أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صبري الرابحي - النظام الرسمي العربي في مواجهة وهم السلام














المزيد.....

النظام الرسمي العربي في مواجهة وهم السلام


صبري الرابحي
كاتب تونسي

(Sabry Al-rabhy)


الحوار المتمدن-العدد: 7930 - 2024 / 3 / 28 - 16:11
المحور: القضية الفلسطينية
    


كشفت الحرب الأخيرة على غزة تباين الهوة بين الأنظمة العربية وشوارعها التي تثبت كل يوم تمردها على إتفاقيات السلام المتأرجح مع الكيان الصهيوني.
هذه الحرب كشفت وهم السلام في سردية دولة الإحتلال الماضية أكثر من أي وقت مضى في تركيز دولتها المارقة على جغرافيا الأرض والمحرّفة منذ قديم الزمان لتاريخها.هذا الطرح بدأ يظهر أكثر للعيان من خلال ملامح الخريطة الجديدة.
خريطة الشرق الأوسط الجديد:
إنتبهت الأنظمة العربية متأخرة أن أهداف العملية العسكرية على غزة تهدف إلى رسم حدود جديدة للكيان الصهيوني متاخمة لجمهورية مصر العربية وتحويل رفح إلى نقطة التماس الأصلية.
هذا التخطيط المفضوح ليس جديداً بل هو إستكمال لما بعد الإنفصال الأحادي وتولية مصر على معبر رفح بحكم التوازنات الإستراتيجية لتصبح متحكمة في المنفذ الرئيسي لمرور الأفراد والمساعدات.
كان هذا التخطيط يرمي إلى إجبار مصر على تولي المسألة الأمنية خاصة تسليح المقاومة وتحويل القطاع إلى منطقة حكم ذاتي منزوعة السلاح تمهيداً لبسط النفوذ عليها في ساعة الصفر والإستفادة من الإنفصال السياسي بين إدارة رام الله وسلطة حماس على غزة.
هذا الهدف أصبح اليوم ضرورياً بالنسبة للكيان الصهيوني بعد تأكده بعد عملية طوفان الأقصى أنه لم يحقق أهداف الإنفصال وعزلة القطاع بالشكل الذي يخوله الإطمئنان على قدرات المقاومة وتحميل المسؤولية لمصر دون سواها.
إحراج النظام الرسمي العربي:
لم يكن الموقف الرسمي العربي بعيداً عن تمشي المهادنة التاريخية والتمسك بالشرعية الدولية تحت مقتضيات حل السلام الحذر.هذه المرة تفاجئت العواصم العربية بخروج مواطنيها بشكل غير مسبوق للتنديد بالهجوم الوحشي على قطاع غزة في ظل الصمت العربي الذي زاد في إحراجه خروج مظاهرات عدة في عواصم مختلفة فضلاً عن المواقف النوعية لدول أمريكا اللاتينية وخاصة موقف دولة جنوب إفريقيا التي علّت سقف الممانعة والموقف وإستعملت العدالة الدولية كأحد أجنحة الشرعية الدولية لإدانة الكيان.
هذه التحولات التاريخية جعلت من النظام الرسمي العربي في وضعية ما بين مواصلة الصمت أو التنديد أو استخدام ما يتوفر من وسائل رمزية لمناصرة الحق الفلسطيني في فرصة مهمة ومفصلية من تاريخ الصراع العربي الصهيوني.
تحويل وجهة الموقف نحو قيادة المفاوضات:
في نفس إطار التعامل مع مجريات الأحداث أخذت بعض الدول العربية زمام المبادرة لقيادة مفاوضات وقف إطلاق النار ونقصد هنا كلا من قطر ومصر وهو توجه منقوص ما لم يفضي إلى سلام دائم وليس إلى إستراحة محدودة لإدارة الصراع مثلما حصل في الهدنة الماضية.
هذه المساعي بالرغم من أنها تقوم على تأبيد الوضع كما هو من حيث حثّ الكيان الصهيوني على إيقاف مجازره وفي نفس الوقت الحفاظ على قدرات الردع لدى حماس وسلطتها على القطاع وهو ما يبدو أنه يتعارض راديكالياً مع تعاطي الكيان الصهيوني مع مفاجأة طوفان الأقصى بما هي تحوّل نوعي في الصراع نحو آفاق الندّية والردع المستدام وخاصة بسط شروط التفاوض وفقاً لرغبة المقاومة في تحرير غزة وهو ما يعد منطلقاً لتحرير كل الأرض.
يبدو أن الأيام القادمة ستكون أكثر إحراجا للنظام الرسمي العربي الذي أضاع مثالية الحفاظ على السلام ولم يعد قادراً على الإقناع بها كما لم يقنع يوماً بجديته في حسم الصراع التاريخي.



#صبري_الرابحي (هاشتاغ)       Sabry_Al-rabhy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواطن العربي وحالة انكار الديمقراطية
- عام جديد للحرب على غزة: ما الذي تغيّر؟
- سبعون يوماً من الحرب على غزة: ساعة الحقيقة تقترب
- الحرب على غزة والمأزق الصهيوني
- المقاطعة: سلاح مدني يقارع توحش الإمبريالية
- غزة: المعادلة الصعبة التي ستطيح بنتانياهو وكيانه
- المقاومة الفلسطينية تفرض تغيير المشهد برمّته
- المغرب وليبيا في مرمى الكوارث الطبيعية وردود الأفعال الدولية
- تونس وإيطاليا على صفيح الهجرة والوعود
- حمّى الإنقلابات وإعدام الديمقراطية
- ملف الهجرة: لعبة الإمبريالية وتكلفتها الإنسانية
- مواطن العالم: من العولمة إلى الذكاء الاصطناعي
- يا عمال العالم إتحدوا: من النداء إلى الضرورة
- في اليوم العالمي لمناهضتها، الإمبريالية تجدد نفسها
- المشهد التونسي و أزمة الديمقراطية
- تونس:الحوار بديلاً عن تواصل الأزمة
- كرة القدم بديلاً عن خيبات السياسة
- الإنتصار التونسي على الرجل الأبيض
- العربية السعودية أصلحت بعض عروبتنا المعطبة
- كرة القدم: من أقدام الفقراء إلى أحضان رأس المال


المزيد.....




- زيلينسكي لـCNN: بوتين حقق مراده من قمته الأخيرة مع ترامب
- عشية قمة الدوحة.. رئيس وزراء قطر يدعو لإنهاء -المعايير المزد ...
- اغتيال تشارلي كيرك.. ما أبرز التداعيات وما الذي نعرفه حتى ال ...
- نتنياهو وروبيو يزوران الحائط الغربي بالقدس.. ورئيس الوزراء ي ...
- شرطة لندن تعتقل مشتبها فيه بسلسلة حوادث معادية للسامية
- -مجموعة السبع- تدرس فرض عقوبات على مؤيدي حرب روسيا في أوكران ...
- فصائل منظمة التحرير تواصل تسليم سلاحها للجيش اللبناني
- -إكس أي آي- المملوكة لإيلون ماسك سرحت 500 موظف
- مسؤولو الصحة في أميركا يدرسون الربط بين لقاحات كوفيد ووفاة أ ...
- زيارة نادرة لمسؤولين أميركيين إلى كابول تبحث تبادل السجناء


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صبري الرابحي - النظام الرسمي العربي في مواجهة وهم السلام