أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حاتم الجوهرى - حرب غزة والنهايات السعيدة: عجز القوة وانتصار الضعيف














المزيد.....

حرب غزة والنهايات السعيدة: عجز القوة وانتصار الضعيف


حاتم الجوهرى
(Hatem Elgoharey)


الحوار المتمدن-العدد: 7800 - 2023 / 11 / 19 - 00:52
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


يوما بعد يوم تتأكد العديد من المقاربات تجاه العملية العسكرية التي يقوم بها جيش الاحتلال في قطاع غزة، ويصير واضحا للعيان أن "إسرائيل" تنجح فقط في عمليات القصف من بعيد التي تقوم بها في نوع من التعويض النفسي للهزيمة والصدمة التي تسبب فيها عملية "طوفان الأقصى" يوم 7 أكتوبر الماضي، ويبدو دليا ما يمكن تسميته بـ"عجز القوة" وفشلها في مقابل صمود "الضعيف" وقوته وانتصاره.
وهنا لابد من الرجوع للعقيدة العسكرية الخاصة بقوات الاحتلال عبر تاريخه في المنطقة والحروب التي خاضها والعمليات العسركية التي قام بها.. سنجد أنه قامت عقيدته على أسطورة الجيش الذي لا يقهر، ونظرية الذراع الطويلة التي يمكن أن تضرب على مدى واسع من العراق (ضرب المفاعل النووي عام 1981م) إلى تونس (ضرب مقر منظمة التحرير عام 1985م).
وأنه الجيش الذي يمكن له أن ينقل المعركة إلى أرض العدو كما فعل في حرب لبنان، وفي حرب عام 1967م، لكن الحقيقة المرة أن جنود الاحتلال القادمون من شتى بقاع الأرض ليسوا بمثل هذه السمعة عند القتال وجها إلى وجه! وهو ما حدث عند بدء الاجتياح البري لقطاع غزة بعد عملية تمهيد نيراني كثيف يدعمه مدد من الذخائر الحديثة لا ينقطع من أمريكا، وللمرة الأولى تجد قوات الاحتلال نفسها أمام قوات فدائية تتسم بالبسالة وحسن التدريب والرغبة في التضحية بالنفس، وتجد نفسها أمام حرب مدن وشوارع، لم تستطع التكنولوجيا والأسوار والتحصينات أن تنفعها فيها.
وحدث ما يشبه عملية "عجز" للقوة وفشلها على الجانب الصهيوني، و"انتصار" للضعيف والإمكانات البسيطة وبسالة أفراد المقاومة الفلسطينية، خاصة مع العمليات المصورة التي كان يبثها رجال المقاومة الفلسطينية لتدمير الدبابات والآليات وقنص جنود الاحتلال، مما زاد من الأزمة النفسية وعمق جراح قوات الاحتلال وزادها تخبطا، خاصة حينما استهدفت المستشفيات المدنية، وعندما اقتحمت مستشفى الشفاء بحجة أن حماس والمقاومة الفلسطينية تستخدمه استخداما عسكريا، وكم كانت فضيحتها مدوية حينما لم تجد بالمستشفى ما يثبت صحت ادعائها.
وفوجئت إسرائيل بمدى فاعلية التصنيع المحلي الفلسطيني للقذائف المضادة للآليات "ياسين 105"، كما عجزت عن تحييد عمليات الرشق الصاروخي التي تنفذها المقاومة الفلسطينية، وأدهشتها عمليات المقاومة التي تتم من المسافة صفر وتفجير الآليات عبر جنود أشباح يخرجون من باطن الأرض ويعودون إليها دون أثر، وأصبحت أنفاق غزة لغزا غير قابل للحل، فهي كانت الحل الفلسطيني المناسب بسبب غياب الطبيعة الجبلية الحاضنة للمقاومة، وتتحدث المصادر عن امتداد هذه الأنفاق لأكثر من 500 كم تحت الأرض.
لتجد قوات الاحتلال نفسها عاجزة عن تحقيق أهدافها وفشلت القوة المزعومة لجيش الاحتلال، وفشلت عمليات إزاحة الفلسطينيين إلى جنوب القطاع، كما أن سياسة الأحزمة النارية الكانسة لن تكون بديلا أبدا عن الحرب البرية والمواجهات الفردية بين رجال المقاومة وجنود جيش الاحتلال، وكذلك استطاع الفلسطينيون الصمود ضد سياسة الحصار والتجويع لحد بعيد، رغم سياسة القتل الجماعي وتعطيل المستشفيات ومنع الوقود وقطع الاتصالات، لقد جربت قوات الاحتلال كل ما في جعبتها من أسلحة وخطط وعتاد وسيناريوهات ولم تفلح في الانتصار لا على الجغرافيا الفلسطينية في غزة ولا على الثقافة الفلسطينية وتكسر إرادتها، لتؤكد الجيوثقافية الفلسطينية على قدرتها على كسر كل معادلات الجيوسياسية التقليدية.
ويأتي تصريح الوزير "الإسرائيلي" باستخدام السلاح النووي وضرب غزة به في سياق العجز والإحباط والرغبة في الشعور بالتفوق ووهم شخصية السوبرمان الإرث التوراتي القديم والإرث الغربي الحديث الخاص بالمسألة الأوربية ومركزيتها، هو تصريح يعبر عن ”فشل القوة” وعجز آلة الحرب التي تم الترويج لها وعنها بأنها من أقوى الجيوش في العالم، وأقوى أجهزة المخابرات، فلقد كشفت عملية طوفان الأقصى زيف كل هذه الدعايات الزائفة.
هذه ليست حربا متكافئة بالمعنى المتعارف عليه بين جيشين نظاميين، لهما العتاد والتسليح نفسه، لكن رغم ذلك تراجع قوات الاحتلال في عمليات التوغل البري والخسائر التي يصاب بها والروح الفدائية العالية لدى رجال المقاومة وعملياتهم المصورة؛ تصيبه بالجنون وتضع آلة الدعاية والبروباجندا السياسية في مأزق شديد للغاية، خاصة في ظل بعض التقارير التي تحدثت عن وجود مرتزقة أجانب يقاتل في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي!
جاءت لكن العملية العسكرية جاءت في توقيت صعب للغاية لتكسر توزان القوى الإقليمية والدولية، وهناك مرحلة كان لابد أن تستمر فيها العمليات حتى يستوعب النظام العالمي والإقليمي صدمة طوفان الأقصى، ويجد لها مخرجا وفق توزان القوى الدولية والإقليمية..
وهذا الاستيعاب الدولي والإقليمي وكي نجني ثمار الصمود الأسطوري الفلسطيني الباسل، وحتى يصب في صالح الذت العربية والرواية الفلسطينية العادلة، سيعتمد على شيئين لا ثالث لهما، الأول قدرة العرب (من خلال الفلسطينيين) على تقديم رواية عالمية تفكك رواية الاحتلال لما حدث في يوم 7 أكتوبر بوصفه مذبحة تخرق حقوق الإنسان، لا بوصفه الحقيقي باعتباره عملية عسكرية ناجحة بكل المقاييس، والثاني قدرة العرب على تجاوز التناقضات الراهنة وبناء توافق داخلي، وإسلامي، ثم عالمي يضغط على أمريكا وحلفائها، حول "بيان سياسي" لتصور الدولة الفلسطينية في قطاع غزة والضفة، بما يجعل تضحيات الشعب الفلسطيني الغالية لا تضيع هباءا.. وذلك أمانة في أعناق الرجال.



