أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حيدر خليل محمد - خانقين حضارة عريقة وواقع مرير














المزيد.....

خانقين حضارة عريقة وواقع مرير


حيدر خليل محمد

الحوار المتمدن-العدد: 7902 - 2024 / 2 / 29 - 18:03
المحور: المجتمع المدني
    


يعود تاريخ مدينة خانقين لآلاف السنين، ففي آخر حملة مسح تاريخية والتي قامت بها بعثة جامعة شيكاغو الأمريكية عام (1976)، عثروا خلالها على أدلة تاريخية تتجاوز عمرها (6000) عام، تحوي على أوعية خزفية ومباني قديمة وكتابات ومعابد تعود الى العصور الميدية والاشورية، وفي عام(1978)، وضعت البعثة تقريرها عن اكتشافاتهم التي وصفها بمدينة "خانقين القديمة"، والتي تضم شوارع ومباني عمرانية ونظم اجتماعية .
بالإضافة الى العراقة التاريخية للمدينة، تمتاز خانقين أيضا بأنها من المدن التي تقع على طرق التجارة، كما تمتاز بأرض زراعية خصبة وتنوعها الزراعي، كما تعود اكتشاف "حقول نفط خانه"، في خانقين الى عام "1920"، وتعد من اول حقول العراق النفطية المكتشفة، وهي ثاني أكبر حقول نفطية في شمال العراق بعد حقول محافظة كركوك، كما تم تأسيس مصفى في خانقين بإسم "مصفى الوند"، وللأسف أغلق نتيجة الحرب العراقية الإيرانية وسياسات النظام المباد .

لا نريد الخوض في المسائل الاقتصادية المهمة في مدينة خانقين والتي تجعلها من أهم وأجمل المدن في العراق بل والمنطقة، لذا نتركها لوقت آخر .
الاقتصاد يرتبط بكل مجالات الحياة، السياسية والاجتماعية والثقافية والعلمية والفنية وغيرها .
فضلاً عن أن مدينة خانقين تتمتع بتنوع ثقافي وديني وعرقي، ففيها معابد لليهود وكنائس ومساجد وحسينيات، كما يوجد في المدينة كورد وعرب وتركمان .
ولهذا برزت في المدينة عشرات الشخصيات الثقافية والأدبية والسياسية، وكانت لها دور في الحياة السياسية والثقافية في العراق وكوردستان .
من بينهم هذه الشخصيات ( خليل زهاوي يعد من أشهر الخطاطين في العالم الإسلامي، صفاء خلوصي مؤرخ وروائي وشاعر وصحفي، عبد المجيد لطفي اديب ومفكر، عزيز بيشتوان كاتب وأديب وسياسي، ليلى قاسم سياسية، وتعد أول ناشطة سياسية تُعدم في الشرق الأوسط، ملا بختيار سياسي كوردي، فؤاد حسين وزير الخارجية العراقي، كارزان مراد كاتب وروائي، أحمد حبيب رسول، كاتب وباحث واكاديمي)، وهناك الكثير من الشخصيات في شتى المجالات الثقافية والسياسية لا يسعنا ذكره في هذه المقالة .

للأسف المدينة تراجعت كثيراً في حقول الثقافة والسياسة والأدب، ومن بين أهم أسباب تراجع المدينة هو النظام البائد الذي غيّر من ديموغرافية المدينة لأسباب سياسية وشوفينية، حيث عمل على إفراغ المدينة من سكانها الأصليين، وطبيعة النظام السابق كان يحارب كل ما يرتبط بالجمال والأدب والثقافة، في جميع أنحاء العراق ومن ضمنها مدينة خانقين .

بعد إسقاط النظام السابق استبشر العراقيين خيراً بالتغيير القادم، الذي سيغير حياتهم في جميع المجالات، ومنها مدينة خانقين، لكن للأسف وبسبب الصراع السياسي على المناطق ذات الإنتاج النفطي والحدودي، وهذا كان له تأثير مباشر على مدينة خانقين من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والخدمية، كما تُعد خانقين من المناطق المتنازع عليها بين حكومتي بغداد والاقليم، ولهذا اليوم لم تُحل هذه الإشكالية بين الحكومتين رغم أن هناك مادة صريحة في الدستور لحل الاشكالية .
وأيضاً من جملة الأسباب التي أدت لتراجع المدينة، الوضع الأمني بعد سيطرة تنظيم داعش على المناطق المحاذية لمدينة خانقين، حيث أصبحت المدينة في مرمى التنظيمات الإرهابية، وتعرضت بالفعل لهجمات عنيفة راح العشرات ضحايا نتيجة الهجمات الإرهابية .
فضلاً عن عدم وجود دعم النشاطات الثقافية والفنية، من قبل الحكومات، والجهات المعنية بالتطوير الثقافي، مثلاً مدينة خانقين بكل هذا الثقل التاريخي تفتقد لرصيف أو صالون أو منتدى ثقافي، أو معارض للكتب، نعم توجد مكتبة عامة، لكنها تحتاج لدعم مادي وإعلامي .
ظهرت في الآونة الأخيرة بعض الملتقيات الثقافية في المدينة، كما بجهود بعض المثقفين مؤخراً تم اختيار يوم لمدينة خانقين(21/شباط)، من كل عام، لإبراز الوجه الثقافي للمدينة .
وهذه المناسبات رغم أهميتها وقيمتها العالية، إلا أنها تقريباً تختزل الثقافة بالفن والشعر والغناء، وعدم الاهتمام بالفروع المهمة في الثقافة كالفكر الاجتماعي والتاريخ والفلسفة، نفتقد لملتقيات ثقافية من هذا النوع جداً في خانقين .
كما نفتقد أيضاً لندوات في مناقشة الوضع العام في المدينة كمناقشة البطالة المتفشية بين الشباب وسبل دعم الشباب وتطويرهم، الى جانب مناقشة الوضع الأمني والسياسي والخدمي والثقافي، وتكون باستضافة المعنيين في هذه الجوانب .
كما أن الوقاية خيرٌ من العلاج، كذلك النقد وقاية لعدم الوقوع في الخطأ، لذلك أهمية النقد تكمن في عدم الوقوع في الخطأ .
لذلك ننتقد حتى نطور من ادواتنا، والنقد هنا لا لأجل التسقيط أو الاستنقاص من الملتقيات الثقافية والفنية، بل بالعكس تأتي لدعم وتطوير الواقع الثقافي في المدينة .



#حيدر_خليل_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص من قره لوس
- العراق على حافة الخطر
- الإهمال الطبي في العراق الى أين..؟
- ذيل وابن السفارة
- الاحتفاء بيوم خانقين
- فدائية من كوردستان
- التفاهة وقانون الردع
- الأمومة التي لم تبدأ
- الاتحاد الوطني حريص على انقاذ البلد من الوضع الراهن
- مأساة الايزيديين
- صناعة التفاهة
- على خطى الراحل مام جلال
- اتهام رئاسة الجمهورية بالعمالة!
- كم كجنّات في مجتمعنا ...!؟
- الانسداد السياسي في العراق
- تجميد الصدر للمفاوضات ... سببه الديمقراطي الكردستاني
- إصرار الديمقراطي الكردستاني ترشيح زيباري استفزاز سياسي !
- ماذا لو انهارت حمومة إقليم كردستان !؟
- الدور الفرنسي في استقالة قرداحي
- شكل الحكومة العراقية القادمة


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي: أمر الإخلاء الإسرائيلي لسكان رفح ينذر بمزي ...
- اليمن.. مئات الطلاب يتظاهرون تضامنا مع غزة
- الغضب يجتاح مدينة تونسية بسبب تدفق المهاجرين الأفارقة الراغب ...
- يونيسف: 600 ألف طفل في رفح الفلسطينية مهددون بكارثة وشيكة
- الأمم المتحدة تتهم إسرائيل برفض دخول المساعدات لغزة
- تونس.. أزمة المهاجرين بين مخاوف التوطين واحترام حقوق الإنسان ...
- -الأونروا- تحذر من خطورة ترحيل سكان رفح إلى منطقة -المواصي- ...
- الأونروا: آثار كارثية منتظرة حال تنفيذ إسرائيل أي عملية عسكر ...
- مصدر فلسطيني: حماس تتجه إلى وقف مفاوضات تبادل الأسرى بعد تهد ...
- -انتحل صفة غير صحيحة-.. فيديو اعتقال مواطن في الرياض والأمن ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حيدر خليل محمد - خانقين حضارة عريقة وواقع مرير