أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - الهوية الرومانية أم الفرعونية !؟














المزيد.....

الهوية الرومانية أم الفرعونية !؟


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 7953 - 2024 / 4 / 20 - 09:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يحاول البعض باستماتة إثبات أن المصريين تم إجبارهم قسرا على اللغة العربية.وعلى الهوية والعقيدة الإسلامية ، ويعتبرون أن دخول الإسلام لمصر كان استعمارا عربيا ، وأن هوية مصر ليست عربية ،بل والإسلام عقيدة غريبة وافدة من الجزيرة العربية ،ومن يعتنقه وينطق ويتمسك بلغته العربية مجرد أجانب أو مستعمرين وعلى ألطف الأوصاف ( ضيوف ثقال) ،
كما يحلوا لآخرين الحديث الممل حول الهويةالفرعونية أو المصرية القديمة وحضارتها التى يزعمون ان الإسلام قضى عليها وفرض عليهم لغة وديانة الفاتحين العرب الصحراويين !؟
ولا يجرؤ أى من هؤلاء الجهابذة أن يشرحوا لنا ماهو البديل الحضارى الذى يمكن أن يعود إليه المصريون ( الأجانب) كى يتمتعوا بصفة المصرى الأصيل صاحب البلد !؟

فى الحقيقة فهم لا يقدمون للمصريين سوى بديلين متناقضين ، أحدهما يطرحه بعض متطرفى أقباط المهجر وهو أن المسيحية الأرثوذوكسية هى ديانة أصحاب البلد الأصليين واللغة القبطية هى اللغة البديلة ، بينما البديل الثانى يتركز على إعادة إحياء التراث الفرعونى بجانبيه اللغوى (المكتوب والمنطوق) وكذلك العقائدى ( الديانات القديمة ) !؟

ونحن لن نتوقف كثيرا أمام أصحاب الإطروحة الثانية من أنصار اللغة المصرية القديمة ولهجتها الهيروغليفية ودياناتها المتعددة التى وصلت لعبادة الفراعين والقطط والكهان ، فهذه اطروحة انتهت وطواها الزمن للأبد، ولا يمكن لأى عاقل العودة إليها رغم استمرارها لسبعة آلاف عام كما يقولون،
لكن لكى نناقش البديل الأول الذى يراه أنصاره بأنه يمثل عودة المصريين لجذورهم ،ينبغى أن نتوقف أمام تساؤل هام وهو هل الإسلام واللغة العربية هما من تسببا فى محو الهوية المصرية القديمة صاحبة السبعة آلاف عام !؟
الإجابة قطعا لا ، لا الإسلام ولا اللغة العربية كان لهما أى أثر سلبى أدى الى محو حضارة المصريين ولغتهم القديمة وأسرار علمهم وتقدمهم ،
وبالطبع نعلم جميعا ( او المتخصصون على الأقل) ان لغة المصريين القديمة ولهجتهم الهيروغليفية تم محوها قسرا من التعامل الرسمى، او حتى الحديث بها بين العامة و احلال اللغة الرومانية المهجنة محلها، بواسطة قادة الحكم الدينى المسيحى التابع للإحتلال الرومانى، حيث تم فرض الإيمان بالدين الجديد الوافد من أرض كنعان ومعه لغته المقدسة قسرا على المصريين ، مع التنكيل بكل من لايؤمن بالهوية المستحدثة أو يتمسك بثوابته المصرية أو عقائده القديمة ، وبالتالى انتهت الهوية المصرية القديمة بعقائدها ولغتها ولهجاتها قبل دخول الاسلام الى مصر بمدة تتجاوز مائتى عام ،وقد تم كل ذلك بدعم من المستعمر الرومانى خاصة بعد تحول الرومان للمسيحية ،
وبالتالى فإن المسئول عن القضاء على الهوية المصرية الفرعونية وإزالتها ومحو آثارها كان هو الإستعمار الرومانى وتابعيه والخاضعين له،
ومن هنا فإن الفتح الإسلامى ولغته العربية لم يواجه الحضارة المصرية القديمة أبدا، لكنه كان فى مواجهة واقع مصرى مستحدث ومفروض بالقوة ولم يستمر سوى حوالى مائتى عام ، فلما دخل الاسلام مصر ومعه اللغة والهوية العربية الاسلامية فى مواجهة الرومان وتابعيهم ،تلقف المصريون الذين كانوا فى حالة فراغ حضارى ،تلقفوا الهوية العرببة الإسلامية واعتبروها بديلا عقلانيا يحترم آدمية المصريين ويرفض اعتبارهم وثنيين أو كفارا ، خاصة بعد أن تمت اهانتهم ومحو هويهم القديمة بحجة الوثنية على يد الرومان والخاضعين لهم،
فالمصريون دخلوا الاسلام لانهم وجدوا فيه مخلصا لهم من حكم رجال الدين المتسلطين الذين استعانوا بالاستعمار على اهل البلد الاصليين ،بل و خلصهم من الاستعمار الرومانى نفسه،
وحتى لو إفترضنا جدلا أن العرب والمسلمين الفاتحين قد أجبروا المصريين فى البداية على التخلص من موروثاتهم السابقة ،
فالحقيقة الدامغة أن الغالبية العظمى من المصريين اكتشفوا عظمة الديانة الإسلامية، وتفاعلوا بإيجابية مع اللغة العربية دون إجبار بمرور الزمن، بل وخاضوا معارك كبرى ضد الصليبيين وضد التتار وضد الفرنسيين وضد الإنجليز وضد الصهاينة تحت الراية العربية الإسلامية، كماحققوا انتصارات رائعة بإسم مصر على أعداءها تحت لواء الهوية الجديدة ،على العكس من الهزائم المريرة التى تعرضت لها مصر تحت الهويات القديمة، التى كانت تستسلم وتخضع لمئات السنين من استعمار لآخر،الى ان انتهت تلك الحقبة على يد الفتح الاسلامى وتعزز دور مصر الحضارى بل وتوليها ريادة الأمة العربية الإسلامية بأكملها ،
وهو الامر الذى مكن للهوية العربية الإسلامية وثبتها ورسخ وجودها فى مصر فاستمرت مايزيد عن الف وأربعمائة عام ، على عكس الهوية الرومانية المسيحية التى لم تصمد أكثر من مائتى عام بعد فرضها قسرا وانتهت عند أول فرصة سنحت للمصريين ، فلا يعقل أنه بعد تجذر الهوية العربية الاسلامية لمدة تزيد عن ألف وأربعمائة عام ،أن يفكر المصريون فى العودة لحقبة لم تدم سوى مائتى عام وكانت هى السبب الرئيسى فى القضاء على حضارتهم التى استمرت سبعة آلاف عام!؟



