أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الخياط - عصر الاخوان ونكوص مصر














المزيد.....

عصر الاخوان ونكوص مصر


علي الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 4148 - 2013 / 7 / 9 - 18:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هذا ماتريده دول بعينها ،أن تخرج مصر من معادلة الصراع العربي الصهيوني ،ومن معادلة المنافسة الإقليمية وحتى العربية فهناك عواصم في المحيط العربي يهمها ضعف القاهرة وتردي قدراتها على المستوى السياسي والقرار الذي يوفر لها مكانة تقليدية إعتادتها منذ عقود من الزمن طويلة حتى في أشد أيام ضعفها ونكوصها فمصر في عهد جمال عبد الناصر كانت يمتد نفوذها الى بلاد عربية عدة وكانت تؤثر بشدة في القرار الافريقي واسهمت في تأسيس حركة عدم الإنحياز في اكثر مراحل التاريخ الانساني حرجا وصعوبة ومع قيام المعسكرين الغربي والشرقي والاستقطاب الحاد في السياسة الدولية وتعرضت لضغوط هائلة وعدوان منظم من اسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لكنها كانت تخرج في كل مرة قوية ، وتعرضت لحرب إستنزاف في العام 1965 وظل الحال حتى وفاة عبد الناصر ولم يثن ذلك مصر من الحضور الفعال في جميع الميادين خاصة في زمن محمد انور السادات الذي واجه تحديات مماثلة تعامل معها بواقعية كبيرة لولا ذهابه بعيدا في التفاوض مع الكيان الصهيوني وهو الامر الذي مارسه العرب بعد عقود من الزمن كما فعلت دول مثل قطر والاردن والمغرب وتونس عدا عن التي تعمل في السر مع تل ابيب.
عزل العرب مصر عن محيطها وتم نقل مقر الجامعة العربية الى تونس وتم تعيين أمين عام للجامعة تونسيا وكانت المقاطعة العربية في قمة بغداد نهاية سبعينيات القرن الماضي وبعد مقتل السادات على يد إسلاميين من السلفيين تولى زمام الامور الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك وواصل علاقة متوازنة مع دول عربية بعينها محاولا إعادة الامور الى وضعها الطبيعي وشهدت البلاد نوعا من النهوض العمراني والاقتصادي والثقافي والسياحي لكنه لم يكن كافيا لإرضاء المصريين مع قلة الموارد وضعف السياسات والفساد الذي مارسه أقطاب في النظام حيث قيدوا الاقتصاد لسياسات صندوق النقد الدولي وعاني الملايين من الحرمان والبطالة والرغبة في وجود فرصة حياة جديدة.
رغم كل ذلك فإن ماتشهده مصر الآن لا يمكن لكل ما مضى ان يضاهيه في ظل سلطة الإخوان المسلمين الذين تفرغوا لشؤون الحكم الخاص بهم من خلال أخونة المؤسسات التشريعية والتنفيذية وخلقوا نوعا من الإنقسام لم تشهده مصر في كل تاريخها القديم والحديث ، وصار المصريون منقسمين الى معسكرين متقابلين لاسبيل لتقاربهما فهذا تيار سلفي إخواني متشدد لايسمح بالإعتدال ووجود الاخر وتيار آخر يبحث عن مصر التي تكاد تضيع في غياهب التشدد والتعصب الذي فضحه قتل المواطنين الشيعة الابرياء في القاهرة وكذلك الاعتداءات الصريحة ضد الأقباط والأقليات الاخرى مشفوعة بتصريحات نارية عن القتل والذبح والترويع والوصف السيئ لكل مواطني مصر بتوزيعهم على أرجاس وانجاس وكفار ومرتدين وكأن مصر لاتحتوي سوى على فكر الاخوان وتعصبهم وميلهم الى أقصاء الآخر بشتى الوسائل غير المشروعة. أنتظرت الجماهير المصرية ان ينسحب مرسي ويرضخ لارادة الشعب لم يأت الخطاب الذي ألقاه الرئيس محمد مرسي الاخير بجديد وخرجت الجماهير اكثر اصرارا على مطالبها السابقة فالجيل لم يكن