أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات 129















المزيد.....

هواجس في الثقافة مقتطفات 129


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 7948 - 2024 / 4 / 15 - 16:03
المحور: الادب والفن
    


العطالة
عطالة المجتمع من عطالة الفكر والعكس صحيح, لهذا سيستمر الماضي يرزح بثقله فوقنا. يجعلنا نسبح في الأوهام.
المجتمعات التي تمتح من مخزون وحيد, محزونها الثقافي على مر العصور, هي أمة ميتة، خاصة أن مثقفيها لا يريدون أن يكتشفوا الحاضر, ثقافة العصر.
إن النهل من منبع واحد, يجعله يجف مع الأيام, خاصة بوجود منابع غزيرة وتضخ مياه متعددة المصادر في المجرى الإنساني العام.
التعدد, والرؤية بروح منفتحة, يجعلنا نميز ونختار.
إذا بقينا هكذا، نخضع لثقافة الدين الجامد في كل مجالات الحياة، سنصبح وراء الشعوب البدائية أكلات اللحوم البشرية.
النصوص الثابتة لا تنتج مجتمعات متحركة.

تاريخ الطغاة لا يزال قائمًا
التاريخ الإنساني برمته هو تاريخ طغاة, مستبدين. دمغوه ببصمتهم, بسيفهم وبسطارهم. نحن مجرد أدوات, مقبض سيف, علف لدوابهم, وقود لحروبهم العبثية, بيد أنهم يمنحوننا من لدنهم, القومية, الدين من أجل العلك والمضغ المجاني. وتضييع الوقت.

إن محاكمة المفهوم، المفاهيم المنتجة للتراتبية الاجتماعية مفهوميًا، هي اللبنة الأولى أو حجر الزاوية لفهم عالمنا أو حضارتنا القائمة.
هل هذه المفاهيم، السلطة، الدولة، القانون، العبودية، قائمة بذاتها ولذاتها، لا يمكن تغييرها أو إزاحتها، أم جاءت إلى الإنسان من خلال صيرورته، التحولات التي طرأت عليه في علاقاته الاجتماعية والاقتصادية؟
هل هذه المفاهيم جزء من قوانين الطبيعة، أم جزء من التكوين النفسي والسلوكي والممارسة اليومية للإنسان في علاقته بنفسه، وفي علاقته بالأخرين؟
هل يمكن كسرها، والبناء على مفاهيم أخرى، كالحرية والعدالة والحق؟
الإجابة على هذه الأسئلة في علم الغيب.

عالمنا متشابك وأقرب للتوحد
لا زلنا نكتب عن مفهوم، المركز والأطراف، بيد أن العولمة لم تعد مركز وأطراف.
أنا اعتبره تشابك وانتقالات من موقع إلى أخر ضمن البنية ذاتها أو نفسها.
ربما الصين لن تصبح مركزًا، بيد أنها في تشابك مع الخصوم والحلفاء، كلهما يعملان على أداء خدمة أم المؤمنين، رأس المال على مستوى العالم.

ضياع الذاكرة
ليس لنا ذاكرة في الغرب، لهذا نعيش دون ذاكرة أو انتماء، نكرر أنفسنا يومًا بعد يوم.
الغرب بلدان متطورة، لهم ثقافة متمايزة عنا، منسجمين مع أنفسهم.
نحن غرباء، أجسادنا عندهم، لكن تكويننا النفسي والعقلي في بلادنا، وثقافة بلادنا.
بعض الأوقات نرى أحد جيراننا على الدرج أو المصعد، نلقي السلام على بعضنا بسرعة دون مشاعر أو أحاسيس، ونهرب منه، وهو يهرب منّا، كأننا نكرة لبعضنا، لا نعرفه ولا يعرفنا.
وهذا الجار لا نعرف من أين جاء، أو من أي دولة هو، لا لغة مشتركة.
أننا أشبه بالرحالة ساكنين بالفندق، زائريه مسافرين دائمًا.

