في الطابق الثاني من المقهى

علي الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 7896 - 2024 / 2 / 23 - 10:05
المحور: المجتمع المدني
    

كان حزينا للغاية وتذكر صور أولاده وبناته.كان المنظر صادما وخلال الساعة التي جلس فيها وبعض الأصدقاء في مقهى وسط بغداد إستهلك عددا لافتا من السجائر وتغير لون وجهه، وكان ينظر الى الطاولات الموضوعة في الطابق الثاني من المقهى المشهور في العاصمة والذي يعرف في الصحافة والتلفزيون ويرتاده مثقفون وفنانون.
كانت فتيات بعمر الزهور ويرتدين ثياب المدرسة يجالسن شبانا أكبر منهن او مقاربين لهن في العمر وباوضاع مخلة وبعضهن يدخن النرجيلة بطريقة فظة وكريهة وتثير القرف وتبعث على تساؤلات عن وضع شبابنا وشاباتنا المفعمين بالحماس وغير المراقبين والذين يملكون الحرية الكاملة المنفلتة.
الاسئلة عديدة منها كيف يمكن استيعاب فكرة تسرب بنات من مدارسهن المتوسطة والاعدادية واين اسرهن وادارات المدارس وماهو دورهم الرقابي واين يمتد واثره فيهم وامكانية ان يكون فاعلا في حفظ المجتمع وكرامته الانسانية التي يتهددها نوع من السلوك والثقافة غير المنضبطة والمقلقة جدا.
هناك ملاحظات مهمة ايضا تتعلق بالطرق اللازمة لتفعيل الاجراءات والاساليب الكافية لمعالجة مشكلة الفوضى والانفلات في حياة وسلوك الشبان الصغار وتعتمد على مؤسسة الاسرة والمدرسة والاعلام الذي يخترق البيوت بسهولة وهناك دور للمؤسسات الدينية وسواها عدا عن دور المثقفين والاكاديميين والكتاب والشعراء وخطباء المنابر الدينية ومن المفروض ان يكون لذوي المواهب والقدرات التعليمية دور وللشعائر الدينية كذلك..
المجتمع العراقي يشهد تحولات كبرى مثيرة وصادمة وهو بحاجة الى الدعم من داخله وليس من الخارج فهو يعلم الداء وسبل العلاج والطرق الكفيلة بتحقيق التحولات وضبط الايقاع المجتمع وحمايته من خلال التحصين الاخلاقي والمعرفي وايصال المعلومات النافعة للمجتمع كله دون استثناء وهي مسؤولية تشاركية لاتقتصر على فرد او جماعة او مؤسسة بعينها فالوطن لاتبنيه يد واحد بل ايادي ابنائه جميعهم.

#علي_الخياط (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات