أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - إعلاء الذات زمن الحروب جريمة حرب














المزيد.....

إعلاء الذات زمن الحروب جريمة حرب


عائد زقوت

الحوار المتمدن-العدد: 7927 - 2024 / 3 / 25 - 19:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنشأ نتيجة الحروب والاحتلال أزمات شتى مختلفة الأحجام والتأثير، وفي العادة تتمكن الشعوب من التعامل مع ارتداداتها بشكل أو بآخر بما يحفظ بوصلة التحرر الوطني، لكن الأزمة الكؤود التي تعطل مسيرة التحرير، هي الاستمرار في إحجام العقول وطلسمتها عن محاكمة السلوك السياسي والاجتماعي والديني، تحت أستار مختلفة أهمها اللجوء إلى التخوين أو التفسيق أو الزندقة أو بخلق حالة كلمنجية جدليّة حول أحد أساليب المواجهة والتحلق حولها وإلباسها ثوب القداسة لإعلاء الذات الشخصية والحزبية المؤدلجة، لكي تفتح المجال أمام أربابها للمساس بالحركة الوطنية حسب مفاهيم مجتزأة سياسيًا وجغرافيًا، حيث أن القضية الفلسطينية ليست مرهونة بجغرافية غزة، ولا تُمثل غزة بكل الأحوال عنوانًا لتحرير فلسطين وحل القضية الفلسطينية وفق المرجعيات الدولية؛ لذا وجب الادراك، وضرورة الانتباه، للاختلاف بين الموقف الثابت من الاحتلال وحتمية مواجهته التي كفلتها القوانين الدولية؛ وما بين الموقف من وسائل المواجهة المختلفة وعلى رأسها المسلحة منها، والتعرض بالتحليل لأدائها وخطواتها التكتيكية والاستراتيجية، إذ ليس من اللازم اللازب أن يكون الاختلاف مع المواجهة العسكرية يصب في جهة الجهالة، أو العمالة للاحتلال أو الرضا عنه، أو أن يعبر عن انهيار في الشعور الوطني والديني؛ مما يفاقم من حالة اللّا وعي المعرفي، والانفصام الفكري والانقسام الوطني، التي تؤثر سلبًا على النسيج المجتمعي والوطني، وتضع العقبات أمام مسيرة الحركة الوطنية.
يترآى للعيان أنّ الوعي المعرفي لدى من يصفون أنفسهم بصناع السياسة فيما يخص قضايانا المصيريّة صفري، ومرتهن للوصاية، وللانفعالات الأيديولوجية والمشاكلة الحزبية الإقليمية؛ وإذا ما أردنا حقيقة التغيير علينا بصناعة العقول لا صناعة روبوتات خَدميّة مُقوْلبة؛ فالخلاص من الإرهاب الفكري، ومن المقامرة السياسية في حق الأوطان والشعوب، والرغبة في التغيير لا يتأتى بكثرة القوّالين ولا بالقادة المُصنعين، ولا بحملة الشهادات العلمية في شتى المجالات، إنما يتأتى بادراك كيفية التغيير وفتح باب الواقع والحياة؛ فَمَنْ للتغيير إذا كان الساسة والمثقفون لا ينظرون للواقع نظرة المخالط له، وإنما ينظرون إليه نظرة المترقب الخاشي من أن تمسه شرارة على ثيابه فتحرقها، وتأتي على مكتسباته فتجعلها كرماد اشتدت به الريح؛ الأمر الذي يؤدي إلى سيادة الاستبداد الفكري والرؤيوي، وخلق فراعين دائمين وانحراف الأهداف الوطنية لمصلحة الاسقاطات الحزبية الزائفة، حيث تنشأ عندها أزمة القيادة؛ ويختلط على الشعوب التفريق ما بين القادة القباطنة أو القراصنة؛ فما بين القبطان والقرصان فرق كبير فالأول يقود السفينة حيث أراد راكبوها، أما الأخير فيقودها حيث مصلحته ومصلحة أرباب نعمته، وكذلك القادة؛ فهم نوعان الأول فيهم القادة الأفاكون الكذابون الدجالون، واشباه القادة والفاشلون والفاسدون، لا نسمع منهم إلا جعجعة ولا نرى منهم طحنًا، فهم أصحاب الأقوال، والشعارات الخاطفة، وتخفيض سقوف الآمال والطموحات، فإذا تحدثوا عن المعرفة والعلوم أدخلونا غياهب الجهالة، وإذا ما قصدوا العقول أحالوها إلى قوالب خدماتية رتيبة خاضعة لمن يحركها، وإذا ما رفعوا شعار السلم المجتمعي، لم يكن منهم إلا إحجال السكينة والطمأنينة، وإذا ما نادوا بالتحرير أدخلونا في مصارف التمرير، وإذا وإذا..؛ فالكثير من الظواهر السلبية والهجينة لديهم لا زالت تتمدد فأتت على ما تبقى من عوامل القوة السياسية، والشعبية والجماهيرية فجعلتها كالهشيم؛ أما الصنف الآخر فهم القادة الأصلاء فالفارق بينهم وبين أولئك؛ كالفارق بين الثرى والثريا، وما بين الغث والسمين فالقادة الأصلاء والزعماء النبلاء فهم رجال ميدانهم الأفعال لا الأقوال، والانجازات لا الانتكاسات والتراجعات، والحنكة السياسية لا الجعجعات الفضائية؛ وإعلاء الذات الوطنية على حساب الذات الحزبية المؤدلجة.
المحاولات الاسرائيلية باستثمار الحرب على الفلسطينيين، لإعادة إنتاج الضفة الغربية وغزة سياسيًا وجغرافيًا وديمغرافيًا، وبفرض رؤيتها التي كانت خبيئة الأدراج لمستقبل حل القضية الفلسطينية، ستأخذ سبيلها للتطبيق مادام الفعل القيادي الفلسطيني، معتمدًا على إعلاء الذات الشخصية والحزبية، والمقامرة السياسية؛ ولن تكون نتائج الحرب تضاهي أوتقترب من تضحيات الشعب الفلسطيني التي باتت رمزًا وأُسطونًا عالميًا لتضحيات الشعوب.
فواقع الحال في بلادي يقول أنّ القادة القباطنة يقبعون في وادي عبقر؛ فمن لسفينتنا من فرط القراصنة؟!



#عائد_زقوت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ممر غزة المائي الأميركي ولادة للشيطان
- صناعة الفشل ... المُتألهون زورًا
- زيارة غانتس لواشنطن هل تُشكل خطرًا على نتنياهو
- فصائل منتهية الصلاحية
- ماذا لو حققت اسرائيل أهدافها من الحرب
- خطة التمرير وإنها المصير
- خطة التمرير وإنهاء المصير
- أوقفوا الموت فالوقت من دم
- حرب غزة لعبة النهاية
- حرب التّحريك-- فلسطين الدولة المفقودة
- الفلسطيني .. الأمل المفقود
- مائة يوم في بطن الحوت
- المرحلة الثالثة من الحرب جزء من الرؤيا الأميركية للمنطقة
- حرب الاستنزاف على الشعب الفلسطيني
- اليوم التالي للحرب في غزة
- دائرة الدم أليس لها من نهاية
- مؤتمر القاهرة للسلام وهولوكست غزة
- الراقصون حول النار
- أكتوبر المجيد المنعطف الخطير
- جنين لا تفهم الرطن والترانيم


المزيد.....




- قرد يهرب في متجر هالوين من مالكته ويتعلق بالسقف.. شاهد ما حد ...
- -حضور غير مسبوق-..مصر تكشف عن قائمة الدول المشاركة بحفل افتت ...
- مصر.. نجيب ساويرس يرد على سؤال مستخدم عن تبرعه بمليار جنيه ك ...
- ترامب ينفي خططًا عسكرية ضد فنزويلا.. ومادورو -يستنجد- بروسيا ...
- حزب الله يدعو الحكومة إلى وضع خطة تمكّن الجيش اللبناني من ال ...
- بعد سنوات من التأجيل، المتحف المصري الكبير يفتتح أبوابه لزوا ...
- إسرائيل.. استقالة المدعية العسكرية إثر تسريب فيدو تعنيف معتق ...
- الشرع يهدّد بالتحقيق مع موظفين بالدولة بسبب سياراتهم الفارهة ...
- لماذا يتسبب الخريف في جفاف البشرة أكثر من الصيف؟
- احتفال في جيبوتي بالذكرى الـ25 لمؤتمر عرتا.. رمز للمصالحة ال ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - إعلاء الذات زمن الحروب جريمة حرب