أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 79 ـ















المزيد.....

هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 79 ـ


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 7903 - 2024 / 3 / 1 - 14:21
المحور: الادب والفن
    


يفترض أن تستقل المشاعر عن النص
عندما أكتب لا أضع مشاعري في النص، استقل عنه تمامًا.
أكتب حسب رؤيتي وقناعتي، لما يدور من مصائب في عالمنا المتوحش.
البعض يضفي على السياسة أخلاق ومبادئ، فيشوه السياسة وتتشوه الرؤية لديه، ويضيع ويضيعنا معه.
عندما نحلل ما يحدث في عالمنا المشوه، يظن البعض أن هذه عواطفنا ومشاعرنا هي المتحكمة بنا.
لا يا صديقي، المشكلة عندك.
عندما احتلت الولايات المتحدة، فيتنام وأفغانستان والعراق وبنما وغرينادا، وسوريا ودعمت إسرائيل، لم تكن دولة ديكتاتورية، دخلت هذه الدول وهي أم العالم الحر.
السياسة فاعل مجرد، مصالح، لا قيم فيها، هذا عمره آلاف السنين.
عندما تكتب في السياسة كن لا إنسان، جرد نفسك من كل أخلاقك وعواطفك وأكتب بتجرد. هكذا تصيب الهدف بدقة شديدة، خاصة إذا كنت حرًا من الداخل والخارج، غير خاضع لهذا الديوث أو ذاك.
أنا حزين جدًا في هذه الأيام، بله مكتئب جدًا، بيد أنني أفكر في ما يحدث بالعقل، بتجرد ودون عواطف.
أرى أن جوهر هذه الحرب، هذه الحروب دمار، أثاره يمتد من مركز الأحداث إلى ابعد نقطة في العالم.
هذه الحرب ليست فريدة من نوعها وشدتها، ولن تكون الاخيرة، أنها امتداد للسياسة عبر التاريخ، لتحقيق مصالح القوى الفاعلة في السلطة

العودة للمكان الدافئ يتم بالموت
لهذا يا ليتني ولدت في لا مكان، وفي لا وطن حتى لا أبكي او اتوجع على نفسي الذابة الآيلة للفراغ.

العقلاء وحدهم عقلاء
العقلاء هم وحدهم الذين يقتلون اباءهم.
قتلت والدي بمجرد أن ولدت، وكل ولادة جديدة هو قتل واقعي للأب.
وبعد أن يمسح يديه من دم أبيه يرفعهما إلى السماء مبتهجًا مسرورًا، ثم يركض في فضاء الحياة الرحب يغني ويعزف ويرقص ولا يلتفت إلى الوراء.
من ينام في عباءة أبيه كائن ميت.

لا حقائق في الطبيعة
الحقائق مجرد تأويلات لا تفضي إلى حقيقة.
الحقيقة مركونة في بيتها الدافئ لا تسمح للأيدي العابثة المريضة أن تمسها.
هل تستطيع أن تمسك الحرية أو تلتقطها أو تشم ميسمها المعطر؟
هل تستطيع أن تفكك مفهوم الحب، الجمال، الحق، الوجود؟
الطريق لا يزال طويلًا لمعرفة الوجود، الموجود، الكون. لا زلنا أطفال صغار نبحث عن غرائزنا البسيطة، كالأكل والشرب والجنس والتملك والسيطرة، وتجنب الخوف ونسيان الموت.

اللون شحنة ورمز
الألوان شحنات عاطفية متعددة الانتماءات, تلتصق بالذاكرة البصرية والذاكرة, وتتداخل في النفس الإنسانية, وترتقي. ويأخذهم الفنان من حضن الزمن والمكان, ويطير بهم إلى الأعالي, إلى السماوات الواسعة, على شكل أفكار وغايات وأهداف.

الإنسان في ظل الحداثة منمط، وممتثل
تستطيع الآلة الانضباطية الصارمة أن تنمط حتى القطط والكلاب، دون السماح لهما بأي استقلالية للعودة إلى طبيعتهما الأولى، أي إلى البراءة.
تنميط الإنسان أسهل وعمليًا هو منمط ومرتاح.

المتمرد كائن ضحية
المتمرد يخسر العالم كله، ولا يكسب نفسه.
إنه وحيد، وسيبقى.
إنه دون كيشوت كل العصور، يضحك عليه الجاهل ويبعصه ويسخر منه.

الفراشة هي رمز الحرية
الفراشة التي كانت في يدي، جمالها ورقتها لم يتحملا خشونتي، حاولتُ الإبقاء عليها قبل أن تهجرني، وتبتعد، بيد أنها فضلت الاحتراق.
إرادة الموت كان أقوى لديها.
رأيت جسدها المحترق يذبل ويذوب ويتلاشى. حضنت ما تبقى منها إلى أن غاب كل شيء وتناثر في الفضاء والضوء.
وقفت وحدي في وسط الطريق، التفت حولي، بكيت بحرقة على قدرة الحياة والزمن على تغييب الجمال الذي خلقه وبدده في لحظة سريعة وعابرة.

الحب هو أجمل الأشعار، أنه لغة الوجود
الحب أجمل هدية تقدمه لنا الطبيعة، مع هذا لا نعطيه حقه، ولا نحترمه ولا نرفع من شأن أنفسنا لنكون بالقرب منه أو إلى جواره أو في داخله
في الحب عليك أن تمشي في ظله كأنك تمشي على حد السيف، لهذا عليك أن لا تميل يمينًا أو شمالًا حتى لا تقع وتنكسر.
الحب وجع في وصاله وبعده. وهو يتعرض للمرض والوجع والتعب والصدام والصدمة.
إنه القهر ما بعده قهر عندما يخّل أحد الشريكين بالمعادلة، أو يقلل من شأنه يموت ووجب دفنه.

الحداثة الظالمة
عملت الحداثة، العقلانية الغربية على ضبط السلوك الاجتماعي، ليكون معدًا عقليًا لممارسة وظائف السلطة بدقة شديدة، وبأمانة، وفي كل الأوقات.

الاستعطاف قمع معنوي رخيص وقاسي
الاستعطاف أسوأ أنواع القمع على الأطلاق.
إنه خضوع وذل، مبارك من الجميع.
الاستعطاف هو قمع خفي، لطيف، بيد أنه مدمر.

كنت في النعش وحامله
في جنازتها كنت موجودًا، حملت النعش مثل أغلب الموجودين، ورقصت أمامه كما لم أرقص من قبل.
غنيت في حفلتها، في عرسها كل المواويل والعتابا الذي أعرفهما. وصدحت بأعلى صوتي حتى وصل إلى عنان السماء، ثم أخذت الكمان من يد عازف أخر، وعزفت إلى أن سالت الدماء من يدي وتقطع لحم أصابعي.
رأيت وجهي بدأ يتغير تغيرًا نوعيًا، وانبهق خدي وخرج من مكمنه إلى أن أصبح لا مني، وسار وحده في الشوارع والطرق والجادات.
أكملت الرقص في المحراب ذاته، عندما كان ذاك الذي يتلو الكلمات ذاتها قبل آلاف السنين:
على المرأة أن تخضع.
بصقت في وجهه، ثم في وجهي، ثم سرت إلى حيث لا أدري، وإلى جواري، جسد حبيبتي يقطع أمامي، ويتحول إلى جثة خامدة فوق نعش خامد بالقرب مني.
شتمت كل شيء، ويدي فوق يدها، ودموعي فوق دموعها. وكنا نبكي ونبكي لأن كلانا تحول إلى جثة متحركة.

الكتاب ورقة بيضاء طاهرة قبل أن يموت
الكتاب أرض بكر، أرض طاهرة قبل أن نقرأه أو ندخل في أبعاده أو نفكك أحجيته.
تتحول نصوصه إلى جسد امرأة، انبهار، اندهاش، محاولة معرفة تضاريسه وأحداثياته، جماله ونقاط قوته أو ضعفه.
إنه جميل كالبحر قبل الاقتراب منه، أو قبل الدخول فيه أو السباحة.
بمجرد أن نقرأ هذا اللغز، نقترب منه أكثر فأكثر، أما أن نكمل طريقنا معه أو نبتعد عنه، ربما لأنه لا يناسب ذوقنا أو ثقافتنا أو رغبتنا، أما أن يمدنا بالجمال والفرح والمعرفة أو ينفرنا منه، لأننا نكتشف أن لا مشتركات بيننا.
الكتاب الذي نحبه هو الحبيب الذي نرتاح له، نفكر به، نضعه في عروق قلوبنا وأنفاسنا.
القراءة عالم مفتوح، امرأة بهية، ولكل كتاب رموزه، أحجيته، يمكننا فكفكته بالجهد والتعب والتأمل والرقة والحب.
في كل كتاب جديد اقرأه، هناك تحفز، هيبة وخوف من الإبحار فيه، الخوف من عدم القدرة على كشف خباياه ورموزه، أو أن يكون ضحلًا يسبب لي الألم والنفور والبعد.
الكتاب أما أن يكون صديقًا أو لا، حسب نوعيته، وقدرتي الثقافية والنفسية على الاقتراب مع أو الابتعاد عنه.


الأب الأوروبي مات بعد ولادة الحداثة
بعد أن تم قتل الأب الأوروبي، وصعود الذكر الأمريكي إلى أعلى المنصة، وأصبح سيد البيت العالمي، تريفت المدن القديمة، وتزيفت العلاقات.
وحلت الفوضى في كل مكان. وغاب الجمال والسحر عن عالمنا المعاصر. واختلط الحابل بالنابل.
أغلبنا، لديه قدم في الغربة والقدم الأخرى في الاغتراب.
اليوم أغلبنا دون مأوى أو مكان أمن نلجأ إليه.
حياة الإنسان اليوم في مهب الريح.

الولايات المتحدة ضحت بالجميع من أجل امتلاك الفراغ والمال
الولايات المتحدة ضحت بأوكرانيا، كبش العيد المربوط للذبح، من أجل حصار روسيا، واطباق الخناق عليها.
ما تفعله الولايات المتحدة تأخذ عالمنا إلى المجهول، نحن ازاء أزمة سياسية اجتماعية اقتصاديا، إنسانية وخراب ودمار وعدم استقرار وتشرد ولاجئين.
من أجل ماذا يحدث ما يحدث؟
المسألة تجازوت الضمانات الأمنية لروسيا، انتقلت إلى مستوى مخيف للغاية، أقل الشرور هو القتال على الأرض الاوكرانيا.
حقيقة لا أعرف كيف يفكر القادة في العالم، هل هناك كائن مسؤول يتصرف بهذه الطريقة الرعناء، ممكن أن تؤدي إلى دمار الحياة.
البعض يعتقد أن الصراع الحالي هو بين الديمقراطيات والدكتاتورية، وهذا شكل من أشكال التفكير الممسوخ. والبعض الأخر يفكر بشكل عاطفي صرف:
ـ بوتين خرب سوريا ودمرها لهذا يستاهل كل شيء.
يا أصدقاء، الصراع أضحى أكبر من بوتين وبايدن، أنه صراع على بقاء النظام العالمي واستمرارها، بقاء الأزمة وتفعيلها
في الحقيقة لا أعرف ماذا تستفيد أوروبا من هذا الصراع المبتذل، وما فائدة هذا الحماس المولدن للذهاب إلى أقصى حدود التدمير.
مهمة الولايات المتحدة فتح ثغرة في النظام، جرح مفتوح على الدم، ثم توسيعه، مثل الخفاش، يبدأ بغرس إبرته في الجسد، ثم يبدأ بمص الدم من هذه الثغرة. مهمتها أن تفعل هذا الجرح وإدارته وعدم إغلاقه.
هناك خمسين دولة تقاتل بكل الوسائل لتدمير دولتين، روسيا وأوكرانيا. الولايات المتحدة تعتبر هذه الحرب غنيمة لها ولن تتخلى عنها إلى موت أخر أوكرانيا وروسي.
لا يزال ذلك الجالس في قصوره خلف المحيطات يتحكم بنا.
لا أعرف لماذا لم تقدم الدبلوماسية الالمانية على توحيد أوروبا في كيان واحد بدلا من حرب طاحنة وقذرة.
العالم القديم، آسيا وأفريقية وأوروبا لا زالوا لم يدركوا أن مصيرهم يحتاج إلى التحالف أو التوحيد في موجهة الغزو الامريكي وبقاءهم مرضى يستجدون منها أن لا توسع الحرب باتجاههم.

