أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حسن يوسف - من رحلة أسياس افورقي














المزيد.....

من رحلة أسياس افورقي


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 7858 - 2024 / 1 / 16 - 18:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلال مرحلة الثورة ثوار ارتريا وقعوا في الخطأ الاستراتيجي ذاته الذي وقع فيه ثوار الصومال الغربي، حيث ارتهنت التنظيمات الارترية للقرار الخارجي والذي تبعثر ما بين السودان،السعودية،مصر،العراق وسورية، حينما سيطرت تلك الدول على التنظيمات الارترية.

وبذلك تم طي صفحات نضالهم مع حدوث الهزيمة التاريخية التي تعرضت لها جبهة التحرير الارترية امام كل من الجبهة الشعبية لتحرير ارترية والجبهة الشعبية لتحرير التجراي في عام ١٩٨٢، بينما صادر السودان سلاح جبهة التحرير الارترية بقرار امريكي.

وفي المقابل ارتهن القرار السياسي لجبهة تحرير الصومال الغربي لصومال وبلغ مجرى الأمورأن تم إدماج قوات الجبهة مع الجيش الصومالي وكوادرها في مؤسسات الدولة الصومالية وخلال مسيرتها في عقدي السبعينيات والثمانينيات ظلت محل تدخل وتوجيه لقرارها السياسي، بينما تعاطت الحكومة الصومالية مع التنظيمات الارترية بصورة مختلفة وبمعزل عن التدخل في شؤونهم التنظيمية.

وفيما بعد ارتهن قرار الجبهة الوطنية لتحرير الاوجادين لارتريا وهو ما اسفر عن استسلام الجبهة عند حدوث التسوية السياسية بين ارتريا واثيوبيا، رغم أن الجبهة وقواعدها كانت متواجدة في الميدان أكانت قوات أو جماهير مؤيدة لها، حيث تركزت في داخل الصومال الغربي المحتل أو أوجادينيا.

بينما تواجدت قيادات الجبهة ما بين العاصمة الارترية أسمرا وبعض دول المهجر، وبطبيعة الحال فإن نظام اسياس افورقي ما كان بإمكانه إعاقة استمرار نضال الجبهة في حال أرادت ذلك، الا أن الحكومة الارترية أوحت لقيادة التنظيم إنها ستلعب دور الوسيط ما بين جبهة اوجادينيا والحكومة الإثيوبية، وقد تمت لقاءات
بشأن ذلك.

كما أن استهداف الكانتونات الصومالية المرتبطة بالحكومة الإثيوبية للجبهة وعدم تمكينها من أن تجد لها مؤطى قدم وتعاونها على تلك الخلفية مع أديس أبابا، ناهيك عن أن مجلس الوزراء الصومالي بدوره كان قد أصدر في إحدى جلساته قرار يجرم الجبهة ووصفها
بممارسة الإرهاب!

المحصلة أن العمق الطبيعي للجبهة ممثلا بالصومال أصبح طاردا لها وغير مشجع عند خضوعه لاثيوبيا، وبالتالي فإن تلك الظروف ساهمت في دفع الجبهة نحو تلك التسوية الغير مجدية مع أديس أبابا، ناهيك عن دور العامل الداخلي وسط قياداتها.

بينما ظلت تجربة الجبهة الشعبية لتحرير ارتريا والتي قادها اسياس افورقي بمعزل عن السيطرة الخارجية على قرار التنظيم.
ورغم مساعدة كل من الصومال والسودان وغيرها لشعبية، الا ان انها استطاعت ان تحافظ على استقلاليتها وقرارها السياسي من التدخل الخارجي.
ونظرا لتركيزها على قواعدها في الداخل، والاستفادة من قدرات حليفها الإثيوبي ممثلا بالجبهة الشعبية لتحرير التجراي والتي اتخذت من الأراضي الارترية عمقا لها، وكانت بدورها تنال دعما سياسيا وعسكريا من الصومال.

وبعد مرحلة الثورة اتجهت الحكومة الارترية لمحاربة الإسلام السياسي في السودان ممثلا بحكومة الجبهة الإسلامية القومية، وتنظيمات ارترية دينية معارضة للحكومة، واستطاعت بالتعاون مع الحكومة الإثيوبية تحجيم نشاطها وشله في إريتريا، ناهيك عن استقطاب المعارضة السياسية السودانية والتي اتخذت لها من
أسمرا ملجأ سياسي كبير.
وفي عام ١٩٩٤ شاركت القوات الارترية بالمشاركة العسكرية إلى جانب إثيوبيا لشن الحرب على تنظيم الاتحاد الإسلامي الصومالي في إقليم الصومال الغربي الخاضع لاثيوبيا.

وفي الصومال عملت الحكومة الارترية على دعم المعارضة الصومالية لاثيوبيا وذلك بعد اجتياح أديس أبابا لصومال في عام ٢٠٠٧، بالإضافة إلى دعمها لحركة الشباب، وقطعت شوطا بالغ في ذلك المنحى السياسي، وساهمت إلى حد كبير لهزيمة إثيوبيا في الصومال.

كما أن سياسة الحكومة الارترية ركزت على اضعاف دول الجوار ممثلة بالسودان وجيبوتي واثيوبيا، وفي إطار ذلك السياق قطعت شوطا كبير لا يمكن الاستهانة به، وذلك على خلفية دعمها للمعارضة السياسية في هذه الدول المجاورة، ومما لا شك فيه أن تلك الدول وباستثناء جيبوتي لعبت دور بارز في استهداف النظام الارتري والسعي لاسقاطه، بينما هاجمت أسمرا جيبوتي على خلفية كونها ساهمت في استمرارية إثيوبيا لخوض الحرب مع ارتريا، خاصة وأن ميناء جيبوتي مثل عمق اقتصادي وتجاري وشريان الحياة لاثيوبيا.

وفي إتجاه آخر كانت تطلعات الحكومة الارترية تسعى لسيطرة على قرار ومصير قومية التجري المسيحية في إثيوبيا، والذين يمثلون إمتداد عرقي وديني لتغرينيا القاطنين في إريتريا، وفي صدد تلك الخلفية التاريخية الإجتماعية جرت حالة تجاذب على قرار القومية المشتركة والمنقسمة سياسيا، وحاليا تسيطر القوات الارترية على بعض اقاليم التجراي وذلك بعد الاجتياح المشترك لكل من قوات الحكومية الارترية والإثيوبية لاقليم التجراي في عامي ٢٠٢١٢٠٢٢، وبذلك استطاعت أسمرا أن تضع حدا لتهديدات الجبهة الشعبية لتحرير التجراي.

وعلى صعيد آخر فإن الحكومة الارترية تدعم قوى المعارضة الإثيوبية الرئيسية ومنها تنظيم قومية الأمهرة(فانا)، وجبهة تحرير الأورومو، وهو ما يمثل بواقع تحدي بالغ المنحى للحكومة الإثيوبية، وأضعف قدرتها السياسية والعسكرية، ولدرجة أن إثيوبيا أصبحت مهددة بالانقسام كدولة.



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انقسام السودان بين البرهان وحميدتي
- سد النهضة تاريخيا في الوعي الحبشي
- إلهام عمر ضحية الاسلاموفوبيا
- عائشة العدنية: ذاكرة المدينة
- Markale Midnimo
- جدوى المركزية والفيدرالية في الصومال
- إثيوبيا: تنازل عن إريتيريا وابتلاع الصوماليين
- خسارة الأتراك مع آخرة أردوغان!
- سفارة تركية تتربح من الهجرة
- فلنجتمع على دين المواطنة
- العلمانية تجمع ولا تفرق
- تأمين الصومال بالتعاون مع تركيا
- الصومال وجماعة المنكر وتحاشي المعروف
- الصومال أولا- Somalia First
- العلاقات الإقليمية لسلطان علي مارح
- عمان في عهد السلطان قابوس
- سياد بري ليس الانقلابي الوحيد
- في الصومال رجال المال عامل هدم
- الصراع على الدين والمجتمع لأجل السياسة
- حركة تحرر صومالية تمارس التقية والتضليل


المزيد.....




- لكم وركل وفوضى عارمة.. فيديو من الأرض يظهر اشتباكات عنيفة في ...
- كازاخستان.. قريبة نزارباييف تخضع لمحاكمة بقضية فساد
- القوات الجوية الأمريكية تستعد لتوسيع اتهاماتها لمسرب وثائق ا ...
- ماتفيينكو تؤكد ضرورة محاكمة المسؤولين عن مأساة أوديسا بعد ان ...
- غضب رسمي أردني من -اعتداء- إسرائيليين على قافلتي مساعدات إلى ...
- الولايات المتحدة تتهم روسيا باستخدام أسلحة كيميائية في أوكرا ...
- ترامب: من الممتع مشاهدة شرطة نيويورك وهي تفض اعتصاماً مناصرا ...
- زلزال يضرب شرق تايوان
- الخارجية الأمريكية تؤكد رفض بكين مواصلة المفاوضات مع واشنطن ...
- الخارجية السودانية تتهم بريطانيا بالتدخل والتواطؤ مع الدعم ا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حسن يوسف - من رحلة أسياس افورقي