعلامية نفسها، فلم يكن الأمر أبدا موضوعيا وعرضا لوجهات النظر بالمساحة نفسها لكل طرف كما يدعي البعض الآن.


توقيت حرج للظهور
والآن يتكرر الأمر نفسه في "الفصل الثاني" مع مؤسسة "تكوين" ويوسف زيدان، والضوضاء والإشغال الذي قام به مؤخرا وبالتزامن –ليس مصادفة- مع اجتياح رفح الفلسطينية وسيطرة جيش الاحتلال على ممر صلاح الدين وقرب دخول "الرصيف البحري" الأمريكي للعمل في بحر غزة، ففي أبسط تحليل علمي لـ"نمط" وتوقيت يوسف زيدان الإعلامي وظهوره والقضايا التي يثيرها، في وقت تكون هناك أولوية لقضايا أخرى ملحة تهم الناس، تصبح القراءة الموضوعية للأمر أوضح في فهمها.
فمن وجهة نظر مغايرة بعض الشيء للاستقطاب الرائج وأعراضه الذي أثارته "تكوين" ويوسف زيدان، حول مفهوم "التنوير" ومفهوم "نقد الذات"، ومفهوم "التحديث"، وحرية "التعبير"، و"التيار الليبرالي"، و"ديمقراطية التعدد"... إلى آخر ما هو رائج... لا يُفهم سياق مؤسسة تكوين إلا بوصفه "الفصل الثاني" من خطاب الاستلاب للصهيونية والآخر وصفقة القرن.


عشر سنوات
على خطاب الاستلاب الأول
ذلك الخطاب الذي قدمه يوسف زيدان في فترة رئاسة دونالد ترامب، وأثناء فوران صفقة القرن الأولى ونقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس العربية المحتلة، حيث بدأ "الفصل الأول" منذ 10 سنوات الآن ومنذ نهاية عام 2015م، عندما كان يتم تقديم يوسف زيدان بشكل ملح ولافت للانتباه ومتكرر وشبه منتظم في البرامج التليفزيونية، مناديا بأحقية الصهاينة اليهود في بناء "هيكل"/ معبد في حرم المسجد الأقصى!
ومسفها من صلاح الدين الأيوبي الذي يعد محرر القدس من الاحتلال الأوربي الصليبي في أذهان عموم الناس، ومتطاولا على مقاومة أحمد عرابي للإنجليز، وساخرا من كل فكرة تدعو للمقاومة العربية.. كما تتبع زيدان طابور عريض طويل من دعاة الاستلاب للصهيونية والترويج لصفقة القرن عربيا ومصريا.
كان الغرض من ذلك "الفصل الأول" مع زيدان وتيار الاستلاب هو تمرير خطاب صفقة القرن وصدم وعي الناس، عبر تشكيكهم في ثوابتهم باسم العلم والتفكير النقدي وحرية الرأي وحرية التعبير! لكن للأسف ذلك لم يكن حقيقيا لأنه لم يتم منح الفرصة الإعلامية نفسها للتيار الآخر في الرد على زيدان.


ترويج غير عادل للهزيمة
فكان الأمر ترويجا غير عادل لفكرة الهزيمة والاستلاب للصهيونية والآخر، دون أن يتم منح الفرصة نفسها لتيار الصمود والمقاومة العربية الذي حاول البعض تصويره بأنه تيار لا يملك بدائل معرفية ولا يملك تصورات حضارية ورؤى نظرية موضوعية للصدام العالمي الحالي.
وحاول تيار الاستلاب ومريدوه إحياء شعارات قديمة يتم إلصاقها بدعاة المقاومة والصمود، ليبرر لنفسه فكرة الاستسلام والهزيمة، وأن البديل له هو الغوغائية ودعاة الحرب دون استعداد، متجاهلا سعي قطاع عريض من هذا التيار لبناء خطاب حضاري وسياسي ودبلوماسي جديد قادر على التأسيس لنسق حضاري جديد، وتجميع ما تفرق عند الذات العربية الإسلامية.
قدم البعض "الفصل الأول" من تيار الاستلاب في فترة دونالد ترامب، بحجة أن المشهد العربي السياسي لم يكن مؤهلا بسبب التناقضات والظروف الداخلية لمرحلة ما بعد الثورات العربية، لاتخاذ موقف حازم من مخطط صفقة القرن وبسبب تفجر التناقضات الداخلية لكل بلد عربي على حده، والتي أجادتها إدارة دونالد ترامب لأبعد حد.. حيث تصور البعض أن خطاب الاستلاب وتياره وسيلة إعلامية ناجحة ومقاربة سياسية فعالة لإرباك الجماهير، والتعامل مع ضغوط دونالد ترامب في ظل الأوضاع الداخلية السياسية.


