أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حسن يوسف - تأمين الصومال بالتعاون مع تركيا














المزيد.....

تأمين الصومال بالتعاون مع تركيا


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6471 - 2020 / 1 / 23 - 00:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العلاقات الصومالية التركية تصاعدت منذ عام ٢٠١١، إذ كان لانقرة دور بارز على صعيد الدعم الانساني، خلال موجة المجاعة التي تسببت في حصاد الكثير من الأرواح في الصومال، وبالمحصلة شهدت العلاقة حالة نمو، حيث شملت مناحي عديدة منها التعليم،الصحة،البنية التحثية،ترميم مطار مقديشو الدولي،علاقات تجارية والنقل،التدريب العسكري،التبادل الدبلوماسي وغيره، وبلغت مستوى جيد من الشراكة السياسية.

والملحوظ أن المياه الصومالية شهدت خلال العقود الماضية جملة أطماع خارجية لا سيما وأن هذا المجال من الصومال والذي يضم ساحل بحري طويل، تعرض لاطماع خارجية، نظرا للموارد الطبيعية التي يضمها، ناهيك عن التدخلات ذات الصلة بالحرب على القرصنة والإرهاب، وموجة الصيد البحري الغير مشروع في نطاق السواحل الصومالية.

إن تلك المحصلة من التحديات خلقت هاجسا في الذهنية الصومالية ومفاده كيفية تجاوز المعضلات الماثلة، لدى كان تصور تأمين سواحل البلاد حاضرا رغم غياب الإمكانيات، وعزز حظر السلاح عن الصومال ذلك، وانطلاقا من تلك النتائج جاءت دعوة حكومة مقديشو لتركيا لأجل التنقيب واستخراج النفط في المياه الصومالية حيث"
كشف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن دعوة تلقتها بلاده من الصومال للتنقيب عن النفط في مياهه على خلفية التفاهمات التركية-الليبية".(١)

وتأتي هذه الرغبة من قبل الحكومة الصومالية نظرا لتدني امكانياتها المادية، والتي تحول دون القيام بالكثير من استحقاقاتها تجاه مواطنيها، على شتى الأصعدة، كما أن التوجه نحو تركيا لأجل التنقيب يشير إلا أن الشراكة مع أنقرة في قضايا حيوية أكثر جدوى مع دول أخرى ذات علاقات مع الصومال، إلا أنها تجنح إلى تكريس علاقات غير متكافئة وتصب في إتجاه التبعية الخارجية.

وهو ما يفسر إستثناء شركاتها من ذلك العرض المغري، والذي تم تقديمه للجانب التركي، وقد تم الإفصاح عن العرض الصومالي من قبل الرئيس اردوغان إذ ذكر أن "هناك عرض من الصومال. يقولون: هناك نفط في بحارنا وأنتم تقومون بهذه العمليات مع ليبيا وبوسعكم القيام بها هنا أيضا".(٢)

وتزامن إعلان الرئيس التركي اردوغان عن العرض الصومالي في توقيت عودته من مؤتمر برلين والموافق ١ يناير ٢٠٢٠، ومن دلالاته التلويح للغرب أن الورقة الليبية ليست الوحيدة من نوعها، وأن هناك مسالك أخرى، إلا أنه غير معلوم إذا ما كان بعيدا في هذا الإتجاه خاصة في ظل الضغوط والهجمات المتعددة التي تتعرض لها بلاده، وفي منحى أخر فإن المنطق يرى بأن يلبي العرض الصومالي المغري رغم الأشواك المحيطة به.

وأضاف "هذا مهم جدا بالنسبة لنا... لذلك ستكون هناك خطوات نتخذها في عملياتنا هناك".(٣)
وبطبيعة الحال فإن كيفية ترجمة تلك العمليات التي أشار لها اردوغان، هي محل نظر قوى كبرى وإقليمية ترى في تلك الإجراءات تحديا لها ولمصالحها ولنفوذها في الصومال، وبدوره سيؤذي ذلك إلى ضغوط خارجية على حكومة الرئيس محمد عبدالله محمد.

كما أنه غير معلوم إذا ما كانت العمليات التي أشار لها الرئيس التركي، ستشمل الجانب الأمني لحماية مناطق التنقيب، لا سيما وأن الجهود الأمنية للاتحاد الافريقي تنحصر في محاربة حركة الشباب الإرهابية، وأن مراقبة السواحل الصومالية متروكة لدول الغربية تحديدا، ويبدو أن العرض الصومالي يتجاوز توجه تركيا نحو التنقيب في السواحل الليبية، إذ أنه كانت هناك رغبة شعبية جامحة أرادت بأن يسهم الأتراك في استخراج الموارد الطبيعية في الصومال.

هذا التحرك الصومالي سيخدم حماية الحدود البحرية مع كينيا، والتي من الإمكان أن تصبح مستقبلا جزء من منطقة عمل الأتراك، والمفارقة أن لتركيا حضور اقتصادي في الدول المحاذية لصومال ممثلة بكينيا وإثيوبيا وهو ما ساعدها في الموازنة ما بين مصالحها في دول القرن الافريقي التي لها تواجد اقتصادي واغاثي فيه.

وبدورها فإن الدول التي تدين لها نيروبي ماليا، لن تكون في حال رضى عن المستجد التركي، وبطبيعة الحال فإن حكومة الرئيس محمد عبدالله محمد، ستتعرض للكثير من الضغوط الخارجية لإعادة نظرها تجاه العرض المقدم للجانب التركي، ومن المتوقع أن يدفع ذلك نحو الشراكة كبيرة بين مقديشو وانقرة.

ولا شك أن صراعا محموم سيسود على المستوى الدولي والإقليمي، فليس من المتوقع أن يترك الفرقاء مناطق نفوذ استراتيجية حافلة(بالموارد الطبيعية والمواقع الجغرافية الهامة)، مثل ليبيا والصومال، كمنحة لتركيا التي اخترقت مناطق نفوذهم، لدى فإن حركة التفاف كبيرة على مصالحها ستتعرض لضرر من قبل دول الجوار كمصر،السودان(ممثلا بالفريق محمد دقلو)،كينيا،إثيوبيا، وأخرى إقليمية كسعودية،والإمارات.

ومن المؤكد أن تراكم التعاون الصومالي التركي، سيسهم هو الأخر في فك واقع الحصار الخارجي المفروض على الصوماليين، وفي المقابل سيجد الأتراك مساحة تحرك خارجي أكبر وأن شملت مناطق تشهد السخونة، إلا أنها ستمنح الدفئ لشتاء تركيا القارس.

- المصدر: تركيا تتلقى دعوة من الصومال للتنقيب عن النفط في مياهه.. اردوغان يؤكد!، بتاريخ ١ يناير ٢٠٢٠، ترك برس.



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصومال وجماعة المنكر وتحاشي المعروف
- الصومال أولا- Somalia First
- العلاقات الإقليمية لسلطان علي مارح
- عمان في عهد السلطان قابوس
- سياد بري ليس الانقلابي الوحيد
- في الصومال رجال المال عامل هدم
- الصراع على الدين والمجتمع لأجل السياسة
- حركة تحرر صومالية تمارس التقية والتضليل
- خصوم في حضيرة الايجاد
- تهديدات بقايا مؤتمر الهويي الموحد
- إنتحار حركة تحرر صومالية
- مهمشين متنازع عليهم في الصومال
- الغيرة من المناضلين
- العلم الإثيوبي تعرفه جمال العفر!
- ضغوط على الصومال لتسوية مع كينيا
- مثقفين يطالبون الصومال بالتبعية لسعودية!
- من أكاذيب الصراع العفري الصومالي!
- أبيي أحمد وازدواجية نوبل للسلام!
- يصارعون تركيا على أمنها القومي
- سياج البيت لا يسع المرأة


المزيد.....




- القاديانية.. 135 عاما من الجدل حول النبوة والانتماء للإسلام ...
- ماذا قال ترامب عن-نتائج- الضربات على المواقع النووية الإيران ...
- الأسلحة وحجم الضرر: ما نعرفه عن الضربات الأمريكية على ثلاثة ...
- كم عدد القنابل والصواريخ التي استخدمتها واشنطن في هجماتها ضد ...
- روسيا تشن -هجوما كبيرا- بالمسيّرات على كييف
- عملية -مطرقة منتصف الليل-.. كيف اتخذ ترامب -القرار التاريخي- ...
- تحليل لـCNN: هجوم ترامب على إيران يعد انتصارا لنتنياهو لكن ا ...
- واشنطن تصدر -تحذيرا عالميا- على خلفية الصراع بالشرق الأوسط و ...
- أولمرت: الضربة الأميركية لإيران منحت نتنياهو فرصة لن يفلح با ...
- مصادر: إسرائيل تقبل إنهاء الحرب إذا أوقف خامنئي إطلاق النار ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حسن يوسف - تأمين الصومال بالتعاون مع تركيا