موازنة بحجم التحدي،ولكن؟

علي الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 3650 - 2012 / 2 / 26 - 10:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أقر مجلس النواب ميزانية العام 2012 وهي الميزانية الاكبر في تاريخ البلاد وبلغت 100 مليار دولار امريكي خصص جزء كبير منها كموازنة تشغيلية بينما حظي الإستثمار بحصة أقل لكنها مقبولة بسبب طبيعة الاوضاع المتغيرة وامكانية سد العجز الحاصل من خلال المستحصل من أموال النفط التي تكون عادة مرتفعة قياسا بالسعر الذي افترضه المجلس كحد متوسط وهو 85 دولاراً للبرميل الواحد، بينما يتوقع ان يكون السعر في السوق العالمية اعلى من 110 دولار وهو ماسيعود بفائض كبير يغطي العجز ويمكن من خلاله تلبية المقترح الذي تقدمت به بعض الكتل النيابية والخاص بصرف اموال لدعم الفئات الفقيرة وزيادة الرواتب ومن بينها ايضا الاموال التي ستخصص لعلاج بعض الامراض المستعصية والتي تثقل كاهل وزارة الصحة اضافة الى مبلغ كبير كمنح لطلبة الجامعات.

ايضا تقديم الدعم لبعض المحافظات التي تهالكت فيها البنية التحتية والتي تعاني من محرومية طالت وسببت الاذى العميق لأبناء تلك المحافظات.

عد البعض هذه الميزانية الاكبر في تاريخ العراق ,ورأى آخرون ان إقرارها يمثل منجزا حيويا سيعود بالفائدة على كل طبقات المجتمع العراقي وخاصة الفئات المحرومة منها وكذلك فئة المتقاعدين والعاطلين عن العمل والذين يتقاضون رواتب تقاعدية لاتسد الحاجة,وتحويل المتعاقدين على الملاك الدائم واحتساب الفروقات في المستحقات للاعوام الماضية.

البعض انتقد ماسماه غياب المعايير الدولية المعتمدة في اقرار الميزانيات لدى المواطن العراقي لكن ذلك لايقلل من اهمية المصادقة عليها في ظروف استثنائية يمر بها العراق وهو التحدي الذي عاشه النواب خلال الاشهر الطويلة الماضية مع مطالبات بتعديلات واولويات ومقترحات واعتراضات كلها شكلت عامل ضغط أخر ساهم كثيرا من وتيرة العمل على تمريرها داخل البرلمان.

المؤاخذة التي عكرت صفو الرضا بالاقرار الاخير للميزانية تمثل في تصويت البرلمان على شراء سيارات مصفحة للبرلمانيين العراقيين!! وهو التصويت الذي حصل برغم إدعاء بعض الكتل انها لم تصوت عليه وهو مايبعث على السؤال:إذا كانت كل تلك الكتل لم تصوت فكيف مر المشروع؟ومن صوت عليه..تساؤلات لم نجد لها الاجابة الوافية.

#علي_الخياط (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل