أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ازهر عبدالله طوالبه - المُقاومة وتصريحات وزراء الخارجيّة العَرب..















المزيد.....

المُقاومة وتصريحات وزراء الخارجيّة العَرب..


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 7891 - 2024 / 2 / 18 - 22:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


لأنَّ ‎الولايات المُتحدة الأميركية تُدرِك أهميّة الجُغرافيا السياسيّة لمِصر، ومدى أهمّية الديمغرافيا المصريّة في تحقيقِ مشروعها الكولونياليّ، المُتمثِّل بالحِفاظ على ‎إسرائيل في المنطِقة، فإنّها لا تتوقَّف عن إدخالِ ‎مصر في معمةِ الأوراق المُنهِكة لها، والّتي تؤدّي إلى إضعافها. فها هي بعدَ أن أقرَّت بفشلِ خطّتها الأولى، المُتمثّلة بتهجيرِ الغزّيينَ إلى ‎سيناء، أعادَت طرحَ ورقَة الدّيون المصريّة، وبدأت تلعَب، جيدًا، على توظيف هذه الورَقة، وهي تعتَمدُ في ذلك، على النّظام السياسيّ المصريّ، الّذي أفقَدتهُ خيانته للشّعب المصريّ كُلّ أوراقه، حتى باتَ يُعرف بأنَّهُ مِن فئةِ الأنظِمة العربيّة الّتي لا تتوانى عن دعم إسرائيل، وتُقدِّم لها كُل ما تملِك تحت حُجّة الهراء العقليّ الذي يُعرف ب" التّسامح".

وقَد يكون ذلك حقيقةً مِن الاستحالة إنكارها. إذ أُكِّدت هذه الحقيقة بتصريحات وزراء الخارجيّة لبعضِ الدّول العربيّة، أمامَ البرلماناتِ الأوروبيّة والهيئاتِ الأُمميّة، والّتي يعتَقدونَ بفضلِها، أنَّها ستُقرِّبهُم مِن المُعسكر الصهيونيّ، وأنّهُم بفضل ذلك، سيتمكّنونَ مِن حلّ أزماتهم المُصطنَعة.
وللَقد كانَ آخر تلكَ التّصريحات، تصريحٌ أدلى بهِ وزير الخارجيّة المِصري، سامِح شُكري، في مؤتمَر ميونخ للأمِن، والّذي قال فيه أنَّ "حماس خارج الأغلبيّة والسلطة الفلسطينيّة، وأنّها ترفُض التوصّل إلى تسوية، كما ترفُض الاعتراف باسرائيل، وأنّها ترفُض التنازل عن العُنف، ويجب مُحاسبة داعميها...الخ".

بدايةً، ومَع الأخذ بعينِ الاعتِبار بأنَّ تصريحات وزراء الخارجيّة، هي تصريحاتٌ رسميّة، وتُمثّل نظامًا سياسيًّا برُمّته..إلّا أنّني أؤمِن بأحقيّة أيّ إنسانٍ بعدمِ الاتِفاق مع ‎#حماس كتنظيمٍ سياسيّ. لكن، في ذاتِ الوقت، أنكِر أحقيّته بأن يقِفَ، بل يذهَب لأبعد مِن ذلك، ليتصدَّى للمُقاومة الفلسطينيّة -بكلّ فصائلها ومُمثّليها- في تصدّيها للاستيطانِ الصهيونيّ التوسُّعي. فهناكَ ثمّة فرقٌ بينَ مَن يُقاوم مشروعًا سياسيّ ومَن يسعى لتحرير أرضه.