الأخلاق في الحرب تتحول إلى سراب
في الأزمات الخطيرة، كالحرب، تتفسخ القيم والمعايير الأخلاقية، ويموت الضمير.
وتتحول الفضيلة والشرف إلى مجرد بازار في سوق العرض والطلب.
والأسوأ، بروز التاجر، الديوث الذي يرهن الجميع لرغباته.
إن صيانة الأوطان هو صون للشرف بكل أشكاله وألوانه.
وإن الغربة، لا يمكن أن تسد الفجوة النفسية مهما كانت إيجابياتها.
الأخلاقيات العامة تتماشى أو تتناغم مع حركة المجتمع والتغيرات التي تطرأ عليه
الأخلاق ليس كتلة جامدة أو واقفة أو جالسة في مكان ما وزمان ما.
إن الأخلاق متحركة متقلبة، تتحرك مع تغيرات وتطورات وسائل الإنتاج وارتقاءها، التي تفرز سلوكيات وممارسات وأفكار على مقاسها.
هؤلاء الذين يقدمون أنفسهم أنهم لا يتغيرون ولا يتبدلون، يكذبون على أنفسهم وعقولهم.
ما دمنا أسرى الزمن، والزمن دوار، فكل يوم يمر علينا يحمل في داخلنا بذور تغيرنا دون أن ندري أو نحس.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس ثقافية مقتطفات 78
- هواجس في الثقافة مقتطفات 77
- هواجس في الثقافة مقتطفات 76
- هواجس في الثقافة مقتطفات 75
- هواجس في الثقافة مقتطفات 74
- هواجس في الثقافة مقتطفات 73
- هواجس في الثقافة مقتطفات 72
- هواجس في الثقافة مقتطفات 71
- هواجس في الثقافة مقتطفات 70
- هواجس في الثقافة مقتطفات 69
- هواجس في الثقافة مقتطفات 68
- هواجس في الثقافة مقتطفات 67
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 66 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 65 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 64
- هواجس في الثقافة ــ 63 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 62
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 61 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 60
- هواجس في الثقاف مقتطفات 59


المزيد.....




- المدارس العتيقة في المغرب.. منارات علمية تنهل من عبق التاريخ ...
- تردد قناة بطوط كيدز الجديد 2024 على نايل سات أفلام وأغاني لل ...
- مصر.. نسرين طافش تصالح بـ-4 ملايين جنيه-
- الفنان عبد الجليل الرازم يسكن القدس وتسكنه
- أسعدى وضحكي أطفالك على القط والفار..تردد قناة توم وجيري 2024 ...
- منصة إلكترونية أردنية لدحض الرواية الإسرائيلية في الغرب.. تع ...
- “نزلها الان” تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 2024 لمشاه ...
- مشاهير الموضة والموسيقى والسينما.. في مهرجان ميت غالا حمل عن ...
- متحف -للنساء فقط- يتحول إلى مرحاض لـ-إبعاد الرجال-
- إيران تقيم مهرجان -أسبوع اللغة الروسية-


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 79 ـ