أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات 75















المزيد.....

هواجس في الثقافة مقتطفات 75


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 7900 - 2024 / 2 / 27 - 15:39
المحور: الادب والفن
    


الجنة أو النعيم
النعيم هو في لحظة التقاء الانثى بالذكر، لحظة الجماع، وما تبقى هو حرمان.

الحياة علمتني هذه الحكمة
إذا لم تستطع أن تقف في وجه الأقوى منك، فالاجدر بك أن لا تستقوي على الأضعف منك.

البحث
وأنت في بحثك عن بدائل، ربما تكون نهرًا آخر أو كوكبًا آخر، تشق طريق الحياة نحو البحر الواسع أو المجرات العظيمة.
من قال أن الأنهار والروافد ثابتة، فالأنهار العظيمة تبدل مواضعها دائما، لتستقر على أرض ثابتة وقوية.
تحرك ولا تقف في مكانك، ولا تتكل على فكر ثابت أو تقاليد عتيقة أو رأي لفظته الحياة.
عش في الحاضر والمستقبل، فإرادة الحياة كامنة في المستقبل، في صيرورتها واستمراريتها.
إن منازل الأمس متاحف اليوم.

الحب
الحب هو أحد أعمق أسرار الوجود.
إنه سر الأسرار.
ومن ليس لديه القدرة على القبض عليه سيبقى خارجه.
إن سرك هو أنت، وجودك.
إنه الخلود.
والحب في ذاته سعادة.
من لم يملك سره، ولم يقبض عليه ويلقيه في ظل الآخر، سيبقى خارج هذا الوجود.
إن السر يتشارك فيه أثنان، يغوصان في أعماق بعضهما لأستخراج كنز الحياة.
عند الوصول إليه، سيدركان في سريرتهما ما معنى الحياة.
وإلا فإن حياتهما مجرد هباء.

العقل
إن العقل لا يرقى إلى مستوى الانفعالات، كما يقول سبينوزا، وإن سبيلنا الوحيد لتحرير أنفسنا من الانفعالات والعاطفة هو أن نجعل العقل هو العاطفة.
بمعنى، يستحيل التمييز بين العقل واللاعقل في كل الحالات، لهذا يمكننا تحييد العواطف والانفعالات عندما يكون العقل مهددًا، أي في حالة الغضب أو الخوف.
إن الغضب والانفعالات السلبية لا تظهر إلا عندما يكون العقل مهددًا، أي ليس في وضعه الطبيعي.
إن مساومة العقل ضرورية في اللحظات الانفعالية، بتحييده عنها.


على المظلوم أن لا يظلم.
تعرض اليهود للاضطهاد في أسبانيا والبرتغال في القرن الخامس عشر، وما تلاه.
كان الأجدر بهم أن لا يظلموا إنسانًا منهم وفيهم، لكونه يفارقهم في الفكر والرؤية.
لقد ظلموا سبينوزا، حجروا عليه، عزلوا وذلوه، حرموه من أهله وناسه، حولوه إلى نكرة.
منعوا على اليهود السلام عليه أو التعامل معه، وشاركت الكنيسة والكنيس في هولندا في رجمه إنسانيًا، بسبب أراءه الفلسفية والفكرية.
ومات وحيدًا، أعزل، يكتنف حياته الصمت والمرض، ولم تقبل به أية عائلة أن تزوجه أبنتها، ولم يعرف المرأة طوال حياته.
عاش وحيدًا، مع كتبه ومؤلفاته، والجدران الصماء والفقر والقهر والحرمان.
ما أقسى ما عاناه العظماء، وكلما نقرأ عن حياة أحدهم نشعر بالمزيد من الحزن عليهم.
ومن يقرأ تاريخ حياة ماركس العملاق، العظيم سيرى ما يراه في سبينوزا، شهامة وشموخ وعزة نفس، وثقة بالنفس والتضحية بالحياة من أجل الفكر ومستقبل الإنسانية.

الاستقلال وهم صنعته الولايات المتحدة الأمريكية
أنا شخصيًا لا أومن بالاستقلال السياسي أو الاقتصادي في هذا العالم، في زمننا المعاصر.
الصراع بين الدول كصراع الضباع على الضحية، على الجثة، كيف يهبش كل ضبع قطعة من لحم أخيه؟
الضبعة الأم هي الوحيدة المخولة بأكل أكبر كمية من اللحم، والجميع يخشونها ويخضعون لسطوتها ولا يقتربون من مخالبها خشية العض، وربما أنه عرف متفق عليه بين الضباع.
البناء الذي نعيش فيه هو واحد، بناء فاسد، مخنث، متوحش.
هل الصراع القائم اليوم هو من أجل تحسين النظام الدولي، تطويره، من أجل نشر الديمقراطية وقيم السلام وانهاء الحروب؟
هل من أجل عالم خالي من النهب وتدمير البيئة أو من أجل تحسين أداءها؟
بذرة التوحش قائمة وستستمر، واتمنى أن لا يقدم أي إنسان نفسه على نحو مغاير.
ما الفرق بين شيخ القبيلة وزعامة الولايات المتحدة لهذا لعالم الذليل، فعندما يقف الشيخ على قدميه تقف العشيرة كلها، وعندما يبول ترى الجميع ينحني له لينظف ما تبقى من قطرات على قضيبه بكل تفان وخضوع.
ماتت الحضارات، هذا يجب أن نراه، ومات الإنسان في داخل ذاته في الزمن الرأسمالي الذي أكل الطبيعة والحرية والإنسان والأمل والديمقراطية والمستقبل.

هذا الذي قاله
قال الصديق العزيز إسماعيل خليل حسن، رفيق الدرب والسجن والخوف والقهر والتعب والعجز:
تحياتي آرام الحبيب.. هناك من يردد المثل التالي:
إن لم تكن ثوريًا في شبابك، ومحافظًا وحكيمًا في كهولتك، فأنت لا تستحق الحياة..
كان لنا خيار بين نموذجين.. الثوري أو الهامشي؟
وكانت الأمور إما أبيض أو أسود..
ولأننا نحتقر الهامشي، تطرفنا في الثورية وأكلنا نصيبنا، ليس من السجن والقهر فحسب، بل من الخيبة..
لكن لا تندم يا آرام، فقد أصبحت سيد الكلمات بفضل تلك المرحلة..

الدين سلطان أو مرجع العميان
أغلب الناس في بلادنا ينتمون إلى الدين بشكل أعمى، دوغما، دون تفكير أو محاولة معرفة جوهر الدين وإلى أين يودي.
إنه متعود على منح الأخر ثقته، موافقته والتوقيع على ورقة بيضاء فارغة كالاستفتاءات التي يجريها الديكتاتور لأطفاله الصغار على أنهم جزء من هذا الهامش في هذه الحياة.
ولا يكلف هذا المستفتي نفسه أن يقرأ أو يطلع على محتوى هذا الفكر، وما غايته ومن أين جاء ولمصلحة من؟
إن هذا الإنسان أسير لكل شيء، لكل من يمر في حياته، وليس لديه لغة الرفض أو البحث عن المعرفة أو الوصول إلى الوعي، لهذا نستطيع القول انه كائن مستلب ضعيف جاهل خاضع للقرارات التي تأتي إليه من أكثر من جهة دون القدرة على الرفض لأنه لا يملك الحجة والمعرفة، وليس في جعبته من يوجهه أو يقول له أنت شخص مهزوم جاهل، وطنك مهزوم، حياتك مهزومة ودينك مهزوم.
أهلك يكابرون ورجال الدين والسلطة يكابرون كذبًا وجهلًا عندما يقولون لك أن دينك وخياراتك كلها صحيحة، ويجبرونك على المكابرة، فتخرج إلى الحياة هشًا كالببغاء تردد نفس الأفكار والمعارف والتقاليد التي تربيت عليها في بيتك ومدينتك وبلدك، كهذا الطائر دون إدراك أن حياتك وسعادك ووجودك كله في خطر.

السويد
عندما جئت إلى السويد، كنت أتمنى من كل قلبي أن التقي بأساتذة جامعة في مجال علم النفس، متطوعين، علهم يستفيدوا من خبرتنا في هذا المجال. أي في مجال التعذيب اليومي الممنهج والحصر، كإبقاء السجين مستيقظًا طوال الليل، ومنع دخوله إلى المرحاض، وأن يبقى مضجعًا على صفحة واحدة دون حركة ودون صوت من تنفسه، دون شخير، دون حركة، أن لا يتقلب نهائيًا، من السابعة مساءًا إلى السابعة صباحًا
التجربة القاسية التي عشناها في سجن تدمر يمكنها أن تمنح الأطباء مفهومات كثيرة عن أعماق النفس الإنسانية. وكيف يقاوم الإنسان الموت بالحياة والقدرة على التماسك أمام وحش مسلح بالسلطة المنفلته من عقالها.
لدينا القدرة كسجناء سابقين على استنباض اسئلة لا تخطر على بال علماء النفس طوال حياتهم.
الخبرة التي راكمناها في السجن، يمكن توريدها لعاشر جيل. لكن من يسمع؟ أو يتعض؟
الصديق ياسين الحاج صالح كان يركز دائمًا على هذا عندما كان يقول:
ـ إن هناك أشياء كثيرة لم تقال عن السجن بعد. وكل ما كتب عن السجن هو قليل. وأنا أتفق معه.

كانوا يقولون لنا العلم في الصغر كالنقش في الحجر.
عمليًا هذا اسوأ أسلوب يلجأ إليه الكبار للسيطرة على الصغار.
لهذا يلجأ الايديولوجيون إلى الأطفال الصغار ليغرسوا في عقولهم أفكارهم وآراءهم وثقافتهم ليخرج الصغير كائن مأدلج، على مقاس من يريد توظيف فكره.
عندما تغرس قناعاتك في الطفل الصغير فإنك تقتل فيه البراءة والحس السليم في الحياة والحرية والجمال والعدالة والمعرفة والنقد والبحث .
وتحول حياته إلى مجموعة من الأوامر والنواهي. ويتحول شخصه إلى بارومتير، يقيس كل شيء بهذه الثنائية:
أنا ـ هو.
وكل من اشتغل في السياسة في مرحلة مبكرة من حياته، تكون هذه الاخيرة جزء منه، موجودة، تحرك تكوينه النفسي.
ونقصد بالايديولوجية كل فكر شمولي.
فهذا الأيديولوجي لا يستطيع أن يجلس مع الناس دون أن يضع أفكاره على الطاولة، ويتم تقييم الذين حوله على مقاسه.
حتى في اللحظات الحميمية مع الحبيبة تكون قناعته سيف مسلط عليها وعليه.
فهو لا يستطيع أن يحب أو يرى الحبيبة إلا جزء مكمل لمنظومته الفكرية المريضة.
وتتحول هذه المسكينة إلى شيء، فكر، متلقي، خاضع، تابع، مجال لتفريغ العقد والأمراض الذي تربى عليها كمسلمات عليا لا يمكن مناقشتها أو التراجع عنها.
أول ضحايا الايديولوجية، المرء ذاته، ثم حبيبته التي تصبح صدى أفكاره وآراءه.
التزمت يضيع على المرء رؤية الجمال في هذه الحياة.

الدولة والعنف
بالرغم من أن الدولة تحتكر العنف، بيد أنها لا تشعر بالأمان والراحة.
أنها جهاز قلق، مهووسة بالدفاع عن نفسها. تخاف مواطنيها، تخاف الدول المجاورة.
الدولة مفهوم متحرك أي غير أصيل أو ثاب في تاريخ البشرية، غير جذري.
إنه مفهوم ينسجم مع الذهنية الالتفافية بأسلوب التورية والتعمية.
ولهذا فأن المخابرات والأجهزة السرية ضرورية جدًا لها، أنها مثل ذلك الرجل العاجز الذي يشكك بأقرب المقربين إليه.
ومهمات الدولة تغيرت كثيرًا بين الأمس واليوم.
في الأمس كانت حامية للرأسمال الإنتاجي، أما اليوم فأنها حامية للأموال العائمة في الفضاء اللامحدود، الطائر.
وأصبح الربح السريع أسهل وأفضل من التعب والعمل والشقاء.
وربما تطير الدولة مع المال الطائر، وتبقى عائمة مثله.
وسنشهد وقتها أن أحدهما يأخذ بيد الآخر إلى الجحيم.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس في الثقافة مقتطفات 74
- هواجس في الثقافة مقتطفات 73
- هواجس في الثقافة مقتطفات 72
- هواجس في الثقافة مقتطفات 71
- هواجس في الثقافة مقتطفات 70
- هواجس في الثقافة مقتطفات 69
- هواجس في الثقافة مقتطفات 68
- هواجس في الثقافة مقتطفات 67
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 66 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 65 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 64
- هواجس في الثقافة ــ 63 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 62
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 61 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 60
- هواجس في الثقاف مقتطفات 59
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 58 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 57
- هواجس في الثقافة مقتطفات 56
- هواجس في الثقافة مقتطفات 55


المزيد.....




- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...
- -طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت ...
- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات 75