أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حاتم الجوهرى - استهداف سيناء والأقصى: صراع المكانات بعد عملية 7 أكتوبر















المزيد.....

استهداف سيناء والأقصى: صراع المكانات بعد عملية 7 أكتوبر


حاتم الجوهرى
(Hatem Elgoharey)


الحوار المتمدن-العدد: 7761 - 2023 / 10 / 11 - 01:50
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


مع كامل التقدير للتحليلات السياسية التي ترى أن هدف عملية 7 أكتوبر الحربية العظيمة التي قام بها الفلسطينييون ضد دولة الاحتلال؛ كان هو الحصول على أكبر قدر من الأسرى من المستوطنين الصهاينة لمبادلتهم بالأسرى الفلسطينيين..؛ إلا أن هذا التصور ليس هو جوهر الأمر حقيقة.
جوهر العملية الحربية الفلسطينية كان المحاولة الأخيرة لوقف المخططات الصهيونية –وفق صفققة القرن والاتفاقيات الإبراهيمية- تحديدا فيما يخص مخططات السيطرة على القدس والمسجد الأقصى، خاصة في ظل جملة التناقضات التي تفجرت في الحاضنة العربية في مرحلة ما بعد الثورات العربية في العقد الماضي، وبعد غواية بعض دول الخليج للصعود الإقليمي على حساب الدول العربية المركزية القديمة.. شرط تبنيها لمشروع الصهيونية الإبراهيمية وصفقة القرن.
كان مركز صفقة القرن والاتفاقيات الإبراهيمية الفعلي إذا استبعدت كافة الرطانات والديباجات الزخرفية والشعارات الرنانة، يقوم على نقطتين:
- سيطرة دولة الاحتلال تماما على مدينة القدس العربية و"المسجد الأقصى" تحديدا.
- تنفيذ الهدف الصهيوني الدائم بعملية "الترانسفير" والتهجير ودفع الفلسطينيين إلى الاستيطان في سيناء المصرية.
وقد يتخيل البعض أن "صفقة القرن" انتهت مع رحيل دونالد ترامب، إلا ان الواقع العملي أثبت أن إدارة بايدن قدمت نسخة خاصة بها من "صفقة القرن"، وتوالت تصريحات إدارة بايدن الداعمة لاستكمال الاتفاقيات الإبراهيمية بشكل علني وصريح دون أدنى خجل!
لذا ونحن في شهر أكتوبر 2023م لم يكن أمام الفلسطينيين سوى حل أخير، وهو "الخيار شمشون" بهدم المعبد وتغيير قواعد اللعبة تماما، فطوال عشرات السنين تجمعت لدى المقاومة الفلسطينية خبرات متراكمة للقتال ضد "عدو متفوق" تفوقا تماما، وتراكمت لديها التكتيكات الفعالة في هذا الصدد، مستفيدة من خبرات المقاومة في لبنان، والقدرات العسكرية الإيرانية التي اكتسبت عبر السنوات الطويلة مهارة مواجهة أمريكا بصفتها "عدو متفوق"، تكاد تكون التكتيكات التي تستخدمها أمريكا هي ذاتها التي تستخدمها دولة الاحتلال. فحدث ما لم يتوقعه أحد وهو "السيناريو الغائب" بأنن جمع الفلسطينييون كل خبرات السنين في عملية حربية رائعة ستدخل سجل التاريخ من أوسع أبوابه.. بهدف كسر شوكة الغرور الصهيوني وردع محاولات هدم المسجد الأقصى الجدية والسيطرة الصهيونية التامة عليه.
وإذا انطلقنا من هذا الفهم بأن غرض عملية 7 أكتوبر 2023م كان ضرب صفقة القرن بعد تفكيك كل الموانع أمامها، يمكن لنا تصور ما يحدث حاليا ووضع البدائل للتعاطي معه، لأن ما يجري الآن هو محاولات لتغيير أو تأكيد المكانات المستقرة في المنطقة العربية برمتها (وفق تراتبات صفقة القرن والاتفاقيات الإبراهيمية)، واستعادة دولة الاحتلال لمكانتها ومن خلفها أمريكا التي أرسلت حاملة طائرات وأعلنت أن الثانية في طريقها، لمواجهة مجموعات فلسطينية مسلحة بأسلحة بدائية وفردية!
والأخطر من ذلك سيمكن فهم ما صرحت به دولة الاحتلال من أنه على الفلسطينيين في غزة أن ينزحوا باتجاه سيناء، ومن بعدها التجاوز الخطير وخرق القانون الدولي وقصف معبر رفح الدولي بين مصر ودولة الاحتلال.. هم يعلنون ما كان يدور في الخفاء، وأنه مع الاقتحام النهائي للأقصى وتفجر المواجهات كانوا سينفذون مخطط صفقة القرن وتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وكذلك قصفوا بوابة "معبر رفح" في رسالة إلى مصر بأن ما هو على المحك غير قابل للتفاوض، وأنهم يملكون –بمساعدة الغرب- الكثير من الأوراق في الكثير من التناقضات التي أوقعوا فيها مصر، وعلى الصعيد الدولي ربما تعتبرها مراكز الأبحاث الأمريكية المتشبعى بفكرة الهيمنة والمسألة الأوربية القديمة، فرصة للتقدم للإمام وضرب الحضور الروسي/ الصيني/ الإيراني في المنطقة، ردا على الفشل والعجز في الملف الأوكراني.
من هنا ولكي نكون صرحاء مع أنفسنا؛ لابد من الوعي بأن أمريكا ودولة الاحتلال ستعود إلى تكتيكات "إدارة التناقضات" المباشرة والفجة كما كان مع إدارة ترامب (وللننظر جيدا في خطاب بايدن اليوم)، وسيحاولون استخدام التناقضات المتفجرة للضغط في كل الاتجاهات لاستعادة المكانة المهتزة، والقفز للأمام.. وسوف يبقى هاجسهم هو مركز صفقة القرن القديمة/ الجديدة يدورون حوله دون هوادة، المتمثل في السيطرة على المسجد الأقصى ومدينة القدس، والترانسفير والتهجير إلى سيناء.
وفي الوقت نفسه يجب الإشارة والتأكيد على أن كل تأخر في دفع مركز ثقل صفقة القرن للوراء في مخططات القدس والتهجير معا.. سيرفع الثمن والتكلفة والموارد الممكن حشدها على كل المستويات، للتصدي للهيمنة ومشروع الصهيونية الإبراهيمية الجديدة.
إنما يكمن الأمل وعنوان الحل للوضع الراهن؛ في تأسيس "مظلة سياسية" عربية إسلامية عالمية للقضية الفلسطينية وفق الظرف الحالي، ودمج حضورها في السياسات العالمية والاستقطاب الدولي الراهن بحضور الصين وروسيا وإيران، ليصبح ذلك أولوية تسبق كل الأولويات بمهنية دبلوماسية وسياسية رفيعة وفاعلة، تتطلب تضافر كل الجهود المصرية والعربية المخلصة لإدارة عملية سياسية دولية متشابكة واستباقية وفاعلة، وعامرة بالتناقضات التي يجب فهما والتعامل معها أيضا.




