أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حاتم الجوهرى - إعلان الدولة الفلسطينية: الرهان المصري الثاني في المعركة الدبلوماسية















المزيد.....

إعلان الدولة الفلسطينية: الرهان المصري الثاني في المعركة الدبلوماسية


حاتم الجوهرى
(Hatem Elgoharey)


الحوار المتمدن-العدد: 7807 - 2023 / 11 / 26 - 16:56
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


في وقت مبكر وبعد عملية طوفان الأقصى بأسبوعين عقدت مصر قمة القاهرة للسلام، والتي شملت حضورا عربيا ودوليا مع تمثيل للأمم المتحدة، وفي هذه القمة قدمت القاهرة استقطابا أوليا ورد فعل جيد للغاية لتحاول منتصرة للقضية الفلسطينية؛ ضبط التوازنات الدولية/ الإقليمية التي اختلت بقوة عقب عملية طوفان الأقصى في 7 من أكتوبر الشهر الماضي..
وأثمرت قمة القاهرة عن بيان رئاسي مصري أعاد التأسيس أو أعاد تقديم مجموعة من المسلمات العربية تجاه الحق الفلسطيني وروايته، وخرج البيان في سياق استقطابي هادئ وناعم توجته القاهرة بأن خرج البيان عن رئاسة الجمهورية المصرية، متجاوزا الإصرار حول بناء استقطاب لمن مع البيان وضده، أو التوافق عليه، واكتفت القاهرة سياسيا بالإعلان عن موقفها في ظل المتغيرات الجديدة، التي صاحبت تطور الأوضاع في أرض فلسطين المحتلة.
ومنذ 21 الشهر الماضي وحتى اليوم جرت عدة متغيرات كثيرة في التدافعات الدولية والإقليمية التي صاحبت الحرب في غزة، ما بين عجز مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن اتخاذ قرار بوقف العدوان "الإسرائيلي"، وما بين نجاح المجموعة العربية في استصدار قرار غير ملزم من الجمعية العامة للأمم المتحدة في يوم 28 أكتوبر بهدنة إنسانية فورية في قطاع غزة المحتل، ثم دمج السعودية القمة العربية مع القمة الإسلامية في يوم قمة واحدة عقدت في 11 نوفمبر، وخرجت بمجموعة من القرارات الداعمة للقضية الفلسطينية دون بحثها في آليات تنفيذها، وصولا إلى إعلان الهدنة ووقف القتال لمدة أربعة أيام يوم الجمعة الماضية أول أمس 24 نوفمبر.
لكن في وقت متزامن تقريبا مع سريان الهدنة أو قبلها بقليل دخلت مصر في المرحلة الثانية من بنائها لاستقطاب دولي حول القضية الفلسطينية وعدالتها، دون إعلان وضجيج إعلامي كما حدث في قمة القاهرة من أجل السلام هذه المرة، حيث أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي مطالبة المجتمع الدولي بالاعتراف بدولة فلسطينية ودخولها عضوا كامل الأهلية في منظمة الأمم المتحدة، لتلقي مصر بأخطر أوراقها السياسية في العقد الماضي برمته، وفي انتصار لأصحاب هذا التوجه في السياسات الخارجية المصرية، خصوصا في ظل تصريحات رئيس وزراء أسبابنا بأن بلاده قد تعترف بالدولة الفلسطينية بشكل منفرد إذا لم يفعل الاتحاد الأوربي ذلك، وأن التصريحات جاءت من قلب معبر رفح الحدودي وفي سياق زيارته لمصر .
وأهمية هذه الورقة السياسية التي ألقت بها الدبلوماسية المصرية؛ أنها تتجاوز مسارين يكاد يكون طريقهما قد وصل لحائط سد بالفعل، الأول هو مفاوضات حل الدولتين مع دولة الاحتلال، والثاني هو المبادرة العربية التي ظهرت للوجود عام 2002م في السعودية.
مفاوضات حل الدولتين ماتت بالفعل؛ مع اغتيال إسحاق رابين صاحب مبادرة "الأرض في مقابل السلام" في تسعينيات القرن الماضي، وشريك منظمة التحرير الفلسطينية في "اتفاقيات أوسلو"، حيث أصبح مشروع السلطة الفلسطينية ودولتها ميلادا ميتا، وأصيب بالشلل والجمود منذ حوالي ربع قرن من الزمان.
