أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حسن يوسف - من أكاذيب الصراع العفري الصومالي!















المزيد.....

من أكاذيب الصراع العفري الصومالي!


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6381 - 2019 / 10 / 16 - 17:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



# من أكاذيب الصراع العفري الصومالي!

خطاب شبيه بتقارير وبيانات الأحزاب الشمولية في عقود القرن العشرين!
تحث عنوان اللوبي العيساوي الجيلاوي(الجيبوتي) للمتشدق نور طاهر بتاريخ ١٤ أكتوبر ٢٠١٩ في صفحة صوت شباب جيبوتي وحديثه عن مواجهات تمت بتاريخ ١٢ أكتوبر ٢٠١٩ في إحدى المناطق الصومالية الخاضعة للاحتلال الإثيوبي.

إذ تناول أن جيبوتي تسعى لفصل غرب محافظة سيتي الصومالية من إثيوبيا، وتعمل لأجل ضمها إلى جغرافيتها السياسية!
بينما يتم ذلك في ظل عدم إهتمام الحكومة الإثيوبية!
هذا النوع من الكتابة يأتي لغاية تضليل القارئ، ورغبة لإثارة بعض الإثيوبيين ووضعهم في واقع أنهم مستهدفين من قبل جارهم الجيبوتي!

ومن وقائع التقرير الهزيل أن هناك مئات الجرحى وأن ١٠٠ منهم يتعالجون في مستشفيات جيبوتي!
في حين أغفل الحديث عن الجرحى الافتراضيين والذين وصفهم أنهم يمثلون جزء من القوات الخاصة القادمة من الإقليم الصومالي الخاضع لاثيوبيا، السؤال أين يتعالج هؤلاء بالعودة للرواية الركيكة؟!

إن وصف القوات الخاصة المقصود به هو أنهم جنود كوماندوس، وبمنطق العقل فإن أمثال هؤلاء ليس من له حاجة لارسالهم لمحاربة شرطة الكانتون العفري أو ميليشيات العفر الذين تم تشكيلهم من قبل الأهالي، والملحوظ إتهامه آدم فارح نائب رئيس الكانتون الصومالي الخاضع لإثيوبيا، والقول أنه يقف خلف إرسالهم فقط لكونه ينتمي إلى قبيلة عيسى الصومالية والتي تشكل أراضيها مسرح الصراع.

والإشارة إلا أن نائب رئيس القوات الخاصة الصومالية العقيد عبدالشكور من عداد القتلى، في حين أن الكانتون الصومالي المشار إليه كان قد أعلن عن عزمه للقيام بواجباته تجاه سكان المناطق الصومالية التي تتعرض للاعتداءات المسلحة من قبل شرطة الكانتون العفري الخاضع لإثيوبيا وميليشيات عفرية.

وبالمحصلة فإن المدعو عبدالرشيد وغيره يمثلون جزء من هذا المسار السياسي الرسمي، وهو ما يستدعي استيعاب أن هناك قوميتين ترتبطان بصلة عضوية في ظل صراع سياسي على ملكية الأرض، وأن هناك أدوات سياسية يتم تسخيرها في خضم الصراع.
وقد تناول الحديث المتشنج مصير مسلحين وأشار إلى رعايتهم في مدن صومالية بالقرن الافريقي، نظريا أين بقية المئات من الجرحى؟!

كما حرص التقرير أو البيان المرسل التحاشي عن تقديم الأسرى وما يشير إلى وقوعهم في قبضة خصومهم، في حين استفاض في تناول سرد وجود الكثير من القتلى والجرحى الافتراضيين، ولم يقدم ما يفيد ٣٥ جثة تحدث عنها، وبمعزل عن ما يؤكد زعمه!
رغم أنه ليس في حاجة لكي يقدم أسرى وهذا يشمل الجرحى وجثثت القتلى الوارد الحديث في سياق البيان، والذي اكتفى بسرد حديث مرسل يكيفيه تفسير ذاته جملتا وتفصيلا.

ترى لماذا يقوم صاحب البيان بذلك؟ ببساطة ذلك مجرد ادعاء لتهويل العفر وتحريكهم لأجل خوض صراع مع أقربائهم الصوماليين، ونظرا لعدم قدرته على تقديم معطيات مادية لدعم رواية وجود أسرى، وبتالي فإنه ليس بقادر على ما يتخطى الإتهام والسبق الصحفي الحربي الغير مقرون بالأدلة.

ورغم زعمه الأرقام الكبيرة من الجرحى والقتلى الافتراضيين لمقاتلين صوماليين من جيبوتي والإقليم الصومالي الخاضع لإثيوبيا، إلا أن الخطاب الخشبي لم يقوم بتقديم دلائل تؤكد صحة زعمه!
فليست هناك صور أو مقابلات للجرحى، في جيبوتي وديرير ذبا الخاضعة لإثيوبيا، والنتيجة أن السرد عبارة عن دعاية مصاحبة لواقع الصراع المستمر ما بين العفر والصوماليين، وإشاعة اعتقاد أن دولتي إثيوبيا وجيبوتي، لا ترغبان في ظهور بعض طرفي الصراع إلى الإعلام على خلفية مراعاة حصول رئيس الوزراء الإثيوبي لجائزة نوبل للسلام.

كما زعم أن هناك طائرة إستطلاع عسكرية هليوكوبتر تابعة لجيبوتي قدمت قبل أيام إلى مسرح القتال وقامت بمسح المنطقة!
ترى ما الذي جعل القوات الإثيوبية في الحدود مع جيبوتي تتجاهلها؟!
وكيف مر ذلك على كانتون التجري المجاور والمتعاطف مع نظيره العفري والذي تتمركز فيه مقدرات إثيوبيا الجوية؟

حينما يقوم طرفا ما بتوجيه إتهام على مستوى عالي ويشمل جملة من التفاصيل الكثيرة، فمن البديهية أن يتضمن الإتهام بعض القرائن كمثال الأسرى،جثثت القتلى،معدات عسكرية وأدوات خاصة بهم، لتأكيد دلالة ومصداقية الموضوع، وكل ذلك ليس وارد في بيان نور طاهر، بل أنه توجه نحو التزييف، حيث عرض صور لبطاقات عسكرية ليست لها صلة بالواقعة التي تشدق من خلالها، والمفارقة أن إحداها لمواطن جيبوتي عمل كسائق شاحنة مدنية، تم قتله من قبل مسلحين عفر، فيما مضى في الطريق الواقع ما بين مدينتي جيبوتي وديرير ذبا!

والمفارقة أن الحديث عن الإرهاب أصبح مبتذلا ولدرجة أن الإعلام العفري يردد أن حركة الشباب الصومالية في حرب مع العفر!
وفي ذلك محاولة متعثرة لتضخيم الصراع ومنحه أبعاد تتخطى ماهيته وحجمه، فحين تجد من يكيل لغيره تهمة الإرهاب جزافا، مرجح جدا أنه يسعى إلى توريط خصومه الصوماليين مع آخرين، حتى يحاربوا نيابتا عنه، رغم أن برنامج حركة الشباب لا يرى أي خطورة للعفر تجاهه وأنهم لا يمثلون من اهتماماته.

وطبيعة الصراع بين الجانبين معلومة ولا تتجاوز التجاذب على الجغرافيا السياسية، وتذمر الصوماليين في غربي محافظتي سيتي المنزوعة عن صلتها وتطلع السكان للحصول على حق تقرير المصير، ويرون أنهم وجدوا ذاتهم على حين غفلة في ظل سيطرة الكانتون العفري، والذي لا يقدم لهم على المستوى الحياتي أي مصالح وخدمات وأنهم لا ينظرون له كممثل حقيقي لقضاياهم.

أما زج حركة الشباب في المعضلة والحديث عن كونها جزء من الاشكالية، فهو تحريف لمجرى الصراع،إذ ليست هناك رابطة تذكر بين الحركة والأهالي الصوماليين في المنطقة المشار إليها، كما أن اللجوء إلى ذلك مؤشر يائس من قبل ممثلي العفر حول إمكانية تجاوزهم لهذا الصراع على المستوى الراهن وبصورة مقاربة لرصانة وروح المسؤولية.

المأساة التي أفضى إليها الصراع العفري الصومالي يمكن تجاوزها من خلال منح الصوماليين الذين تم إدراجهم عنوتا مع الكانتون العفري حق تقرير المثير، وفي ذلك وضع نهاية لصراع الذي أضر بالعلاقات العفرية-الصومالية، والمستفيد من ذلك الدولة الإثيوبية الحريصة على اندلاع الصراعات بين بعض القوميات.

ويمثل المتطرفين التجري في إثيوبيا الجهة التي تغذي الصراع بين تلك القوميتين، نظرا لدعمها السياسي والعسكري للكانتون العفري، خاصة وأنها تسيطر عليه فعليا، وهو الأمر الذي يشكل محل سخط الحكومة الإثيوبية ذاتها، ومن حيث لم يقصد أتهم البيان حكومة أديس أبابا وأنها تنسق مع جيبوتي لمحاربة بعض العفر!
والمفارقةأن العفر يحاربون في أراضي لا يقطنوها، وبفعل ذلك وضعوا أنفسهم في ظل واقع صراع عبثي.

إن الغرض من هذا المقال التعقيبي هو حث من يمارس دور الصحفي والغير مستقل، لتوقف عن نشر الأخبار التي الغرض منها تأجيج الصراع بين القوميات والمكونات، خاصة وأن ذلك يتعارض مع حرفية الرسالة الإعلامية والتي تشمل أداء المراسل الحربي ذاته والذي حاكى نور طاهر دوره بصورة مبتذلة، وحرصا على عدم التشويش على الرأي العام بأخبار كاذبة ومبالغ فيها، ولا يستحسن نشرها في مجال عام.

خالد حسن يوسف



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبيي أحمد وازدواجية نوبل للسلام!
- يصارعون تركيا على أمنها القومي
- سياج البيت لا يسع المرأة
- الصومال والضغوط الخارجية بشأن نزاعه مع كينيا
- على العيسى القبول بقواعد اللعبة
- فاسدة الصومال عبئ على حقوق الانسان
- التغيير في السودان معادلة إثيوبية
- الصومال وإعادة إنتاج قوى الحرب الأهلية
- الكونفيدرالية في الصومال مشروع انفصال
- إعلامية صومالية تكشف الفساد في الإذاعة البريطانية
- التغيير في مصر يقوده مقاول فاسد!
- أسهم في أرامكو مقابل أراضي الصومال!
- الصومال والأطماع الإثيوبية والإماراتية
- ماهية العام الميلادي الحبشي
- أبورغال قربان العرب والمسلمين
- إبداع الحركة الرياضية الصومالية إستثنائي
- الرئيس جيلي وحكايات من تاريخ جيبوتي
- جيبوتي وما أدراك القادم!
- شبوة اليمنية ستبعثر المجلس الانتقالي الانفصالي
- دارفور وكردفان في المعادلة السودانية المعاصرة


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حسن يوسف - من أكاذيب الصراع العفري الصومالي!