علي الخياط
الحوار المتمدن-العدد: 3692 - 2012 / 4 / 8 - 14:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
التاسع من نيسان
علي الخياط
لو أنه قيل لي قبلها بأيام أن دكتاتور بغداد سيسقط في هذا اليوم من عام 2003 وأن تمثاله سيجر كما تجر البهيمة الميتة لتقبر في حفرة ويطمر معها كل وجودها,وإن أبا تحسين سيخلع نعله ليضرب به صورة الطاغية صدام,وإن العراقيين سيخرجون الى الشوارع ليعبروا عن الفرح ,لما صدقت ذلك,لكن أن يحدث وأن أعيشه بنفسي وأبتهج ,وأنا في دار غربة ثم اعود الى الوطن محملا بالأماني والرغبات في بناء الدولة الجديدة,وأن أقدم التضحيات في مواجهة الارهاب الاعمى وبقايا البعث المقبور وازلامه الاشرار الذين فقدوا كل قيم الرجولة ,وأخلاقيات التعامل الانساني ولم يعودوا سوى مجموعات من القطعان المتوحشة لذئاب أو ضباع وحتى ثعالب وكلاب,أن يحدث كل ذلك,فهو إذن تعبير عن حقيقة الحضور الغيبي والرحمة الإلهية التي إنتشلتنا من يأس وقنوط كان يرتع ويلعب في نفوسنا المكلومة بجراح ظنناها لن تندمل أبدا.
يوم التاسع من نيسان من كل عام يمثل الحدث الهم في التاريخ العراقي المعاصر ففي ظهيرته كان الخبر يزف الى الضحايا من السجناء والمعاقين والمطمورين في المقابر الجماعية والمعذبين والمهجرين واللاجئين وفئات اجتماعية أبتليت بحكم البعث,بزوال كابوس الطغمة الصدامية المتعفنة وبزوغ فجر يوم جديد على العراق وشعبه والعالم المتمدن والمتحضر والمتعطش للحرية والإنعتاق.
في مثل هذا اليوم أعدم الدكتاتور فيلسوف عصره ونابغة دهره,وداحض كفر الكافرين وعنت الضالين المضلين ,سماحة الأمام محمد باقر الصدر(قدس سره),وليس من ثأر يثأر به الله لأوليائه غير ان يذل ويخزي قاتليهم من امثال صدام وفي ذات التاريخ واليوم,ففي التاسع من نيسان ,أقدم صدام على جريمة إغتيال المرجع الشهيد محمد باقر الصدر وبعد عقود وفي ذات التاريخ ثأر الله العزيز المقتدر لوليه الصدر.
سلام على روحه الخالدة واللعنة الأبدية تلاحق صدام واعوانه في الدنيا والاخرة.
#علي_الخياط (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