موقف مصري رسمى
من تيار الاستلاب
وعن "الفصل الأول" من تيار الاستلاب وخطابه؛ قدمت دراسة موسعة حوالي 500 صفحة نشرت عام 2023م بعنوان: "دفاعا عن القدس وهوية الذات العربية.. نقد خطاب الاستلاب العربي للصهيونية في ظل صفقة القرن والاتفاقيات الإبراهيمية والمروجين العرب لهما"، سبقها العشرات من المقالات والدراسات النقدية الموثقة في الموضع.. وأشرت إلى أن المؤسسة المصرية ككل حسمت قرارها تجاه اجتهاد "البعض" بتقديم تيار الاستلاب للصهيونية والترويج لصفقة القرن، ذلك في عام 2018م عندما اتخذ الرئيس عبد الفتاح السيسي موقفا قاطعا من صفقة القرن والقضية الفلسطينية، وأعلن مرجعية القرارات الأممية لحل القضية الفلسطينية وفق حل الدولتين، ورفض ما كان يروج له في حينه عن تهجير سكان غزة إلى أرض سيناء المصرية وفق تفاهمات صفقة القرن.
ورغم الموقف المصري الرسمي ظل البعض يدفع بتيار الاستلاب ويوسف زيدان بشكل متقطع في وسائل الإعلام المصرية، مع الدفع بأسماء جديدة كل فترة في الإعلام كان منها د.مراد وهبة ود. سعد الدين إبراهيم، وغيرهم.


سعي البعض لتقديم "الفصل الثاني"
من خطاب الاستلاب وتحويله لمؤسسة
وفي هذا السياق الأخير لمحاولات البعض الدفاع عن وجهة نظره في منطقية فكرة الهزيمة وقبولها بحجة الظروف القائمة، يأتي "الفصل الثاني" من خطاب الاستلاب في حرب غزة؛ الذي لم يبدأ مع "تكوين" وإنما كانت تكوين هي ذروة المشهد كما توقع البعض منها ورسم لها المسار، فقبلها كان خطاب الاستلاب ودعاته في حيرة من أمرهم وكيف ينفذون للمشهد مجددا..


عبدالمنعم سعيد وحسن هريدي
في حقيقة الأمر إن الذي قدم خطابا متماسكا أو متبلورا يحسب على تيار الاستلاب للصهيونية والآخر الغربي/ الأمريكي الليبرالي تحديدا، كان د.عبد المنعم سعيد حينما خرج في عدة حلقات تليفزيونية مع الإعلامي أحمد موسي منفردا مرات، وبصحبة السفير حسن هريدي مرة أو أكثر (ممثلا لتيار المقاومة العربية ورفض المشروع الغربي ومخططه للسيطرة على الذات العربية)، ليقدم المسألة بشكل أكثر وضوح أو أكثر حنكة سياسية عن يوسف زيدان ومراد وهبة وسعد الدين إبراهيم، إضافة إلى عدة مقالات تحدث فيها عن موقفه.


اختزال التمثيل
وتشويه صورة الصمود الحضاري
كان خطاب د.عبد المنعم سعيد يسعى لأن يقدم دعاة المقاومة العربية والرفض للخضوع للهيمنة الأمريكية، بوصفهم مروجين للشعارات القومية والشمولية إرث المرحلة الناصرية، والأهم أنه كان يسعى لتقديمهم في صورة نمطية جاهزة بأنهم أعداء للمواطنة والاستقرار والتنمية وما إلى ذلك، أو بصورة أوضح بوصفهم أعداء للنموذج الليبرالي الديمقراطي الذي تقدمه أمريكا بكافة مشتملاته وحواشيه الحضارية، وأن الذين يعادون الاحتلال الصهيوني بوصفه ممثلا للنموذج الليبرالي الأمريكي، يعادون المنجز العام للحضارة الغربية ولا يملكون بديلا حضاريا متخيلا أنهم مجرد إرث للاستقطاب القديم بين التيار الساداتي والتيار الناصري في الحاضنة المصرية.
كان الجميع يمارس مبدأ "اختزال التمثيل" ليشوه دعاة الصمود الحضاري وتياره في اللحظة التاريخية الراهنة كل بأسلوبه، د. عبد المنعم سعيد اختزل التيار وفكرة الصمود ذاتها في إرث الناصرية والشمولية والعداء للمرحلة الساداتية بتعددها الديمقراطي وما يرى أنه التنمية والاستقلال والسلام، زيدان ومراد وهبة قام بـ"اختزال التمثيل" لها في صورة: التطرف الديني، فرق الدين السياسي، جماهير تيار الاستلاب عموما حاولت أن تختزل التمثيل مرددة شعارات مثل: كلام مقاهي- شعارات حنجورية- غباب للمسئولية.. حيث مارست كل فصائل تيار الاستلاب للصهيونية والآخر مبدأ "اختزال التمثيل" لتشويه دعاة تيار الصمود الحضاري وفكرة الصمود نفسها.
إنما بالعودة إلى د.عبد المنعم سعيد سنجد أنه كان بالحصافة السياسية والحنكة في أمور الشأن العام؛ كي لا يتورط في خطاب الاستلاب أو مغامرات الصدام الجماهيري المباشر مثل يوسف زيدان، وحافظ على خطابه المحمول على الاستقطاب بين الشكل الديمقراطي والليبرالي والاستقرار والتنمية، وبين الشمولية إرث الناصرية والعداء للمواطنة وحقوق الإنسان وما إلى ذلك.


اجتهاد لا محل له
وفكرة احترقت بمسارها
لكن المعضلة وصلت لذروتها أمام "البعض" الذي يدفع بخطاب الاستلاب، أو خطاب منطقية الهزيمة وقبولها بسبب قصر ذات اليد والأوضاع الراهنة، عندما تأزمت المسائل في حرب غزة مؤخرا وأصبح لدى نتنياهو يقينا بأن الانتصار الوحيد الممكن له؛ هو السيطرة على محور فيلادلفيا/ صلاح الدين العازل بين حدود مصر والقطاع، وبعدما وصلت المفاوضات بين المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال إلى طريق مسدود في شهر مايو الحالي.
حيث تصور البعض أن يطور "الفصل الثاني" من تجربة خطاب الاستلاب ودعاته في سياق حرب غزة؛ لتأخذ شكلا مؤسسيا وليس أفرادا متفرقين كما في "الفصل الأول" في خضم صفقة القرن لتأتي مؤسسة "تكوين" في شكلها الراهن بموقعها الإلكتروني وقضها وقضيضها، وأعتقد أن الأمر عرض على د. عبد المنعم سعيد ليشارك فيها لكن حنكته السياسية وخبرته الطويلة جعلته يفضل البقاء منفردا دون ذلك الشكل المؤسسي.


تحضير على عجل
وأداء مرتبك في المجال العام
ويبدو أن التحضير لـ"الفصل الثاني" من خطاب الاستلاب وتياره تم تنفيذه على عجل ودون توافقات كافية، فالأمر يختلف عن "الفصل الأول" فالبعض كان يتخيل طرح شكل "مؤسسي" لفكرة الاستلاب، في إعادة إنتاج لـ"حركة القاهرة للسلام" ومشروع "تحالف كوبنهاجن" الذي كان د. عبد المنعم السعيد عضوا فيه في تسعينيات القرن الماضي، ويبدو أنه في هذا السياق تم استضافة د.يوسف زيدان منذ فترة قريبة، في لقاء مع الإعلامي محمد الباز على عجل ودون إعداد، صرح فيه زيدان بأنه لا يعرف عما سيتحدث في اللقاء! في إشارة دالة.
لتخرج "تكوين" في لحظة حرجة مع اجتياح رفح متخيلا "البعض" أن المجتمع العربي والمصري لم ينضج بعد ليواجه الواقع، ويتحمل مسئولية البحث عن بديل لحالة التراجع الحضاري وتفكك مشاريع القرن الحادي والعشرين وإرثها (مبدأ اختزال التمثيل وتشويه فكرة الصمود والاستفاقة الحضارية).
فخرج اللقاء الإعلامي لمؤسسة تكوين كاشفا عن شبكة علاقات وأسماء مصرية وعربية، تم استحضارها دون تنسيق جيد ولكن يجمع معظمهم قاسم واضح وهو تأزم موقفهم الشخصي من الواقع/ الإرث العربي، ومحاولة تقديم الآخر الحضاري بوصفه المركز والحل السحري.


