أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس ثقافية مقتطفات 103















المزيد.....

هواجس ثقافية مقتطفات 103


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 7926 - 2024 / 3 / 24 - 13:55
المحور: الادب والفن
    


كاوا العاجز ونيروز
بمناسبة عيد نيروز، والاحتفالات التي تعم بلدان كثيرة في العالم، اتساءل:
ما هي نتائج انتصار كاوا الحداد، منذ أن قتل الجلاد وإلى اليوم؟
من انتصر على من، الجلاد أم الضحية؟
باستثناء الاحتفال، والفرح والرقص، لا شيء يذكرني بكاوا، لأنني أرى الجلاد جالسًا ومتربعًا فوق رأس كاوا، يسرقه ويذله، بل حوله إلى ايقونة تسويقية لا قيمة لها.
ولا يزال بيت الجلاد عامرًا، مزداً يالقهر والذل. بنظرة سريعة، سترى أولاد الجلاد مستمرين في عيون وممارسات بوتين وبايدن وبشار الأسد، وجلادي أفريقيا والصين والهند والباكستان، وروكفلر وروتشيلد ومورغان، وحكام الخليح، وترامب وحافظ الأسد وهولاكو، وخالد بن الوليد، وأنبياء الله كلهم.
اتمنى أرى كاوا أخر، إنجاز أخر على مستوى العالم القديم والمعاصر كله؟
كاوا عمل فردي لا قيمة له، لأنه على المستوى الأفقي، لا يزال الضحية يموت يوميًا من الجوع والسجن والقهر والذل والقتل والتهجير، والهروب واللجوء والحرمان والجهل.
عالمنا ينوء بالهزائم والخراب على يد ذاك المقتول، الذي قتله كاوا.

روسيا
روسيا أنتجت أفضل الروائيين العالميين، أغلبنا يعيش تحت مظلتهم، بيد أن روسيا متأخرة حضاريًا عن كتابها العظماء
خسرت روسيا بوشكين، الشاعر الموهوب، والإنسان الرقيق، وكسبت الشرف المأزوم.

أدم وحواء في ظل الله الظالم، الغيور، الله الحسود، عينه لم تتحمل وجود عشاق بالقرب منه، لأنه أناني، وبسبب أنانيته بقي أعزلًا.
المدخل
هل كان أدم وحواء حبيبيان، عاشقان لبعضهما في الجنة، ثم على حين غرة التقطا تلك الفاكهة العدمية، المسببة لانفصالهما عن بعضهما أولًا، وعن الطبيعة ثانيًا؟
لماذا لم يتحاورا عن السبب والمسبب، ولماذا توقفا عند النتيجة التي وصلا إليها بعد رميهما خارج الطبيعة وقانونها؟
وما دام هناك سبب ومسبب ألم يكن الأجدى بهما أن يتفهما بعضهما بدلًا أن يرمي كل واحد منهما التهمة على الأخر، دون أن يتحاورا أو يضعنا النقاط على الحروف لمعرف سبب الانفصال عن الوعي الكلي للطبيعة والكون؟
لماذا ارتضيا أن يبقيان منفصلين عن بعضهما، وفي جعبة كل واحد منهما هذا الكم الهائل من الحقد والقهر لبعضهما سواء كانا على أتفاق أو أختلاف؟
هل العقلانية هي السبب في الجفاء والكره والبعد والانفصال بين الرجل والمرأة، أم أن الطبيعة ترجم العاقل وتبعده عن قيمها ومبادئها؟
لماذا العقل والطبيعة متنافران، متباعدان، يحتقران بعضهما ويكنان لبعضهما الجفاء والغدر؟
الجنس يوحدهما في اللحظة الحميمة، ثم ينفصلان طوال النهار، بيد أن عقل أحدهما يعيش في الأخر. الرغبة في الالتحام يقابله الرغبة في الافتراق، شد وجذب، تفاعل الصورة الداخلية لبعضهما وافتراقها.

