أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حاتم الجوهرى - في ضرورة إزاحة جيوثقافية مصر فيما قبل 7 أكتوبر















المزيد.....

في ضرورة إزاحة جيوثقافية مصر فيما قبل 7 أكتوبر


حاتم الجوهرى
(Hatem Elgoharey)


الحوار المتمدن-العدد: 7902 - 2024 / 2 / 29 - 22:13
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


"إذا كان هناك مفهوم جديد يتشكل في سياق حرب غزة ومعركة 7 أكتوبر؛ ألا وهو مفهوم الجيوثقافية في مواجهة مفهوم الجيوسياسية الأقدم منه، فلابد من امتلاك الشجاعة الكافية للاعتراف بنهاية مرحلة ما، وضرورة طوي صفحتها تماما بما لها وما عليها، ومواجهة الواقع الجديد وتحمل تبعاته ومسئولياته الماثلة"

الأمن القومي للقبيلة
الأمن القومي للجماعة البشرية في أبسط تصوراته؛ يعني القواعد والمحددات المسئولة عن حفظ مقومات الحياة الحالية والمستقبلية والموروثة؛ ويتجسد المفهوم تاريخيا في حرص القبائل القديمة وزعمائها (الزعماء بالإرث، أو بالانتخاب الطبيعي وفق القدرة الوظيفية والمواهب الفطرية، أو بخليط منهما) على جودة النسل واستمراره، وحفظ كمية من الغلال والحبوب لزراعة الموسم الجديد أو المواسم المقبلة، وتأمين مياه القبيلة ومصادرها، وتأمين الحدود التي تنتشر بها تجمعات القبيلة، ومتابعة تحركات المنافسين المحتملين لها، والحفاظ على التقاليد الموروثة التي تطورت مع الزمن والحاجة، والتي ميزت القبيلة عن أقرانها..
مع الإشارة إلى أنه في أوقات الاضمحلال الحضاري؛ يتحول ترتيب حفظ مقومات الحياة في مفهوم الأمن القومي إلى عكس الترتيب في التصور بعاليه، أي تصبح الأولوية لحفظ الموروث الناعم وحمايته عندما تنهار المقومات الراهنة والمستقبلية القريبة لجماعة بشرية ما، وتتضاؤل فرص وجودها في زمن ما (وهذه الفرضية أو الإشارة ستؤكد عليها المقالة في خاتمتها بشكل تطبيقي على الواقع المصري والعربي الراهن بعد عملية 7 أكتوبر وحرب غزة).

نشأة المفهوم ومستوياته الثلاثة
القُطري/ الإقليمي/ العالمي
نشأ مفهوم الأمن القومي ذاته حديثا في القرن الماضي رابطا بين السياسة والجغرافيا والجدل أو العلاقة بينهما، مرتبطا بثلاثة مستويات رئيسية للحركة والفعل هي: المستوى القُطري- المستوى الإقليمي- المستوى العالمي، فعلى المستوى القطُرى يتبدى حضوره في فاعلية الجغرافيا السياسية الداخلية للدولة الوطنية، وضبط المفاهيم السياسية الأساسية التي قامت عليها دولة ما في علاقتها بالحيز الجغرافي الذي تقع فيه.
أما على المستوى الأقليمي أو الجيوبولوتيكي فإنه يوسع مفهوم الجغرافيا السياسية في الدولة الوطنية/ القُطرية، ليضعها في محيطها الإقليمي والعوامل السياسية الحاكمة له في جغرافيته الممتدة، وعلاقتها بأطرافها ومنافسيها على المستوى الإقليمي ذاته وما يقع في جواره أيضا.
وعلى المستوى العالمي أو الجيواستراتيجي فإنه يضع المستويين السابقين القُطري والإقليمي في كفة التصورات السياسية للقوى الدولية المهيمنة، ونظرتها إلى الإقاليم العالمية المتعددة، وسعي القوى الدولية للسيطرة عليها في ظل تنافسها العالمي، وقدرة هذه الأقاليم على التحرر من تلك السيطرة.

تقاسم القوتين العالميتين بالقرن العشرين
السيطرة الجيوستراتيجية على أقاليم العالم
وتحديدا نشأ مفهوم الأمن القومي الحديث في ظل مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية في أمريكا؛ وفي سياق تصورها لنفسها كقوى كبرى مهيمنة تمثل أيديولوجيا الرأسمالية الديمقراطية (إرث هيجل الفيلسوف الجرماني)، في مواجهة قوى كبرى أخرى منافسة على الهيمنة هي الاتحاد السوفيتي، ممثل أيديولوجيا الشيوعية الشمولية (إرث ماركس الجرماني تلميذ هيجل).
وتطور علم الجيواسترتيجية الحديثة في ضوء الصراع بين القوتين للتمدد بأيديولوجيتهما على جغرافيا أقاليم العالم الأخرى في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية؛ مفككين التصورات الثقافية لتلك الأقاليم معتبرين أنهما يمثلان حضارة مطلقة تَجبُّ ما سواها ولا تسمح له بالوجود.
وفي النصف الثاني من القرن العشرين كانت بالفعل كل القوى العالمية قد خضعت للاستقطاب الحضارة المطلقة بقطبيها، أوربا تم تقسيمها جيواستراتيجيا بين أمريكا والاتحاد السوفيتي، اليابان انهزمت ثقافيا في الحرب العالمية الثانية، الصين تبنت السردية الماركسية في طبعة خاصة بها تسمى الماوية (نسبة إلى زعيمها الصيني ماو)، كانت الحضارات القديمة المتبقية تكاد تنحصر في الهند والعرب وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.

دول عدم الانحياز:
محاولة للتمرد الضئيل وتفككها
وكانت محاولات الاستقلال عن الصراع الجيواستراتيجي الدولي بين القطبين؛ قد تمثلت في ظهور تجمع دول عدم الانحياز بقيادة مصر والهند ويوجوسلافيا، لكن المشروع لم يكتب له النجاح مع هزيمة مصر عبد الناصر في عام 1967، ومع تفكك الاتحاد السوفيتي نفسه عام 1990م تبنت أمريكا مفهوما جيواستراتيجيا جديدا وهو مفهوم "الصدام الحضاري"؛ مخترعة عدوا جديدا على المستوى الحضاري/ الثقافي تمثل في العرب/ الإسلام، والصين/ الكونفيشيوسية، وروسيا وريثة الاتحاد السوفيتي.

ما بعد الاتحاد السوفيتي
نظريات الصدام الحضاري ورد الفعل الروسي والصيني
وفي هذه الأثناء طورت كل من روسيا والصين مشروعين حضاريين جديدين لمواجهة أمريكا؛ الصين طورت مشروع طريق الحرير الجديد للتمدد الثقافي الاقتصادي، وروسيا طورت مشروع الأوراسية الجديدة للتمترس وإنتاج استقطاب جديد مع غرب أوربا وأمريكا، يقوم ثقافيا على أرثوذكسية روسيا في مواجهة بروتستانتية أمريكا وأقصى غرب أوربا، بما أوصلنا إلى الصدام في أوكرانيا، ومحاولة جر امريكا الصين لمواجهة في ملف تايون، وتطوير امريكا لفلسفة "الصهيونية الإبراهيمية" عن الاحتواء الناعم للعرب وتفكيكهم الخشن، وسيطرة "إسرائيل" على فلسطين والقدس والمسجد الأقصى، وصولا إلى عملية 7 أكتوبر ثم حرب غزة، وكشف إسرائيل عن وجهها لمصر ومطالبتها لها علانية بتوطين الفلسطينيين في سيناء مقابل حزم مساعدات اقتصادية وتمويلية.

الجيوثقافية المصرية/ العربية
رد الفعل الغائب على نظريات الصدام الحضاري
إلى هنا سوف تتوقف المقالة عن السرد التاريخي لمفهوم الأمن القومي وحضوره الجيوسياسي التاريخي؛ وتنتقل إلى طرح فرضيتها عن الجيوثقافية المصرية الراهنة وما قبل عملية 7 أكتوبر، باعتبار أن المفهوم الجيوثقافي هو مفهوم بديل تطرحه المقالة في سياق التصور الوجودي العام لمصر والذات العربية في اللحظة التاريخية الراهنة، وبالأصح ترى هذه المقالة أن طرحها لمفهوم الجيوثقافية العربية/ المصرية، هو الطرح البديل المفترض للذات العربية تبنيه وتطويره لمواجهة نظريات الصدام الحضاري الجديدة.
وهو بداية ما يجعلنا نعرف مفهوم الجيوثقافية كما تراه المقالة تمييزا له عن حضور المفهوم في التاريخ الغربي والشائع عموما، ترى الدراسة أن التصور الجيوثقافي أو تصور الجغرافيا الثقافية هو: "ذلك التصور الذي يشمل المركز والقيم الثقافية الحاكمة لكل السياسات العامة للدولة في وجودها وحيزها الجغرافي الداخلي والإقليمي والدولي، وترى أن المركز الثقافي دوره الأساسي أعلى من التمثل السياسي، بل دوره الأساسي هو تصحيح الانحراف حينما تأخذ التمثلات السياسية بعدا لا يعبر عن مركزها الثقافي، أي هنا التصور الجيوثقافي هو مستوى أعلى وبديل وحاكم للوجود الجيوثقافي والمركز العميق الضابط له."
من ثم يكون التصور الجيوثقافي العربي وعودته لثوابت الجغرافيا الثقافية العربية في مستودع هويتها المتراكم والتاريخي؛ هو بديل الذات العربية ومصر في مواجهة تفكك المستويات الجيوسياسية إرث القرن العشرين، وخطابها الراهن بما يشمله ذلك من أبنية ثقافية مؤسساتية وسياساتها الحاكمة، وأبنية سياسية ومؤسساتية وسياساتها الحاكمة على المستوى الخارجي تحديدا (السياسات الخارجية الإقليمية والدولية)، وكذلك تأثيره القطري على السياسات الداخلية وتمثلاتها لتعيد الانضباط وفق محددات الجغرافيا الثقافية العربية، وتتجاوز الاستقطابات الراهنة إرث القرن العشرين الجيوسياسي والإيديولوجي، أي نحن نتحدث عن نظرية سياسية وفكرة فلسفية جديدة تعيد ضبط الذات العربية والمصرية وفي تصورها لأمنها القومي؛ ووعيه بالمحددات العالمية والإقليمية الواقعية وسبل مواجهتها.

راهن الجيوثقافية المصرية وسيناء
تفكك الجيوثقافي والتجرؤ على الجيوسياسي
وانطلاقا من هذا التعريف ستنتقل المقالة مباشرة إلى وصف راهن السردية الجيوثقافية المصرية فيما قبل عملية 7 أكتوبر، والمأزق الذي وضعتها فيه العملية (وهذا سر عداء رجال السردية الجيوثقافية المصرية القديمة/ الراهنة لها)، والذي وصل لذروته مع مطالبة "إسرائيل" مصر بقبول توطين الفلسطينيين في سيناء المصرية.
لنطرح فرضية واضحة؛ أن تخلي السردية الجيوثقافية المصرية فيما بعد اتفاقية السلام 1979م، وما قبل 7 أكتوبر عن ثوابت الجغرافيا الثقافية المصرية وقيمها الثقافية المركزية في مستودع هوية الذات العربية وفي قلبه قضية فلسطين والحضور العربي في القرن الأفريقي، هو السبب الأساسي لتفكك الجغرافيا السياسية وجرأة "إسرائيل" على مصر.
من ثم ستطرح المقالة فرضية جديدة تقوم على طرح جيوثقافية مصرية بديلة قوامها استعادة ثوابت الجغرافيا الثقافية المصرية في بعدها العربي الإسلامي، والذي منه ستنتقل لضرورة إزاحة الجيوثقافية المصرية الحالية بخطابها عن الاستلاب للصهيونية والترويج لصفقة القرن والاتفاقيات الإبراهيمية، ومشروع الشرق الأوسط القديم/ الجديد باعتبار إسرائيل القاطرة والنموذج للبلدان العربية!

مهمة ما بعد الحرب
سبل احتواء الجيوثقافية العربية لـ"إسرائيل"
لأن المقالة ترى أن هناك مهمة أشد صعوبة في الفترة المقبلة فيما بعد الحرب على الجيوثقافية المصرية/ العربية الجديدة القيام بها، وهي مهمة احتواء "إسرائيل" في الوجود العربي، وتحجيم طموحها الجيوثقافي في فرض هيمنتها الثقافية وتمددها في الجغرافيا العربية، لأن تصورات السلام والهدنة ووقف الحرب إذا تمت في ظل وجود ماكنية الجيوثقافية الراهنة في الدولة المصرية، فلن تتحرك مصر قيد أنملة للأمام لأن هؤلاء سيدافعون عن تصوراتهم الثقافية وشبكة علاقاتهم المحلية والإقليمية والدولية، ويجرون مصر والبلاد إلى قاع النهر وذيل الأمم.

