أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات 80















المزيد.....

هواجس في الثقافة مقتطفات 80


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 7905 - 2024 / 3 / 3 - 14:22
المحور: الادب والفن
    


قرأتي لهذه الرواية غير دقيقة
عندما قرأت رواية، قصة موت معلن، للروائي الكولومبي ماركيز غارسيا، خرجت بانطباع سيء عنها، قلت لنفسي:
ـ هذه رواية سطحية ولا تليق بروائي مشهور ان يكتبها.
عمليًا أرى أن رأي لم يكن صحيحًا، لأن الاسقاطات الفنية في هذه الرواية كبير جدًا، وتشير إلى التكوين النفسي للبشر كلهم، الخوف أولًا، الحذر، فخار يكسر بعضه، مئة أم تبكي ولا أمي.
كلهم كانوا في انتظار مقتل سانتياغو نصار على أحر من الجمر، وبفارغ الصبر، على يد الأخوة القصابين، بائعي لحم الخنازير.
كان هناك علاقة حب بين الفتاة، أخوة القصابين وسنتياغو نصار.
لم يرغب أي إنسان أن يوقف المذبحة، أو أن يفشي السر لسانتياغو، عله يهرب من القتل، أو يتوارى عن الأنظار مؤقتًا حتى تنجلي الأمور، ويتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود.
كل واحد حاول حماية نفسه من الشبهة، في الالتفاف على الحقيقة، أن يترك التاريخ يأخذ مجراه دون محاولة تغييره.
جميع شخصيات الرواية خسيسة، ذليلة، متعفنة، خاضعة لشروط الواقع، دون محاولة البحث عن مخرج.
بيد أن هناك من يقول أن حتى القصابين أنفسهم صاروا يتمنون لو أن أحدا يوقفهم ويثنهم عن الجريمة أو يبلغ الشرطي ولكن ذلك لم يحدث.
ويقول آخر: هناك أيضاً البعد الاجتماعي: لا الشابان كانا يريدان قتل نصار (فقد ترصدوه أمام بوابة بيته التي لا يستعملها أبداً وأخبروا الجميع بنيتهما عسى أن يحذره أحد) لكنهما مضطران لذلك بسبب "الشرف"، ولا المجتمع يريده ان يموت لكنهم استسلموا لواقع الأمر لأنه يتعلق "بشرف" عائلة... وحتى هو في اللحظات الأخيرة وعندما أخبره والد خطيبته عنهما وعن نيتهما بقتله، تصرف هو بذهول ولم يبق في بيت خطيبته حتى تنجلي القصة بل خرج وذهب باتجاههما مباشرة دون سلاح وهو المشهور بقوته واتقانه لاستخدام البنادق والمسدسات. وذهب مباشرة نحو البوابة التي لا يستخدمها عادة والتي ينتظرانه عندها...
وفقط في اللحظة الأخيرة عندما هرب منهما نحو باب البيت لينجو بحياته وجد الباب موصدًا لأن أمه التي علمت بما يحدث شاهدتهما يركضان نحو البيت فاعتقدت أنهم يريدان اقتحامه لقتل ابنها فأوصدت البوابة في تلك اللحظة... أي أنه وفي النهاية قتل بسبب محاولة حمايته بعد فوات الأوان.
ورأي آخر يقول:
أعتقد أكثر شخصية خسيسة في تلك الرواية هي شخصية الفتاة العروس التي ارجعها زوجها بعد سويعات من زواجهما، لأنها هي من تسبّبت بقتل سانتياغو نصار حين قالت إن من فض بكارتها هو سانتياغو .
أقول أن الأعمال العظيمة تحتاج إلى قراءة هادئة معمقة باسقاطاتها المتعددة وأهدافها وأبعادها، وأن لا يستهان المرء بقراءة أي عمل فني أو أدبي أو فكري، النصوص تقرأ قراءات كثيرة.

الغيرة ولعبة الأقدار أو المصادفات التاريخية العقلانية المجردة .
عاش هاينرش شونبهاور، والد الفيلسوف آرثر شونبهاور في دانزيغ البولندية، كان لديه شركة ناجحة تعمل في تجارة الحبوب والبن والأخشاب، ومستواه المالي كان رفيعًا.
ومع تهديد بروسيا من الغرب وروسيا من الشرق، وضعف بولندا ارتأى هاينرش أن ينتقل إلى بريطانيا، غير عابئ باعتراضات زوجته المراهقة الحامل التي توسلت كثيرًا لكي تبقى في كنف أمها ورعايتها أثناء ولادة طفلها الأول.
انطلق، وزوجته تتبعه، في رحلة طويلة إلى إنكلترا.
كانت زوجته يوهنا، خائفة، بيد أنها أذعنت واستسلمت لإرادة زوجها التي لم تلن.
ما أن استقرت يوهنا في لندن، حتى عادت لها روحها الفائرة وسرعات ما أسرت فتنتها وسحرها المجتمع اللندني، وسرعان ما أصبحت مركز الاهتمام.
ويبدو أن هذا القدر من الاهتمام والحب فاقم من غيرة هانيرش الصارم، بل تحولت إلى رعب حقيقي.
وغير القادر على التقاط أنفاسه، وأحس بالتوتر الذي بدأ يعتمل في صدره سيشطره إلى قسمين،
وكان عليه أن يفعل شيئًا، لهذا غير خطته، وغادر لندن فجأة، وأعاد زوجته المعترضة التي كانت حامل في شهرها السادس إلى دانزيغ في أثناء أحد أشد فصول الشتاء قسوة خلال القرن الثامن عشر.
الغيرة شيطان أخرس أو جني ينطنط في دماغ الإنسان يجعل دمه حارًا فائرًا، نار ملتهبة، يحوله إلى كائن ممزق من الداخل لا يعرف هذه الحياة إلا من خلال هذا الهمجي الذي يلعب فيه.
الغيرة فيضان هائل يقتحم العقل ويهيمن عليه ويمزقه.

الإنسان كائن مفكك الأ، يجرب ربط أفكاره دون إرادة منه.
لا يكفي أن تكون طيب القلب، مستقيم السريرة والضمير. هذا يحتاج إلى ترجمة على أرض الواقع، يحتاج إلى شغل، تفاعل وعطاء وتبادل القناعات والمعارف، والثقافة.
الصمت لا يلبي شروط الحياة.
ولكل مقال مقال.

لا وجه واقعي للإنسان
يوميًا، بعد إعلان الشمس في الخروج من خدرها الصباحي، ويمضي النهار في تغيير ثوبه، نخرج من ذاتنا ونرحل، نبحث عن كائنات ذات الوجه والملامح.
نقابلهم في الشوارع، وقرب زوايا الحيطان وفي المقاهي والأماكن العامة.
مرات كثيرة يتغيرون، يتحولون إلى شبح ومرات أخرى إلى قناع، ومرات إلى ألوان مختلسة ومرات كثيرة إلى لا شكل وإلى لا لون.
كائنات تمشي داخل داخلها، غارقة في لجج ذاتها، موجودة وغير موجودة في أغلب الأوقات.
يحاول الكثير أن يمسك بهم أو ضبتهم، بيد أنهم ينسلون من أيديهم كخيوط العنكبوت.
مرات كثيرة تعتقد أنه أصبح بين يديك، تفرح به، تتلمسه، لكنه سرعان ما يذوب ويميع من حرارة الشمس، ويتحول إلى مجرد شيء لا ملامح له.
الصعوبة الجمة أنك تمشي معه وترى وجهه وملامحه وبمجرد محاولة القبض عليه يذبل ويتلاشى.

كلنا نكذب لأننا غير متسقين مع أنفسنا، ربما لأننا وهم
الكذب هو نتاج ثقافة مشوهة. أو هو ابتكار فرضته تطورات الحضارة الأبوية القائمة على الكذب. فالسلطة تكذب على المجتمع, تسرقهم, تبتزهم, وتشكل علاقة مفككة في بنية الفرد ذاته, وفي علاقة المجتمع ببعضه وعدم الثقة بين جميع البنى التي تربط الناس بما يدور حولهم.

الدين وصي فرض نفسه دون وصي
الكثير يتعامل مع الدين كأنه كيان مستقل عن الحياة, قائم بذاته, ولذاته, في عزله عن شروط الواقع الذي انتجه.
بهذه الحالة, يتحول الدين, لديهم إلى لعبة, فرجة, تزجية للوقت, تسلية يلعب بها من ليس لديه لعب أو لإملاء الفراغ الروحي الكامن في النفس من فترة الطفولة.
مرات كثيرة يجعلوني أشعر أنهم أطفال صغار بحاجة إلى الشفقة .

