أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 123 ــ















المزيد.....

هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 123 ــ


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 7944 - 2024 / 4 / 11 - 14:25
المحور: الادب والفن
    


كلما بقيت عبدًا صغيرًا، هذا أفضل لك.
كلما ارتقيت بالعبودية أكثر، كلما تعبت أكثر، تشوهت أكثر، وستصاب بالأرق والاكتئاب.
العبودية مراتب، كلما صعدت في طموحك إلى الأعلى، كلما أصبحت أكثر أسرًا وخضوع.

الثقافة بالنسبة للكثير منّا هو لتعزيز النرجسية في تكويننا النفسي، ومن أجل التمايز، لتكريس الاستعلاء والتفوق.
ولتمكين النفس من الاستحواذ على الذاتوية المريضة
لهذا من النادر أن ترى مثقفامتمكنًا من أدواته، أو مثقفًا متواضعا.

الأرض حيازة وليست ملكية
أيها الإنسان، هذه الأرض حيازة لك، وأنت ذاتك مجرد حيازة لمالك مجهول.
وهذا المجهول كائن غريب لا نعرفه ولا يعرفنا. البعض يسميه الله أو الوجود أو الكون والبعض الآخر يسميه العدم.
غريب أنت يا حائز المكان، لم تتعلم ولم تعلمك الأيام أنك مجرد عابر سبيل في هذه الحيازة.
لست مالكًا لنفسك أو لجسدك أو لعقلك. أنت مجرد حائز لهم، وبمجرد أن تُفعل أي واحد منهم في الزمن والمكان ينفصلان عنك، ثم تتحول إلى غريب عنهما.
أنت غريب.
لو أنك تعترف بأنك غريب وتحترم غربتك لربما أصبحت كائنًا طبيعيًا تقتاد زادك من هذه الأرض دون الالتفات إلى الزمن والمكان وتوقيتهما.

الحركة السياسية اليهودية
كانت الحركة السياسية اليهودية المسلحة قد منيت بهزيمة كبيرة ضد المحتل الروماني، لهذا لجأت إلى الالتفاف على ذاتها، تبحث عن موطأ قدم لها في المعادلة السياسية الشديدة التماسك، عبر تحالف النخب المالية، ورجال الكهنة اليهود مع الرومان.
جاء المسيح، المسيح السياسي السلمي، متسلحاً بأحاديث سفر إشعيا عنه، معبداً الطريق أمام هذه الحركة التي اقتربت من العقل الجمعي لليهود المهمشين والبسطاء، وتكلمت بلغتهم البسيطة من أجل زجهم في معمعان الصراع القائم، قبل ألفي عام، معتمدين على قوله:
ـ "ثق بالرأفة يا يهوذا، فهي ذات وزن أكبر من وزن الجيوش"
عندما لا تكون الحركة السياسية متجذرة في الواقع، ولا تملك وعي ذاتها بذاتها، ولا تملك مفاتيح إدارة الصراع بكفاءة، تلجأ إلى التورية، إلى الالتفاف على الواقع من أجل زج قوى أخرى من خارجها، لتدخلها في الصراع.
وإدخال كل مفهوم من خارجه، كالبحث عن الخلاص، كقوة رمزية قوية جداً للوصول إلى السلطة والمال والنفوذ.
إن الزلازل الاجتماعية او الثورات، تحرك الخمول السياسي والاجتماعي، تعيد خلط الحركات الاجتماعية، لإنتاج تراتبية اجتماعية جديدة، بديلة عن التراتبية القديمة، التي اهترأت أو تأكلت بفعل تقادمها صيرورتها وانطفاء دورها في السلطة.
فشلت الثورة اليهودية ضد الرومان بعد أن استخدموا فيها كل الوسائل، كالسرقة والقتل والحرق والنهب، ليس ضد الرومان فحسب، بل ضد اليهود أيضا، من أجل زراعة الخوف والرعب في قلوب الفئات المسحوقة من اليهود أيضا.
أما الكهنة والنخب المالية فلم يقتربوا منها.
راهنوا عليهما أن يفتحوا اختراقًا في الجدار، بيد أنهم لم يفلحوا.
بتقديري، أن المجتمع اليهودي، كان رعويا في ذلك الوقت، يجتر من التوراة ثقافته ووجوده، واستمراره.
وعاش صداما قاسيًا بينه، وبين حضارة أرقى منه، اقصد الرومان.
من الصحيح، أنهم كانوا فئة قليلة وبسيطة من البشر في أماكن صغيرة ومحدودة.
أردت الإشارة، كإسقاط على حقل الصراع، كيف تتحالف النخب المالية مع المحتل وتشجع الفقراء ليثوروا، بينما النخب تحتمي بمصالحها.
ودائما أصحاب المال والنفوذ يعرفون ماذا يريدون، ويعرفون طريق سيرهم، ولا يهمهم إلا أنفسهم.
اعتبر المسيح شخصية غير تاريخية، ولا يوجد أي دليل على وجوده.
لا أدري إن كان باراباس مختلقًا هو أيضًا، فالشعوب الضعيفة تضخم من نفسها من أجل تسويقها.
اليهود لا يرقوا إلى مستوى شعب أو أمة. كانوا فئة صغيرة جدًا في محيط كبير، كبر حجمهم بسبب هذا الذي اسمه المسيح اليهودي.
واليهود يشعرون بعقدة الاضطهاد لأنهم أقلية صغيرة في العالم، لهذا عملوا التفاف على كل شيء.
لديهم فجوة حضارية، مرضية في أعماق أعماقهم ولن يخرجوا منهم ابدًا.
حكاية اليهود تشبه قصة حسن الصباح الذي حول ضعفه إلى بطش بالأقوى منه عدديًا، من خلال استخدام الذكاء والحيل.