الجسد
لم يكن الجسد حرًا في أي يوم من الأيام كما يتفضل الكثير من الناس في التعبير عنه.
كان الجسد وما زال أداة سياسية، من خلاله ترسم السياسة فرجارها وتخطط عليه مقاساتها، لأن هذا الجسد هو أداة خضوع أو مدخل إلى السيطرة على عقل الإنسان وروحه وفكره وغرائزه.
والألم لذة في الاتجاه المعاكس، تعرفه السياسة جيدًا.
يعلم صاحب الفرجار إنه يستطيع الوصول إلى التكوين النفسي والعقلي للإنسان، عبر ومن خلال هذا الجسد الصامت.
إنه يستخدم كل الوسائل اللأزمة من أجل الوصول إلى ما يريده. ليس أداة التعذيب وحدها أداة قمع، أنما استخدام اللذة للوصول إلى اللذة الموسومة بالوجع أيضًا.
إن المراهنة على اللذة وإخراجها من داخل الإنسان هو أحد أدوات السيطرة أيضًا، عبر تسويق الجسد بكل جماله وبهاءه ليتحول إلى فرجة، دعاية، يتسابق الجميع في الوصول إليه بكل فرح وسعادة.
لهذا فإنه إعلامه ووسائل نشره، ووسائل ترفيهه يرسم لك ما تريد لتبقى محلقًا فوق الموج دون أن تكترث لما يحدث لك على الأرض.
لم يكن الجسد في أي يوم من الأيام ملكية خاصة لصاحبه أو ملك صاحبه.
يقول البعض أن الجسد الإنساني حر في حركته، وأنا أقول أن هذا الجسد مقيد في حركته، ويتحرك كما يريده صانع الفرجار.
لم يكن الجسد إلا أداة سياسية بيد اصحاب السلطة عبر التاريخ كله، وأعادت مرات كثيرة تشكيله ليكون على مقاسها.
فهذا الجسد مدخل إلى الخضوع والعبودية عبر التحكم به عبر العقل والروح.
إنه استثمار سياسي حقيقي، من خلاله يستطيع الفرجار أن يعبث فيه أو يروضه أو يوجهه الوجهة الذي يريد.
يستطيع أن يُفعل الغرائز، كالخوف والجوع والبرد والحرمان، ليحول الوعي إلى وعي زائف أو مزيف.
ويلهي الناس في أشياء تافهة وفارغة، وفي قضايا بعيدة عن همومه الحقيقية. ويستطيع أن يدوس عليه ويحطم اللحم عبر التعذيب الممنهج في الأقبية والزنازين.
ما زال الرسن في يدهم، والحلقة المدورة، القيد، مربوط في عنق كل إنسان.
تذكر أن الوصول إلى اللذة مدروس بدقة من قبل المهيمنين على الجسد، ليبقى تافهًا أو إنسانًا محطمًا.
إن وعي اللذة هو المدخل إلى الحرية، والحرية مفهوم قائم بذاته، كاللذة، لهذا علينا أن نفكر كيف نقبض على اللذة، الحرية، في كل جوانب الحياة عبر وعي ما نملكه، من ذاتنا لذاتنا.

العشق واللذة
ما دام هناك رغبات نائمة في الأودية العميقة، وهناك رأس يفكر، ويشتهي، ودائم الاخضرار، لا يمكن أن يركن في زاوية مغلقة، بل تطير الرغبة والعشق والهوى دون مسافات مسكونة بالجاذبية الأرضية.
يذهب الحبيب إلى الحبيب في الخفاء، يجلس عند قدمه أو رأسه، يمسحهما بالطيب والريحان، يغني له، يعاتبه، يسامحه، يضمه ويقبله ويتوجع له، يسرح معه، يذهب معه إلى الأفلاك البعيدة ليكونا معًا.
هنا تتوقف الحياة، تسكن لهما على بساطها الأخخضر، ليكملا حياتهما اللذيذة في ظلها.
العشق عالم مفتوح، لا حدود له، ولا أبعاد ولا نهاية

في الغربة ينكسر الكبرياء والذات العليا، ويموت الانتماء إلى الجماعة، لهذا يشعر المرء بالمرارة والألم والوجع، لأنه أضحى وحيدًا، يعاني من العزلة القاتلة، وتموت تلك الوشوشات الصادرة من المكان القديم.
الجماعة هي الرحم الذي يربط المرء بنفسه، لهذا عندما يتركها يشعر بالقلق والتوجس من المكان الجديد.
يبدأ الشعور الجارح للذات، من هذا الانفصال القطيعي البدائي، الموجع، عن الناس الذين كانوا شركاءه في المنبت والدم.
وأكثر المشاعر الانفصالية الجارحة للمرء، هو الدين، الرحم النفسي الذي شكله في الطفولة والمراهقة، وأعطاه التوازن النفسي، وحماه من الانهيار.
لم يعد الإحساس بالانتماء يرممه، لا الوطن البعيد أضحى موجودًا، ولا الدين الذي كان قوة له، ولا الجماعة الذي انفصل عنها.
الحيرة قاتلة، انهارت كل الجدران:
الوحدة مع الجماعة الذي كان الفرد يختفي فيها أو يحتمي بها، ماتت.
حضور الدين في الغربة يموت تقريبًا، لهذا يشعر المؤمن بالتهميش والانفصال عن حياته الطبيعية التي كانت في السابق
استغرب كيف يستطيع ذاك الغريب، حاملًا انتماءه الميت بين كفيه، ويطوف سعادة فوق جثته، ويضحك ملء فيه
هذا السبب الأكبر للغربة، الشعور بالتهميش وانعدام الانتماء إلى القوقعة الأولى.
وعندما يموت الكبرياء في ذات المؤمن بقصية، يموت سريريًا