#حاتم_الجوهرى (هاشتاغ)       Hatem_Elgoharey#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب الروايات: طوفان الأقصى بين الفلسطيني الضحية ومعاداة السا ...
- مصر ودبلوماسية إدارة التناقضات: مقاربة الحركة بالأهداف المتغ ...
- مصر بين الجغرافيا الثقافية والجغرافيا السياسية: مقاربة للأمن ...
- الحرب قادمة: صفقة القرن 2023م من الناعم إلى الخشن
- معا لدعم عدالة القضية الفلسطينية
- جذور الصهيونية التي أخطأ العرب في فهمها: صدمة الوقائع الحالي ...
- استهداف سيناء والأقصى: صراع المكانات بعد عملية 7 أكتوبر
- طوفان الأقصى: تغيير معادلة فرض الأمر الواقع والسيطرة على الق ...
- العرب بين الكوزموبوليتان والجلوبال: مفارقة النمط الثقافي في ...
- إدارة التناقضات الدولية وبدائلها الممكنة: العرب بين البريكس ...
- تحديات القوة الناعمة الداخلية لدولة ما بعد الاستقلال بالقرن ...
- معرض الحرف التراثية والمنتجات اليدوية.. تحية للسفارة اليمنية
- الفساد والمسئولية السياسية والقانون بين الشركات والهيئة في ا ...
- القرار 179 وسياسات هيئة المجتمعات والتوافق المجتمعي بالعبور ...
- مطالب الأرض غير المخصصة للنشاط الزراعي بالعبور الجديدة ولقاء ...
- تصريحات الخارجية اليمنية بين المشترك الثقافي وهندسة المصالح
- الدستور والقانون.. في لقاء هيئة المجتمعات بصغار ملاك العبور ...
- في إدارة تنوع المتون العربية وتفكيك تناقضاتها
- المتون العربية بين الكتلة الجغرافية والجغرافيا الثقافية الرا ...
- المتون العربية الجديدة بين دوري الثقافة والحضارة


المزيد.....




- سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك ...
- شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا ...
- مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و ...
- خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافا لـ-حزب الله- في جنوب لبنان (فيد ...
- مسؤول قطري كبير يكشف كواليس مفاوضات حرب غزة والجهة التي تعطل ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع ومظاهرات في إسرائيل ضد حكومة ن ...
- كبح العطس: هل هو خطير حقا أم أنه مجرد قصة رعب من نسج الخيال؟ ...
- الرئيس يعد والحكومة تتهرب.. البرتغال ترفض دفع تعويضات العبود ...
- الجيش البريطاني يخطط للتسلح بصواريخ فرط صوتية محلية الصنع


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حاتم الجوهرى - حرب غزة والنهايات السعيدة: عجز القوة وانتصار الضعيف