- راجع دراستي المنشورة في نوفمبر 2022م
صفقة القرن بين الديمقراطيين والجمهوريين.. تفجير التناقضات العربية وسبل مواجهتها
https://www.mediafire.com/file/sfhzmy66rx09dk5/%25D8%25B5%25D9%2581%25D9%2582%25D8%25A9_%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2582%25D8%25B1%25D9%2586_%25D8%25A8%25D9%258A%25D9%2586_%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AF%25D9%258A%25D9%2585%25D9%2582%25D8%25B1%25D8%25A7%25D8%25B7%25D9%258A%25D9%258A%25D9%2586_%25D9%2588%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AC%25D9%2585%25D9%2587%25D9%2588%25D8%25B1%25D9%258A%25D9%258A%25D9%2586-_%25D8%25AF.%25D8%25AD%25D8%25A7%25D8%25AA%25D9%2585_%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AC%25D9%2588%25D9%2587%25D8%25B1%25D9%258A.pdf/file



#حاتم_الجوهرى (هاشتاغ)       Hatem_Elgoharey#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى: تغيير معادلة فرض الأمر الواقع والسيطرة على الق ...
- العرب بين الكوزموبوليتان والجلوبال: مفارقة النمط الثقافي في ...
- إدارة التناقضات الدولية وبدائلها الممكنة: العرب بين البريكس ...
- تحديات القوة الناعمة الداخلية لدولة ما بعد الاستقلال بالقرن ...
- معرض الحرف التراثية والمنتجات اليدوية.. تحية للسفارة اليمنية
- الفساد والمسئولية السياسية والقانون بين الشركات والهيئة في ا ...
- القرار 179 وسياسات هيئة المجتمعات والتوافق المجتمعي بالعبور ...
- مطالب الأرض غير المخصصة للنشاط الزراعي بالعبور الجديدة ولقاء ...
- تصريحات الخارجية اليمنية بين المشترك الثقافي وهندسة المصالح
- الدستور والقانون.. في لقاء هيئة المجتمعات بصغار ملاك العبور ...
- في إدارة تنوع المتون العربية وتفكيك تناقضاتها
- المتون العربية بين الكتلة الجغرافية والجغرافيا الثقافية الرا ...
- المتون العربية الجديدة بين دوري الثقافة والحضارة
- المتون العربية وتفكيك غواية الأيديولوجيا المضادة
- مناهج وفلسفات: منهج الدرس الثقافي الحر/ القيمي
- مفاهيم وفلسفات: الذات العربية المختارة
- مفهوم المتون العربية وفلسفته في القرن ال21
- إعادة توظيف التراث ومستودع الهوية المصري
- الإبراهيمية بين حوار الأديان وصدام الحضارات.. أزمة الفهم وال ...
- زوبعة بيت العائلة الإبراهيمية في سياقها الثقافي.. أم سياقها ...


المزيد.....




- فعل فاضح لطباخ بأطباق الطعام يثير صدمة بأمريكا.. وهاتفه يكشف ...
- كلفته 35 مليار دولار.. حاكم دبي يكشف عن تصميم مبنى المسافرين ...
- السعودية.. 6 وزراء عرب يبحثون في الرياض -الحرب الإسرائيلية ف ...
- هل يهدد حراك الجامعات الأمريكية علاقات إسرائيل مع واشنطن في ...
- السودان يدعو مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة الاثنين لبحث -عدوان ...
- شاهد: قصف روسي لميكولايف بطائرات مسيرة يُلحق أضرارا بفندقين ...
- عباس: أخشى أن تتجه إسرائيل بعد غزة إلى الضفة الغربية لترحيل ...
- بيسكوف: الذعر ينتاب الجيش الأوكراني وعلينا المواصلة بنفس الو ...
- تركيا.. إصابة شخص بشجار مسلح في مركز تجاري
- وزير الخارجية البحريني يزور دمشق اليوم للمرة الأولى منذ اندل ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حاتم الجوهرى - استهداف سيناء والأقصى: صراع المكانات بعد عملية 7 أكتوبر