أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حاتم الجوهرى - هل حان موعد الاستقطاب المصري الجيوثقافي الثاني في الحرب!















المزيد.....

هل حان موعد الاستقطاب المصري الجيوثقافي الثاني في الحرب!


حاتم الجوهرى
(Hatem Elgoharey)


الحوار المتمدن-العدد: 7817 - 2023 / 12 / 6 - 11:57
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


قراءة المتغيرات التي حدثت بالأمس 5 ديسمبر 2023م في تطورات الحرب على قطاع غزة بأرض فلسطين المحتلة (واليوم أيضا مع قرار مجلس النواب الأمريكي الذي تقدم به نائبان يهوديان)، تدل على مؤشرات شديدة الخطورة ودخول المخطط الغربي/ الصهيوني مراحل حاسمة من إحكام الكماشة على الفلسطينيين وعلى سيناء/ مصر، بما يجعلنا ندق ناقوس الخطر بأنه إذا كان هناك وقت مناسب لتطوير الاستقطاب المصري الأول الذي حدث مع مؤتمر القاهرة للسلام، فإن الفترة الحالية هي المناسبة لذلك وإلا سنكون بنسبة كبيرة قد وصلنا لنقطة اللاعودة في إدارة الحرب الدبلوماسية ومد المظلة السياسية المصرية، لاحتواء التمدد الفلسطيني مع عملية طوفان الأقصى في الجغرافيا الثقافية العربية.

خمسة أنباء والتصويب على هدف واحد
(خمس رصاصات وشاخص واحد)
حيث خرجت بالأمس خمسة أخبار/ أنباء شديدة الخطورة والدلالة (وخبر اليوم) في تقدم السردية الجيوثقافية الغربية/ الصهيونية، ودفعها السردية الجيوثقافية المصرية/ الفلسطينية/ العربية للوراء، مع الإشارة إلى أن المسئولية السياسية المباشرة للسردية الجيوثقافية العربية تقع الآن بشكل أساسي على مصر لأنها الطرف المباشر الأكثر تأثرا بالأحداث والتآكل الجيوثقافي.
أول الأنباء التي تناقلتها وكالات الإعلام بالأمس، كان إعلان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين النازحين داخليا وصلوا إلى محافظة رفح على الحدود المصرية، الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، ونصبوا الخيام في الشوارع.
النبأ الثاني إعلان وزير الدفاع البريطاني تسيير رحلات استطلاع جوي بدون طيار، وغير مسلحة فوق شرق البحر الأبيض المتوسط لجمع المعلومات بشأن المحتجزين سيتم تحويلها للجهات المعنية، والمهم في تصريحه أن قال شرق المتوسط ولم يقل قطاع غزة!
النبأ الثالث توجه إسرائيل بشكل رسمي إلى عدة دول بينها بريطانيا واليابان، بهدف تشكيل قوة عمليات مخصصة للعمل في البحر الأحمر من أجل ضمان حرية الممرات الملاحية هناك، حسبما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، حيث ستعمل القوة في إطار تحالف متعدد الجنسيات في منطقة مضيق باب المندب.
النبأ الرابع كان تصريح الرئيس الإسرائيلي لوسائل إعلامية بأن: "الحرب في غزة ليست بين إسرائيل و حماس فقط بل هي حرب لإنقاذ الحضارة الغربية"!
النبأ الخامس كان إعلان القناة 11 في التليفزيون الإسرائيلي بأن "الرقابة العسكرية سمحت بنشر أن الجيش يتعقب الأنفاق بين قطاع غزة وسيناء لمنع أي تسلل"!
ويضاف إلى ذلك خبر سادس (ورصاصة سادسة) خرج اليوم الأربعاء 6 ديسمبر باعتماد مجلس النواب الأمريكي لقرار غير ملزم باعتبار معاداة الصهيونية معادة للسامية!

استكمال الغرب للمظلة الخشنة والناعمة
والمراحل الأخيرة للتنفيذ
والحقيقة أن الأخبار الخمسة وسادسهم اليوم شديدة السوء والخطوة؛ فهي تعني إقامة منطقة عسكرية ومظلة عسكرية تحمي دولة الاحتلال في البحر المتوسط (شرق المتوسط كما قال وزير دفاع بريطانيا)، وإقامة مظلة عسكرية ومنطقة عسكرية في البحر الأحمر تحمي دولة الاحتلال أيضا (من خلال تحالف متعدد الجنسيات)، مع نزوح الفلسطينيين بالفعل إلى حدود رفح المصرية ونصبهم خيام الإيواء برعاية أممية تمهيدا لما هو قادم، مع إعلان جيش دولة الاحتلال مد مظلته العسكرية نفسها للحدود المصرية التي تخضع حاليا لسيطرة الجيش المصري فقط دون سواه، بحجة منع أي تسلل من أنفاق رفح! وكانت الخاتمة الإعلان الجيوثقافي الواضح من رئيس دولة الاحتلال بأن الحرب في غزة تمثل حربا لحمية الحضارة الغربية، خاصة مع قرار مجلس النواب الأمريكي اليوم الذي يضع الفلسطينيين والعرب (والمصريين تحديدا) في موضع النازية المعادية للسامية! وهوس المسألة الأوربية ووهم الحضارة المطلقة ومتلازماتها الجيوثقافية.

وفي واقع الأمر باتت القراءة واضحة للغاية لمستوى نجاح المخطط الغربي الصهيوني للتمدد الجيوثقافي المدعوم عسكريا بالرواية الصهيونية على حساب الجغرافيا الثقافية المصرية والفلسطينية، دون سواهما، والأخطر مرور تلك التصريحات الخمسة مرور الكرام دون رد فعل من الخارجية المصرية، دفاعا جيوثقافيتها ومستودع هويتها المصري والعربي والفلسطيني!!

إعادة إنتاج تجربة ضرب العراق
هم نجحوا في تشكيل المظلة العسكرية تماما كما في حرب الخليج الثانية وضرب العراق، والغطاء الناعم سيوفره التحالف العسكري نفسه هذه المرة دون حاجة لقرارات أممية! خاصة في ظل تصريحات بايدن باستهداف المقاومة الفلسطينية للمدنيين وتصريحات رئيس دولة الاحتلال بأن "إسرائيل" تمثل جزءا من الحضارة الغربية وتقوم بالحرب نيابة عنها، حيث تحت هذين الشعارين سوف يتم تشكيل المظلة الناعمة لتنفيذ مخطط التمدد الجيوثقافي الغربي/ الصهيوني، على حساب مصر وفلسطين والسردية الجيوثقافية العربية والإسلامية برمتها.

فرصة مؤتمر القاهرة الثاني للسلام
لكن من حق الناس علينا أن نقدم الإشارة والدليل؛ فلو أن مصر أخذت قرارها من قبل وقامت بعمل الاستقطاب الأول دفاعا عن سرديتها الجيوثقافية، التي هي جوهر الأمن القومي المصري والعربي، مع مؤتمر القاهرة لدعم السلام، فإن مدى ما وصلت له المخطط الصهيوني/ الغربي بالأمس يشي بأنه على القاهرة أن تأخذ الخطوة الثانية في المعركة الدبلوماسية والاستقطاب الجيوثقافي بيننا وبينهم الآن.. الآن وإما فلن تكون.

الخيار الأول: الحد الأدنى وقبول التراجع الجيوثقافي
سيكون على القاهرة الاختيار بين الحد الأدنى الممكن التخلي عنه حفاظا على الوجود المتراجع وتآكل الجغرافيا الثقافية الخاصة بها، وبين الإعلان في أقرب فرصة عن الاستقطاب الثاني من خلال مؤتمر القاهرة الثاني للسلام، تتبنى فيه مصر مع من يقبل خطة عمل واضحة لتجميد التمدد الجيوثقافي الصهيوني/ الغربي، وتكون ورقة العمل أو البيان السياسي مصحوبا بخطوات تنفيذية فعلية عسكرية وسياسية ودبلوماسية ممن سيشاركون في البيان لوقف التمدد بالفعل.
وهذه لحظة سيكون على القاهرة فيها مراجعة أوراقها جيدا بين الحد الأدنى من الوجود الجيوثقافي وتأثيره على الوجود الجيوبولتيكي (الإقليمي) والجيواستراتيجي (الدولي)... سيكون على القاهرة أن تحسب حسابات القوة: رصاصة برصاصة ورجل برجل، لأنه إذا لم يكن الحشد المضاد في الاستقطاب الثاني قويا، سيكون على القاهرة اتخاذ قرارات أليمة للبقاء على الحياة، وقبول التراجع الجيوثقافي تحت تأثير التمدد الجيوثقافي "الإسرائيلي" ونجاحه على المستوى الجيوبولوتيكي والجيواستراتيجي.

الخيار الثاني: الحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه
ثم الانطلاق الجيوثقافي لاستعادة ما فقدناه
وهذا ليس وقت المزايدة على أحد على الإطلاق فالجماعة المصرية التاريخية كلها في خطر محدق من الجهات الأربع؛ وهذا هو محصلة غياب السردية الجيوثقافية المصرية على مدى خمسين عاما الآن بعد انتصار اكتوبر العظيم، وتفكيك السادات لبنية الأمن القومي المصري التي أوصلتنا لما نحن فيه، هذا وقت تحمل المسئولية حقا واتخاذ قرارات إما بقبول التراجع الجيوثقافي والحضاري، ووضع خطة للاستعادة وملء الفراغ الجيوثقافي الذي فجر الحدود الجغرافية والجيوبولتيكية لمصر في كافة الاتجاهات الآن، وأنهي تقريبا على القوة الناعمة المصرية ومظلتها الجيوثقافية..
أو دون مزايدة؛ على الإطلاق سيكون على القاهرة القيام بالاستقطاب الثاني ومؤتمر القاهرة الثاني، للحفاظ على أقصى ما يمكن الحفاظ عليه، في ظل الموارد الجيواسترتيجية المتاحة وتحالفاتها على المستوى الدولي والإقليمي.. وهذا ليس وقت المزايدة أبدا، هذا وقت تحمل نتيجة تفجر التناقضات الجيوثقافية التي تفجرت إرث القرن العشرين، ووضع خطة عاجلة لاستعادة الجيوثقافية العربية وسرديتها على المدى القريب والمتوسط والطويل.

واالله غالب على أمره



#حاتم_الجوهرى (هاشتاغ)       Hatem_Elgoharey#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل حقا هناك هدنة.. العدوان على الضفة الغربية!
- إعلان الدولة الفلسطينية: الرهان المصري الثاني في المعركة الد ...
- الذات العربية وحرب غزة وقوة إيران الناعمة: كي لا تسقط الأندل ...
- حرب غزة والمسألة الأوربية.. تصريحات بايدن بوتين أنموذجا
- في حاجة المقاومة الفلسطينية لرواية إعلامية بديلة ليوم 7 أكتو ...
- حرب غزة والنهايات السعيدة: عجز القوة وانتصار الضعيف
- حرب الروايات: طوفان الأقصى بين الفلسطيني الضحية ومعاداة السا ...
- مصر ودبلوماسية إدارة التناقضات: مقاربة الحركة بالأهداف المتغ ...
- مصر بين الجغرافيا الثقافية والجغرافيا السياسية: مقاربة للأمن ...
- الحرب قادمة: صفقة القرن 2023م من الناعم إلى الخشن
- معا لدعم عدالة القضية الفلسطينية
- جذور الصهيونية التي أخطأ العرب في فهمها: صدمة الوقائع الحالي ...
- استهداف سيناء والأقصى: صراع المكانات بعد عملية 7 أكتوبر
- طوفان الأقصى: تغيير معادلة فرض الأمر الواقع والسيطرة على الق ...
- العرب بين الكوزموبوليتان والجلوبال: مفارقة النمط الثقافي في ...
- إدارة التناقضات الدولية وبدائلها الممكنة: العرب بين البريكس ...
- تحديات القوة الناعمة الداخلية لدولة ما بعد الاستقلال بالقرن ...
- معرض الحرف التراثية والمنتجات اليدوية.. تحية للسفارة اليمنية
- الفساد والمسئولية السياسية والقانون بين الشركات والهيئة في ا ...
- القرار 179 وسياسات هيئة المجتمعات والتوافق المجتمعي بالعبور ...


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: إسرائيل لم تقبل مقترح مصر بشأن صفقة ال ...
- رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -المعتقل الأم ...
- وزير الخارجية الأردني: لو كان إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائي ...
- بلينكن يزور السعودية وحماس تبث فيديو لرهينتين
- بعد بن غفير.. تحطم سيارة وزير إسرائيلي في حادث سير بالقدس (ف ...
- روبرت كينيدي يدعو ترامب للمناظرة
- لماذا يخشى الغرب تمدد احتجاجات الجامعات الأمريكية لأوروبا؟
- كمبوديا تعلن مقتل 20 جنديا وجرح آخرين في انفجار بقاعدة عسكري ...
- إلقاء القبض على شخصين كانا يخططان لشن هجمات إرهابية في مدينة ...
- شرطي تركي يطلق النار على رئيس مركز الشرطة ورئيس مديرية الأمن ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حاتم الجوهرى - هل حان موعد الاستقطاب المصري الجيوثقافي الثاني في الحرب!