أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس ثقافية مقتطفات 132















المزيد.....

هواجس ثقافية مقتطفات 132


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 7951 - 2024 / 4 / 18 - 12:14
المحور: الادب والفن
    


عن الفكر والفكر المضاد
كل فكر أو عقيدة ينشر على العام، هو شأن عام.
وعندما يكون لهذا الفكر انصار ومريدين، ويملأون الصفحات بخزعبلاتهم من حق الأخرين أن يوقفوه عند حده.
عندما تعلن عن أفكارك التي تنشرها على أنه شيء خاص، سأقول لك أنت كذاب، عندما تروج لنفسك وتهاجم قناعات وأفكار الأخرين سيكون الرد على أفكارك بكل الوسائل الفكرية المتاحة للرد عليك.
لا تخف من رأي الأخر، جابه، لا تختبأ وراء الكذب وتدعو الأخر أن يصمت.
حججك ضعيفة لهذا تلجأ إلى التهجم الشخصي على الأخر من أجل تمرير أفكارك دون أي ردع.

أما زلت خائفًا على دينك
كان الإنسان ولا يزال خائفًا على دينه، مستعدًا للموت من أجله.
وماتت أديان كثيرة عبر التاريخ ونشأت أديان جديدة، ولا يزال هذا الإنسان هو هو، يعيد نفسه بالخواء بالفرح المجتر ذاته.
لكن هذا الدين المسكين كان ولا يزال صامتًا، لا يتكلم ولا يهتم بمن مات أو بقى.
الدين صنم، ويصنع أصنام بأعداد هائلة، تتكاثر كالجراد، تأكل الأخضر واليابس ثم تلفظ نفسها من التخمة والتكرار الأجوف.

الشجاعة
كتبت إحدى المرات، إذا كنت لا تستطيع أن تكون شجاعًا في حضرة القوي، لا تبرز عضلات على الضعيف.
ليست شجاعة منك أن تقدم نفسك قويًا في مكان يستدعي منك أن تكون لطيفًا، محبًا.
الشجاعة في المحن، في تحمل الشدائد هي المدرسة الأولى في الأخلاق.

الدين تكوين عنصري
جميع الأديان عنصرية لأنها تلغي الأخر.
عندما ترجم العنصري، تذكر أن بيتك من زجاج.
عندما تكفر غيرك أنت عنصري. عندما تصف نفسك أنك مؤمن ومنتخب من الله، وأنه اصطافك دون الأخرين، أنت ودينك في قمة العنصرية.
هؤلاء الذين يشدوا على يدك في الأقنية العربية، كالجزيرة، والعربية وسكاي نيوز، هؤلاء لهم مصلحة وأهداف أن يرموك في النار.
أنت عاري، تذكر جيدًا، لا يوجد من يقف إلى جانبك، حتى الله الذي تدافع عنه سيلفضك ويتبرأ منك، لأنه يخاف السياسة.
اللعب في السياسة ثمنه غالي، ويحتاج إلى عقل مراوغ ولأعب محترف، لهذا عليك أن تفكر بنفسك حتى لا تحترق وتحرق غيرك.

الله والكلاش الديري
كان الله ماشيًا في الجنة بالكلاش الديري، في يده مسبحته، يغني ويصفر ويتمايل على الجانبين كأي غانية لعوب، سعيدًا بالهواء الطلق، يلتقط حبة كرز من هنا وحبة مشمش من هناك.
انتبه لصوت غريب، وشوشات نابعة من صدر مجروح، أكثر الإصغاء، ثم اتجه إلى مصدر الصوت، ليعرف ماذا يجري في جنته العصماء.
اقترب أكثر فأكثر، رأى أدم فوق حواء، يهز ويلز، كلاهما يصرخان من الوجع اللذيذ، قال بصوت متقطع، متهدج:
ـ ماذا تفعلان مع بعضكما، لماذا تضربها يا أدم حتى تصرخ هذه الصرخات الموجعة؟
ولأن أدم لم يستطع الوقوف أو الرد عليه بسبب انتصاب عضوه، وبسبب النشوة، أكتفى بالصمت وخفض رأسه، عاد الله لسؤاله:
ـ يا أدم ماذا تفعل بحواء، لماذا تضربها يا وحش؟
ـ إنها سعيدة يا الله، ومبسوطة. أسألها؟
ـ هل تخفيان شيئًا عني يا أدم وحواء؟
ـ لا يا سيدنا الله، كنا نلعب الغميضة ودون انتباه منّا التصقنا ببعضنا ولم نرغب في الانفصال.
ـ أليس هناك سبب أخر.
ـ لا.
ـ قف على قدميك يا أدم لأراك عن قرب.
وعندما وقف أدم على قدميه، وقف معه الأخر، صرخ به:
أتلعب بزبك يا ديوث، هل هذا لعب يا منحوس، الم أنبهك سابقًا أن لا تلعب به؟
ـ إنه لحواء، وضعته في حضني للضرورة كرهن أو أمانة، وللضروة أحكام يا الله.
انقلع من وجهي، أنت مطرود من وظيفتك في الجنة إلى أبد الأبدين، وخذ معك حواء لا أريد أن أراكما بعد اليوم.
فسقط أدم إلى الأبد بسبب حبة الكرز أو المشمش.
وعندما نزالا من الجنة إلى الأرض، ركضا بسعادة وفرح، شعرا بالحرية والفردانية، قالت حواء:
ـ جهز الأمانة يا أدم لاضعها في حضني، لقد تخلصنا من ذاك الفضولي القميء، من تدخله في شؤوننا الداخلية، أشعل النار في المنقل، لنشوي اللحم، أنا ذاهبة لأجلب الكونياك والعرق، خلينا نفرح ببعضنا دون رقابة من السمج الثقيل دم، هذا المريض البائخ.
ونزل الله على الأرض، بعد أن شعر بالغيرة من أدم وحواء، من لعبهما معًا، بيد أنه انكر الموقف، بل حاول غض النظر حتى لا يعاب عليه، وتظاهر، بل اعتبر نفسه غشيمًا لا يعرف أي شيء، من أجل أن يتلصلص عليهما في اللحظة الحميمية.
وعندما رأى الله، إير أدم، انبهر، بل ذهل، ومن كثرة استغرابه صرخ عليه:
يا هذا، يا أدم يا قليل الناموس، هل أنا خلقتك في هذه الدنيا من أجل أن تستمتع وتنبسط أم لتعبدني؟
ولإن هذا الله مغرور ومتكبر، لم يتنازل ويتكلم عن غيرته وحسده، لهذا قال لأدم في نفسه:
ـ يا أدم، يا ريت كان عندي واحدة مثل حواء اتمتع بصحبتها ووجودها إلى جانبي.
وفجأة، وفي هذه اللحظة العصيبة الصعبة، غضب غضبًا شديدًا، لهذا طرده من المكان الواقف عليها، سماها الجنة.
وعندما بقي لوحده، شعر بالوحدة والفراغ، ولأنه أناني لم يشأ أن يخلق واحدة له تشاركه المكان، وربما لأنه لم يرغب أن يتحمل المسؤولية واعباء وجود كائن أخر وجميل بالقرب منه، لهذا استغنى عن اللذة.

الأغريق والأسيويين
طلب الأسكندر المقدوني من الأغريق أن يسجدوا له أسوة بالأسيويون.
قالوا له، نحن لن نفعل هذا، المكان الذي تحتله دع هؤلاء الاسيوين يركعون لك ويسجدون.
هذا الكلام جرى في حدود العام 325 قبل الميلاد.
هل تغير شيئًا منذ ذلك التاريخ.
على الأرجح لم يتغير الجوهر، أنما الشكل، بمعنى أن السجود ما زال مستمرا للرمز، للإله، المنتج للحاكم المستبد

الصين الاستبدادية
ربما الصين ستصبح دولة عظمى إن لم تكن قد أصبحت فعليًا، بيد أن الصين دولة استبدادية ليس على المستوى السياسي والاجتماعي فقط، وأنما الثقافي أيضًا، بمعنى أن الإله قاطن في خلفية اللوحة، في العقل العميق أو الباطني للإنسان الصيني الشره للوصول للثروة.
بتقديري لا يمكن للصين ان تصبح دولة مهيمنة كما فعلت الولايات المتحدة، أنما مسيطرة سيطرة مباشرة، بمعنى، بمجرد أن تنزاح الولايات المتحدة من الصدارة ستضع الصين قدمها العسكري، البوط، فوق رؤوس العالم كله كما فعل العثمانيون أو الأشوريون أو الفرس.
بمعنى، أن الاستبداد الداخلي مكتمل، وستنقله إلى الخارج.
الغرب استطاع أن يحيد الدين، والعقل القومي والوطني جانبًا بعد معاهدة ويستفاليا في العام 1648، واشتغل سياسة، وحقوق وحريات وفصل للسلطات، هذا لن نراه في الصين ولا الهند ولا الباكستان القادمة فيما إذا ترجلت الولايات المتحدة من القمة.
أنا لا ادافع عن الغرب إلا بمقدار قربه من طريقة تفكيري وبالرغم من ملاحظاتي وانتقاداتي له.
وسنرى التحام اليهودية السياسة مع النهج الصيني في القادم من الأيام، لأنهما من منبع ثقافي متقارب، لديهما عقدة الدونية والاستعلاء في الأن ذاته.
إن قتل الإله أو الله هو المدخل لبناء عالم إنساني، هو المدخل إلى التحرر.
وما زال الشرق إلى جوار الله أو تحت قدمه أو أنفه، يضرب بسيفه وهو سيف ظالم وخطير يجعل كل من يحمله على كتفه عبد له.
وهذا الله عمليًا هو دولة الحاكم المطلق المستبد. علينا أن ننظر إلى اللوحة من داخلها وليس من خارجها.
شغف الإنسان كان وما يزال، هو القبض على الزمن في محاولة امتلاك الوجود.
فبدلًا من الصعود إلى السماء، وبناء عالم المثل والجمال والحرية والحق، نزل إلى الأسفل، ليتحول البناء إلى مجرد حلم عاجز.
وبنزول الإنسان إلى تحت، علق الله في قبة السماء، وسجد له كأي عبد ذليل وتافه.
لقد ثبت الميت أو الوهم في الأعلى، وقتل في ذاته، ذات العقل والحرية.

اللاشعور
اللاشعور لدى المؤمن ينوب عن العقل في التفكير في أغلب قضايا الحياة، ويستنفر عواطفه بدلا من عقله في معالجة أية قضية تواجهه.
أستطيع القول أن لا اللاعقل يحركه ويوجه خطاه، والمشاعر والعواطف.
الغرب قتل الله في القرن التاسع عشر، وأنزله من السماء وأجلسه في مكان معتم وضيق، وأجلس الأخلاقيات التي تناسل عنه إلى جانبه.
أما الشرق اللاجميل فما زال إلهه في السماء، وإنسانه يقبع في المكان المظلم، ولا يحب رؤية النور ولا ما يدور حوله.
سلمان رشدي أديب، روائي، والرواية هي نقوش متداخلها بين الحقيقة والخيال والواقع، جزء منها ممكن يكون فانتازيا وجزء خيال وجزء نهل من الواقع، مثله مثل الرسام أو العازف أو النحات. المؤمنون يتجازون الخيال في الانجيل والتوراة القرآن ويعتبروها حقائق ويعبدوها ويمنعون الروائي من تحقيق فرحه في نسجه خياله. من صاحب الخيال الذي انجب يسوع من الروح، وتكلم في اليوم الثامن؟ من هو الذي يستطيع أن يجامع تسع نساء خلال الليل وعلى اغتسال واحد وله طاقة أربعين رجل؟ من هو الذي سيملك سبعين حورية في الجنة، ولكل واحدة سبعين وصيفة؟ هل هذا خيال أم لا؟



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس في الثقافة مقتطفات 131
- هواجس في الثقافة مقتطفات 130
- هواجس في الثقافة مقتطفات 129
- هواجس في الثقافة مقتطفات 128
- هواجس في الثقافة مقتطفات 127
- هواجس في الثقافة ــ 126 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 125
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 124 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 123 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 122 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 121
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 120 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 119
- هواجس في الثقافة مقنطفات 118
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 117 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 116 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 115 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 114 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 113
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 112 ـ


المزيد.....




- -مرّوكِية حارة-لهشام العسري في القاعات السينمائية المغربية ب ...
- أحزان أكبر مدينة عربية.. سردية تحولات -القاهرة المتنازع عليه ...
- سلطنة عمان تستضيف الدورة الـ15 لمهرجان المسرح العربي
- “لولو بتعيط الحرامي سرقها” .. تردد قناة وناسة الجديد لمشاهدة ...
- معرض -بث حي-.. لوحات فنية تجسد -كل أنواع الموت- في حرب إسرائ ...
- فرقة بريطانية تجعل المسرح منبرا للاجئين يتيح لهم التعبير عن ...
- أول حكم على ترامب في قضية -الممثلة الإباحية-
- الموت يفجع بطل الفنون القتالية المختلطة فرانسيس نغانو
- وينك يا لولو! تردد قناة وناسة أطفال الجديد 2024 لمشاهدة لولو ...
- فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس ثقافية مقتطفات 132