أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعود سالم - تجار الحشيش وشيوخ النفط















المزيد.....

تجار الحشيش وشيوخ النفط


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 7901 - 2024 / 2 / 28 - 12:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


في بداية النكبة الثانية التي حلت بغزة، كتبنا أشياء كثيرة لمساندة الفلسطينيين الذين يموتون بالمئات يوميا جراء قنابل الجيش الإسرائيلي، كتبنا وساهمنا مثل غيرنا في نشر هذا الكم الهائل من النصوص التي تساند وتدعم وتندد وتشرح وتحلل الكارثة التي حلت بغزة بدون فائدة تذكر في إيقاف المجزرة. كتبنا على سبيل المثال " أن الغرب لا يسمع ولا يرى سوى إسرائيل، ولا شك في وجود طرق أخرى لإثارة إنتباه الغرب لعدالة القضية الفلسطينية، وبالغرب نعني الحكومات الأوروبية وكلاب حراستها من المثقفين والفنانين والصحفيين ورجال السياسة. الحل الوحيد المنطقي والذي يمكن أن يقترحه حتى طفل في العاشرة من عمره هو وقف ضخ البترول إلى أوروبا فورا. فلو أوقفت السعودية وقطر والكويت والإمارات والعراق وليبيا والجزائر ضخ البترول لتوقفت المجزرة منذ اليوم الثاني أو الثالث. غير أن هذا الحل البسيط، يبدو مستحيلا في نظر قطيع الأمراء والملوك والرؤساء والشيوخ الذين يتمتمون بدون إنقطاع : الله يكون معاهم .. الله يكون معاهم. فلماذا لم يتخذ العرب هذا الإجراء البسيط، علما بأنهم جميعا بدون إستثناء أدانوا الغارات الإسرائيلية على غزة ؟
أفيدونا إذا كانت لديكم إجابة على هذا اللغز المحير."
ولم يفدنا أحد بتفسير هذا الغياب وهذا الخمول وهذا الغرق في نوم سرمدي عميق، رغم وجود العديد من التجمعات والمنظمات الإجتماعية والغير حكومية على مستوى أوروبا والعالم تنادي وتمارس مقاطعة إسرائيل والدول والشركات المساندة لها منذ سنوات عديدة وليس فقط منذ نكبة اكتوبر، ولكن أيضا دون فائدة تذكر. إسرائيل يبدو وكأنها تعيش في عالم آخر غير عالمنا، والحكومة الإسرائيلية لا تري ولا تسمع ولا تهتم إلا بمصلحة اليهود، ولو أحترق العالم بأسره,
ورغم ذلك فقد انطلقت في الآونة الأخيرة حملات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي داعية إلى مقاطعة شركات عالمية تدعم إسرائيل، وانتشرت عدة مواقع في دول عربية مثل الكويت ومصر والأردن والمغرب وتونس والجزائر تدعو إلى مقاطعة بعض المطاعم والمقاهي والمنتجات التي تدعم إسرائيل. وتداول ناشطون فيديوهات وصوراً لمنتجات محلية الصنع بديلة عن المنتجات التابعة للشركات الأجنبية التي طالبوا بمقاطعتها. ومع اشتداد وطأة الحرب وشراسة الغارات المتواصلة في قطاع غزة وسقوط المزيد من الضحايا بشكل يومي برزت إلى السطح دعوات لمقاطعة البضائع والمنتجات الإسرائيلية والشركات العالمية التي تدعم جيش إسرائيل والحكومة الإسرائيلية العنصرية. سلاح المقاطعة ليس بالجديد في العالم العربي والإسلامي والأوروبي، إذ دار كثير من النقاش منذ سنوات عديدة حول فعالية هذا السلاح السلمي في مواجهة الإستعمار الصهيوني لأرض فلسطين من الناحيتين الاقتصادية والسياسية.
وكانت هناك دعوات أيضا لمقاطعة جميع المنتجات الأمريكية بسبب دعم الولايات المتحدة السياسي والعسكري لإسرائيل، وكذلك منتجات كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا نظرا لزيارة زعماء تلك الدول لإسرائيل وإعرابهم عن دعمهم لها في أعقاب أحداث السابع من أكتوبر الماضي. بل إن هناك أيضا دعوات لمقاطعة الكثير من منصات التواصل الاجتماعي نظرا لمسانتها لسياسة التهجير والتدمير والإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل وتقييد أو حذف المحتوى المؤيد للفلسطينيين. وتوجد حاليا تطبيقات للهاتف المحمول تضم قائمة بأسماء المنتجات المستهدفة من المقاطعة لمساعدة المتسوقين على التعرف عليها. كما يتداول مستخدموا منصات التواصل المؤيدون للمقاطعة قوائم لمنتجات بديلة.
أما الدعوات السياسية الأكثر جدية والتي تستاء منها إسرائيل لمقاطعة الشركات العالمية التي تساند إسرائيل في إرتكاب جرائمها ضد الفلسطينيين فلها جذور فيما يعرف باسم "حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات" المعروفة اختصارا بـ "بي دي إس BDS"، والتي أطلقها في عام 2005 نحو 170 هيئة من هيئات المجتمع المدني الفلسطيني بغرض "ممارسة الضغط على إسرائيل بطرق غير عنيفة حتى تلتزم بالقانون الدولي من خلال إنهاء احتلالها لكافة الأراضي العربية، منح الفلسطينيين الذين يعيشون داخل دولة إسرائيل حقوقا متساوية واحترام حقوقهم الأساسية، واحترام وحماية حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى منازلهم وممتلكاتهم بموجب قرار الأمم المتحدة رقم 194"، بحسب ما جاء على موقع الحملة.
ورغم أن بي دي إس تشجع مقاطعة أي شركات تُعتبر داعمة لإسرائيل في الحرب التي تدعي إنها تستهدف حركة حماس في غزة، فإن بي دي إس تدعو في الوقت ذاته إلى أن تركز المقاطعة على بضع شركات تعتبرها الأكثر دعما لإسرائيل "لمضاعفة الأثر"، وهي شركات، بحسب موقع بي دي إس، لها فروع في مستوطنات مقامة على أراض فلسطينية، أو تستثمر في بنوك إسرائيلية وتمول مشروعات تخدم تلك المستوطنات، كما أن من بينها شركة ملابس وأحذية رياضية شهيرة Puma ترعى اتحاد كرة القدم الإسرائيلي الذي تقول الحملة إنه يضم فرقا في مستوطنات مقامة على أراض فلسطينية محتلة.
وقد أعلنت الولايات المتحدة أن حركة "بي دي إس" التي تدعو إلى مقاطعة إسرائيل، بسبب معاملتها للفلسطينيين جماعة معادية للسامية. وشبّه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في مؤتمر صحفي عقده مؤخراً في القدس بحضور رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الحركة بـ "السرطان"، مضيفًا أن الولايات المتحدة ستوقف تمويل الجماعات المرتبطة بها، وأضاف قائلا "كما أوضحنا ، فإن معاداة الصهيونية هي معاداة للسامية. وبالتالي ، فإن الولايات المتحدة ملتزمة بمواجهة حملة المقاطعة العالمية باعتبارها أحد مظاهر معاداة السامية". . ووصف نتنياهو هذه الخطوة بـ "الرائعة". وتقول إسرائيل أن هذه الحركة " تعارض وجود الدولة بحد ذاتها بدافع معاداة السامية. وترفض بشدة مقارنتها بنظام الآبارتايد أو الفصل العنصري - التمييز العنصري ضد السود خلال حكم الأقلية البيضاء في جنوب إفريقيا - كتكتيك لتشويه سمعة إسرائيل". وقال بومبيو: "سنتخذ على الفور خطوات لتحديد المنظمات التي تنخرط في سلوك المقاطعة البغيض وسحب دعم الحكومة الأمريكية لمثل هذه الجماعات". وأضاف: "نريد أن نقف مع جميع الدول الأخرى التي ترى حركة المقاطعة كسرطان في الجسم".
وبالطبع فإن حركة المقاطعة ترفض هذه الإتهامات المزورة وتقول في بيان ردا على تلفيقات أمريكا وإسرائيل : "مع شركائنا العديدين، سنقاوم هذه المحاولات المكارثية لترهيب المدافعين الفلسطينيين والإسرائيليين والدوليين عن حقوق الإنسان والضغط عليهم لإنهاء الفصل العنصري الإسرائيلي والاستعمار الاستيطاني، وإن حركة المقاطعة من أجل الحرية والعدالة والمساواة للفلسطينيين تقف إلى جانب كل أولئك الذين يكافحون من أجل عالم أكثر كرامة وعدالة وجمالاً".
وفي إطار هذه المقاطعة، أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية، بأن تجار الحشيش المغاربة من كتامة وبعض المدن الأخرى في منطقة الريف يرفضون بيع القنّب الهندي، للموردين الإسرائيليين احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. ونقل موقع "ماكو" العبري عن أحد تجار المخدرات الإسرائيليين، إلى أنه تم حرمانهم من التعامل مع التجار المغاربة بشكل مباشر أو عبر الوسطاء، بسبب الحرب الجارية في غزة. وعلى الجانب الآخر يقول أحد تجار الحشيش المغاربة لـ "ماكو"، إن التجار في الريف وفي المغرب عموما اتخذوا قرارا جماعيا بحظر التعامل مع الإسرائيليين، مضيفا: "لماذا نسمح للإسرائيليين بكسب لقمة عيشهم من بيع الحشيش المغربي بينما يعاني إخواننا الفلسطينيين من الجوع والعطش.
وهكذا يبدو واضحا لكل من يريد أن يعرف الجواب على سؤالنا الذي بدأنا به هذا المقال " لماذا لم يقف ضخ النفط في بداية الحرب"، ذلك أن تجار الحشيش المغاربة أكثر إنسانية ووطنية من تجار البترول.
ومن هذه الشركات التي تساند إسرائيل وتمولها:
‏Coca Cola, Danone, Evian, Nestlé, Crunch, Frigor, Friskies, Kit Kat, Maggi, Mousline, Nescafé, Intel, Pentium, L oréal, Marks & Spencers, Carrefour, Auchan, Levi Straus Jeans, Disney Land, Nokia, Mc Donald s, Caterpillar, Accord Hotel, Ibis, Mercure, Novotel, Sofitel, Domino Pizza, Pizza Hut, Häagen Daaz, Burger King, Cigarettes Morris, Marlboro ...

والقائمة طويلة يمكن للقارئ الإطلاع عليها كاملة في موقع الـ BDS

‏https://bdsmovement.net/get-involved/what-to-boycott
‏https://bdsmovement.net/ar/get-involved/what-to-boycott



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنتحار الكلمات
- محمود درويش والحصار
- آخر أبطال الأوديسة
- طاعون الهزيمة
- مربعات الكآبة
- رحلة بارمينيدس
- الجرح الأنطولوجي
- فلسفة التكوين
- إشكالية نص بارمينيدس
- بقية الإحتمالات
- خطايا الآلهة
- في الطبيعة، النص المتبقي
- الطريق إلى إيثاكا
- قصيدة بارمينيدس - بقية
- قصيدة بارمينيدس
- المجتمع الفاضل
- الثابت والمتحول عند بارمينيدس
- خليبنيكوف واللغة المستحيلة
- هاسبارا أو فلسفة إسرائيل الإعلامية -٣
- المشروع الوجودي


المزيد.....




- قطة تشق طريقها إلى ولاية أمريكية أخرى دون علم أصحابها.. شاهد ...
- صفقة التطبيع بين إسرائيل والسعودية على الطاولة من جديد
- المسؤولون الإسرائيليون في مرمى الجنائية الدولية
- الاحتجاجات تتصاعد ضد الحرب في غزة.. عشرات الطلبة يتحصنون في ...
- الولايات المتحدة: مقتل 4 ضباط شرطة في مواجهة استمرت 3 ساعات ...
- محامون حكوميون يحثون بايدن على وقف تسليح إسرائيل لإنتهاكها ا ...
- الحوثيون يهاجمون أربع سفن بالمحيط الهندي والبحر الأحمر
- اتصالات أميركية قبيل تسلم رد حماس بشأن وقف إطلاق النار بغزة ...
- قاعدة أميركية في الأرجنتين لتضييق الخناق على الصين!
- اجتماعات عربية أميركية في الرياض لبحث تطورات الحرب الإسرائيل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعود سالم - تجار الحشيش وشيوخ النفط