أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات 97















المزيد.....

هواجس في الثقافة مقتطفات 97


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 7920 - 2024 / 3 / 18 - 00:50
المحور: الادب والفن
    


الإله المسكين
بعد صلب الإله، وتجريده من الحمولات التي حملها، كما يدعي، كرسالة للعالم، تحول هذه الإله المسكين إلى إنسان عادي يستجدي المساعدة، عندما طلب من البشر الواقفين على جسده قبل أن يتحول إلى جثة هامدة أن يرفقوا به، ورفع رأسه إلى السماء معاتبًا إلهه حين قال:
ـ يا إلهي لماذا ترتكتني.
صراخه كان موجهًا لجلاديه، أراد منهم أن يغفروه له، لتمرده على السلطة، إن يتركوه في حال سبيله.، رجاءه كان توبة.
ليس مهمًا إذا كان هذا الدين هو المسيحية أو دين أخر، إذا كان الإله قد سقط من علياءه بعد صلبه.
أصبح الإنسان في حالة ضياع، أصبح مشوشًا، في حالة بحث عن نفسه، في هذا البديل الذي انكشف له أنه إله عاجز وضعيف، من ذلك الوقت أصبح الإنسان حائرًا يبحث عن من يعيد له ثقته بنفسه.
هذا الصلب هو القطع مع الغيب، ودخول ممرات الوعي، الصلب هو القطع، هو الانتقال من الحضارة السابقة على التنوير، إلى العصر الحديث.
من يعيد إنتاج الجثة الهامدة، فالجثة تحللت، والإنسان في صدام مع عصره، عاريًا من الاحتواء

قدر من الجنون ضوروة
قدر من الجنون لابد منه من أجل الانفتاح على هذا العالم الرحب، على الحرية.
كن كالفنان، كالسكران، كالعبقري الذي يتجول في مواضيعه، كن كأنك إله يرسم ويلون هذا العالم، بحدود لا حدود لوجوده.
تحرر من هذا القيد الذي قيدت أنفاسك وروحك فيه، حاول أن تتحرر من الأثقال الذي وضعوك فيها، انطلق إلى الحياة دون حمولات الماضي اللاسعيد.
كل ما فعله الأقدمون، أنهم زرعوا أمراضهم في عقولنا، أمراض البقاء على الأرض، واجترار ذواتنا المتحجرة دون أمل بالخروج من النفق.
علمونا أن نخاف من التحليق في السماء، من السباحة في هذا الفضاء الواسع، أن لا نطير في هذا العالم المترامي الأطراف، من القيد الثقافي، الخوف من الموت، من الحياة.
كل هذه التعاليم التي ترسخت في ذاكرتنا جاء من أجل أن يتسيد القوادون والمنافقون هذا العالم، وليتمتعوا به وحدهم.

عن فيلم الفهد
في العام 1975 خرجنا من السينما بعد حضور فيلم الفهد.
سألني أحد ركاب الفيلم:
ـ ما رأيك في الفيلم؟
ـ قلت أنه رائع.
قال:
ـ شو هذا الرائع، فيلم الممل، بل تافه، لم نر فيه لكمة ولا طلقة رصاص، ولا عصابة حشيش أو مخدرات، ولا أغنية.
ما هذا البطل التافه؟
ـ لكنه طرح مشكلة اجتماعية سياسية في فترة الخمسينات.
ـ بلا خمسينات بلا بطيخ.
الفيلم يجب أن يكون فيه لكم، صفع، ضرب بالمسدس، مصارعة وملاكمة.
نظرت إليهم، قلت لنفسي:
ـ بيننا مسافة طويلة وبعيدة، كلانا في وطنين متابعدين، أو نحن أغنيتين بلغة واحدة ولكن بمزاجين وعقلين مختلفين ورؤيتين للحياة والفن والثقافة متباعدتين كثيرًا.

سؤال طرحه علي الصديق حسين الشيخ قبل عدة سنوات.
ـ نصك في رواية الرحيل إلى المجهول صادم بتفاصيله المروعة، نص يلاحق المناضل بكل لحظاته سواء لحظات القوة أم الضعف. إنه نص جميل ومخيف بنفس الوقت، هل ارتحت بعد كتابته، لماذا نشرته الآن وليس قبلا.؟
ـ الواقع هو الصادم. الواقع هو النص. هو الذي يستفز من يعيش فيه. المتلقي، السجين يهتز وجدانه وروحه.
لقد كتبت النص بمنتهى البراءة والصدق. وتركت لإحساسي أن يقول ما يحس به، بالرغم من أن الواقع كان خشناً فضاً قاسياً ومؤلماً.
لم أحس أنني كنت قوياً في أي لحظة من لحظات التجربة الأليمة التي عشتها في السجن. كنت إنساناً عادياً في تلك التجربة، عشت فيه مدة طويلة قاربت الثلاثة عشرة عامًا. ودافعت عن موقفي وحقي في الحياة، في وطني. أن أكون مواطناً، إنساناً عادياً في وطنه وبلده.
صدقني لا اعتبر أن ما قمت به هو نضال او تضحية او ما شابه ذلك من تصنيفات. أنا اعتبر أن ما قمنا به هو واجب علي، وعلى كل إنسان. إن يدافع عن حقه في الحياة والوجود.
عندما يعتقل إنسان ما، يطرأ تغيير جوهري على سيكولوجيته ونفسيته كلها. يودع كل علاقة له مع الماضي ويبدأ علاقة جديدة مع الجديد، مع السجن. يبدأ العقل في التماثل مع الذات، يحصنها ويحميها. يفرز آليات دفاعية تساعده على البقاء والتوازن.
بالرغم من هذا، فإن التجربة أو الصدمة تدخل إلى أعماق النفس والروح وتهزها من الداخل. ليس سهلا، بين ليلة وضحاها أن تترك كل هذا العالم الجميل وتجلس في زنزانة مظلمة، منفردة لوحدك تحت رحمة مجموعة من الجلادين يعيدون تشكيل شخصيتك وعقلك. ويخربوك من الداخل.
التغيير الذي يطرأ على السجين هائلة جداً، لا يمكن ان نقول أنه شفي أو بقي في مكانه. لقد حدث عليه تحول هائل. حالة انتقال من وضع إنساني إلى وضع لا أعرف ماذا هو، أو ماذا أسميه. بيد أن جمال العالم يتغير بالنسبة له، يتشظى ويتبعثر في داخله، ثم يتفتت ويذوب.
لقد كتبت النص في شباط من العام 2007 وانهيته في شباط من العام 2008.
لم يكن لدي القدرة على نشره لأنني لم أكن معروفاً. ولم يمد لي أي إنسان يد العون في نشره بالرغم من أن الكثيرمن الرفاق والأصدقاء والمعارف قرأوه عبر الحوار المتمدن، وصفحات سوريا، وأخبار الشرق وغيرها.

