أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - أخيرا رحل طائر السعف














المزيد.....

أخيرا رحل طائر السعف


عادل علي عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 7891 - 2024 / 2 / 18 - 14:24
المحور: الادب والفن
    


أخيرا رحل طائر السعف

مدخل :
طائر السعف الذي يجوب المدن والقرى الوادعة ، يمر خجلا على الديار والقفار، حاملا الواحه التي خطها زمنه المتخم بالطواف في اصقاع مدينة الدؤلي والفراهيدي ، ليحط رحال خطواته الاولي في مدينته السمراء ، يطرق باب قدوته ومعلمه الاول الذي علمه حرفة الادب ،ومهنة اللغة، ولعبة الاعلام ،الاديب البصري والعالم الموسوعي كاظم الخليفة ،الذي لازمه كظله، والذي راح يلهج باسمه في شبابه وحتى رحيله . فهو الراهب العراب الذي كان يعزز شهادته المتجددة ليقول بحقه : (ان كل ما عتدي هو من جاحظ البصرة مثلما اسماه شاعرنا الحجاج الكبير ).
المخاض:
من كوة الشعر انطلقت تلك الشرارة الدافقة، كانت هناك بعض مساجلات ومشاكسات الشباب القرائية القلقة والمتخبطة ، لكنها استقرت في اروقة جامعة البصرة ، وفي حضرة ابرز ارباب الشعر وفرسان القصيدة وقتذاك ، وصولا الى محطة تلفزيون البصرة ، اذ يلتقي الشاب الحالم الانيق مع كوكبة الادباء والشعراء هناك ، يتساجلون في شؤون الادب وفنون الثقافة ، شاكر العاشور، شوكت الربيعي ،وجودة كاظم عزيز، احسان وفيق السامرائي . . راح هذا الطائر الغريد يتحرى باحثا في الكتب الصفراء ، لينشر طوافاته الادبية ويعزز شاعريته في مجلات ودوريات عربية كانت تحتفي به ككاتب واديب واثق ، الآداب والاحد والفيصل والكلمة .. ، يشق سبيله بفخر بصري استثنائي ، معززا هذا الطواف باشتغاله في صحف البصرة ، الثغر والمرفا وصحف المرابد الشعرية ..وهو يسهم بتواضعه ليعرض ما استجد من نتاجه الشعري في حضرة شيخنا الكبير وراهب الصحافة البصرية الشاعر والاعلامي عبد الرزاق حسين ، الذي كان خير من يرعى المبدعين ، ويعرف مواطن التألق في كتاباتهم ونشرياتهم ، والذي طالما ردد طائر السعف قولته المعروفة : (استاذي في الادب والصحافة ) .
القطاف :
عن قبيلة ربيعة كتب كتابا كانه النسابة العريف ، ورصد اخطاء الصحفيين والاعلاميين بسفر جعلته عناوين الصحافة مرجعا وعونا لها ، ورصد ما فات الناشر والقارئ من غريب رسائل السياب الذي لم يحوه ديوانه ،فجمعها وطبعها ، وعرض القول الشعري والقراءة السردية في رسالة ماجستير هي خير ما كتب ، ورسم صفحات مشرقة عن شعراء البصرة الذين اسماهم قناديل النخيل ، وابدعت شاعريته الجياشة في الارجوحة الفارغة ، ليتوج مسيرته في كتابه الوعظي النقدي (الموجز النقدي) ،الذي كان بمثابة رسائل خص بها الشعراء والكتاب والنقاد .. فتنوعت وتشكلت نصائحة المختزلة التي تضم بطيها دروسا ورسائل حملت مشاعل وقناديل اضاءت واتحفت واشارت لعدد من الموضوعات الراهنة في الادب من مثل : جمال القصيدة وخصوصية الشعر ،والمعنى الفني والطاقة التعبيرية ،وآفاق الرؤية امام الشاعر، وكيف يوظف تراثه الشعري والمعرفي، والقصيدة المتوهجة، ودور الناقد المتمرس، واثر الانعكاس الانفعالي، ومقومات ودعامات الناقد الحاذق، وتجرد القصيدة عن شكلها الفني .
الرحيل :
لم يتخلف الراحل عن امسية او جلسة او اصبوحة او لقاء ادبي، فكان يحضر ويشارك ويناقش في اتحاد الادباء والكتاب وقصر الثقافة والفنون ، ورابطة مصطفى جمال الدين ...على الرغم مما تعرض له من امراض وانتكاسات اضرت بصحته وحدت من حركته، وجعلت عكازه لا يفارقه ، حتى اننا كنا نستثمر حضوره بيننا لنعرض عليه قضية في اللغة، او اشكالا في المعنى، او لبسا في قواعدها ، وكان يجيبنا بتواضع وامتنان .
لعل الراحل كان يستحضر رحيله، لذا بعث الى صديقه الناقد الدكتور عامر السعد ليودع جزءا من مكتبته العامرة ضمن اجنحة مركز تراث البصرة، الذي افرد له اسما خاصا ومشاركا في مكتبته .
وداعا ابا ايلاف ، وداعا محمد صالح عبد الرضا الرجل الذي كان الادب والشعر همه الشاخص، وكانت اللغة امه الرؤوم ، والادب شغله الشاغل .



#عادل_علي_عبيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاء المرقب ( الازميل والخشب الطري )
- الشاعر علي الياسري .. مظان التجلي
- (ريوق بروليتاري)
- النص والصورة
- فاروق عبود حمدي
- الليل طويل يا حمد
- الصالون الرياضي في البصرة (المنطلق والهدف )
- حب في درجة 50 مئوي
- خربشات
- عبدة الشيطان
- ما قالته الدموع الهوامل في رثاء (رعد هامل) :
- اخيرا .. سافر مسافر شنان للقاء ربه !
- (ناصر الكناني) الرجل الذي اخترق جدار العصامية
- نعم ايها الزاهد :
- انطولوجيا مدينة : (القسم الاول ) الزبير قبل سبعينات القرن ال ...
- آريون
- لاث محطات مربدية (المحطة الثانية)
- ثلاث محطات مربدية (المحطة الثالثة)
- لاث محطات مربدية (المحطة الاولى )
- ورقة نقدية


المزيد.....




- شهدت سينما السيارات شعبية كبيرة خلال جائحة كورونا ولكن هل يز ...
- ثقافة الحوار واختلاف وجهات النظر
- جمعية البستان سلوان تنفذ مسابقة س/ج الثقافية الشبابية
- مهرجان الجونة 2025 يكشف عن قائمة أفلامه العالمية في برنامجه ...
- بيت المدى يحتفي بمئوية نزار سليم .. الرسام والقاص وأبرز روا ...
- الرواية الملوَّثة التي تسيطر على الغرب
- تركيا تعتمد برنامجا شاملا لتعليم اللغة التركية للطلاب الأجان ...
- مسرحية -طعم الجدران مالح-.. الألم السوري بين توثيق الحكايات ...
- مهرجان الأردن لأفلام الأطفال.. غزة وحكايا النزوح والصمود في ...
- -للسجن مذاق آخر-.. شهادة أسير فلسطيني عن الألم والأمل خلف ال ...


المزيد.....

- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - أخيرا رحل طائر السعف