أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حسن يوسف - على العيسى القبول بقواعد اللعبة














المزيد.....

على العيسى القبول بقواعد اللعبة


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6368 - 2019 / 10 / 3 - 18:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


# على العيسى القبول بقواعد اللعبة.

في صدارة ما يجمع الصوماليين أمران أولهما اللغة المشتركة، والثاني الجغرافيا، وكلاهما مكتسب من خلال سيرورة حراك تاريخي طويل، محطاته عديدة، إلا أنه في المحصلة أسفر عن صياغة المجتمع الصومالي، وبتالي فإن تعريف هؤلاء القوم هم الذين يتحدثون اللغة الصومالية ويقطنون في أرض تجمعهم.

وبتالي فإن تلك الميزتين هما التعريف المختزل للهوية الصومالية، أما عبث ملاحقة التاريخ للبحث والتقصي عن الأصول، بغية إيجاد جد مشترك، فذلك تعريف سطحي للهوية، وذلك يشمل عناصر حام وسام وغيرهم.

وحيث يصنف مئات الملايين من الناس أنفسهم على إنهم منحدرين من هذا أو ذاك من أجداد البشرية، إلا أنهم فعليا ينحدرون من تجمعات بشرية مختلطة ومنصهرة في بعضها، وهي أكثر تجليا تاريخيا من أساطير على غرار سام وحام.

وهناك عامل الدين والذي يصيغ الشخصية الصومالية في قالب اجتماعي مشترك، إلا أنه لا يمكنه أن يمثل كتعريف للهوية، لكونه حضر بعد رسوخ وتشكل الملامح العامة لتلك الهوية، إلى جانب أن الاسلام وعاء عام يشمل المسلمين وهو ليس أسلوب حياة خاص بالصوماليين.

وفي عرف الصوماليين أن أرضهم مشتركة رغم وجود الخصوصيات في إطار ثملك الجغرافيا فيما بينهم، إلا أن دفاعهم عن الأرض أمر مشترك رغم نزاعاتهم فيما بينهم عليها، كما أنهم يقتسمون منافعها بصورة موحدة.

كما يتسنى لأي عشيرة أن تنتقل من أرضها إلى مكان آخر، ومن ثم أن تشارك آخرين أرضهم، أو في حال وقوع كارثة طبيعية تنزح نحو منطقة أخرى ويتم استيعابها من قبل السكان، ومن ثم تعود طواعية إلى منطقتها، ولاشك أن ذلك عرف إنساني.

وبالنسبة لقبيلة عيسى الصومالية، فإنها ليست إستثناء من ذلك، وهناك فلسفة لهم تقضي بالمساواة وأن الأرض للجميع وليس هناك شخص يتميز عن الآخر في تملكها Ciisee waa Ciisee nina nin caaro ma dheera"

لقد سجلت قبيلة عيسى تلك المقولة كأبرز أسس دستورها المعروف ب Xeer Ciisee، إلا أن خطاب العيسى أصبح مهددا من قبل المشاريع السياسية والتي وضعت له حواجز، والمفارقة أن العيسى ذاتهم قد تورطوا في إحدى تلك المشاريع.

إذ تعرضوا لتهديد من قبل المشروع الحبشي والذي صاغ الشعوب في دولة قوميات، وبذلك فصل بعض مكوناتهم العشائرية عن غيرها، فيما اتجه المشروع الإسحاقي الإنفصالي نحو فصل بعض العيسى عن باقي مكوناتهم في الصومال الطبيعية.

بينما تشكل الطبيعة السياسية لدولة جيبوتي بتهديد تجاه الشراكة الصومالية في الأرض، وهذا ينطبق على الدولة الصومالية القطرية، فكلاهما تخضعان للاعتبارات السياسية والقانونية التي تتجاوز القبيلة والقومية، وتلك المعضلة التي خلقها الاستعمار عند تقسيمه الصوماليين، أصبحت بدورها إرث حاضر يلقي بتبعاته عليهم.

إلا أنه بحكم أن العيسى دستوريين، عليهم تجسيد عهدهم لشراكة الأرض أيضا على المستوى الصومالي العام، فليس من المنطق أن يمنع الصوماليين من مواطنة جيبوتي، في حين أن ذلك متاح لكل شخص من العيسى أن يصبح مواطنا في الدولة، فذلك شكل من التمييز السافر، وينطبق ذلك بدوره على عفر جيبوتي بدرجة أقل، حيث يتعاطون السياسة ذاتها.

وبالمحصلة فإن على دستور العيسى أن يستوعب مصالح باقي الصوماليين وأن يجسد أن جيبوتي منزل شراكة صومالية وليس حكرا على هذا المكون تحديدا، خاصة وأن تحرير جيبوتي من الاستعمار الفرنسي قد تم بجهود قومية صومالية.

إن ممارسة النخبة السياسية للعيسى لاحتكار جيبوتي لن تنال تجد قبول من جانب الصوماليين، خاصة وأنه قد تنازل عن حقه التاريخي في الوحدة مع جيبوتي لاعتبار سياسي مرحلي كان حريصا على أولوية استقلال جيبوتي وقطع الطريق على أطماع إثيوبيا فيها.

وبطبيعة الحال فإن التعاطي الحكومة في هذه الدولة بهيئة أجانب مع القومية الصومالية، سيضرب بعرض الحائط، لاسيما وأن الأرض ليست خاصة بالعيسى وبعض العفر، بل هي صومالية وعفرية، ذلك هو سقف قاعدة اللعبة التي على هذا المكون الصومالي إجادتها خاصة وأنه من صاغها في دستوره.

ولا يمكن فصل الاجتماع عن السياسة فقط لأجل التحايل على إعتبار مراعاة سيادة الدولة والتي لا تراعيها نخبة العيسى الحاكمة، وأن يكون تعامل الصوماليين فيما بينهم بالندية والمثل، وأن يكون سقف قاعدة اللعبة جيبوتي لكل الصوماليين، أما تفاصيل التوفيق بين ذلك وسيادة الدولة والقانون الدولي، فتلك مسودة على الحكومة أن تجيد صياغتها بمعزل عن خدش المصلحة الصومالية.

خالد حسن يوسف



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاسدة الصومال عبئ على حقوق الانسان
- التغيير في السودان معادلة إثيوبية
- الصومال وإعادة إنتاج قوى الحرب الأهلية
- الكونفيدرالية في الصومال مشروع انفصال
- إعلامية صومالية تكشف الفساد في الإذاعة البريطانية
- التغيير في مصر يقوده مقاول فاسد!
- أسهم في أرامكو مقابل أراضي الصومال!
- الصومال والأطماع الإثيوبية والإماراتية
- ماهية العام الميلادي الحبشي
- أبورغال قربان العرب والمسلمين
- إبداع الحركة الرياضية الصومالية إستثنائي
- الرئيس جيلي وحكايات من تاريخ جيبوتي
- جيبوتي وما أدراك القادم!
- شبوة اليمنية ستبعثر المجلس الانتقالي الانفصالي
- دارفور وكردفان في المعادلة السودانية المعاصرة
- العرب ما بين استبداد السلف والخلف
- الصومال فريسة الأرز الحرام..
- السقوط الفكري والاخلاقي لكاتب!
- النظرة الاجتماعية ومقاييس التطور
- الكتابة عن الصومال ما بين المشروعية والسذاجة


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حسن يوسف - على العيسى القبول بقواعد اللعبة