الجسد الإنسان دون عقله
الجسد الإنساني هو خلاصة جمال الطبيعة, الكامن في تميزه. في لحظة, يمكنك أن تحوله إلى إله أو إغواء, فراشة راقصة أو لوحة في خلوده. ويمكنك أن تنثره وردة أو عطر أو أفق في التقاء السماء بالأرض.
ويمكنك رجمه وتحويله إلى مداس.

روسيا وعقدة الدونية المستمرة
سعى لينين, عقدة الإنسان الروسي, أن يحول روسيا من دولة طرفية, متخلفة, غارقة في لجج القرون الوسطى, إلى دولة مركزية, عبر مركزية السلطة, وتسريع عملية السيطرة على التراكم لايجاد قفزة في جميع مجالات الحياة, ليصل إلى مصاف الدول المركزية في النظام الرأسمالي, كبريطانيا وفرنسا والمانيا. كانت الاشتراكية, ستار إنساني فضفاض لهذا التحول, لهذه, العملية القيصرية, لهذه الولادة الميتة.

التاريخ مرض الإنسان
التاريخ, تناول خيانة الجسد. ورجمه, بيد أنه أهمل بقية الخيانات.
ودائما, كان, يحكم على الظواهر من خارجه ولا يريد أن ينزل إلى الأعماق. ليدرك الحقيقة.
لماذا لم يعر السلطة؟ أليس لها جسد؟ لماذا لم يرجمها؟
ولد تاريخ الإنسان, ثقافته, عبر مفهومين متصارعين, الله, الشيطان. وهو على الحافة كنصل سكين قاطع بين العودة إلى الطبيعة بكل نبلها وجمالها وبين الغواية, السيطرة والتملك والاستحواز على الإنسان والطبيعة وبقية الكائنات.
الصوت الداخلي في داخلك, متناقض, مأزوم, يجعلك حائرا, حيرانًا, ضائعاً, لا تستطيع أن تختار.
وتبقى متعبًا, أسيرًا, مغلوبًا على أمرك. ولا خيار لديك, إلا أن تستمر في المسير ذاته

الطبيعة الناكرة لذاتها
ما أقسى هذه الطبيعة التي تضعك أمام خيارين, أما أن تبقى عبدًا فيها طوال عمرك أو تتحول إلى مجرد كتلة هامدة تحت التراب.
هما أمران أحلاهما مر

يوسف العاشق الغامض، التاريخ الذي لم ينصفه، ابقاه صنمًا
العاشق الوحيد عبر التاريخ, بقي موضع شك في حبه لامرأة, هو يوسف, خطيب السيدة مريم العذراء.
بقي هذا الحب مواربًا. ولم يتجرأ أي مخلوق أن يفتح قلبه ويتكلم عنه بوضوح. هل بقي يحبها؟ أم اقتنع أن الملاك سيعوضه بحب آخر, امرأة أخرى.
ولماذا استكتر الرب, عليه, هذا الحب؟

العقل الصنم هو مأساة الحياة
الأصنام ليست في الحجارة الصماء, إنما في العقول المتحجرة, الفارغة.
المال صنم, والخضوع للنص المقدس دون فهمه وتفكيكه هو صنم. وعدم قراءة النص الديني قراءة تاريخية هو نص صنم على مقاس التماثيل التي تدعون أنكم تكرهونها.
من السهل تحطيم المجسم الواضح, بيد أن تحطيم المضمر والمبطن يحتاج إلى شغل كثير كثير, يبدأ من التفكير الحر والنقدي لكل ظاهرة من ظواهر الحياة, والشك والبحث عن الحقيقة وراء كل مخفي ومستور.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس في الثقافة مقتطفات 80
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 79 ـ
- هواجس ثقافية مقتطفات 78
- هواجس في الثقافة مقتطفات 77
- هواجس في الثقافة مقتطفات 76
- هواجس في الثقافة مقتطفات 75
- هواجس في الثقافة مقتطفات 74
- هواجس في الثقافة مقتطفات 73
- هواجس في الثقافة مقتطفات 72
- هواجس في الثقافة مقتطفات 71
- هواجس في الثقافة مقتطفات 70
- هواجس في الثقافة مقتطفات 69
- هواجس في الثقافة مقتطفات 68
- هواجس في الثقافة مقتطفات 67
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 66 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 65 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 64
- هواجس في الثقافة ــ 63 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 62
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 61 ــ


المزيد.....




- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات 80