حكم قراقوش !

حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 7942 - 2024 / 4 / 9 - 09:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

اشتهر المملوك المصرى الشهير " بقراقوش " خلال سنوات سيطرته على حكم البلاد فى غفلة من الزمان ، إشتهر بشخصية تتصف بالجور والفساد، والفجر فى الخصومة، والمكر والخديعة، واللؤم والكراهية، وعبادة الذات، والسادية المفرطة، كما تميز بعشقه وتلذذه بالتنكيل بالبسطاء والمقهورين والضعفاء، وكل من يعترض على فرماناته العجيبة، مع محاباته ودعمه للفاسدين واللصوص وناهبى الحقوق، وفاقدى الأخلاق ،ومع ذلك كان يدعى دوما قربه من الله ورعبه الشديد من غضبه !!
أما على المستوى الشخصى فقد كان قراقوش يتسم بالغباء والحماقة، وكان يمتلك عقلا شديد السطحية والضحالة المهراقة ،
كما أساء إلى مقام العدالة بسخيف قراراته، وهزلية فرماناته،وأصاب وجدان الأمة، بالهم العظيم، واليأس والغمة،
وكان لا يقتدي بعالم،ولا يعرف المظلوم من الظالم، والنصرة عنده لمن سبق لا لمن صدق، وكانت الخلق تخشاه وتهابه، من فحش غبنه وفظاعة نقمته وإرهابه ، حيث كان يشتط اشتطاط الشيطان، ويوعز لقضاته لكى يحكموا باحكام، ما أنزل الله بها من سلطان ،
وقد ساد فى عهده الفساد،وانتشرت الجرائم فى عموم البلاد،وكثرت المظالم بين العباد،كما غارت مياه النيل وجفت الآبار، وهلكت الزروع والثمار،حتى أن البندورة
الواحدة كانت بألف دينار، وكيلة الدقيق تباع بمثل وزنها من نفيس الذهب وكريم الأحجار،كما عانى الناس من وقف الحال، وارتعبوا من سوء المآل، وبدت مصر وكإنها تحتضرأو فى طريقها للزوال ،من كثرة الحمول والأثقال، وتضخم الديون العضال، كما تكالبت عليها الأعداء من كل صوب ورعية، ينهبون خيراتها المحمية،دون ممانعة أو حمية،وكإن حراسها باتوا أعجاز نخل مخوية،أو تحولوا بفعل السحر إلى عرائس ودمى خشبية !؟

#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل