أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس ثقافية مقتطفات 78















المزيد.....

هواجس ثقافية مقتطفات 78


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 7902 - 2024 / 2 / 29 - 18:04
المحور: الادب والفن
    


كل سنة ينزل إلى الأسواق ملايين الطبعات الجديدة للكتب في مختلف المجالات، في السياسة والاقتصاد والفلسفة والأدب والنقد الأدبي وفي علم الاجتماع والفلك والفن، ولا زلنا نكرر أنفسنا في ذات الثقافة القديمة، في ثلاثة كتب لا غير، وكأن الزمن الإنساني ليس لنا ولا علاقة لنا به.
أغلب شعوب الكون تتغير الا نحن نعود الى الوراء، حكومات ومجتمع، وكأنه محكوم علينا الجهل والتخلف والنوم في أحضان الماضي السعيد.
وكأن أولئك الذين عاشوا في القرون الوسطى جاؤوا من المريخ أو الزهرة، وكأنهم كائنات فوق عقل البشر وسلوكهم وأسلوب حياتهم.
لهذا نقول أن الثقافة الراسخة المستقرة لا تنتج كائنات حرة، ليس لهذه الأخيرة القدرة على الخروج من القوقعة.
جل تفكير هؤلاء الكائنات القابعين في القوقعة يتمحور حول كيفية الحافظ على هذا الكانتون الثقافي الجامد والعيش فيه.
خارج القوقعة هناك برد وجوع وعطش وخوف وغربة من هجوم الكائنات الضارية، لهذا يبحث المرء عن حضن أمن ودافئ، بعيدًا عن الهم الثقافي المتجدد وضغوطه وحاجات التغيير.
الكائنات الراسخة، متماثلة إلى حد التطابق، منعدمة الرؤية، لا ترنو نحو أفق بعيد، مزنر بالألوان القديمة، وليس في ذاكرتها البعيدة أية رغبة في الخروج من الكانتون العامر بالأمراض العقلية والنفسية.
أين ستذهب يا ولدي، البحر لم يعد أمنًا للهروب، وإلى أين ستهرب إذا كانت كل شعاب الأرض مزروعة بالنباتات التي لا تعرفها والأشجار القاسية الصلبة التي لم تتعلم تسلقها.
لا مفر لك إلا بالعمل الجاد، وبناء ثقافة جديدة تزرعها في أرضك قبل أن تتملح.
الزمن ليس في صالحك إن بقيت في مكانك.
لهذا فإن يعاني أغلب الناس في بلادنا نفسيًا من الاضطهاد الخارجي، كشماعة أو حجة لتبرير هزيمتهم، وهذه الهزيمة يعطيهم حصانة للتمترس حول النفس ومحاولة حمايتها، وكأن هذا الخارج هو العدو الوحيد الذي يهزه أو يضعفه.
إنه يضع كل ثقله على الخارج دون أن يفكر في ترميم داخله، وكأن هذا الداخل محصن ولا خوف عليه.
ينسى المرء أو يتناسى أن الحصانة الداخلية هي الدفاعات الأولى لمواجهة التهديدات الخارجية له.
الإنسان الضعيف، يبدأ ضعفه من ذاته، لهذا لا يستطيع إيقاف التيارات الهوائية الباردة التي تجتاحه.
اللبنة الأولى هي الاساس، البيضة، ومن يخرج من اللبنة الأولى ضعيفًا سيبقى العمر كله ضعيف.

السلطة ليست قدر
البعيد عن السلطة بعيد عن العين، كائن مهمش ضعيف.
هذا الكائن المستلب ضعيف في وجودها، وجود السلطة، وضعيف في غيابه عنها.
يا ربي ما هذه الحياة، أما أن نكون تحت الحذاء أو في الفلاة، الا يوجد خيار أخر، أن نكون بعيدين عن ما بين النار والنار؟
ما هذه العبودية المستمرة؟
في حضورك في السلطة تتشوه، تكتسب كل الدناءات، المكاسب، الاختلالات النفسية والعقلية، وتخسر فيها ذمتك وقيمتك ومثلك واخلاقك، وفي بعدك عنها تتحول إلى كائن لا يتعرف عليك باب بيتك، مجرد كائن يرى كشيء مادي متحرك.
كلما توغل الزمن في الزمن، نزداد بعدًا عن بعد، عن أنفسنا وندخل الملفات الملفوفة على بعضها، يدخل فيها الضياع وانفصال الإنسان عن إنسانه الكامن في ذاته، وفيه يتحول إلى مجرد قاضم للطعام والنوم والتناسل.

جميع الكائنات جزء لا يتجزأ من جدلية الحياة
أغلب الكائنات يخلدون إلى الصمت والنقاء الداخلي، إلا الإنسان.
ففي تحويله اللغة إلى دلالات ورموز وإشارات مختلفة، انفصل عن ذاته، وذات الطبيعة، امتلأ رأسه ودماغه وعقله بالضجيج الصاخب.
اليوم، وبعد انفصاله عن الصمت والخلود، مضى يبحث في ذات الضجيج عن ذاته الضائعة

دون الفن كالموسيقا والنحت والرسم والغناء أنت كائن جامد، رمال متحركة
منطقتنا, تفتقد تاريخيًا للجمال, للفن النبيل, المسرح, النحت والرسم. والفلسفة.
أشعر أننا معزولين حضاريًا عن هذه التأثيرات الجمالية الراقية منذ القرن الرابع والخامس بعد الميلاد.
كيف يمكن أن يكون الإنسان رقيقًا, شفافًا, وهو بعيد عن هذه المنابع الثقافية التي تغذيه بالنبل والرقي والرقة.
للوصول إلى الحرية يترتب علينا تكسير الكثير من التماثيل والإيقونات الجامدة. وتجفيف الكثير من المستنقعات. والوسخ الذي تعشعش في عقولنا.
فالحرية ليست كلمات أو شعارات. هي قيم تبنى في ممرات الدماغ. هي قيم, الحب ونكران الذات واحترام الأخر, جسديا ونفسيا وروحيا وفكريا. أن تؤمن أنه كائن جميل, يفكر وينتج ويبدع.

الخائن طعنك في صدر ورحل
لا يمكنك معاتبة إنسان خائن، لقد أكل الملح والزاد وبصقهما.
لا يمكن معاتبة كائن مات أمام عينيك، ومضى إلى غير رجعة.
لم يبق منه شيء يستحق العتاب أو الرثاء.
لقد تلاشى، بلعه السراب.

لم يمت هتلر لأن الشروط الموضوعية منتج للشروط الذاتية
هل مات هتلر حقًا، هل ماتت النازية حقًا، هل توقفت الآلة العسكرية بعد قتل هتلر، هل عم السلام والآمان والحب في أرجاء عالمنا، وفي الحياة، هل انتهت الحرب؟
ما هو الفارق والفرق أو الاختلاف بين هتلر وغيره على مستوى العالم؟
الحرب هي نتاج التناقضات الذاتية بين الإنسان وذاته، والتناقضات بينه وبين الآخر، وهي نتاج أو تحصيل حاصل الخراب النفسي والعقلي والسلوكي في بنية الإنسان.
اليوم تتقلص مساحة الديمقراطية في العالم، تتآكل وتآكل ما تبقى منها.
في العام 1938وضع الليبرالين الجدد حجر الاساس للدولة المتوحشة، إنهاء دورها التقليدي والانقلاب على الليبرالية الأولى، دعه يمشي دعه يمر.
جاءت الحرب العالمية الثانية فأخر أنفراد هذه الليبرالية في تدمير بنية الدولة وعالمنا، وجاءت للحد من الكينزية والانفتاح على التوحش.
بعد انهيار الدولة السوفيتية أصبحت الليبرالية الجديدة أو المتوحشة وحدها في الساحة لابتلاع العالم كله.
لقد وجدت الليبرالية الجديدة أو المتوحشة ضالتها في بايدن، في هذا الرجل الميت. وجدت فرصتها أو ضالتها لحرق كل من يقف في طريقها.
لقد مات هتلر القديم وولد هتلر آخر، كلاهما ميت ويتجدد الواحد بعد الآخر، ينسخ عن من كان قبله ويضيف طرق مبتكرة وأكثر تكنولوجية وتكنولوجية في حرق كل ما يمر في طريقه.
بادين إنسان سادي بامتياز على المستوى الشخصي، دموي، كاره للديمقراطية والإنسان، أناني، مملوء بالحقد على كل من يقف في طريقه أو يحد من وصوله إلى السلطة.

العظمة مرض نفسي وسلوكي وانفصال عن الواقع، وسباحة مع الوهم
تعتقد أنك مهم جدًا، وتتصرف على هذا الاساس. هذا رأيك بنفسك. ومن حقك. بيد أن الأخرين يرونك إنسانا عاديا، بل أقل من عادي. وتستحق الشفقة.