من التسعينيات إلى الآن
مواقف مريرة للجيوثقافية السابقة
وفي هذا السياق علينا أن نذكر الجميع بأن التصور الجيوثقافي المصري في المرحلة الماضية، مرحلة التطبيع والشرق الأوسط الجديد بقيادة إسرائيل والترويج للاتفاقيات الإبرهيمية والاستلاب للصهيونية (نتيجة لمخططات برنارد لويس)؛ هذه التصورات وتمثلاتها السياسية كانت ترى أن حل أزمة سد النهضة يقبع مفتاحه في تل أبيب!
وهذه التمثلات الجيوثقافية هي التي فجرت الاستقطاب الداخلي وهجرت أهل سيناء من حدود رفح المصرية؛ وهي نفسها التي انسحبت من القرن الأفريقي منذ تسعينيات القرن الماضي، وهي التي سمحت لأثيوبيا وتيار الأفريقانية العنصرية السوداء (الأفروسنتريزم) بأن يسيطر على الاتحاد الأفريقي، ويطيح بتاريخ حركة عموم أفريقيا التحريرية (البانأفريقانيزم).
وهي ذاتها التي كانت تروج لأفكار ما بعد الحداثة والتفكيك في الثقافة المصرية في فترة التسعينيات وتوظف الأفراد والنخب التي تعمل على ذلك (في حقيبة الثقافة والتعليم الجامعي)، وتركت مصر مفتوحة على مصرعيها أمام المراكز الثقافية الأجنبية تخترق سياسات التعليم العالي، وتربي طبقة ثقافية مشوهة تعيش على المنح الثقافية وسياسات الهوامش والشذوذ الجنسي ودعاوى الأقليات وتفجير التناقضات.
وهي ذاتها الجيوثقافية التي تقدم الثقافة المصرية حاليا بوصفها سهما هامشيا في ثقافات بعض الدول العربية الصاعدة، ليس بمفهوم "المشترك الثقافي" وسياساته الجيوثقافية إنما بمفهوم الذيلية والتبعية وتقزيم القوى الناعمة المصرية التاريخية.

مفصلية جيوثقافية تاريخية
إما الوعي بها أو الاضمحلال الحضاري
خلاصة ونحن في منتصف العقد الثالث من القرن الجديد يتضح جليا أن مصر في خطر وجودي شديد؛ وأفضل وسيلة للدفاع هي المبادرة والهجوم، ومصر هنا هي الجماعة المصرية برمتها وليس فقط النظام السياسي أو مؤسسات الدولة أو اقتصاد الدولة أو ثقافتها أو سياساتها الخارجية، بل إن السردية الجيوثقافية المصرية برمتها في خطر أي ثوابتها الثقافية وحدودها الجغرافية، في سيناء والسودان ومنابع النيل والقرن الأفريقي والبحر الأحمر، والنتافس على تمثيل السردية الإسلامية مع تركيا وإيران، والوعي بأن صعود روسيا والصين ليس تعدد أقطاب فقط إنما إعادة إنتاج للمركزية الغربية، ووهم الحضارة المطلقة مجددا.
ولا يمكن لعشرات الصفقات النقدية أو التمويلية أو العقارية أن تضمن لمصر أمنها الجيوثقافي وحفظ مقومات حياتها وثوابت جغرافيتها الثقافية؛ دون قرار واضح بتفكيك الجيوثقافية الراهنة وسرديتها القديمة أفرادا وسياسات، لأن المهمة المقبلة لن تكون الدفاع عن حدود الوطن (مثلما تصدى البعض تطوع فرض العين لهذه المهمة منذ 2015 وحتى الآن)، لأن المرحلة المقبلة لمن يدرك حقيقة الواقع هي مرحلة إعادة التأسيس الجيوثقافي لمصر، مرحلة البناء وليست مرحلة الصمود والدفاع والتطوع؛ هي مرحلة الوعي بظهور مشروع جيوثقافي مصري بديل داخليا؛ وفي محيطه الإقليمي وواقعه العالمي.