العلمانية هي الحل في بناء منظومة سياسية اجتماعية وطنية
لا يمكن الدفاع عن أي مكون اجتماعي من موقع عنصري, طائفي أو مذهبي أو عشائري.
هذا الدفاع تشويه، لا سياسة، لا فكر، لا عمق معرفي.
إنه إبعادنا عن طريق الحرية والديمقراطية.
من الخطأ الوقوع في الفخ, من موقع عاطفي أو إنساني أو اجتماعي.
التحليل السياسي الصحيح يعطي نتائج صحيحة. حتى لو كان هناك غبن مذهبي يجب تحليله, سياسيًا, معالجته سياسيا من موقع وطني.
هناك الكثير من يقع في المغطس الطائفي أو المذهبي, دون أن يدري.
تحليل الظواهر السياسية, من موقع تحليل المفهوم معرفيًا, سيعطي نتائج صحيحة.
تثبت الايام أن من يريد أن يبني له وطنًا عليه أن يكون قد قطع اشواطاً طويلة في نبذ الفكر الديني والعشائري والطائفي والقومي والقبلي.
إن يكون مسلحًا بفكر معتدل, يقبل بالآخر على علاته.
إن يكون فكره مدنيًا, إنسانيًا.
المشاريع القومية الكبيرة, كذبة كبيرة. واثبتت الأيام فشلها تمامًا. وجميع المشاريع الكبيرة هي وهم، الغاية منها هو الهروب إلى الأمام.
السياسة فاعل, يحال عمله إلى الحاضر والمستقبل. أي أن أدواته, مفاعليه تقع في الزمن الحاضر والمستقبل.
هو حدس أولي, تصورات وأفكار وقناعات يوضع في ميزان البحث لاستشراف القادم, لخدمة مشروع سياسي أو ايديولوجي للفئات الفاعلة فيه.
لا يمكن للسياسة أن تقع في الزمن الماضي. والتاريخ لا يعود إلى الوراء

الحياة لا يقين فيها
لإننا نتعامل مع الحياة كيقين ثابت, لهذا تخذلنا, ترمينا, كثقل زائد من مكان إلى مكان.
وبالرغم من هذا اليقين الذي يسكننا, إلا أننا نقفز عليه, نتجاوزه, نأخذ مساحة كبيرة للحركة فوقه, في ابتعادنا عنه, لنؤكد حضورنا, وجودنا. ونتعامل بواقعية براغماتية مبتذلة عندما يحتاج الأمر.
هذا التناقض بين اليقين, وشروط الحياة ومتطلباتها, يدخلنا في صدام, يجعلنا نعيش في زمنين بالرغم من أنه زمن واحد.

الباحث العقلاني
مهمة الباحث أن يحلل الظواهر والتشوهات الاجتماعية من موقع الباحث عن المعرفة والحقيقة
إن يعريها ويفضحها.
لا يمكن للعنصري او ذو فكر شمولي, أن يعري أو يخرج منذ ذاته ويتحول إلى باحث عن الحقيقة والتشوهات. ماركس على سبيل المثال, عاش في كنف النظام الراسمالي بيد أنه وقف على مسافة وحلله.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 96 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 95
- هواجس في الثقافة مقتطفات 94
- هواجس في الثقافة مقتطفات 93
- هواجس في الثقافة مقتطفات 92
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 91 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 90 ـ
- هواجس ثقافية مقتطفات. 89
- هواجس ثقافية مقتطفات 88
- هواجس في الثقافة مقتطفات 87
- هواجس في الثقافة مقتطفات 86
- هواجس في الثقافة مقتطفات 85
- هواجس في الثقافة مقتطفات 84
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 83 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 82
- هواجس في الثقافة مقتطفات 80
- هواجس في الثقافة مقتطفات 80
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 79 ـ
- هواجس ثقافية مقتطفات 78
- هواجس في الثقافة مقتطفات 77


المزيد.....




- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات 97