أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حسن يوسف - الصومال والأطماع الإثيوبية والإماراتية














المزيد.....

الصومال والأطماع الإثيوبية والإماراتية


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6353 - 2019 / 9 / 16 - 00:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


# الصومال والأطماع العسكرية الإثيوبية والإماراتية.

شبة جزيرة الصومال ذات أهمية الجيوسياسية، كانت كذلك تاريخيا، وحاليا اجتمعت على أراضيه ومياهه قوى خارجية عديدة أوجدت لذاتها مؤطى قدم في الصومال وجيبوتي، وبعضها من خلال احتلاله الأراضي الصومالية في الاوجادين والجنوب الغربي الصومالي، ممثلين في إثيوبيا وكينيا.

ناهيك عن القوات الافريقية المتواجدة في الصومال من خلال واجهة الأمن ومحاربة الارهاب، إلا جانب تواجد عسكري أجنبي كبير في السواحل الصومالية تحت ذريعة محاربة القرصنة، وقواعد عسكرية في جيبوتي.

وفي ظل ضعف الدولة الصومالية وتأثير واقع الكانتونات على إعادة تأسيسها، وتقاطع مصالح هذه الجهويات مع القوى الخارجية، مما أسفر عنه اجرائهم تحالفات مضادة لصومال ذاته، وبحيث أبرم البعض منهم إتفاقيات مع شركة مؤانى دبي العالمية دون الرجوع للحكومة الصومالية، وبذلك منحوا الامارات مؤانى بربرة وبوصاصو.

وبدوره فإن الصومال تمسك بحقه في سيادته على أراضيه ومياهه الساحلية، وهو ما أدى إلى شدة الضغوط عليه، وأصبح بذلك هدفا تهاجمه الامارات وتحشد لأجله قوى صومالية عميلة ممثلين في كانتونات هرجيسا،جاروي،كيسمايو ومجموعة من السياسيين الفاسدين.

وبدورها فإن الحكومة الصومالية تمثل الجهة المخولة في تنسيق وتوزيع المساعدات الخارجية لمحافظات الصومال التي تسيطر عليها الكانتونات، كما أنها تشكل الجهة السيادية التي يمكنها إعتراض الاتفاقيات التي تبرمها تلك الكانتونات مع دول خارجية، وانطلاقا من ذلك اعترضت على إبرام إتفاقيات مع الشركة المذكورة.

مما إنعكس حول علاقتها مع الامارات، والتي أصبحت تجمع الأطماع السياسية والعسكرية والاقتصادية في الصومال، والذي ترغب أبوظبي من خلاله السيطرة على منطقة القرن الافريقي وسواحله ومماراتها المائية، وبفعل تلك السياسة والطموحات شملت إتفاقية شركة مؤانى دبي العالمية مع كانتون هرجيسا، أن يتم بناء مطار عسكري في مدينة بربرة، والمفارقة أن ذلك يأتي في ظل خضوع الصومال لحالة حظر الأسلحة عليه أمميا.

وبتالي فإن التوجهات الاماراتية اصطدمت بتلك الظروف، ناهيك عن رفض مقديشو لتدخلات السياسية والعسكرية الاماراتية في ترابها، والتواصل مع المنظمة الأممية بشأن ذلك، مما سبب حرج بالغ لأبوظبي، وبالمحصلة أدى إلى تراجعها عن مشروع المطار العسكري في مدينة بربرة.

وكانت المحصلة إعلان موسى بيحي عبدي القائم على الكانتون الكانتون الإسحاقي عن تراجعه من بناء القاعدة العسكرية واستبدال ذلك بمطار في مدينة بربرة، كما جاء في تصريح له، خاصة وأنه يدرك جيدا أن الاتفاقية غير قانونية، وأن الحكومة الصومالية قد طعنت فيها قانونيا، وأن موقفها قد أعاق تلك الأطماع، والتي لم تنتهي بل يتم إعادة تحويرها وفق قوالب جديدة.

وبالاتفاق مع الامارات تم إلغائها، لأجل التحايل على رفض الحكومة الصومالية لها ونظرا لعدم قانونيتها، إلا أن الحكومة الصومالية قد أخطرت من جانب الكانتون الإسحاقي عن رغبته في التراجع عن إنشاء القاعدة العسكرية، في مقابل سلاسة إستمرار الأموال التي يتلقاها من حكومة مقديشو، ورغبة الأخيرة في تحجيم الدور الاماراتي والذي يعد خصما لها، قبل أن يمثل تهديدا لسيادة الصومال، وبفعل ذلك فإن الحكومة لا تمانع من إنشاء مطار مدني في بربرة وذلك بالتوافق مع كانتون هرجيسا.

إلا أن التعاون العسكري الغير معلن سيستمر بمعزل عن وجود اتفاقية ما بين الكانتون الإسحاقي والامارات، إن إنشاء مطار مدني بمساحة قدرها ٥ كيلومتر كما أعلن القائم على الكانتون، وأن يكون ذلك في ظل منطقة مضطربة سياسيا وأمنيا، وذات قدرة اقتصادية ضعيفة للغاية وتقتات على الدعم الخارجي، كل تلك مؤشرات تؤكد أن المطار سيتم تسخيره للاستخدام العسكري، خاصة وأن الحكومة الصومالية لا تسيطر فعليا على بربرة، إلا جانب أن مطار وميناء بربرة سيشكلان مرتكزات للوجود العسكري الإثيوبي.

والنتيجة أن كل من القائمين على مقديشو وهرجيسا يرغبان، في إستمرار وجودهم السياسي على المستوى النخبوي بغض النظر عن مصالح الصومال، خاصة وأن حكومة الرئيس محمد عبدالله محمد، تعمل على تمكين إثيوبيا للحصول على قاعدة عسكرية بحرية في مقديشو وغيرها.

ومن مؤشرات ذلك السعي لمنح الممتلكات التابعة لسلاح البحرية الصومالي، والتي يسيطر عليها أمير الحرب السابق والنائب في البرلمان الصومالي موسى سودي يالحو، وتعيين أمير الحرب السابق عمر محمود فليش، كمحافظ لبنادر وعمدة مدينة مقديشو، لأجل أن يضيق الخناق على الأول ودفعه لرحيل من ممتلكات الدولة.

وسيكون ذلك من خلال واقع الاستقطاب القبلي الذي يراد أن يلعبه عمر فليش، لكي يسحب البساط من نظيره في إمارة الحرب، ومن ثم منح منطقة ليدو الساحلية للمصالح الإثيوبية الممثلة في تواجدها الدبلوماسي ولقواتها البحرية التي لا تمثلك سواحل خاصة بها، وترغب أن تجد لها حيازة في الصومال.

كما أن منطق الدبلوماسية لا يسمح لإثيوبيا أن تتخذ مقرا لسفارتها على ساحل البحرية الصومالية في سرة الصومال، لأجل أن تسخره لخدمة قواتها البحرية!
وكذلك في الاقتصاد لا يمكن أن تبرم شركة تجارية إماراتية إتفاق عسكري في كل الأحوال مع جماعة قبلية لا زالت منضوية سياسيا تحت عباءة دولة، ومع أخرى في ميناء بوصاصو، والأمر ذاته مع إثيوبيا التي نالت حصة بنسبة ١٩% من ملكية دولة لم تبرم معها عقد شرعي!

ولكن الجميع وجد في تفتت الدولة مادة دسمة ليأخذ ما تسنى له، في ظل الانقسام والصراع، لدى ليس من المحال أن تقبل الحكومة الصومالية الاتفاق مع مجموعة دبي، في حال حصولها على حصة من غنائم بربرة وبوصاصو التي تم إقتسامها بين الإمارات واثيوبيا.

خالد حسن يوسف



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهية العام الميلادي الحبشي
- أبورغال قربان العرب والمسلمين
- إبداع الحركة الرياضية الصومالية إستثنائي
- الرئيس جيلي وحكايات من تاريخ جيبوتي
- جيبوتي وما أدراك القادم!
- شبوة اليمنية ستبعثر المجلس الانتقالي الانفصالي
- دارفور وكردفان في المعادلة السودانية المعاصرة
- العرب ما بين استبداد السلف والخلف
- الصومال فريسة الأرز الحرام..
- السقوط الفكري والاخلاقي لكاتب!
- النظرة الاجتماعية ومقاييس التطور
- الكتابة عن الصومال ما بين المشروعية والسذاجة
- صورة على خلفية تاريخ صومالي
- الصومال وسهم المؤلفة قلوبهم
- فرماجو يبلع الطعُم
- طاهر عولسو ظاهرة صومالية
- امن الصومال ارجوحة الفاسدين والمتطرفين
- ليس جديدا ان تباع بربرة
- بلوغ الوزارة بفضل العلمانية
- نحو ثقافة علمانية ديمقراطية


المزيد.....




- ترامب مشيرًا إلى وجود شار محتمل لـ-تيك توك-: مجموعة من الأثر ...
- شابة تتعرض لهجوم مفاجئ في مياه عكرة نسبيًا على شاطئ بأمريكا. ...
- هذا المطوّر ابتكر تطبيقًا لمكافحة ممارسات ضباط الهجرة والجما ...
- قطاع المتاحف في السودان: خسائر فادحة جراء السرقات والتدمير ا ...
- تكنو
- قادر على رصد الصواريخ فرط صوتية وبالونات التجسس: ما هو رادار ...
- إيران: أكثر من 900 قتيل خلال الحرب وطهران تندد بالسلوك -الهد ...
- إيران تكشف عدد قتلى الهجمات الإسرائيلية خلال حرب الـ12 يوما ...
- مسح شامل للبشرة لرصد المشاكل وتقديم الحلول
- -لمحاسبة إسرائيل وأمريكا-.. إيران تُطالب بضمانات للعودة إلى ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حسن يوسف - الصومال والأطماع الإثيوبية والإماراتية