أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 124 ــ















المزيد.....

هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 124 ــ


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 7945 - 2024 / 4 / 12 - 14:21
المحور: الادب والفن
    


الفيلسوفة الألمانية حنه أرندت
استطاعت المفكرة والفيلسوفة الالمانية حنه أرندت أن تخلد، مفهوم الإبادة، التي تعرضها في كتابها المعنون: تفاهة الشر.
حضرت هذا الباحثة العظيمة محاكمة، إيخمان الضابط النازي، الذي خطفه الموساد الإسرائيلي من الأرجنتين، وجلبه إلى إسرائيل، ثم محاكمته وإعدامه.
عندما سأل القاضي إيخمان:
ـ ما هو شعوره وهو يسلم اليهود إلى المحرقة ليتم قتلهم؟ قال:
ـ ليس لدي أي شعور نحوهم سواء كان سلبيًا أو إيجابيًا.
ثم سأله:
ـ هل كنت سعيدًا بسوقهم إلى الموت؟ أجاب:
ـ لا. لم أكن سعيدًا ولا حزينًا.
ـ هل كنت تعيش حياتك بشكل طبيعي؟ أجاب:
ـ نعم، كنت أعيش حياتي بشكل طبيعي، ولم أكن أشعر بالذنب. وسئل:
ـ وإذا طلب منك أن تقتل والدك، ماذا ستفعل؟ قال:
ـ سأقتل.
وكان إيخمان هادئًا في المحكمة، واثقًا من نفسه، أنه لم يرتكب أي جرم. وكان يرد على الاسئلة بأسلوب فلسفي عميق وبثقة عالية بالنفس.
في تحليلها لشخصية إيخمان تقول أرنت:
ـ أننا نحاكم الشخص، الفرد، بينما المطلوب منّا أن نحاكم إنتاج هذه الظاهرة، هذا الشكل من الأنظمة. فالحداثة والليبرالية أنتجت هتلر، وقابلة أن تنتج مثله في المستقبل.
المطلوب محاكمة الظاهرة، المكنة المنتجة، بدلًا من محاكمة المسنن.
كل فرد في الآلة قابل أن يتحول إلى مجرم او ضحية، بالرغم عنه، لأنه منفذ أوامر المكنة التي تدور وتُدور المسنن في هذه المكنة العملاقة.
هذه الآلة، المدجنة، تنتج الصيصان، فبدلًا أن نضع اللوم على الصيصان، علينا محاكمة المفرخة المنتجة.
الحداثة أنتجت التوليتارية الشمولية في البلدان المتقدمة، حولت الفرد إلى كائن مستلب، شيء أو لا شيء، لا خيار له إلا الطاعة.
لا تحاكموا المطيع، حاكموا السيد.
هذا ملخص عميق للحضارة التي نعيش في ظلها.
نسأل:
هل لدينا خيار القفز عليها.
نقول: لا
نحن لا نحاكم مفهوم السلطة، نحاكم تبعات السلطة، الآلة.

اللأوعي
هل جلس أحدكم مع نفسه وناقشها وسأل نفسه هذا السؤال الإشكالي:
هل اللاشعور الكامن في داخلي يعمل ضدي أم معي؟
هل حدث هذا معك؟
هل راقبته وسألته هذا السؤال:
هل يعمل لصالحك على طول الخط أم يعمل ضدك في مواقف كثيرة؟
هل يسيرك دائمًا أم أنك تستطيع أن تضع له حدًا وتلجمه؟
هل تشعر به كثيرًا؟ بمعنى هل تشعر أن هناك إنسان آخر يتصرف بالنيابة عنك ويريد أن يدمرك من داخلك؟
هل تراه يشوش عليك ويبعدك عن هدفك؟
هل تراه يضعك في مواقف قاسية أو محرجة، كأن يترك لسانك يدور في لحظة لا واعية وينطق بكلمات لا إرادية تكون مدمرة لك؟
هل تشعر أن أنت هو أنت أم الآخر؟
هل أنت متوافق مع هذا ال أنت الآخر القابع في داخلك؟
هل يحسم القرارات التي تريد اتخاذها أم لا؟
هل يخذلك ويلعب بك كما يلعب اللأعبون في الكرة؟
لماذا يضعك في مواقف محرجة ولا يساعدك في الخروج منها؟
هل تستطيع أن تحاكم هذا اللاشعور وتسجنه أو تعدمه أم تتركه كوحش كاسر يعبث بك ويهزك ويسخر منك؟
من أنت ومن هو؟

الوعي
الوعي هو الذي أخرج الإنسان من البدائية، حيث السلام والأمان والحب.
وبالوعي يستطيع أن يعود إليها إذا أمتلك التفكير الحر، والإرادة والقوة.
الطفل هو ملعب الحياة، وجمالها وأناقتها وفهمها واللعب فيها.
عليك أن تتحرر من الأثقال التي تحملها على ظهرك، كالخرافات، والحشو الذي أُدخل في عقلك، بمعنى، أن تكون سيد نفسك وتعرف ماذا تريد.
في الوعي الثاني، الطفولة الثانية، هو ولادة أخرى، مالك المعرفة.

مذكراتي
اتمنى من يقرأ مذكراتي أن يقرأها بعقلية الطفل، ببراءة الطفل.
لقد استطعت أن أنزل إلى السنوات الأولى من عمري، في فترة التشكل الأول.
والطفل لا يملك رؤية مسبقة للناس والأحداث، أنه ينظر إلى الأمام، لا يعرف الماضي والحاضر، أنه يرى بعد دقيقة أو دقيقتين.
وفي اللحظة الذي هو فيها لا يراكم الحقد أو الكره، أنه يحب كل شيء، أبوه وأمه وأخوته، وألوان الطبيعة والناس دون تمييز.
اقرأ المذكرات دون تسييسها لأن الطفل لا يعرف السياسة، والكذب والنفاق والتمايز.
إنه يأخذ الحياة كما هي دون تفرقة.
الكذب صناعة، يصنعها الملونين الذين لديهم حسرة مرضية على أنفسهم.

المجد
أنت تظن أن المجد ثابت، وعمليًا أنه ثابت في ذهنك، لكن المجد غير واقف في مكانه، أنه متحرك، مهزوز ويدافع عن نهايته بقوة مثله مثل كل شيء.
كل من يريد أن يوقف الزمن، فليتذكر أن الزمن في علياءه المتحول يسخر من أولئك البسطاء.
المجد كلمة ذهانية استعلائية الغاية منها أن نبقى منفصلين عن واقعنا وعالمنا الواقعي.

محاكمة التاريخ
نحتاج أن نقدم التاريخ كله إلى المحاكمة.
إن التاريخ منتج حصري لخراب النفس البشرية، واعتلال صحتها النفسية والعقلية.
هذا التاريخ أنتج كل المرضى الذين مروا على ظهره أو جسده أو قلبه وعقله.
أنتج هولاكو وجنكيز خان وستالين وهتلر وجورج بوش وصدام، وبوتين وبول بوت، وخالد بن الوليد وماو تسي تونغ، وبسمارك وطلعت باشا وجمال باشا، نيرون،كاليكولا، وكل الإبادات والحروب وجرائم القتل والمجازر.
علينا محاكمة الحضارة كلها، لأنها المتهم الأول.

الشهرة
الشهرة حرب من نوع أخر، حرب دون أسلحة، هي غاية الذكور عبر التاريخ، أمتلاك القوة.
الشهرة عنف مبطن، استعلاء، فوقية، هيمنة أو سيطرة.

لم منكم لم يبطن الشر في داخله
من منكم لم يعقد العزم على القتل، من منكم لم يمتلك النية على التدمير، مزودًا بروح الغطرسة والاستعلاء في سبيل تحقيق الهدف؟
لست بحاجة إلى الأنياب لتعلن عن نفسك، لديك المسننات القاتلة في ذاكرتك التي تأخذك إلى الهدف.
الحضارة زودتك بالأظافر الكاملة، واللأزمة لتتولى المهمة، وعندما يحين موعد انطلاقك إلى المهمة الموكلة إليك، ستعلن عن نفسك الحقيقية.

العبور إلى الذات
اللحظة التي تُخلد فيها، هي ذات اللحظة التي يبدأ الانحسار والتلاشي.
كل اللحظات هي نغمات عابرة، كعبور الزمن المفضي إلى اللأنهاية.
كلهم يظنون أنهم في الطريق إلى المجد، وذاك المجد إلى زوال.
إن هذا المجد هو أحد أحجية التاريخ القميئة.