قادرا على مغادرة فكر جماعة الاخوان وكان صريحا وحريصا على تهديد السلم الاهلي من خلال تحديه لارادة الشعب واصراره على البقاء في السلطة حتى لو كان الثمن حياته وهو التعليق الذي تحدث به قياديون في الجماعة وذهبوا الى ابعد من ذلك في اليوم التالي وعلى مختلف الفضائيات ومن بينها الجزيرة التي تروج للاخوان المسلمين على العكس من العربية فقطر لا تخفي مساندتها لنظام صرفت ملايين ومئات منها من الدولارات ليقوى ويستمر ويحكم بينما تحاول السعودية اسقاط نظام الاخوان بكل ما أوتيت من قوة بعد وضوح الصورة لديها وتأكدها من إنه نظام يهدد مصالحها ومصالح ممالك وامارات خليجية اخرى.
قيادة الجيش المصري اتخذت القرار المناسب بعزل مرسي من الحكم بعد ان استنفذت كل الخيارات الامنة لرحيل امن ،الاخوان المسلمين رفضوا تدخل الجيش المصري منذ بداية التظاهرات وطلبوا اليه ان يهتم بالشؤون العسكرية وان لاينحاز الى احد ولذلك خاطب الرئيس الجيش بنوع من الحزم ووصف الاخوان تحركات الجيش بمزيد من التشكيك والريبة من قيامه بانقلاب عسكري وهو ما يخشاه الاخوان وسبق ان حذروا منه لكن هذا لايلغي اهمية ان يكون الجيش على مستوى من الحذر فالاخوان المسلمون لن يسكتوا ولديهم قواعدهم الشعبية وهم يملكون الجرأة والسلاح واذا سقطوا فلن تقوم لهم قائمة بعد اليوم ولذلك سيعمدون الى تحشيد جماهيرهم في الميادين والمدن المختلفة لكنهم قدموا تنازلات لم ولن يقبلها المعارضون وهي المتعلقة بالحوار بين اقطاب الحكم والمعارضة بالفعل فأن اليومين الماضيين كانا حاسمين في تغيير وجه ووجهة مصر العظيمة التي لم ولن تكون مكانا للتطرف وترفض ذلك فالشعب المصري الذي يعيش بمزاج هادئ عبر التاريخ صار يتحرك باتجاهات مختلفة ليضمن عدم تورطه في مستقبل يحكمه اناس جعلوا الاسلام وسيلة للوصول الى السلطة للأسف الشديد وليس من هم كبير لديهم سوى النفوذ حيث حيدوا الاخرين وثارت في عهدهم القصير مساوئ عديدة من بينها استهداف الاقليات الدينية والقومية ومنها "المسيحيون والشيعة "وكانت الجريمة الاخيرة ضد الشيخ حسن شحاته وجماعته من الشهداء الابرياء الذين قتلوا وسحلوا في حادثة صدم بها المصريون مثلما صدم بها الناس من المسلمين والعرب وابناء الارض عموما ورسمت صورة سيئة عن الدين في أذهان من يتربصون وللاسف الشديد فأن الاخوان المسلمين استعجلوا تملك السلطة ولم ينتظروا بعض الوقت ويكونوا في المعارضة خاصة وان اي حكم سواء كان دينيا ام علمانيا سيفشل في حكم بلاد عظيمة مثل مصر التي تحتفظ باسرار تمرد عديدة وفي بلد يفتقد الموارد فأن من الصعب الحكم والسيطرة لذلك حكم الاخوان في ظروف مشابهة لتلك التي حكم فيها مبارك وعصابته ..
الاخوان اخذوا مصر الى الهاوية ومن الطبيعي ان ينتفض الشعب والجيش ايضا.



#علي_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انقلاب المعادلة السورية
- البرلمان العراقي وغياب الضمير
- الثابت والمتحول عند مسعود البارزاني
- غزة تحت النار
- نعم لكشف الفاسدين
- انا اشهر كذاب
- انهيار الخليج
- نواب للبيع!!
- في ذكرى النكبة
- التحالف الوطني...؟
- الاماني الضالة
- وماذا بعد؟
- دكتاتورية المالكي...وجهة نظر كردية؟
- بيش مركه،ناطق اخرس
- التاسع من نيسان
- حين يفترقان
- قمة العرب
- اذار.. ربيع المرأة
- موازنة بحجم التحدي،ولكن؟
- ضلالة معاوية


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الخياط - عصر الاخوان ونكوص مصر