عذراء الربيع آذار

حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 7904 - 2024 / 3 / 2 - 10:14
المحور: الادب والفن
    

من ضمن روائع الإذاعة فى فترة الأربعينيات من القرن الماضى كانت الصور الغنائية التي تتناول الأعياد والمناسبات الدينية والوطنية وأيضا القصص والأساطير التاريخية وكانت تركز علي المفاهيم الصحيحة للسلوك الاجتماعي، وتؤكد على المبادئ الإنسانية و القيم المصرية الأصيلة فى إطار غنائى مبهج ، ومن ضمن تلك الصور كان البرنامج الغنائى عذراء الربيع من تأليف عبد الفتاح مصطفى وألحان محمود الشريف وإخراج محمد محمود شعبان ، بطولة المطربة جيهان وزوزو نبيل وعبد الرحيم الزرقانى ومحمد الطوخى ،
ويحكى البرنامج قصة الفتاة الجميلة " آذار "
التى يطاردها الملاك " روح الجمال" والذى يطلب منها مغادرة عالمها البشرى والصعود معه الى عالم الآلهة والأرواح الخالدة ، ورغم وقوع " آذار" فى غرام " روح الجمال" ألا أنها رفضت لتعلقها الشديد بوالدتها التى تحبها حبا شديدا ولا تطيق فراقها،
وفى أحد الأيام خرجت آذار مع صديقاتها لتغنى معهن وتمرح وسط المروج ، وفى أثناء الغناء والمرح حضر روح الجمال ونادى عليها وذهبت اليه ،ثم اختفت عن صديقاتها،
هرعت صديقاتها إلى أمها وأبلغنها بإختفاء آذار وسط المروج بشكل غامض وغريب، فإنهارت الأم وخرجت هائمة على وجهها تصرخ وتبكى وتسأل عن مصير إبنتها، فقابلها الكاهن الأكبر وهدأ من روعها وأمرها بالنظر إلى بئر الأسرار لتعرف مصير إبنتها التى ذهبت مع " روح الجمال" وأصبحت روحا خالدة، أمعنت الأم النظر فى البئر فشاهدت أبنتها ورأت الأستعدادات لزفافها الى روح الجمال بعد أن شربت أكسير الحياة وباتت تعيش فى عالم الروح الخالدة،
حزنت الأم حزنا شديدا، لكن والدة الملاك "روح الجمال" الذى تزوج آذار وهى السيدة "روح العدل" أمرته بأن يعمل على أن تعود آذار كل عام لترى أمها ولتملأ الكون جمالا وزهورا وغناءا، وبالفعل وافق روح الجمال على تنفيذ أوامر والدته روح العدل ،وبات يرافق آذار كل عام لزيارة العالم الدنيوى ونشر البهجة والغناء والجمال ،
بطلة العمل هى المطربة " جيهان" وهى مطربه مصريه من مطربات الإذاعة فى أواخر الأربعينيات اسمها (ساره احمد مسعود) شاركت فى اعمال اذاعية غنائية كتيره أشهرها (عذراء الربيع) وكذلك برنامج (الغروب) اخراج عبد الوهاب يوسف والذى توفيت عقب تسجيله، كان صوت جيهان رائعا وشبيها بصوت المطربة أسمهان ،لكن عمرها القصير لم يسعفها لكى تنال الشهرة التى تستحقها ،
فأختفت سريعا كما إختفت آذار

#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل