أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خالد حسن يوسف - التعريب خصم للهوية الصومالية














المزيد.....

التعريب خصم للهوية الصومالية


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 7901 - 2024 / 2 / 28 - 08:47
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


العربية منذ اسلام الصوماليين شكلت لغة المعاملات الرسمية بينهم وحتى عند تعاملهم مع غيرهم من عرب واوروبيين، خلال تعاقدهم الإجتماعي،التجاري أو القانوني، والجدير بالذكر أن المراسلات التي كان الصوماليين يتبادلونها مع الاحتلال الأجنبي لبلدهم كانت باللغة العربية.

الا أن العربية لم تكن يوما لغة شعبية وذات الإستخدام المشترك ما بين الصوماليين، وتلك حقيقة تاريخية لا يمكن أنكارها أو تجاوزها.
ومن كانوا يتحدثون العربية في هذا البلد كانوا قلة محدودة جدا، وهم رجال الدين أو عاملين في قطاع التجارة أو قضاة شرعيين.

وحاليا رغم وجود الكثير من الصوماليين داخل البلاد القادرين على إستخدام اللغة العربية، الا أن العربية لا زالت لغة غير متداولة في أوساط المجتمع، فكل مولود يتم تلقينه اللسان الصومالي بحكم ثقافة والديه، بينما تمثل العربية لغة نخبة ثقافية اكتسبت في الكبر.
ناهيك عن ذلك فإن من يتحدثون العربية عادتا يتواصلون باللغة الصومالية وليس العربية، لكون اللغة الصومالية قد شكلت جوارحهم، والعربية في الصومال لغة ثقافية وليست شعبية فهي غير متداولة في الحياة اليومية.

وفي ظل وجود بعض الصوماليين المنحدرين من اليمن والذين قدم أبائهم في ظل الاحتلال البريطاني والإيطالي، الا أن هؤلاء بدورهم لا يمارسون اللغة العربية في حياتهم اليومية، وهم يستخدمون الصومالية لكونهم جزء من هذا النسيج الاجتماعي، فهؤلاء قد تشكلوا ثقافيا واجتماعيا في الصومال.

وكون الصومال عضو في جامعة الدول العربية، فذلك لا يعني عروبته لكونه ليس من العنصر العربي عرقا أو ثقافتا، بل تربطه أواصر ومصالح مشتركة مع هذا العنصر الانساني، وافظت أن ينتمي إلى هذه المنظمة الإقليمية والتي ظل فاعلا في إطارها منذ أن أنظم إليها رسميا في عام ١٩٧٤.
وتركيز الجامعة العربية على دعم برنامج تعريب الصومال لن يجد له حضور في أوساط الصوماليين، وقد أكد هذا المنحى فشله وعدم جدواه وعلى غرار إخفاق الجامعةالعربية في التضامن بشأن القضايا المصيرية، وكان الأجدر أن تمنح المخصصات المالية لتعريب إلى برامج التعليم والتربية في البلاد.

والصومال عضو في منظمة المؤتمر الإسلامي وأعضاء تلك المنظمة تجمعهم رابطة الإسلام وليس العروبة، وغالبية تلك الدول لا تتحدث العربية، ويمكن الاستدلال على ذلك من الخطابات الرسمية لمؤاتمراتها ومسودتها الرسمية الغير مكتوبة بالعربية.

وبناء على كل تلك المعطيات فإن إعتماد اللغة العربية كلغة رسمية إلى جانب الصومالية، يمثل عبئ على البلاد واهدار لقدراته، وسعي متطرف إلى تعريب الصوماليين ثقافيا، ويقف وراء هذا المنحى بعد سياسي استبدادي هدفه طمس الهوية الصومالية، وانتزاع الانسان الصومالي من جذوره الثقافية والتاريخية.

والجدير بالذكر أن النخبة العربية ذات الثقافة العربية غير قادرين على التمييز بين التعريب والذي يعني قطيعة الإنسان الصومالي مع هويته التاريخية والعملية، وبين إمكانية وجود ثقافة عربية في الصومال، تصبح رافد ثقافي أخر ويغني الحياة الثقافية في هذا البلد إلى جانب اللغة الانجليزية والتي أصبحت أداة تواصل مع العالم الخارجي وقطاع الأعمال.

ترى لماذا لا يستوعب بعض من الأحفاد الاسطوريين لدارود،اسحاق،سمارون الحقيقة البديهية التي ادركها أبائهم الأوائل، والذين سلموا بحقائق الجغرافيا والتاريخ والثقافة والتراث الوطني؟!
وحافظوا بشدة على هويتهم الصومالية التي نمو وتشكلوا في أحضانها، خاصة وأن هؤلاء الأباء لم يضيفوا إلى الصوماليين لا ثقافتا ولا دينا، ويمكن الاستدلال وقراءة ذلك من سيرة أبنائهم والتي تؤكد عدم نيلهم لموروث يمكن الإشارة إليه.

ورغم الانقسام وحدوث الشتات تمثل اللغة الصومالية النسيج الجامع لصوماليين، خاصة في ظل ممارسة بعض المتطرفين الصوماليين ترديد خطاب وشعار (الناس المتحدثين باللغة الصومالية) كدلالة لرفض مفهوم القومية الصومالية، وذلك بغية تكريس هوية سياسية جهوية وقبلية على حساب الجامع القومي، ومنها الأولوية على حساب عامل الوحدة الوطنية.

متناسين أن الاجئين الأورومو في الصومال بدورهم يتحدثون الصومالية وفي ظل رغبتهم لتوسع إثيوبي في الصومال، الا أنهم في نهاية الأمر مجرد إثيوبيين وكونهم اكتسبوا الحديث بهذه اللغة لا يعني أنهم صوماليين، وذلك أمر عادتا ما يكتسب بالاجتهاد.

وقراءة المعطيات تؤكد أن التعريب يعني إلغاء للهوية الصومالية ولكل الإرث الثقافي والاجتماعي الذي سبقه زمنيا، وإيجاد قطيعة تاريخية ومعرفية معها، وبين أجيال الماضي،الحاضر والمستقبل.
ومن نتائجه إعادة ما كتب وكان معلوما بالأمس القريب وما سبقه، وترجمة ما كان يعد أمرا معلوما لأجيال مضت لاقرانهم في القادم، وخلق صومال آخر ومستعرب، وإيجاد المزيد من واقع التباعد مع جيرانه الافارقه ممثلين بكل من إثيوبيا وكينيا .



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصومال والتواجد التركي العسكري البحري
- الصومال توج إثيوبيا لزعامة أفريقيا!
- من رحلة أسياس افورقي
- انقسام السودان بين البرهان وحميدتي
- سد النهضة تاريخيا في الوعي الحبشي
- إلهام عمر ضحية الاسلاموفوبيا
- عائشة العدنية: ذاكرة المدينة
- Markale Midnimo
- جدوى المركزية والفيدرالية في الصومال
- إثيوبيا: تنازل عن إريتيريا وابتلاع الصوماليين
- خسارة الأتراك مع آخرة أردوغان!
- سفارة تركية تتربح من الهجرة
- فلنجتمع على دين المواطنة
- العلمانية تجمع ولا تفرق
- تأمين الصومال بالتعاون مع تركيا
- الصومال وجماعة المنكر وتحاشي المعروف
- الصومال أولا- Somalia First
- العلاقات الإقليمية لسلطان علي مارح
- عمان في عهد السلطان قابوس
- سياد بري ليس الانقلابي الوحيد


المزيد.....




- -صفقة مع الشيطان-.. نائب أمريكية تهاجم قانون ترامب -الضخم وا ...
- أثاث ينمو من الأرض على مدى 10 سنوات.. والنتيجة تحف فنية نادر ...
- الجيش السعودي يثير تفاعلا بتدشين أول سرية منظومة -ثاد- الأمر ...
- نشاط جديد في موقع -فوردو- الإيراني.. والصور تظهر ردم حفر خلف ...
- إجراء إسرائيلي يهدد مستقبل عشرات الطلبة الفلسطينيين بالضفة
- أسلوب استقبال محمد بن سلمان للرئيس الاندونيسي ولقطة مع وزير ...
- الإبلاغ عن أكثر من 1850 حالة إخفاء قسري في بنغلاديش
- عدة مصابين في إطلاق نار بمركز تجاري في ولاية جورجيا الأميركي ...
- 17 شهيدا بغزة في غارات إسرائيلية منذ فجر اليوم
- وزراء من حزب ليكود يطالبون نتانياهو بالإسراع في ضم الضفة الغ ...


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خالد حسن يوسف - التعريب خصم للهوية الصومالية