القل الاستبدادي
لا يمكن إسقاط النظام الاستبدادي إلا بعقلية استبدادية، في حال غياب الديقراطية والقيم التي تمثلها، كالقدرة على الحوار واحترام رأي الأخر، وتعزيز المجتمع المدني.
الأنظمة الاستبدادية ليس لديها آلية حكم سوى عبر الديكتاتورية، والبديل، أي المعارضة، عاشت وترعرعت في هذه البيئة الاستبدادية، ستكون حتمًا بديلًا يشبهها في العمق والسطح.
إن النخبة في المعارضة والسلطة في البلدان الاستبدادية ينتجان بعضهما، كلاهما يسيران في الاتجاه ذاته، حارة مرور واحدة.
علمنا التاريخ أن النخبة المنفتحة هي التي تقود العوام والهوامش إلى الطريق الذي ترسمه، ولدينا في تاريخنا العربي الإسلامي الخليفة المأمون، الرجل المنفتح على الثقافة والعلم، سمح من موقعه النخبوي العالي للمجتمع والمثقفين في التلاقح الثقافي، فمهد لواقع اجتماعي سياسي مختلف.
ولو شاءت الأقدار أن يكمل من بعده، القوى والخلفاء أن يسيروا على نهجه، لربما وصلنا إلى الرأسمالية قبل أوروبا.
النخبة في أوروبا أو في، مدينة أثينا الديمقراطية، كانت وراء انفتاح المجتمع وتطوره، سواء الثقافي أو العلمي أو الاجتماعي.

العشق الاسعافي
العشق الاسعافي ظاهرة مرضية موجودة في عالمنا المعاصر بكثرة نتيجة العلاقات السريعة، العابرة، والفراغ الروحي والعاطفي والجنسي.
يأتيك المعشوق مكسورًا، مهزومًا هاربًا من عاشق لعوب.
يبحث عن أرض، عن ذات، عن من يتكئ عليه ليرتاح من عناء العشق وأوجاعه وأحزانه وإنكساراته.
يبحث عن عشق إسعافي سريع ليرمم ما به من هزائم.
يأخذ جرعات أولية، مصل أو إبرة مورفين حب سريع أو حبة منومة من عاشق رمى بنفسه على أرضه كمادة أولية لهزائمه.
يتحول هذا المعشوق المهزوم إلى كائن طفيلي، رخيص. يلتف حول العاشق المخدوع الجديد، يحوله إلى مجرد شباك صيد للإيقاع به من أجل تناوله كجرعة أولية.
هذا الطفيلي المريض، بمجرد أن يرتاح من عناء الوجع، يبدأ مغامراته الجديدة مع جسد آخر وشريك أخر.
إن الشريك الآخر مجرد طعم، يحوله هذا الطفيلي إلى مادة جديدة لتجاربه الفاشلة.

المسيح الذهاني
راح المسيح ينتقل من قرية إلى أخرى، متسلحاً بأخباره التي تسبقه، عن قدرته على اجترار المعجزات، التي لم يكن هو من أطلقها، كما لم يمنعها أيضًا.
وبدأ العقل الجمعي اليهودي، يتجه بعيدا عن الكهنة والحاخامات، باتجاه مخلص مشخص، إله إنسان، متحرك، قادر على إيهامهم بالخلاص، مستعيناً بوقائع صغيرة عن الحياة اليومية، ويترك تشبيهات مبهمة بلا تفسير.
بدأ حركته السياسية في الأطراف، البعيدة عن مركز القرار السياسي، التي تحكمه روما بالتحالف مع النخب الدينية والمالية اليهودية، دون أن يعلن عن مضمون فكرته ومراميه أو خططه.
مارس المسيح دور التقية، مقتربًا من عقل الإنسان البسيط، وروحه، وتكلم بلسانه. استقطب الشرائح المهمشة والفقراء، شوشهم، وهيمن عليهم دون أن يعطيهم أي مردود عملي أو عمل وفعل واقعي على الأرض.
دخل أفئدتهم، على تماس من نفوسهم العطشى للخلاص ومن طريقة رؤيتهم للحياة بالاعتماد على ثقافتهم الموجودة في التوراة.
وخلق في عقولهم المشوشة، المزيد من التوهان والهذيان، وزاد من الاسئلة المحيرة القابعة في أذهانهم عن السبيل والهدف الذي يقودهم نحو تغيير واقعهم المرير.
لكن، كما هي الأحجية والحقائق، حول مطلبهم الأرضي إلى السماء.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 123 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 122 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 121
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 120 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 119
- هواجس في الثقافة مقنطفات 118
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 117 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 116 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 115 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 114 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 113
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 112 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 111
- هواجس في الثقافة مقتطفات 110
- هواجس في الثقافة بعض المقتطفات 109
- هواجس في الثقافة مقتطفات 108
- هواجس في الثقافة مقتطفات 107
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 106 ـ
- هواجس ثقافية مقتطفات ـ 105 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطافاتــ 104 ــ


المزيد.....




- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...
- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...
- الآن.. رفع جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 الشعبتين الأ ...
- الإعلان الثاني.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 على قناة الفجر ...
- التضييق على الفنانين والمثقفين الفلسطينيين.. تفاصيل زيادة قم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 124 ــ