الاستلاب وتيار الاستشراق الجديد
مع الإشارة إلى أن تيار الاستلاب الواسع في مرحلته الثانية مع حرب وغزة وقبلها خاصة خارج مصر، كان يضم بعض الأسماء التي خرجت من الوطن العربي في مرحلة ما بعد الثورات العربية وتم استقطابها إلى برامج أكاديمية بحثية في أوربا، "تختزل تمثيل" العربي والمسلم في صورة التيارات المتطرفة وتقولبه ليناسب تصورات الغرب والتماثل مع مفاهيمه في خلطة جديدة، يتداخل فيها خطاب الاستلاب للصهيونية والآخر مع خطاب الاستشراق الجديد التي يقدمه هؤلاء باسم "الدراسات الشرقية" وأقسامها في جامعات أوربا، لكن هذا القطاع لم يكن ضمن شبكة علاقات من حاولوا طرح "تكوين" لذا لم يتم دعوة ممثلي هذا القطاع في تيار الاستلاب العربي.


إفساح المجال للتيار
ليختبر مواجهة القاعدة الشعبية
ورغم متابعتي لتيار الاستلاب للآخر في "الفصل الثاني" الراهن داخل مصر وخارجها، إلا أنني رأيت أنه من الصواب ألا أرد عليهم بالحجة والمنطق والدليل كما كنت أفعل في المرحلة الأولى و"الفصل الأول"، مستشرفا أن أفسح المجال لهذا التيار ليختبر مواجهة الحاضنة الشعبية العربية، حتى يأتيه الرد القاطع ويعرف أنه يسير في الاتجاه الخطأ، وأن الذات العربية وحاضنتها الشعبية سوف تعبر عن نفسها بالقوة التي شاهدناها جميعا على كافة وسائل التواصل الاجتماعي، وتطالب ببديل جديد يتجاوز التشويه المتبادل و"اختزال التمثيل" في أشكال تاريخية وبدائل سياسية احترقت هنا وهناك، وعجزت كلها عن "تمثيل" طموح الشارع العربي في طرح نموذج حضاري موضوعي ،يواجه فكرة "الصدام الحضاري" في عقر دارها ويبادلها الند للند.
كان اختياري في مرحلة "الفصل الثاني" من خطاب الاستلاب هو أن أفسح لهم المجال، حتى يأتيهم الرد من القاعدة الجماهيرية العريضة، من الجغرافيا الثقافية العربية الواسعة نفسها، بأنهم يسيرون في الاتجاه الخاطئ كما حدث في تظاهرة واسعة تكاد تكون المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا الرد الفعل الواسع من معظم طوائف المجتمع العربي والمصري.
فحقيقة لم يعد الأمر يتحمل المزيد من الاستقطابات الداخلية في مصر والوطن العربي، والشعب المصري يعي جيدا المخاطر المحيطة ويعي تبعاتها.


مشروع جيوثقافي و"المشترك المجتمعي" الجامع
وليس بناء الاستقطابات وإدارتها
لكي تكون الخلاصة وتصل الرسالة للجميع؛ بأن الذي تحتاجه مصر الآن ليس ذلك الاستقطاب، بل ما تحتاجه مصر والذات العربية الآن هو مشروع جيوثقافي جديد، يحقق "المشترك المجتمعي" ويتجاوز فكرة خلق التناقضات وإدارتها بين اليمن واليسار، أو بين العلمانيين وفرق الدين السياسي، أو بين المقاومة والمولاة، أو بين الاستلاب للآخر والدفاع عن الذات.
ما تحتاجه مصر الآن هو البحث عن "المشترك المجتمعي" ورصف الطريق لمستقبل حضاري جديد، يتحمل المسئولية ويعي تبعاتها، يقدم "مفصلية ثقافية" ويسعى لبناء "تراكم حضاري" يقف به الند للند مع الأوراسية الجديدة مشروع روسيا الجديد، ومع "الحزام والطريق" المشروع الصيني الجديد، ولا يترك الساحة مفتوحة أمام إيران بتبنيها لخطاب المقاومة وتمثيل السردية الإسلامية وحدها في مواجهة الغرب ودولة الاحتلال.
هذا هوا ما يحتاجه هذه الوطن فعلا مشروع حضاري جديد خارج البدائل التاريخية التي احترقت، يتجاوز الاستقطابات وخلق التناقضات وإدارتها، يقدم الأمل للناس، يجمع ولا يفرق، ولا يذهب بعضه بعضا.

ويبقى الأمل دوما






دراسات سابقة للكاتب في موضوع تيار الاستلاب للصهيونية والآخر:

- الاستلاب للآخر والانسلاخ عن الذات عند يوسف زيدان
https://www.mediafire.com/file/45jmqypm412fyyc/%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25B3%25D8%25AA%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25A8_%25D9%2584%25D9%2584%25D8%25A2%25D8%25AE%25D8%25B1_%25D9%2588%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2586%25D8%25B3%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25AE_%25D8%25B9%25D9%2586_%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B0%25D8%25A7%25D8%25AA_%25D8%25B9%25D9%2586%25D8%25AF_%25D9%258A%25D9%2588%25D8%25B3%25D9%2581_%25D8%25B2%25D9%258A%25D8%25AF%25D8%25A7%25D9%2586-_%25D8%25AF.%25D8%25AD%25D8%25A7%25D8%25AA%25D9%2585_%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AC%25D9%2588%25D9%2587%25D8%25B1%25D9%258A.pdf/file

- الاستلاب للصهيونية والآخر في خطاب مراد وهبة
https://www.mediafire.com/file/esg5hw5n45avh49/%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25B3%25D8%25AA%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25A8_%25D9%2584%25D9%2584%25D8%25B5%25D9%2587%25D9%258A%25D9%2588%25D9%2586%25D9%258A%25D8%25A9_%25D9%2588%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A2%25D8%25AE%25D8%25B1_%25D9%2581%25D9%258A_%25D8%25AE%25D8%25B7%25D8%25A7%25D8%25A8_%25D9%2585%25D8%25B1%25D8%25A7%25D8%25AF_%25D9%2588%25D9%2587%25D8%25A8%25D8%25A9-_%25D8%25AF.%25D8%25AD%25D8%25A7%25D8%25AA%25D9%2585_%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AC%25D9%2588%25D9%2587%25D8%25B1%25D9%258A.pdf/file

- من التطبيع إلى الاستلاب.. أزمة الذات العربية والمسألة الأوربية
https://www.mediafire.com/file/c5yyqpy5tm4fz8g/%25D9%2585%25D9%2586_%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AA%25D8%25B7%25D8%25A8%25D9%258A%25D8%25B9_%25D8%25A5%25D9%2584%25D9%2589_%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25B3%25D8%25AA%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25A8.._%25D8%25A3%25D8%25B2%25D9%2585%25D8%25A9_%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B0%25D8%25A7%25D8%25AA_%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B9%25D8%25B1%25D8%25A8%25D9%258A%25D8%25A9_%25D9%2588%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25B3%25D8%25A3%25D9%2584%25D8%25A9_%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A3%25D9%2588%25D8%25B1%25D8%25A8%25D9%258A%25D8%25A9-_%25D8%25AF.%25D8%25AD%25D8%25A7%25D8%25AA%25D9%2585_%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AC%25D9%2588%25D9%2587%25D8%25B1%25D9%258A.pdf/file

- مدينة القدس الصراع حول الأرض والإنسان
https://www.mediafire.com/file/w4x4n3asfzezb3p/%25D9%2585%25D8%25AF%25D9%258A%25D9%2586%25D8%25A9_%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25AF%25D8%25B3_%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B5%25D8%25B1%25D8%25A7%25D8%25B9_%25D8%25AD%25D9%2588%25D9%2584_%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A3%25D8%25B1%25D8%25B6_%25D9%2588%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A5%25D9%2586%25D8%25B3%25D8%25A7%25D9%2586-_%25D8%25AF.%25D8%25AD%25D8%25A7%25D8%25AA%25D9%2585_%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AC%25D9%2588%25D9%2587%25D8%25B1%25D9%258A.pdf/file

- القدس وخطاب الاستلاب عند النخب العربية - (1-2)
https://www.mediafire.com/file/hbdmyego2b2xxgy/%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25AF%25D8%25B3_%25D9%2588%25D8%25AE%25D8%25B7%25D8%25A7%25D8%25A8_%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25B3%25D8%25AA%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25A8_%25D8%25B9%25D9%2586%25D8%25AF_%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2586%25D8%25AE%25D8%25A8_%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B9%25D8%25B1%25D8%25A8%25D9%258A%25D8%25A9_-_%25D8%25AF.%25D8%25AD%25D8%25A7%25D8%25AA%25D9%2585_%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AC%25D9%2588%25D9%2587%25D8%25B1%25D9%258A_%25281-2%2529.pdf/file