الإنسان السوري جاء حلمه كنتاج لقلقه الوجودي
الإنسان السوري كائن حالم، حلمه يسبقه إلى الحلم، حلم أقرب إلى اليوتوبيا، يبحث فيه عن الكمال في هشاشة الواقع وخرائبه وتناقضاته، يتجاوز الممكن إلى الخيال، يدفعه إلى التمرد على كل القيم الموجودة في الوصول إلى النيرفانا.
أكاد أقول أن أغلب المثقفين الحالمين بالتغيير، يتجاوز أحدهم الواقع ليعانق الخيال، وأغلب الذين عملوا في السياسة والفكر والأدب والفن كان خيالهم معلقًا في السماء، يربط الأنا بالجمع، بالوطن.
هل نذهب إلى الحلم كرغبة أبدية خفية في الدمار الذاتي، في الذوبان، في التوحد بين الذات والموضوع؟
إن ينتقل من ذات هائمة لا تعرف إلى أين يفضي خط سيرها، في البحث عن حقائق كامنة في النفس المتعطشة للمعرفة، إلى ما وراء الظواهر العادية؟
هل العصامية جلد للذات، أم توحد بها؟

الديمقراطية شغلي الشاغل
الديمقراطية هي مصلحة الدولة في إدارة الدولة، القدرة الأمثل على امتصاص التناقضات الداخلية، والأزمات الداخلية.
الديمقراطية، هي الأسلوب الأمثل، أن تتفرغ الدولة لإدارة الشأن الداخلي، أزماته، بكلفة أقل على الدولة والمجتمع.
في العلاقة مع الشأن الخارجي تنطلق الدولة في معالجة الصراعات العالمية مرتاحة، ظهرها على الجار، لأنها مستندة على دعم التيارات السياسية الداخلية دون خوف.
الديمقراطي هي أسلوب لإدارة الدولة، لكن في المحك:
الدولة هي الدولة.
الديمقراطية ليست الدولة، أنهما مفهومان مختلفان في الجوهر والسطح، كل واحد منهما له ميدانه وفاعليته ومهامه.
إذا ارتأت الدولة أن الديمقراطية معيقة لحركاتها، بالتأكيد ستخلعها وتضعها في أقرب مكب.
الديمقراطية ليست مفهومًا مقدسًا تعبده الدولة، بالعكس تمامًا، أنها ثوب ضيق عليها تتمنى في قرارة نفسها أن تنزعه عنها.
الديمقراطية هي مصلحة سياسية للقائمين على الدولة.
لدي قناعة تامة إذا عرضت الدولة، في أية دولة ديمقراطية، زيادة عالية في الراتب، مقابل التخلي عن الديمقراطية فإن أغلب أبناء المجتمع سيتخلون عنها.
في فرنسا اليوم نسبة الأقبال على صناديق الاقتراع لا يتجاوز ال 26 بالمئة من السكان.
هذا ليس دعوة للديكتاتورية على الاطلاق، أنما تأكيدًا أن القوى العليا في الدولة لها مصلحة في بقاءه أو التخلي عنها.