فمَن يقرأ تصريح وزير الخارجيّة المصري، قراءة سياسيّة، يُدرِك حقائق كثيرة، وتتوارَد إلى ذهنِه أسئلة لا يُمكِن أن تصفّد أبواب العقل أمامها.
ومِن ضمِن الحقائق المُبطَّنة في هذا التّصريح، أنَّ النّظام المصريّ نُصِّبَ كأداةٍ للدّفاع عن ‎#إسرائيل، وذلكَ مِن خلالِ إدخالِه في معمَعة مواجَهَة مَن ‏"يُنافسونَ" الكيانَ الصهيونيّ على قيادَة المنطِقة، وتسيُّدها، وتحقيق كلّ النبوءات الدينيّة، وإقامة المشاريع التاريخيّة. وقد اتّضحَ ذلكَ جليًّا من خلال قولِه، أي شُكري، بوجوبِ مُحاربَة و"مُحاسَبة داعمي حماس"..ممّا يعني، وببُعد نظَر، أنّ الإقتِتال الحاصِل الآن، هو اقتتالٌ بالوكالَة. فالأمرُ هُنا لا يتناول الحركة سياسيًّا، كما أنّهُ غيرَ معنيٍّ بتركيبةِ الحَركة هرميًّا، ومَن يمثّلها في الخارِج، وإنّما يتناول، وبعنايةٍ شديدة، مسألة المُقاومة الفلسطينيّة، وحقّ الفلسطينيينَ بتحريرِ أرضهم المُحتلّة مِن قبل دولٍ استيطانيّة، ذاتِ سياساتٍ مُختلّة.

لَم يَقُل شُكري قولًا غريبًا، يُخالف التوجّهات السياسيّة للأنظِمة العربيّة في تعامُلها مع ‎حماس، وإنّما قامَ بإسقاطِ القِناع الّذي اختبأت وراءهُ معظَم الأنظِمة السياسيّة العربيّة،الّتي تُخاطِب شعوبها بخطاباتٍ مُختَلفة، كليًّا، عن تلكَ الخِطابات الّتي تُلقى أمام هيئاتٍ أممية.

وفي حقيقةِ الأمر، فإنَّ المؤسِف هُنا أنّهُ لم يطعَن بالمشروع السياسيّ ل ‎#حماس، ولم يأتِ عليها كتنظيمٍ سياسيٍّ، قد تكون معالِم مشروعه غيرَ واضِحة، وفيها الكثيرَ من التّداخُل، وقد يكون لهُ الحقّ في ذلك، وإنّما جاءَ عليها كحركة مقاومة، تسعى إلى تحرير أرضها مِن كيانٍ صهيونيٍّ غاصِب، مكَّنتهُ كُلّ القِوى الكولنياليّة مِن تثبيتِ دعائمه السياسيّة والاقتصاديّة على الأراضي الفلسطينيّة المُحتلّة.
ومِن جهةٍ أُخرى، ثمّةَ بشاعةٌ كبيرة لا يُمكِن القَفز عنها، ألا وهي أنَّ ‎مصر تُعدّ طرفًا رئيسيًّا مِن أطراف أيّ عمليّة تّفاوض مُتعلِّقة بإنهاء الحَرب الكونيّة على غزّة، حتى وإن كُنّا نتأسّى على أنّ أغلَب عمليّات التفاوض الهادِفة إلى إنهاء هذه الحَرب، لم تَعُد تُعقد على الأراضي المصريّة، وفي هذا تهميشٌ واضحٌ للمكانةِ الدوليّة لمِصر، وتقزيمٌ للدّور المصريّ في أكثر القضايا التي لها تأثير على البُعد القوميّ ل"مصر".

ونظرًا لاعتِبارها طرفًا تفاوضيّ، فكانَ يتوجّب على من يمثّلونها أن يكونوا على درجةٍ عالية مِن الحياديّة، وإن كانَت الحياديّة ثقيلة عليهم، فكانَ مِن اللّازم أن ينحازوا إلى شقيقهم العربيّ، الشّعب الفلسطينيّ، القابِع تحتَ نيرِ احتلالٍ غاشِم، وإن أتعَبهُم ذلك، فكانَ عليهم أن يكونَوا مُنحازينَ للمظلوم وليس للظّالم، وليسَ بالضّرورة أن يكونَ الإنحياز لِ ‎#حماس، وإنّما يكفي أن يكونَ الإنحياز لشعبٍ مَظلوم، حاربتّهُ كُلّ قِوى الأرض، وسعَت إلى تجريده مِن كُلّ قِواه، وسلَّطَت عليه كُلّ أنواعِ الظُلم، وأذاقتّهُ كُلّ أشكالِ الويلات.