أوروبا كانت حلمًا، اليوم أصبحت فندفًا
أوروبا كانت حلمًا لأغلب سكان الأرض في الماضي القريب والحاضر أيضًا.
اليوم لم أعد أرى سويديًا في حارتي، ربما نادرًا. لقد تبخروا من الكثير من الأحياء، حقيقة لا اعرف إلى أين يذهبون.
اليوم أرى الكثير من القادمين لأوروبا والسويد، بدأوا يلبسون الكلابية القصيرة، البيضاء وفوق رأسه طاقية على شكل علبة مدورة.
والنساء يلبسن الأسود، هذا لم أره في ريف الحسكة، بالعكس تمامًا، المرأة في ريف الحسكة كانت تلبس ثيابًا جميلة، زاهية، ألوان مبهجة تدخل البهجة والفرح إلى النفس الإنسانية، ومبتسمة دائمًا وممكن تقف معك وتغني لك، وتقول لك يا ابن أخوي تفضل أشرب الشاي بقلب صاف ووجه لطيف مثل طيف الشمس والقمر.
ما هذا التناقض الذي يعيشه إنسان عالمنا المريض، هل هو رغبة في الانتماء؟
وهل الانتماء يكون في بلاد الأخرين، في بيئة غريبة وأرض لا تشبه بيئتنا، ولا ناسنا.
هل تريد أن تعلن عن نفسك بحضوري أن، تقول لي أنا موجود؟
أنا أعرفك، أما الأخر، صاحب الأرض لا يهمه زيك أو ثيابك أو وجودك كله، فلماذا تريد أن تكون شاذًا ووجهك في وجهي، حزينًا، فأنا أعرفك كما تعرفي، أننا مهزومين من بلاد هزمتنا، فلماذا نعلن عن هزيمتنا للأخرين، هل هذا الإعلان يعزز في نفسك الدونية وعقدة الاضطهاد والقهر، هل هي متعة، مازوخية، اضطراب في التفكير والوجود؟
أعرف أنك حزين، وأنا مثلك، لكننا نستطيع أن نغير ما بأنفسنا بالعمل الجاد والمباشر، وليس بالهروب من المواجهة.
العسكر دمروا كل جميل في بلادنا، جاؤوا من بيئات جاهلة متخلفة بربرية، جاهلوه، فرضوا ثقافتهم على مجتمعاتنا، مصر وسوريا والعراق وكل الحواضر العربية إلى أن وصلنا الى الدرك الأسفل.
وهذا الخراب انتقل إلى أوروبا، لم يعد لدينا أي شيء نقدمه للأخرين سوى التدين الشكلاني القميء.
إنساننا فقد المدنية التي كانت سائدة أيام الأربعينات والخمسينات والستينات والسبعينات.
هناك هجمة أخوانية مسيسة مدمرة فعلت، هذا الفعل، الدمار بالتعاون مع أنظمة الهزيمة العربية في العام 1967 التي وصلت إلى السلطة، وبدأت في تدمير كل جميل في حياتنا
المشكلة أن العالم يتغير كثيرًا من القاع، إنه يقلبنا رأسا على عقب، لم يعد الأمر ذاتيًا، أنه موضوعي.
حتى المسلم هو ثابت شكلًا، لكنه في حالة صراع وتحول دائم، سواء أراد أو لم يرد.
ماذا بقي من الإسلام، كل شيء في المسلم هو جديد، كل الآليات التي يمارسها في يومه اليوم لا يتناسب مع الدين أيام قيامه.
إنه مسلم شكلًا، معاصر مضمونًا. ما زالت الدولة قوية في هذه البلاد، وان العالم كله بدوله في مرحلة انتقالات هائلة، وعالمنا متداخل.
اكيد هناك صراع حدي بين الأهل والجيل الجديد، هذا حال الدنيا. دائما الجديد يطرد القديم، لهذا نخاطب الذين حملوا آلامهم معهم وتراثهم ويريدون التمسك به، لكن هيهات، الحياة لا تقبل منازل الأمس، وكل شيء يقول أن الماضي سيذهب إلى المتحف، والقادم سيثبت وجوده.
أنا أيضًا أحن إلى الماضي، بدي أني أسلم أمري للمستقبل، لأنه باق.

