أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ابرام لويس حنا - تطورالسامية العربية والعبرية من المصرية القديمة، (آمين، أمن) نِسبة للإله المصري (آمون، آمن)















المزيد.....

تطورالسامية العربية والعبرية من المصرية القديمة، (آمين، أمن) نِسبة للإله المصري (آمون، آمن)


ابرام لويس حنا

الحوار المتمدن-العدد: 7893 - 2024 / 2 / 20 - 21:03
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


نلاحظ معرفة العبرانيين بإسم (أمون) وإدارك التصاوير التي تُعبر عن إسمه وهم (قلم البوص/ النبات الأخضر + الأرض وعليها النباتات الخضراء + اليم أو المياة) فمثلاً ذُكر في الكتاب المقدس هَلْ أَنْتِ أَفْضَلُ مِنْ نُوَ أَمُونَ נֹּ֣א אָמ֔וֹן الْجَالِسَةِ بَيْنَ الأَنْهَارِ، حَوْلَهَا الْمِيَاهُ الَّتِي هِيَ حِصْنُ الْبَحْرِ، وَمِنَ الْبَحْرِ سُورُهَا؟ (نحميا 3: 8)، حيث نُلاحظ هنا إرتباط (النون) بأمون في قولهم ( نو أمون) أي (مياة أمون) كما هو موجود تماما في اللفظ المصري، مما يُبرهن على معرفتهم للتصوير المصري المُعبر عن إسمه.

لكن هل يعني أمون الخفي؟!
فمثلاً روى بلوتارخ المؤرخ اليوناني أن: آمون هو الاسم الذي أُعطي لزيوس في أرض المصريين مع تغير طفيف إذ يُنطق آمون (1)، إلا مانيثو السَمَنُّودي يذكر أن معناه المخفي أو الخَفاء (2) وكذلك هيكاتيوس الأبديري يقول أن المصريين يستخدمون تعبير أمون حينما يشيروا إلى أحدهم الآخر، فالكلمة هي شكل من أشكال المُناداة، وبالتالي حينما يُخاطبون الإله الأعظم فهم يعتقدون إنه مَخفي ومحجوب كالكون متوسلين بأن يُظهر لهم ذاته (3) لكن كان لجورج إستيندورف رأيًا آخر فقال غير إن المعنى الأصلي لكلمة إمون لا يمكن بأي حال مِن الأحوال أن يكون كما فسره هؤلاء العلماء (4) ، وقد كان جورج إستيندورف مُحقاً في هذا،

فآمون يعني حرفيًا (قوة/ قدرة السماء التي ترفع النور أو الذات القوية كالنبات الذي يُنبت في السماء السوداء الخُضرة والنور) والذي يتكون مِن:
أ) قلم البوص أو النبات للتعبير عن الذات الواهبة أو الشىء الطالع من الظلمة/ الذات ليحمل نوراً، فمثلا ينساب من قلم البوص الحبر بألوانه المختلفة اللامعة على الصفحة التي هي كسماء الليل فارغة، والنباتات تَخرج من الأرض السوداء لتحل بنورها على سواد الأرض وتحمل نوراً للإنسان، ومثل ذراع الإنسان التي تَخرج من ذاته وترتفع من أسفل إلى أعلى لتحمل الأشياء.

ب) السماء/ الذات التي تحمل النور، كالإنسان في المصرية القديمة (mn) الذي هو كالسماء تحمل النور، لهذا عُبر عنه بالذات التي تحمل الشروق (5).