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفارق الجذرى !
- حكم قراقوش !
- السلف الضائع !؟
- ثقافة كلوت بك !!
- يتبعهم الغاوون !!
- تاريخ الأديان عند الكاتبة أبكار السقاف ،،
- سحل هيباتشيا !!
- عته الأولويات !!
- الفول المدمس !؟
- التناقض الذاتى والإزدواجية !!
- البارانويا !!
- الحزب الإشتراكى التقدمى ، وكمال جنبلاط
- العقول الصدئة
- السوق
- أعداء مرتضى منصور !؟
- حلمى بكر ، والأفورة !!
- عذراء الربيع آذار
- مشروب الدم ،،
- رحم الله الشهيد آرون بوشنل
- الحرص على مصر واجب!!


المزيد.....




- بعد صدمة فيديوهات الأسرى.. جادي آيزنكوت يحمّل نتنياهو مسئولي ...
- تصاعد المطالب الأميركية اليهودية لإغاثة غزة وسط أسوأ أزمة إن ...
- السودان.. قوى مدنية تبدأ حملة لتصنيف -الإخوان- منظمة إرهابية ...
- الأردن.. إجراءات بحق جمعيات وشركات مرتبطة بتنظيم -الإخوان-
- إغاثة غزة.. منظمات يهودية أميركية تضغط على إسرائيل
- الناخبون اليهود في نيويورك يفضلون ممداني على المرشحين الآخري ...
- الأردن يحيل شركة أمن معلومات تابعة لجماعة الإخوان المحظورة إ ...
- كيف تدعم -خلية أزمة الطائفة الدرزية- في إسرائيل دروز سوريا؟ ...
- الخارجية الفلسطينية تدين دعوات اقتحام المسجد الأقصى غدًا بحج ...
- 3 أسباب تُشعل الطائفية في سوريا


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - الهوية الرومانية أم الفرعونية !؟