- القدس وخطاب الاستلاب عند النخب العربية - (2-2)
https://www.mediafire.com/file/aoo94ptzfpk6w3c/%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25AF%25D8%25B3_%25D9%2588%25D8%25AE%25D8%25B7%25D8%25A7%25D8%25A8_%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25B3%25D8%25AA%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25A8_%25D8%25B9%25D9%2586%25D8%25AF_%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2586%25D8%25AE%25D8%25A8_%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B9%25D8%25B1%25D8%25A8%25D9%258A%25D8%25A9_-_%25D8%25AF.%25D8%25AD%25D8%25A7%25D8%25AA%25D9%2585_%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AC%25D9%2588%25D9%2587%25D8%25B1%25D9%258A__%25282-2%2529.pdf/file



#حاتم_الجوهرى (هاشتاغ)       Hatem_Elgoharey#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب واستجابات الصدام الحضاري: روسيا والصين وإيران.. والدرس ...
- رفح: ما بين التكتيكي والاستراتيجي تصعد وتخفت الأمم
- البيان الشعري لصدور ديوان: -نساء الممالك البعيدة-
- السردية الإسلامية وتعالقات الحضارة المطلقة: المعضلة العربية ...
- حقيقة حرب غزة: سيناريو صفقة القرن الخشن
- في ضرورة إزاحة جيوثقافية مصر فيما قبل 7 أكتوبر
- عملية رفح الباردة: سياسة حافة الهاوية بين الاسترتيجي والتكتي ...
- الصهيونية وتعالقات الحضارة المطلقة: الماركسية والليبرالية وا ...
- حرب غزة: بؤرة الصدام الحضاري الثالث وأفق المستقبل
- فلسطين والأفريقانية: بين جنوب أفريقيا التحريرية وأثيوبيا الع ...
- مبدأ الجيوثقافية المستدامة: البدائل السياسية للعرب فيما بعد ...
- الأزمة والمسارات: محور المقاومة وسؤال اللحظة الاستراتيجية
- تناقض الاستراتيجي والتكتيكي: 2024م وتفاقم أزمة الجغرافيا الث ...
- توزان الرسائل الأمريكية: ضرب الزوراق وسحب حاملة الطائرات
- التوازن الجيوثقافي للحرب: حتمية تراجع أمريكا والممكن العربي
- الحرب بين الأوراس والأطالسة والعرب: الوعي الجيواستراتيجي وتو ...
- المأزق المصري: تكتيك الحشود الدولية بين ضرب العراق وحماية إي ...
- محددات التراجع الأمريكي والفرصة العربية لدعم المقاومة
- مصر والكتلة الجيوثقافية الثالثة: استراتيجية الخروج من الأزمة
- ناقوس الخطر: اختزال التمثيل والعدو المطلق للجيوثقافية الغربي ...


المزيد.....




- السعودية.. هذا ما جاء في رسالة الملك سلمان وولي العهد بعد مو ...
- -تحطم طائرة لن ينجو منه أحد-.. تفاعل على توقع ليلى عبداللطيف ...
- بوتين يشكر شي جين بينغ على حفاوة استقباله في الصين
- الدرك الفرنسي يعتقل 240 محتجا ويزيل 76 حاجزا بعملية واسعة في ...
- غالانت يبلغ ساليفان أن -واجب- إسرائيل توسيع العملية البرية ف ...
- في خطاب تنصيبه.. رئيس تايوان يحث الصين على وقف -الترهيب العس ...
- مصر تعلن مواجهتها وضعا صعبا فريدا من نوعه
- أطباء رئيس وزراء سلوفاكيا يوضحون حالته الصحية بعد 5 أيام من ...
- رئيس منظمة إدارة الأزمات في إيران: لا حاجة للحمض النووي للتع ...
- البطريرك كيريل ومفتي المسلمين في روسيا يعزيان بوفاة رئيس إير ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حاتم الجوهرى - زيدان ومؤسسة تكوين: خطاب الاستلاب في مرحلة حرب غزة