وعلى هذا فإن (أمن / أمون) يعني :

(بإختصار) : خضرة في سماءنا (ذاوتنا) أنبت/ أحمل، أو الذات الخضراء المرتفعة القائمة التي تحمل و تقذف النور في ظلمة السموات، ولهذا فإن نطقه هو (أمن) وليس (نام أو نمى)، و مِن ذاك التصوير واللفظ بعينه تأثر به الساميون وتعلموه للتعبير عن (الإيمان) وذلك بقولهم (أمن אמן)، فالايمان كحلول النور في السماء، وهو خير دليل على تأثرهم بالمصرية القديمة، فلم يقولوا (نمى أو نما أو نام) مثلما يٌقصد بالنَمَاء مِن (نَمَى) وهو يعني حرفياً (أنبت من الظلمة خضرة أو رفع من الظلمة ذاتا كالخضرة او النبات)، لكنهم استخدموا (أمن و אמן) للتعبير عن الإيمان ، فلو كانوا يُريدون القول (يارب: أنبت في ذواتنا نوراً) لقالوا (نمي) لكنهم قالوا (أمن) كأنهم يُريدون القول (يارب : نوراً/ خضرة في سماءنا/ ظلامنا أنبت، أو خُضرة في السماء/ الذات حَلت)، وبإختصار إن (أمون) يعني (قدرة السماء التي ترفع النور) (6).

كما كان نتيجة لهذا التأثير هو شهرة إله المصريين (أمون) فهو الإله الذي يحمل بذراعيه النور (imn)، فــ (أمون رع) يعني (الإله الذي بذراعي سماءه يحمل النور) مثلما نرى في تصاوير المعابد بحمل الإله السماء بذراعيه (7)، وعٌبر بالذراعين بالقصاب والنباتات، فالنباتات وقصاب الأرض تخرج مِن ذات الأرض كذراعي الإنسان تخرج من ذاته وكلاهما لهما المقدرة على رفع الأشياء فالنبات يرفع لنا قوة الحياة والذراع ترفع لنا الاشياء كذلك، وكما أن النبات يَنبت/ يخرج من الارض ليحمل حياة لذات الإنسان، هكذا ذراعي الانسان ترتفع لتحمل نوراً في الظلمة، لهذا إرتبط (أمون: بالنبات الخارج من الأرض) وخير شاهد على هذا قوله أن آمون و رع و بتاح لا مثيل لهم (8) ومن المعروف إرتباط (رع) بالفم أو الكلمة أي الرأس، في حين من المعروف إرتباط بتاح بالجسد و الأرض، وعلى هذا فإنه من المفترض أن يكن (أمون) ذات إرتباط وثيق بالقوة التي ترفع النور كالذراعين، ولهذا إرتبط كذلك بالقضيب وبالإله (مِن Min) بإسم (أمون مِن Amun-Min) ذات القضيب المنتصب للتعبير عن القوى التي تحمل النور وترفعه وتقذفه، وما يؤكد قولنا هو أن يمين ويسار الإنسان أو اليمين والغروب بصفة عامة في المصرية القديمة يُطلق عليه (imn) والغربين (imnti)، و ( نبات البردي mnh، والنبات في السومرية amani) واليمين معروف عربياً و יָמִין عبريا و imnu/ imna أكادياً.

وعلى هذا فإنه عندما يَقل العرب أو العبرانيين (آمين) أو عند وصف (الإيمان) وجذرة (أمن) فهم كأنهم يقولون (خضرة في ذواتنا أو سماءنا أنبت أو إحمل).


المراجع:
---------
1- بلوتارخ، إيزيس وأوزیریس De Iside et Osiride، مجلد LCL 306، المقطع 9/ إيزيس و أوزيريس، حسن صبحي بكري، محمود صقر خفاجي، سلسلة الألف كتاب، م. 235
2- George Hart, The Routledge Dictionary of Egyptian Gods and Goddesses, 2005, P. 14
3- Ernest Alfred Wallis Budge, Legends of the Egyptian Gods, 1994, P. 211
4- جورج إستيندورف، ديانة قدماء المصريين، تعريف سليم حسن، طـ. 1، 1923، ص. 15
5- عُبر عن البقرة الحلوب بـ (mnat مُناة/ مُنات ) أي (الذات التي تمدنا/ تحمل لنا القوت كاللبن واللحم) وكالمرضعة (mnat، أي (الذات التي تمدنا بالقوت) و مازلت النساء تتسمى به في اسم منة وجذره (منة mna)، وكذلك المُرَبَّي هو (mnat) فهو (كالسماء يهب لنا الخبز والنور)، وكالإنسان (مَن mn) كما ذكرنا آنفًا، لهذا قال هيكاتيوس الأبديري أن المصريين يستخدمون تعبير أمون حينما يشيروا إلى أحدهم الآخر، فالكلمة هي شكل من أشكال المُناداة ، ومازال في العربية ذاك الجذر (يمَّنَ / يمَّنَ) أي (يُعطيه ويهبه له).
6- لذا فإن نقيض (أمون) أي (قدرة السماء التي ترفع النور) هو (المَنى و المُني الموت mni) ويقصد به حرفيا (الظلام كالسماء رافع القدرة) أي (مُزيل النماء) وهو ِمِن mn أي (مرض) ويقصد به (حلول الظلمة وإرتفاعها على الطيور)، وهذا هو المحفوظ سامياً في (المَنى والمَنِيَّةُ أي الموت)، في حين يقصد بـ (نام) بـ (رفع ذاتاً / سماءاً).
7- ذكر بلوتارخ المؤرخ اليوناني أن أمون هو الاسم الذي أُعطي لزيوس في أرض المصريين مع تغير طفيف إذ يُنطق آمون .
8- بردية ليدن Leiden رقم I-350