خاتمة: رفح أخر معارك الصمود
إما التقدم أو إخلاء الجبهة والانسحاب التام
كانت معركة "رفح الحدودية" هي آخر الحصون الدفاعية في معركة الصمود والدفاع عن الوجود المصري طوال العشرة سنوات الماضية، وحاليا إما الانتقال لمرحلة التقدم للأمام بوضع مسارات لاحتواء الجيوثقافية والسردية الصهيونية لـ"إسرائيل" وأمريكا والغرب فيما بعد الحرب، والانتقال للمبادرة الجيوثقافية، والتصدى لكافة مخططات تفكيك الذات العربية، أو سيكون البديل هو تمدد الجيوثقافية المصرية القديمة (طبقة التطبيع القديمة وطبقة الاتفاقيات الإبراهيمية الجديددة) رجال الاستلاب الحضاري لامريكا والصهيونية، تمهيدا لتفكيك مصر الداخلي وقبولها بالاستعمار المباشر ووكلائه صراحة.
رفح لمن يعي كانت آخر معارك الصمود والمواجهة المصرية الجيوثقافية مع الآخر الصهيوني والأمريكي (والتدافع مع الأوراس الجدد والصينيين الجدد في الخلفية أيضا)؛ وإذا لم تتبدل التصورات المصرية بتبنى جيوثقافية جديدة تماما، فإنه سيكون على البقية الباقية من حراس القوة الناعمة الجيوثقافية لهذا الوطن الذين وقفوا طوال العشرة سنوات الماضية ضد كافة الاستقطابات.. الانسحاب وإخلاء الجبهة تماما وتحويل مهمتهم إلى "حفظ الإرث الجيوثقافي" لمصر، تمهيدا لتمريره لأجيال قادمة تحافظ عليه عندما تأتيها الفرصة (مفهوم الأمن القومي وتحول دوره عند الاضمحلال الحضاري الذي ذكرته المقالة في بدايتها)، وتلك هي مهمة أصحاب الوعي في مرحلة الاضمحلال الحضاري وأمنه القومي، حيث يتحول الأمن القومي إلى شكله الناعم فقط دون تمثلاته الصلبة، أي الحفاظ على مجموعة المعارف والتقاليد والثوابت الخاصة بالجماعة المصرية ووضعها في سجلات أمينة للأجيال القادمة، إلى أن تستعيد هويتها وصعودها الحضاري في وقت يعلمه الله وحده..
فلا معارك صمود قادمة
إذ "رفح" هي آخر معارك الصمود
فإما المبادرة أو التفكك وإخلاء الجبهة.



#حاتم_الجوهرى (هاشتاغ)       Hatem_Elgoharey#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عملية رفح الباردة: سياسة حافة الهاوية بين الاسترتيجي والتكتي ...
- الصهيونية وتعالقات الحضارة المطلقة: الماركسية والليبرالية وا ...
- حرب غزة: بؤرة الصدام الحضاري الثالث وأفق المستقبل
- فلسطين والأفريقانية: بين جنوب أفريقيا التحريرية وأثيوبيا الع ...
- مبدأ الجيوثقافية المستدامة: البدائل السياسية للعرب فيما بعد ...
- الأزمة والمسارات: محور المقاومة وسؤال اللحظة الاستراتيجية
- تناقض الاستراتيجي والتكتيكي: 2024م وتفاقم أزمة الجغرافيا الث ...
- توزان الرسائل الأمريكية: ضرب الزوراق وسحب حاملة الطائرات
- التوازن الجيوثقافي للحرب: حتمية تراجع أمريكا والممكن العربي
- الحرب بين الأوراس والأطالسة والعرب: الوعي الجيواستراتيجي وتو ...
- المأزق المصري: تكتيك الحشود الدولية بين ضرب العراق وحماية إي ...
- محددات التراجع الأمريكي والفرصة العربية لدعم المقاومة
- مصر والكتلة الجيوثقافية الثالثة: استراتيجية الخروج من الأزمة
- ناقوس الخطر: اختزال التمثيل والعدو المطلق للجيوثقافية الغربي ...
- الجيوثقافية والميتا أيديولوجي: مصر والمقاومة الفلسطينية مشتر ...
- هل حان موعد الاستقطاب المصري الجيوثقافي الثاني في الحرب!
- هل حقا هناك هدنة.. العدوان على الضفة الغربية!
- إعلان الدولة الفلسطينية: الرهان المصري الثاني في المعركة الد ...
- الذات العربية وحرب غزة وقوة إيران الناعمة: كي لا تسقط الأندل ...
- حرب غزة والمسألة الأوربية.. تصريحات بايدن بوتين أنموذجا


المزيد.....




- أحذية كانت ترتديها جثث قبل اختفائها.. شاهد ما عُثر عليه في م ...
- -بينهم ناصف ساويرس وحمد بن جاسم-.. المليارديرات الأغنى في 7 ...
- صحة غزة: جميع سكان القطاع يشربون مياها غير آمنة (صور)
- تقرير استخباراتي أمريكي: بوتين لم يأمر بقتل المعارض الروسي ن ...
- مسؤول أمريكي يحذر من اجتياح رفح: إسرائيل دمرت خان يونس بحثا ...
- شاهد: احتفالات صاخبة في هولندا بعيد ميلاد الملك فيليم ألكسند ...
- مليارات الزيزان تستعد لغزو الولايات المتحدة الأمريكية
- -تحالف أسطول الحرية- يكشف عن تدخل إسرائيلي يعطل وصول سفن الم ...
- انطلاق مسيرة ضخمة تضامنا مع غزة من أمام مبنى البرلمان البريط ...
- بوغدانوف يبحث مع مبعوثي -بريكس- الوضع في غزة وقضايا المنطقة ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حاتم الجوهرى - في ضرورة إزاحة جيوثقافية مصر فيما قبل 7 أكتوبر