لكن، كُلّ معمَعة التّصريحات هذه، تأتي مِن خلال تضخيم حجم الرّهان القائم على الوعود الأميركيّة، وهو تضخيمٌ سيؤدّي بنا إلى التّهلكة، كيف لا، وكلّ الأميركيين الفاعلين في المنطقة بشكلٍ عام، وبالقضيّة الفلسطينيّة بشكلٍ خاص، يؤكدون دومًا على أحقيّة اسرائيل بالوجود، وأنّهُ على قيادات وشعوب هذه المنطقة أن تتعايش مع الوجود الإسرائيليّ.
والواضح مِن كُلّ ذلك، أنّهُم يلهثونَ وراءَ دورٍ وظيفيّ جديد، بعدَ أن انتهَت كّلّ أدوراهم الوظيفيّة السابقة، الّتي جرّدتهُم مِن كُلّ قوّة كانوا يتمتّعونَ بها، أو يحتَضنوها، حتى وإن كانَت مُخطئة.

المُهم، أنَّ هؤلاء، مهما صرّحوا وفعلوا، سيُصابونَ، حتمًا، بخيبةِ الأمل، بل ستُصفَع ضمائرهم، وسينتهي الحال بِهم إلى أقذَر وأفظَع مزابِل التّاريخ.
فهُم لا يُسانِدونَ إلّا احتلالًا غاشمًا، وليس لهم بشرف ومروءة العُروبة أيّ صِلة، وعليهم أن يُعيدوا حساباتهم ؛ كي يملكوا يقظة ورؤية تقيهم وتقي كُلّ من تسوّل له نفسه في دعم هذا الكيان المغتصب القائم على الإبادة، واغتصاب الحُقوق، ولا يعرِف أيًّا من العهود والمواثيق الدوليّة.



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرحةٌ للوطَن ومِن ثمّ لنا.
- معمعة التخبُّط والمتاهات: الكيان الصهيونيّ أنموجًا.
- خذلناهم، لكنّهم سينتَصرون، وسيعيدون رسم خريطة العالَم.
- مِن جريمةٍ إلى أُخرى.
- صراع الذكاء الصناعيّ والغباء البشريّ
- الشهادات العلميّة للمُجتمع، والعلم لمن أراد.
- -الفزعات العشائرية والمناطقية داخل الجامعات.-
- -داء الإنغلاق على الذّات الذي لا دواءَ لهُ -
- الكوارِث ما بين دناءة وإنسانيّة مُقدّمي المُساعدات
- النّجاة تكون بالتّوفيق بينَ العلم والدّين..وليسَ بتمديدِ الف ...
- لنخلَع عباءة الصّراع الدّينيّ التي ألبسنا إيّاها أصحاب المصا ...
- دور الدّين في السلطة السياسية، وفرضه على الآخر المُخالف.
- المؤسّسة الدّينيّة في خدمةِ السُلطة السياسيّة
- هل سنتمكَّن مِن تجاوزِ مُعيقات/أو معوِّقات الإصلاح الإداريّ ...
- مَن يفشَل في بناء الإنسان حتمًا سيفشَل في بناءِ العِمران.
- كفاكُم طعنًا لخاصرة سوريا بإبعادها مِن عضويّة الجامعة العربي ...
- الثقافة والساحة الأدبيّة: لُعبة تصدُّر المشهد.
- عبيدُ الأمزجة ولسنا سلاطين الرأي العام
- شرعيّة الإنجاز وضياع الوطن
- رمضان، محطّة مُهمّة للتمرُّدِ على عِبادَة الشّهوات والرّغبات ...


المزيد.....




- استطلاع: ثلث طلاب الجامعات البريطانية المرموقة يعتبرون هجوم ...
- ضابط استخبارات أمريكي سابق: من تبقى من الأوكرانيين ليسوا مست ...
- لماذا النسيان مفيد؟
- روسيا.. تنظيم يانصيب للفوز برحلات عائلية للحج خلال مهرجان إس ...
- -أنت مطرود.. أخرج من هنا يا جو!-.. ترامب يسخر من بايدن ويهاج ...
- النيجر ومالي وبوركينا فاسو تتفق على الصيغة النهائية لتشكيل ا ...
- إلغاء عشرات الرحلات في ثاني أكبر مطارات ألمانيا إثر احتجاجات ...
- كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط ...
- البرلمان العراقي يخفق في انتخاب رئيس له بعد جلسة متوترة
- الرياض وواشنطن تبحثان الاتفاقيات الإستراتيجية والأوضاع في غز ...


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ازهر عبدالله طوالبه - المُقاومة وتصريحات وزراء الخارجيّة العَرب..