الأفكار الشمولية تموت بالانفتاح وتموت في الفضاء الضيق
الأفكار الشمولية تموت إذا عاشت في فضاءها الضيق. إنها مثل الأسماك لا تستطيع أن تتنفس هواء الحياة أو الخروج من الماء.
يجب أن تكون كونية ومتجاوزة الكواكب والمجرات.
والمنتمي إلى فكر شمولي يجب أن يملك خيال مجنح من أجل الطيران فوقه والانفصال عن الواقع.
وأغلب المنتمين إلى الأفكار الشمولية دوغما فيهم تمركز مرضي على الذات وحوله، وكتل كبيرة وعميقة من الأنانية والدونية.
إن الانتماء إلى الفضاء الإنساني هو الوحيد الذي ينجينا من التخندق في الذات المريضة.

الأجداد
لا زالت كلمات الأجداد فعالة فينّا بقوة شديدة.
فالأموات لا زالوا يتحكمون في عقولنا وأفكارنا ووجودنا، منهم نستمد كل هذا الخراب الذي يعشعش في نفوسنا وعقولنا.
وما زلنا نعرف إبراهيم وزوجته وأولاده كيف أكل وبال وتحرك من حران إلى الكعبة إلى مصر وكأنه مكوك فضاء في زمن المشي على الأقدام.
وإن موسى ما زال خارقًا يملك تلك العصا السحرية. وإن هذيان المسيح معجزات، وإن الحمامة والعنكبوت على الغار انقذتا محمد بقوة ربانية.
ما زلنا نعيش في الخرافات، والكذبات الكبرى والديناصورات المنقرضة
إذا كان الله موجودًا ليس بحاجة لهذه الحجج الفارغة ليقنع أتباعه ومريديه، وفي منطقة صغيرة ومحددة ومحدودة الجغرافية.
فالكون أكبر من الله وأعظم من عقولنا.
المسألة هي في قدرة العقل على النقد والنفض والنقض. وكيف يمكننا أن نتحرر من الوعي الزائف الذي يتحكم في وعينا.

شمشون الجبار
وضعنا شمشون الجبار في جيبنا الصغير.
والحماس للحرب والدمار موجود عند قطاع كبير من المجتمع بكل طوائفه وفئاته ومذاهبه وأديانه.
وكل واحد عنده حججه وبراهينه.
إنها ثقافة الموت.
لم يعد أحد يقبل رأي معتدل أو حكيم. ورغم هذا الموت والدمار لم أر أحدهم تأسف أو حزن أو فكر:
ـ وماذا بعد هذا الدمار والموت، من الذي سيضمد الجراح؟
غابت السياسة في ظل نظام الأسد مدة أربعة عقود ونيف، وستغيب في ظل المعارضة المفصلة على مقاس الداعمين لها.
المعارضة والنظام على مقاس واحد، حفر وتنزيل، وعلى الطرفين مصفقين على تأكل وجودهم

الأنظمة الاستبدادية
الأنظمة الاستبدادية الفاسدة انتجت شعوب مريضة, معدومة الضمير, مستلبة, ضعيفة التكوين النفسي, دونية, مهزومة من الداخل. مجرد كتل بشرية لا حول لها ولا قوة.
في البلدان الغربية ينكشفون أكثر من خلال ممارساتهم القذرة, شهوتهم بغير حدود للمال. الكثير منهم تحول إلى مخبر على صديقه أو جاره أو أخوه أو أخته. لا يوجد رادع أخلاقي أو إنساني يحده من الخراب الداخلي الذي نما معه من خلال ثقافة مجتمعه وأسرته. سهل عليه أن يبيع نفسه أو يبيع أقرب المقربين منه من أجل المال الحاف.
بئس الحثالة الذين عشنا معهم.
لا يستطع المرء أن يدير ظهره لأخيه أو أخته أو صديقه, ممكن أن يتلقى الطعن من الخلف بكل برودة أعصاب, وهو يضحك في وجهه
نحن نعيش زمن الفضائح والوسخ على أكمل وجه.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 102 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 101 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 100 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 99
- هواجس في الثقافة مقتطفات 98
- هواجس في الثقافة مقتطفات 97
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 96 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 95
- هواجس في الثقافة مقتطفات 94
- هواجس في الثقافة مقتطفات 93
- هواجس في الثقافة مقتطفات 92
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 91 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 90 ـ
- هواجس ثقافية مقتطفات. 89
- هواجس ثقافية مقتطفات 88
- هواجس في الثقافة مقتطفات 87
- هواجس في الثقافة مقتطفات 86
- هواجس في الثقافة مقتطفات 85
- هواجس في الثقافة مقتطفات 84
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 83 ــ


المزيد.....




- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس ثقافية مقتطفات 103