المتدين وانفصاله عن عالمنا المعاصر
كثيرة هي المرات التي أشاهد فيها المتدينين يعلنون بفرح غامر عن دخول الناس أفواجًا في دينهم، ويجاهدون بكل الوسائل لأثبات قوة حجة دينهم وإيمانهم.
أريد القول لهؤلاء، لا تفرحوا بهؤلاء الذين يدخلون دينكم، فجميع الدول في العالم لديهم رغبة شديدة لتعزيز هذا الانتماء وتشجيعه، والإبقاء عليه.
ستقول لنفسك:
ـ معقول أن الدول تشجع الناس على دخول ديني، ولماذا؟
الأمر بسيط للغاية، أنهم يريدون ناس جاهلة، دوغما، منفصلة عن واقعها.
بمجرد أن يولد الدين في مكان ما، يفقد انتماءه بعد سنوات قليلة من ولادته القيصرية، لكن الدولة تتلقفه، تحقنه بالمخدرات والمورفينات، وتعطيه للناس بصور مختلفة من أجل علفه وعلكه، لإدراكها أن الناس يبحثون عن أي شيء يمنحهم التوازن والراحة النفسية ولو كان كاذبًا.
تعلم الدولة علم القين هذا الموضوع، تقول لنفسها:
ـ هؤلاء البسطاء يريدون ونحن نريد، فليكن زواجًا بيننا وبينهم، ولتذهب الحقيقة إلى جهنم.
يحبون البقاء في سوق الجهل، ونحن سنعزز هذه الرغبة المرضية في دواخلهم.
المؤمن مخدر، ويعيش تناقضات هائلة، وهو على علم بهذا، لكنه يستغبي نفسه. الملحد كائن ناضج وصادق مع نفسه، عمومًا، ويقول الصدق ولا يساوم أو يكذب.
وعلينا أن نعرف أن هذه الحضارة الفاسدة هي حضارة مؤمنة، واتمنى أن تذوب وتذهب إلى الجحيم.

العولمة
أنا اعتبر العولمة ظاهرة تاريخية مستمرة، هي نتاج تمرحل الرأسمالية في كل طور من أطوارها. وهي ظاهرة موضوعية ممكن تشتغل عليها الولايات المتحدة في الجانب السياسي والعسكري لتعزيز الاقتصادي، وبهذا تعزز الجانب الموضوعي لها.
النكوص والتراجع أو الارتقاء حالة طبيعية، إذا خضعت العولمة للسياسي، بيد أنها ستتابع صعودها.
وكلما سعت دولة ما، على تأكيد استقلالها وحضورها في النظام الرأسمالي، كلما كانت تساهم في تعزيز مكانة هذه النظام.
ولا يمكن أن توجد الرأسمالية الا في تناقضاتها. واعتبر الرأسمالية مركز ـ قطب، ولها مركز ـ وأقطاب، وأطراف كحالة تاريخية مستمرة، ويدور الجميع في فلكها، ويخدمون وظائفها ويقووا أواصر القوة فيها
أي أن الراسمالية ليست ظاهرة ثقافية كما يدعي الجواهري، أنما ظاهرة تاريخية لا يمكن القبض عليها من أي جهة كانت، أنها تدور وتدور، في حالة نسيجية دائمة، تنسج نفسها بنفسها وتصعد.
إن التأخر أو التقدم في النظام حالة طبيعية، فليس التأخر تأخر دائم، ولا التقدم تقدم دائم، ما دامت الرأسمالية نظام عالمي دوار، متغير متبدل.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس في الثقافة مقتطفات 128
- هواجس في الثقافة مقتطفات 127
- هواجس في الثقافة ــ 126 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 125
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 124 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 123 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 122 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 121
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 120 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 119
- هواجس في الثقافة مقنطفات 118
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 117 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 116 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 115 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 114 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 113
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 112 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 111
- هواجس في الثقافة مقتطفات 110
- هواجس في الثقافة بعض المقتطفات 109


المزيد.....




- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...
- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...
- الآن.. رفع جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 الشعبتين الأ ...
- الإعلان الثاني.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 على قناة الفجر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات 129