المثقف
احيانًا كثيرة يتوحد المثقف، القارئ النهم للثقافات الأخرى، مع الشخصيات الرئيسية او الهامشية التي تمر معه في الكتب، ينفصل عن ذاته الحقيقية ويتقمص الأخر.
ما زلنا ظل لم نرق إلى مستوى التوحد بين الذات، الكينونة الذاتية وظلنا. ودائما ظلنا يسبقنا، ونحن نركض وراءه كمجرد ظل.
ففي النضال أو فعل الخير لا نعرف من هو البطل الحقيقي، هل هو نحن أم الظل، ومن يسيطر على من، ومن هو الأصل ومن هو المزيف؟
إنها مأساة كبيرة، بل معقدة، فيه تواطأ بين أثنين الفرد وظله، يصلان إلى مرحلة الاندماج تارة والانفصال تارة أخرى، حسب التطورات.
في هذا التغير يصبح لنا شخصيتان، نخلق واحدة منّا وفينّا ودون شعور منّا، وأخرى قابعة في داخلنا تتحول إلى خارج، منفصل عنّا وعن نفسها وزمانها وهي معنا وفينا.

الوثنية
كان عصر الوثنية، عصر الدهشة والانبهار، عصر البحث عن الذات في ركام هذه الذات.
موقفها المنبهر من هذا الكون والوجود جعلها في حالة يقظة دائمة تبحث عن مفاتيح الحياة والولوج فيها.
انبهارها أو دهشتها، فتح لها أفاق واسعة على الفلسفة والأسطورة والفن والنحت والموسيقى, وانفتح العقل على وسع في محاولة البحث لنقل البشرية إلى مسارات مختلفة.
وازدهرت العلوم لتعبيد الأرضية المناسبة للارتقاء إلى الأعلى.
جاءت المسيحية, عصر الكآبة والحزن والجمود, فحدت من عنفوان العقل وتحرره, وربطت هذا العالم بإله ضيق المقاس, كئيب, عاشق لذاته.
غاب الجمال وانفتاحه على أفاق واسعة, ومات الإبداع الفني والأدبي وتحولت الحياة إلى مجرد تكرار أو اجترار للذات المكررة في بيئة يكتنفها الخوف والبؤس, لحماية هذا الإله من السقوط والهزيمة.
تمحورت الحياة حول الإله العاجز، وغاب العقل والبحث والاكتشاف، وساد الظلام ألف سنة، وتابع الإسلام ما عجزت عنه المسيحية في ترييف الثقافة وجمود الإبداع وموت الفن والإنسان
الرأسمالية جاءت كتمرد قاسي على الفراغ الذي أحدثته الأديان, فأضحت أكثر توحشًا منها, وليس الفنون والأداب والموسيقى إلا كصور وأصوات مجملة أو تخفيف لهذا التوحش الغير محدد بقيود وقواعد.
الذي لا ينبهر ويعيد الاعتبار للحضارة السورية والفرعونية والبابلية والرومانية والأغريقية والفارسية والهندية والصينية والهنود الحمر وغيرهم, لا يمكن أن يشعر بالجمال والحرية والفرح.
إعادة الاعتبار للحضارات السابقة هو لتخفيف غلواء الرأسمالية على البشرية



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس في الثقافة مقتطفات 77
- هواجس في الثقافة مقتطفات 76
- هواجس في الثقافة مقتطفات 75
- هواجس في الثقافة مقتطفات 74
- هواجس في الثقافة مقتطفات 73
- هواجس في الثقافة مقتطفات 72
- هواجس في الثقافة مقتطفات 71
- هواجس في الثقافة مقتطفات 70
- هواجس في الثقافة مقتطفات 69
- هواجس في الثقافة مقتطفات 68
- هواجس في الثقافة مقتطفات 67
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 66 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 65 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 64
- هواجس في الثقافة ــ 63 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 62
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 61 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 60
- هواجس في الثقاف مقتطفات 59
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 58 ـ


المزيد.....




- “نزلها الان” تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 2024 لمشاه ...
- مشاهير الموضة والموسيقى والسينما.. في مهرجان ميت غالا حمل عن ...
- متحف -للنساء فقط- يتحول إلى مرحاض لـ-إبعاد الرجال-
- إيران تقيم مهرجان -أسبوع اللغة الروسية-
- مِنَ الخَاصِرَة -
- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس ثقافية مقتطفات 78