أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حاتم الجوهرى - توزان الرسائل الأمريكية: ضرب الزوراق وسحب حاملة الطائرات















المزيد.....

توزان الرسائل الأمريكية: ضرب الزوراق وسحب حاملة الطائرات


حاتم الجوهرى
(Hatem Elgoharey)


الحوار المتمدن-العدد: 7843 - 2024 / 1 / 1 - 13:27
المحور: القضية الفلسطينية
    


في توقيت يكاد يكون واحد؛ قامت أمريكا باتخاذ قرارين عسكريين يحملان رسالتين قد يبدوان متضاربين لمن لا يدقق في الأمر جيدا، لكن من زاوية أكثر تدقيقا يبدو أن القرارين يخلقان حالة من التوزان في الصراع العسكري الدائر في حرب غزة، في شرق البحر المتوسط وجنوب البحر الأحمر، وفي باب المندب تحديدا بين إيران وتمدداتها الشيعية وبين أمريكا والتحالف العسكري الذي تقوده حماية للسفن الإسرائيلية.


الضرب والسحب في آن واحد

حيث قامت أمريكا باتخاذ قرار عسكري تصعيدي وقامت بضرب ثلاثة زوارق بحرية تابعة للحوثيين، على أثر تلقي إدارة التحالف العسكري نداء استغاثة من إحدى السفن، مما أسفر عن تدمير الزوارق الثلاثة وغرقها ومقتل طواقهما وفرار الرابع، ولكن في الوقت نفسه أعلنت امريكا عن سحب حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد فورد" من شرق البحر الأبيض المتوسط، ومجموعة السفن القتالية واللوجستية المصاحبة لها وعودتها إلى ميناء نورفولك، في ولاية فيرجينيا، وتم الإعلان عن السحب بعد عملية ضرب الزوارق اليمنية بفترة وجية لا تتجاوز الساعات.


تخفيف المطلة العسكرية شرق المتوسط
وضبط قواعد الحركة والاشتباك مع الحوثيين

وهنا يبدو أن الأمر يمثل تصعيدا محسوبا في قواعد الاشتباك بين التحالف الأمريكي وبين الحوثيين؛ فهذه هي المرة الأولى التي تغرق فيها أمريكا زوارق يمنية تابعة للحوثيين، لكن أمريكا كان عليها أن ترسل رسالة في اتجاه آخر لإسرائيل ولأمريكا، عن طريق سحب حاملة طائرات مقاتلة من شرق المتوسط، مرسلة الرسالة إلى إيران بأنها لا تنوي التصعيد ضدها بعد عملية ضرب الحوثيين لكنها لن ترضى بفرضهم الهيمنة التامة ومحاولة الاستيلاء على السفينة والصعود إلى متنها كما كانوا يحاولون، وفي الوقت نفسه تبعث رسالة إلى "إسرائيل" بأن المظلة العسكرية التي قامت أمريكا بمدها شرق المتوسط، لحماية القصف المساحي المفتوح للمدنيين والعقاب الجماعي في غزة لن تستمر إلى الأبد، وأن عليها ان تنهي القصف المساحي للمدنيين في أقرب فرصة.


تدافع الجيولتيكي مع الجيواستراتيجي
وحسابات التوازن بين المنطقة والعالم

وهذا يعود بنا إلى توزان القوى العسكرية الإقليمية أو الجيوبولوتيكية في المنطقة وعلافتها بالساحة الجيو استراتيجية الدولية؛ لأن أمريكا لديها نقطتان نشطتان الآن بالفعل على المستوى الدولي، أحدهما مشتعلة بالفعل في أوكرانيا والأخرى قيد التسخين وجس النبض في محيط تايوان وفضائها البحري، فأمريكا في كل الأحوال لا يمكن لها أن تتحمل تسخين الملفات الثلاثة دفعة واحدة، في ظل التفوق الروسي واستراتيجية الصمود والنفس الطويل التي يتبعها بوتين، وفي ظل إصرار الصين على سياسة "صين واحدة" بينها وبين تايوان وتأكيد الرئيس الصيني على ذلك في القمة الذي جمعته يالرئيس الأمريكي في نوفمبر 2023م قبل أقل من شهرين، في ظل عملية التحدي التي جرت بينهما قبل مدة، والتي أسفرت عن إرسال الصين لمنطاد تجسس عسكري فوق أمريكا، وكشف أمريكا لذلك وإسقاطه بعد مدة.