السويد
السويد أقل دولة تتحدث عن مفهوم الوطن أو الوطنية أو القومية السويدية. ولا يوجد مصطلح أو كلمة خائن.
لا يوجد مواطن سويدي يقول لسويدي آخر خائن. أو لأي مواطن سويدي من أصول أجنبية.
هذه الكلمات المبتذلة تطلق من قبل العقل الشمولي، أو من الدولة الشمولية أو العسكرية أو القومية.
إن الاستبداد السياسي يتعامل مع الناس على أنهم رعايا المستبد، مجرد زوائد لحمية منخورة مرتبطة بمؤخرة الديكتاتور أو من ينوب عنه.
وكل من يخالف سيادته أو سموه أو جلالته يعتبر خائن بمراسيم وطنية وعفونية.
في السويد يعتبر الدين والقومية جزء من المجتمع المدني كالنوادي الرياضية أو الجمعيات الخيرية أو الأحزاب.
أي التحت سياسي. والانتماء له شأن خاص.
لهذا يتسابق هؤلاء القوميون والدينيون الأبرار والشرفاء من جماعتنا القادمون من عالمنا الثالثي المؤمن في تأليف هذه الجمعيات من أجل الاستيلاء على المال العام تحت حجة جمعية أو مؤسسة خيرية. وتبييض الأموال الحلال أخو الحرام.
ويدخل في جميعته أعضاء كثر كأمه أو أخته أو زوجته أو أبنه أو أخوه أو صهره أ أو ابن عمه أو خاله أو جده أو سته أو جاره.
طبعًا حضرته لا يهتم بأي شيء جمعي أو له علاقة تنظيمية أو له طابع تنظيمي. فالمال الذي تمنحه الدولة هو المغري بالنسبة لهذا التافه.
في نظره هذا مال داشر ويجب حيازته أو الاستيلاء عليه.
فعقل الغزاة هي هي سرقة المال العام شطارة وفهلوية وذكاء خارق.
ثم يقدم نفسه هذا الفهلوي على أنه محترم وصاحب مقام رفيع، وأنه صاحب فكر وعمل.
طبعًا ليس الجميع.

الحب هو الفرح المجبول بالقلق
تكون بأمان الله، وسلامه واستقراره وجماله وطيبته وحميميته. وكل شيء تمام التمام، وتسير الحياة برتابتها ونبلها وتقلباتها واستقرارها وتذبذبها.
يأتيك الحب على حين غرة، يدخل إلى قلبك كالإعصار، كدوار البحر وهياج النهر في فترة الفيضانات العظيمة.
يدخل إلى داخلك دون استئذان أو احترام لخصوصيتك أو لشخصك الكريم المتوازن أو لمكانتك العظيمة أو لمقامك الرفيع.
أول شيء يفعله بك أنه يخلخل سلامك الداخلي، ويهز توازنك، ويلعب فيك كما تلعب الأقدار بسفينة مثقوبة في عرض البحر.
تتحول من إنسان قوي إلى كائن هش، ضعيف يبحث عن ضعفه في المحب.
والإعصار الأقوى عندما يفترق المحبان، ويتحول ذلك الرابط الذي اسمه حب إلى قيد في العنق يشد عليه إلى حد الموت أو الاختناق.
صحيح أنك لا تموت، لكن أشياء كثيرة تموت في داخلك، تتحول إلى حطام.
وتصبح كبقايا ذلك الفيضان الذي لا يبقي على زرع أو ضرع.
في الافتراق يموت الحب في ذات ذلك الذات، بيد أن الموضوع يبقى واقفًا كقدر لا فكاك منه، كوتد صلب في أعماق السماء، في انتظار ذات أخرى وأخرى.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 122 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 121
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 120 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 119
- هواجس في الثقافة مقنطفات 118
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 117 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 116 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 115 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 114 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 113
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 112 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 111
- هواجس في الثقافة مقتطفات 110
- هواجس في الثقافة بعض المقتطفات 109
- هواجس في الثقافة مقتطفات 108
- هواجس في الثقافة مقتطفات 107
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 106 ـ
- هواجس ثقافية مقتطفات ـ 105 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطافاتــ 104 ــ
- هواجس ثقافية مقتطفات 103


المزيد.....




- مغني الراب الأمريكي بي ديدي يواجه تهما جديدة بالاعتداء الجنس ...
- موقع عبري يقدم رواية جديدة بشأن مسار هروب كبار المسؤولين الأ ...
- هيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية تطلق معرض جدة للكتاب
- تونس تودع الفنان فتحي الهداوي بعد مسيرة امتدت 40 عاما
- مريم شريف تفوز بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان البحر الأحمر السي ...
- وفاة الممثل التونسي الكبير فتحي الهداوي
- --شكرا لأنك تحلم معنا--: فيلم كوميدي في زمن التراجيديا
- التمثيل الضوئي للحد من انبعاثات الكربون
- الفيلم الوثائقي -الخنجر- يشارك في مهرجان الظاهرة السينمائي ا ...
- فوز عبارة ادبية مُلهِمة للكاتبة العراقية أسماء محمد مصطفى في ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 123 ــ