#ابرام_لويس_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطور اللغة العربية؛ تصحيح قراءة الإله المصري (الوطيد) بدلاً ...
- الأصل الأسطوري لقصة قايين وهابيل
- التصور الأصلي لخلق الإنسان (آدم وحواء) وقصة سقوطهما
- من هُو المسِيح ؟! (خُلَاصَة رِحْلَة بَحْث)
- كيف وُجد الكون مِن لا شيء
- استخدام أسطورة الغدر اليونانية على الأنجيل - يهوذا و تاربيا ...
- إلوهيم، يَهْوَه، شجرة معرفة الخير والشر، شجرة الحياة (إعادة ...
- دائرية الأرض في الفكر اليهودي (الأرض المسطحة)
- الإنتقال مِن اليهودية الطقسية (يهودية الذبائح والطقوس) إلى ا ...
- - ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ- (مز 22: 16) رؤية جديدة
- ردا على فاضل الربيعي (صيلع اليمن)
- ردا على فاضل الربيعي (مَيْفَعَةَ اليمن)
- الحرب بين أمريكا و الصين ستأتي لا محالة
- هل نبوءة أشعياء -هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا و ...
- إقتباسات بولس الرسول اقوال إنجيل توما، و إعتماده عليه كمصدر ...
- كيف تستمتع بحياتك و تصل للنشوة كل يوم ؟
- من هو الطفل المَلكي الذي يتحدث عنه أشعياء قائلاً - لأنه يولد ...
- الخلفية التاريخية لنبوءة اشعياء ( يولد لنا ابناً ويدعى إسمه ...
- لماذا ليس هناك وحدة أدبية لسفر إشعيا ؟!
- الرد على هولي بايبل ( هل بالفعل النص العبري التقليدي -المازو ...


المزيد.....




- بعد قضية -طفل شبرا-.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك ويب- من بداي ...
- الجيش الروسي يتقدم على طول خط الجبهة
- أوربان: من يدعم حرب أوكرانيا هو المستفيد
- -جامعاتنا مفتوحة لكم-.. الحوثيون يعرضون استضافة الطلبة المفص ...
- حدث في إيطاليا: رضيع يبلغ من العمر 4 أشهر يدخل في غيبوبة كحو ...
- أكسيوس: بايدن يشارك شخصيا في جهود مكثفة للتوصل إلى صفقة وتوق ...
- الحوثيون يعلنون عن بدء تنفيذ المرحلة الرابعة من التصعيد
- أردوغان: أوقفنا التجارة مع إسرائيل لإجبار نتنياهو على وقف ال ...
- بوريل: تأخر المساعدات الأمريكية لكييف قد يصبح سببا لهزيمتها ...
- نائب رئيس الهيئة الإعلامية لحكومة صنعاء لـ RT: واشنطن ولندن ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ابرام لويس حنا - تطورالسامية العربية والعبرية من المصرية القديمة، (آمين، أمن) نِسبة للإله المصري (آمون، آمن)