إنقاذ الصورة الذهنية لـ"إسرائيل"
والهدف الذي لم يتحقق

هنا لا تأتي السياسة الأمريكية القائمة على عدم توسعة الصراع في حرب غزة وتحوله إلى حرب إقليمية من فراغ، هي تأتي في ظل رؤية جيواستراتيجية أمريكية للمشهد العالمي، تهدف أمريكا من وراء الحرب إلى محاولة تحسين صورة "إسرائيل"، وقدرتها على الردع بوصفها ممثلة الحضارة الغربية المطلقة ووهم المسألة الأوربية القديمة وتفوقها، لكن دون أن تتحمل أمريكا تكلفة جيواستراتيجية عالية تجعلها تخسر في ملفات أخرى نشطة على أجندتها، مع حرصها على محاولة التغلب على الآثار الجيوثقافية لعملية طوفان الأقصى وهي المهمة التي ستكون شديدة الصعوبة، لكن في الوقت نفسه هناك الكثير من التناقضات المتفجرة التي نجحت سياسة تفجير التناقضات والصدام الحضاري في تحقيقها، مما يجعل هناك مساحة يمكن أن تبدأ من خلالها مراكز الأبحاث الأمريكية ومخططيها، في وضع تصورات جديدة للسيطرة الجيوثقافية على المنطقة العربية.


مرحلة الاحتواء الجيواستراتيجي
لعملية طوفان الأقصى

الشاهد مما سبق أننا دخلنا مرحلة الاحتواء الجيواستراتيجي العالمي لآثار عملية طوفان الأقصى العسكرية التي كسرت للأبد الصورة الذهنية لجيش الاحتلال الذي لا يقهر، ولا أحد من القوى الغربية يريد أن يندفع في مغامرة عسكرية وسط برميل متفجر في المنطقة العربية، لأن الضغوط الجيوثقافية للعملية أيقظت مستودع الهوية الجامع والمشترك على المستوى العربي وضربت لحد بعيد تفاهات صفقة القرن ، وعلى المستوى الإسلامي خلقت مساحات مشتركة بين مصر وإيران وتركيا، وربما إذا زاد ضغط الغرب مستغلا التناقضات التي فجرها على المستويين العربي والإسلامي، لانقلب السحر على الساحل وتحولت المنطقة برمتها إلى مقاومة مسلحة نظامية، وغير نظامية من الفواعل الرسميين وغير الرسميين ضدهم.


المحددات الجيوثقافية الضابطة
ودور الدبلوماسية العربية المطلوب

من ثم من المفترض على الدبلوماسية العربية أن تكون على وعي بالمرحلة الحالية من إدارة الصراع الجيوثقافي والجيواستراتيجي، وتسعى على قدر الإمكان لاستثمار نجاح عملية طوفان الأقصى في التأكيد على ثوابت مستودع الهوية العربي.
وفي القلب منها قضية فلسطين ومدينة القدس والمسجد الأقصى، والسعي لزيادة مساحة المشترك الثقافي عموما، والعمل لزيادة احترام القيم والثوابت العربية بوصفها كتلة جغرافية ذات أهمية جيوثقافية متجذرة في المشهد العالمي، ساعية الدبلوماسية العربية للتطوير من أدائها بقوة وتوظيف الفرصة الجيوثقافية الممكنة للبناء عليها.
وأن تلتفت الدبلوماسية العربية لفرصة التحول لمركز جيوثقافي عالمي جديد، وتتجاوز فكرة الذيلية والتبعية الجيوثقافية والجيواستراتيجية إرث التناقضات القرن العشرين، ومرحلة التسعينيات وسياسات الصدام الحضاري ونظرياته التي تحاول إعادة إنتاج المسألة الأوربية مجددا.
والمهم أن تلتفت الدبلوماسية العربية لضرورة تغيير السياسات والأفراد وتجاوز التناقضات، التي أوصلت الذات العربية لما هي فيه، مع سرعة ضبط الموارد الناعمة والخشنة لتحقيق الهدف، وأن تكون الجغرافيا الثقافية العربية وثوابتها هي بوصلة التصحيح التي تضبط الجميع، وتعيد صياغة الأمن القومي العربي في القرن الحادي والعشرين.



#حاتم_الجوهرى (هاشتاغ)       Hatem_Elgoharey#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوازن الجيوثقافي للحرب: حتمية تراجع أمريكا والممكن العربي
- الحرب بين الأوراس والأطالسة والعرب: الوعي الجيواستراتيجي وتو ...
- المأزق المصري: تكتيك الحشود الدولية بين ضرب العراق وحماية إي ...
- محددات التراجع الأمريكي والفرصة العربية لدعم المقاومة
- مصر والكتلة الجيوثقافية الثالثة: استراتيجية الخروج من الأزمة
- ناقوس الخطر: اختزال التمثيل والعدو المطلق للجيوثقافية الغربي ...
- الجيوثقافية والميتا أيديولوجي: مصر والمقاومة الفلسطينية مشتر ...
- هل حان موعد الاستقطاب المصري الجيوثقافي الثاني في الحرب!
- هل حقا هناك هدنة.. العدوان على الضفة الغربية!
- إعلان الدولة الفلسطينية: الرهان المصري الثاني في المعركة الد ...
- الذات العربية وحرب غزة وقوة إيران الناعمة: كي لا تسقط الأندل ...
- حرب غزة والمسألة الأوربية.. تصريحات بايدن بوتين أنموذجا
- في حاجة المقاومة الفلسطينية لرواية إعلامية بديلة ليوم 7 أكتو ...
- حرب غزة والنهايات السعيدة: عجز القوة وانتصار الضعيف
- حرب الروايات: طوفان الأقصى بين الفلسطيني الضحية ومعاداة السا ...
- مصر ودبلوماسية إدارة التناقضات: مقاربة الحركة بالأهداف المتغ ...
- مصر بين الجغرافيا الثقافية والجغرافيا السياسية: مقاربة للأمن ...
- الحرب قادمة: صفقة القرن 2023م من الناعم إلى الخشن
- معا لدعم عدالة القضية الفلسطينية
- جذور الصهيونية التي أخطأ العرب في فهمها: صدمة الوقائع الحالي ...


المزيد.....




- وزير الخارجية الفرنسي يستهل جولته في الشرق الأوسط بزيارة لبن ...
- مفتي سلطنة عمان معلقا على المظاهرات الداعمة لفلسطين في جامعا ...
- -عشرات الصواريخ وهجوم على قوات للواء غولاني-.. -حزب الله- ين ...
- مظاهرات حاشدة بتل أبيب تطالب بصفقة تبادل
- أوكرانيا تطلب من شركة ألمانية أكثر من 800 طائرة مسيرة للاستط ...
- زواج شاب سعودي من فتاة يابانية يثير تفاعلا كبيرا على مواقع ...
- بعد توقف 4 سنوات.. -طيران الخليج- البحرينية تستأنف رحلاتها إ ...
- ماكرون يعتبر الأسلحة النووية الفرنسية ضمانة لبناء العلاقات م ...
- مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 33 جراء إعصار في الصين
- مشاهد لعملية بناء ميناء عائم لاستقبال المساعدات في سواحل غزة ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حاتم الجوهرى - توزان الرسائل الأمريكية: ضرب الزوراق وسحب حاملة الطائرات