أما المبادرة العربية التي طُرحت في السعودية فقد ماتت واقعيا مع مشروع صفقة القرن الأولى، في رئاسة دونالد ترامب التي انتهت بنهاية عام 2020م، حينما اكدت كل المؤشرات مشاركة السعودية -وتحت ضغوط ترامب وتفجيره للتناقضات هناك لولي العهد- في الاتفاقيات الإبراهيمية وصفقة القرن.
وبهذه الورقة الدبلوماسية تكون القاهرة قد خطت خطوة جديدة في اتجاه بناء مظلة سياسية قوية، واستقطاب مؤثر يدعم القضية الفلسطينية على المستوى الإقليمي والمستوى الدولي، على المستوى الإقليمي لأنها ستضع مسارا دبلوماسيا لا تستطيع الحاضنة الإيرانية القيام به رغم دعمها للمقاومة الفلسطينية، ولا تستطيع الدبلوماسية السعودية القيام به لتوريط أمريكا لها في مفاوضات الاتفاقيات الإبراهيمية قبل الحرب مباشرة، ولا الإمارات أيضا.
وعلى المستوى الدولي هذه الورقة ستمنح للدبلوماسية المصرية مسارا متمايزا عن فريق الأوراسية الجديدة الذي يضم روسيا والصين، لأنه يؤسس للمسار المصري دوليا والاستقطاب حوله، ومتمايزا أيضا عن الاتحاد الأوربي وموقفه المتردد في الضغط على إسرائيل لإنجاز حل الدولتين، وبالطبع يتمايز عن الإدارة الأمريكية ومشروع صفقة القرن القديمة، والمعدلة مع بايدن لتصفية القضية الفلسطينية.
لكن رغم دور هذه الورقة المصرية الثانية –بعد قمة القاهرة للسلام- في دعم الجغرافيا الثقافية التي تنتمي لها ومستودع هوية الذات العربية في فلسطين، إلا أن نجاحها سيعتمد على قبول أمريكا ودولة الاحتلال للضغوط التي سيفرضها المسار الدبلوماسي المصري في مدة قصيرة زمنيا، وقدرة الدبلوماسية المصرية على إدارة التناقضات الإقليمية والدولية لتدعم المسار المصري والاحتشاد خلفه.
لأنه في حالة تشدد أمريكا و"إسرائيل" واستئنافهما جرائم الحرب بعد هدنة الأربعة أيام، ربما سيكون على القاهرة اللجوء في وقت ما للخطوة الثالثة في بناء المظلة السياسية والاستقطاب السياسي (الخشن) الداعم للمقاومة الفلسطينية، والرافض لطرد الفلسطينيين إلى سيناء المصرية، والتأكيد على استعادة مصر لخطابها الجيوثقافي التاريخي.
وهذه الخطوة الثالثة ستتطلب الاستقطاب الدبلوماسي المباشر ضد "إسرائيل"، تمهيدا إذا لم ترتدع إلى الخطوة الرابعة ورفع الامر إلى مجلس الأمن بأن ممارسات "إسرائيل" تهدد السلم والأمن الإقليمي، وهذه الخطوة الثالثة ستقوم على تكذيب رواية "المقاومة الفلسطينية" الإرهابية وما حدث في يوم 7 أكتوبر في مؤتمر عالمي يحضره ممثلين دبلوماسيين عالميين –بدعوة من القاهرة- بالأدلة والشواهد القاطعة، مع اتخاذ إجراءات دبلوماسية وسياسية تصعيدية ضد دولة الاحتلال، وتسمية مجموعة من الإجراءات بعينها -ربما تشمل خطوات تنفيذية ما- وإقامة استقطاب للموافقة عليها عربيا وإسلاميا ودوليا.
لكن يبقى الإشارة إلى أن مصر في الطريق الصحيح وتحتاج إلى تضافر كافة جهود أبنائها المخلصين، لتجاوز التناقضات الجيوثقافية التي رُسمت لها طوال الفترة الماضية، وأن أمامها الكثير من العمل الشاق والمضنى للاضطلاع بالمسئولية التاريخية التي حملتها عبر تاريخها الطويل، والقيام بما يتطلبه ذلك من تغييرات جذرية في السياسات الخارجية والسياسات الداخلية معا، لتستطيع تقديم نموذج القوة الناعمة والخشنة التي تحقق لها أهدافها العادلة وتستعيد بها نفسها.



#حاتم_الجوهرى (هاشتاغ)       Hatem_Elgoharey#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذات العربية وحرب غزة وقوة إيران الناعمة: كي لا تسقط الأندل ...
- حرب غزة والمسألة الأوربية.. تصريحات بايدن بوتين أنموذجا
- في حاجة المقاومة الفلسطينية لرواية إعلامية بديلة ليوم 7 أكتو ...
- حرب غزة والنهايات السعيدة: عجز القوة وانتصار الضعيف
- حرب الروايات: طوفان الأقصى بين الفلسطيني الضحية ومعاداة السا ...
- مصر ودبلوماسية إدارة التناقضات: مقاربة الحركة بالأهداف المتغ ...
- مصر بين الجغرافيا الثقافية والجغرافيا السياسية: مقاربة للأمن ...
- الحرب قادمة: صفقة القرن 2023م من الناعم إلى الخشن
- معا لدعم عدالة القضية الفلسطينية
- جذور الصهيونية التي أخطأ العرب في فهمها: صدمة الوقائع الحالي ...
- استهداف سيناء والأقصى: صراع المكانات بعد عملية 7 أكتوبر
- طوفان الأقصى: تغيير معادلة فرض الأمر الواقع والسيطرة على الق ...
- العرب بين الكوزموبوليتان والجلوبال: مفارقة النمط الثقافي في ...
- إدارة التناقضات الدولية وبدائلها الممكنة: العرب بين البريكس ...
- تحديات القوة الناعمة الداخلية لدولة ما بعد الاستقلال بالقرن ...
- معرض الحرف التراثية والمنتجات اليدوية.. تحية للسفارة اليمنية
- الفساد والمسئولية السياسية والقانون بين الشركات والهيئة في ا ...
- القرار 179 وسياسات هيئة المجتمعات والتوافق المجتمعي بالعبور ...
- مطالب الأرض غير المخصصة للنشاط الزراعي بالعبور الجديدة ولقاء ...
- تصريحات الخارجية اليمنية بين المشترك الثقافي وهندسة المصالح


المزيد.....




- أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير ...
- مقتل أربعة عمال يمنيين في هجوم بطائرة مسيرة على حقل غاز في ك ...
- ما الأسلحة التي تُقدّم لأوكرانيا ولماذا هناك نقص بها؟
- شاهد: لحظة وقوع هجوم بطائرة مسيرة استهدف حقل خور مور للغاز ف ...
- ترامب يصف كينيدي جونيور بأنه -فخ- ديمقراطي
- عباس يصل الرياض.. الرئيس الفلسطيني وزعماء دوليون يعقدون محاد ...
- -حزب الله- يستهدف مقر قيادة تابعا للواء غولاني وموقعا عسكريا ...
- كييف والمساعدات.. آخر الحزم الأمريكية
- القاهرة.. تكثيف الجهود لوقف النار بغزة
- احتجاجات الطلاب ضد حرب غزة تتمدد لأوروبا


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حاتم الجوهرى - إعلان الدولة الفلسطينية: الرهان المصري الثاني في المعركة الدبلوماسية